تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتفي الأوساط الفنية اليوم الثلاثاء بذكرى وفاة الفنان السوري مأمون الفرخ، والذي يعد أحد أبرز فناني ومخرجي المسرح العربي، فقد أثرى المكتبة المسرحية بالعديد من الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا في الوطن العربي.

أحد أبناء المعهد العالي للفنون المسرحية 

في والواحد والثلاثين من يناير عام 1958، ولد الفنان والمخرج مأمون الفرخ، في دمشق بسوريا، عشق الفن منذ الصغر، فأثقل موهبته بالدراسة الأكاديمية وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية – قسم التمثيل، وقسم كلية الدراما والموسيقى، كما حصل على درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا، عمل مديرا للمسرح القباني في دمشق سابقا، ومديرا لمسرح الطفل والعرائس في سورية.

مسلسل باب الحارة 

شارك مأمون الفرخ في العديد من الأعمال الدرامية كان أشهرها مسلسل "باب الحارة ج1"، والذي قدم خلاله دور "أبو سمير الحمصاني"، وهو من مسلسلات البيئة الشامية، الذي انتج عام 2006 وتدور أحداثه في عقد العشرينات من القرن الميلادي الماضي، في حارة الضبع، فتبدأ الأحداث حين يُسرق ذهب من منزل "أبو إبراهيم" تاجر القماش، يتبعه مقتل حارس الحارة "أبو سمعو"، فيجتمع رجال الحارة للتوصل إلى حقيقة سارق الذهب، ليكتشفوا أنه "الإدعشري"، وتتصاعد الأحداث، ثم يتبع المسلسل عدة أجزاء أخرى، والعمل من تأليف مروان قاووق، كمال مرة، وإخراج بسام الملا، وقد حقق هذا المسلسل السوري نجاحا كبيرا على الشاشة العربية الصغيرة.

قدم مأمون الفرخ دور الموظف "فرحان" في المسلسل الكوميدي الاجتماعي "يوميات مدير عام"، والذي عرض في 1995، وتدور أحداثه حول الدكتور أيمن زيدان، الذي يُعين كمدير عاما في إحدى الدوائر الحكومية، ويلاحظ الفساد الكبير في هذه الدائرة فيحاول إصلاحه، ويستعين بصديقه "زهير عبدالكريم" الذي يعمل في الإخراج على التنكر بأشكال وشخصيات مختلفة والدخول بين الموظفين لكشف الفاسد منهم ويجسد أروع أشكال الكوميديا من خلال المواقف الطريفة التي تحدث أثناء تنكره على مدار حلقات المسلسل، والعمل من تأليف زياد الريس، وإخراج هشام شربتجي، إلى جانب مشاركته في العديد من المسلسلات منها على سبيل المثال وليس الحصر: "هجرة القلوب، أبو كامل، الرجل سين، المنعطف، اللوحة السوداء، أيام الغضب، قناديل رمضان، عصر الجنون، وردة شامية، غفوة القلوب، شوارع الشام العتيقة، كرسي الزعيم، أهل الراية" وغيرها من المسلسلات.

مسلسل يوميات مدير عام 

في السينما شارك مأمون الفرخ في ثلاثة الأفلام، وهي: "تل الفرس، سبع دقائق في منتصف الليل، غير مخصص للبيع"، إلى جانب عدد كبير من المسلسلات الإذاعية، وأخرى من الرسوم المتحركة المدبلجة والدراما الأجنبية منها على سبيل المثال وليس الحصر: "الضربة المزدوجة، القناع، المدافعون، جوني كويست، دراجون بوستر، المضحكون، زعبوب وزعبوبة، سندباد بحار من بلاد العرب، مغامرات فهيم، موكب العصور، ألفين والسنجاب" وغيرها.

وفي المسرح قدم مأمون الفرخ مجموعة متنوعة من المسرحيات منها: "سكان الكهف، سفره بلا سفر، ثلاث مراكب ومشعوذ، المهرج، علاء الدين، المصباح السحري، جواهر الأميرة السبع، احتفال عائلي" وغيرها من المسرحيات التي لاقت استحسان الجمهور.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المسرح العربى دمشق المعهد العالي للفنون المسرحية مسلسل باب الحارة

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع

كنت أنوي الكتابة عن المسلسل من زاوية فنية خالصة؛ عن الأرقام القياسية التي حققها في نسب المشاهدة خلال وقت وجيز، عن براعة الكاميرا في تقنية الـ"وان شوت" التي خلقت تواصلًا بصريًا حيًا مع المشاهد، عن الأداء التمثيلي الذي تجاوز حدود النص، وعن الإخراج الذي التقط اللحظة قبل أن تنفلت.

لكن قلبي سبق قلمي،
فوجدت نفسي لا أكتب عن "نجاح عمل" فقط، وإنما عن قيمة أبعد من الأرقام. 

لا أتوقف عند "مشهد جميل"، وإنما أتتبع أثرًا تركه في الوجدان ولا يزال حاضرًا.

وجدتني أقرأ المسلسل من منظور تربوي، قبل أن أقرأه بعين ناقدة. 

رأيت في المراهقين الذين على الشاشة، وجوهًا حقيقية نراها كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا.

في زمن تتسابق فيه المسلسلات على اقتناص انتباه المشاهد، نجح هذا العمل في الرهان على الحصان الذي غالبًا ما يخشاه صناع الدراما: المراهقة.

