أكد رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، الثلاثاء، أن الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو، ثمرة كبرى من ثمار نضال الحركة الوطنية ومحصلة حوارات ولقاءات بالداخل والخارج استمرت لعدة سنوات.

 

وقال البركاني في برقية تهنئة بعثها لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إن الثاني والعشرين من مايو يوم ليس كمثله يوم في تاريخ اليمن حيث كان تتويجًا لأهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، وثمرة كبرى من ثمار نضال الحركة الوطنية ومحصلة حوارات ولقاءات بالداخل والخارج استمرت لعدة سنوات بداءً من اتفاق القاهرة وانتهاء ً بلقاءات عدن وصنعاء التي توجت بإعلان قيام الوحدة بالـ 22 من مايو 1990م.

 

وأضاف بأن هذا اليوم الذي رفع فيه علم الجمهورية اليمنية خفاقًا في مدينة عدن، وقضى هذا اليوم الخالد على الفرقة والشتات وأنهى حقبة دامية من الصراعات وأذاب الحواجز المُصطنعة بين أبناء الوطن الواحد.

 

وأشار إلى أنه "من حق كل اليمنيين أن يفخروا بهذا اليوم البهي والإنجاز التاريخي الذي يُعتبر الإشراقة الأبرز للعرب في القرن العشرين، وقد قوبل بترحاب عربي حار وبمباركة الأشقاء جميعًا، على اعتبار أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية هي النواة للوحدة العربية الشاملة".

 

وأردف: هذا اليوم الأغر الذي تحققت فيه وحدة الارض والانسان اليمني بما تحمله من دلالات وتمثله من معاني، وضعت اليمن كدولة وشعب في المكان اللائق به وبحضارته وتاريخه وانتقل نظامه السياسي إلى الممارسة الديمقراطية الحقة وحرية العمل السياسي والحزبي وحرية الرأي والممارسة والاحتكام إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع.

 

وهاجم البركاني، جماعة الحوثي والتي وصفها بأنها "قوى التخلف والجهل" قائلا بأنها: "أطلت بعنصريتها وطائفيتها وارهابها، لتحول كلما كان قائم الى بدع وخرافات وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان، ودمرت كل جميل على وجه الأرض واهلكت الحرث والنسل وقتلت وسجنت وشردت واحرمت منهم في إطارها من أبسط الحقوق وانتزعت لقمة العيش من أفواههم وغلبة خيار الموت على خيار المحبة والسلام التي جُبلَ اليمنيون عليها وعلى لغة الحوار والتسامح التي كانت السلوك السائد للشعب اليمني".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البركاني مجلس النواب اليمن الوحدة الانفصال

إقرأ أيضاً:

لماذا ولّت الحركة الإسلامية الأدبار شرقاً؟

منذ سطو الحركة الإسلامية على السلطة، لم تواجه تمرداً أثار حفيظتها كتمرد دارفور وكردفان، فلم تحسب له الحسبان الكافي، ظناً منها أنه مجرد صداع يزول بتناول حبّة البندول، كما قال الطيب مصطفى مهندس كراهية الجنوبيين الذي فصل الجنوب أرضاً وشعباً، حينما عقد المقارنة بين تمرد قرنق وتمرد دارفور، فلم يدري استراتيجيو المركز المتجلي في الحركة الإسلامية، بأن التحدي الأكبر هو الغرب الكبير مصدر البترول والصمغ العربي، قبل أن يكون مصدراً للرجال الأشداء، فمن لا يقرأ التاريخ لا يهتدي إلى سواء السبيل، وإهمال الكيانين الغربي والجنوبي في معادلة الثروة والحكم، ينسف أي أطروحة سياسية تستهدف المحافظة على سلطة أصحاب الامتيازات التاريخية، وكثير من منظري المركز لا يعيرون بالاً للثورة الوطنية الأولى، فيركنونها في زاوية الدروشة، وفي الواقع هي غير ذلك تماماً، لقد كانت الأساس الذي أمّن الحاضر الجامع لشتاتنا، وهذه الصخرة الصماء المرتكز عليها إرث الوطن، ما تزال ترفد نار الثورة في كردفان ودارفور بالحطب والقش، وهذا الصمود هو الذي حطّم صنم المركز في الخامس عشر من أبريل قبل سنتين، لذا يكون من المستحيل استتباع هذه الكيانات الاجتماعية والاقتصادية، للمنهاج المركزي القديم الضارب بعرض الحائط قدر إنسانها وقيمة موردها الاقتصادي، والحريص على تكريسها لتكون مزرعة خلفية يرعاها المالكون – نفس منهاجية الجار الشمالي في التعامل معنا، وذات الملامح الاستعمارية التي رفضها المهمشون فثارت ثائرة