ليست كل جريمة نهاية قصة، أحيانًا، تكون الجريمة بداية لأسئلة أكبر بكثير من القاتل والمقتول، هكذا يفتتح مسلسل Adolescence حكايته، بجريمة مروعة يرتكبها فتى في الثالثة عشرة من عمره، لكنها ليست سوى البوابة إلى عوالم داخلية معقدة.

فقد يبدو للوهلة الأولى أن المسلسل يقدم دراما ذات طابع بوليسي، لكن سرعان ما يتضح أن ما يُروى ليس عن الجريمة، وإنما عن السياقات التي سمحت لها أن تحدث.

الثيمة الأعمق هنا هي العزلة الرقمية، وكيف يمكن لطفل أن يضيع أمام أعين الجميع وهو متصل دائمًا، كيف أصبح الإنترنت وطنًا بديلًا للمراهقين حين غابت الأسرة والمدرسة عن احتضانهم.

يعالج المسلسل ببراعة مفهوم "الذكورة السامة"، ليس من خلال الخطاب المباشر أو التلقين، وإنما عبر تتبع التغير التدريجي في شخصية البطل "جيمي".

فتى يعاني من قلق داخلي، يبحث عن صورة لذاته في مرآة معطوبة، ويتلقى وابلًا من الرسائل الرقمية التي تشكل وعيه دون رقابة أو حوار.

جيمي ليس شريرًا، لكنه ضحية لفجوة بين الواقع والواقع الافتراضي؛ حيث تتحول مفاهيم القوة والقبول إلى معايير مشوهة تفرض عبر ضغط الأقران الرقمي.

المسلسل يدين فشل الأسرة والمدرسة في لعب دور الحامي والموجه، فرغم أن جيمي ينشأ في بيت محب، إلا أن الحوار الحقيقي غائب، واليقظة العاطفية مؤجلة. 

المدرسة، بدورها، تبدو مشغولة بالإدارة اليومية، غافلة عن مراهقين يتشكل وعيهم في أماكن أخرى لا يراها الكبار.

هذا الإخفاق المؤسسي لا يقدم بتجريم مباشر، وإنما كصورة متكررة لأب يحاول، لكن لا يرى، ومدرسة تحاول، لكن لا تسمع. 

وكأن الرسالة تقول إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي حين تكون أدوات التواصل مفقودة.

يتعمق المسلسل أكثر من خلال اعتماده على أسلوب السرد المتعدد؛ إذ تروى كل حلقة من منظور مختلف: الأسرة، الشرطة، الطبيب النفسي، والأصدقاء، هذا التنوع يقدم رؤية فسيفسائية دقيقة لأثر العزلة الرقمية، حيث تتكامل الأصوات لتشكل صورة شاملة لأزمة جيل بأكمله.

فنحن لا نرى جريمة، وإنما سلسلة من الفراغات، كل واحدة منها تساهم في صنع النتيجة النهائية.

من أبرز ما يميز مسلسل Adolescence هو تسليطه الضوء على التناقض العميق بين الارتباط الرقمي والانفصال الاجتماعي.  

فالمراهقون في هذا العمل لا يفتقرون إلى الاتصال؛ على العكس تمامًا، فهم يغرقون فيه، لكنهم يفتقرون إلى الحضور الحقيقي، إلى من يُصغي، لا من يراقب.

"Adolescence" مسلسل يخلخل يقيننا اليومي ويعيد توجيه البوصلة نحو جيل يعيش في عزلة مزدحمة بالضجيج الرقمي.

هو تذكير صارخ بأن الاتصال الدائم لا يعني الحضور، وأن المراقبة لا تعني الرعاية.

في كل مشهد نواجه حقيقة مريرة، هناك مراهقون يتشكل وعيهم في فراغ، تعيد صياغتهم خوارزميات بلا قلب، وتهملهم مؤسسات فقدت قدرتها على الإصغاء.

حتى أدوات الإخراج لم تكن عبثية؛ فـتقنية الـ"وان شوت" تجاوزت حدود الإبهار البصري، ونجحت في إيصال عزلة جيمي إلى المشاهد بصدق مباشر، دون فواصل أو فلاتر.
المسلسل لا يُنهي الحكاية، وإنما يفتح نقاشًا نحتاجه بشدة.

لأن السؤال الأصعب لم يعد: ماذا فعل الطفل؟
بل: أين كنا نحن حين كان يبحث عمن يسمعه؟

مقالات مشابهة

  • أبطال وصناع مسلسل «برستيج» يحتفلون بانطلاق عرض المسلسل
  • برلماني: ذكرى تحرير سيناء ستظل روحًا يستلهم منها الأجيال أسمى معاني التضحية
  • ضمن «حياة كريمة».. محافظ الأقصر يضع اللمسات الأخيرة لافتتاح محطات الصرف الصحي بإسنا
  • في ذكرى رحيله.. محمود مرسي "عتريس" الذي خجل أمام الكاميرا وكتب نعيه بيده
  • منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع
  • في ذكرى وفاته.. قصة خلاف رياض القصبجي وإسماعيل ياسين
  • مصطفى غريب وتوتا يجتمعان بمسلسل بريستيج.. مَن الجاني؟
  • فى ذكرى وفاته.. نقطة تحول بحياة الراحل مصطفى محرم
  • فى ذكرى ميلاده.. قصة اعتناق عباس فارس الصوفية
  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية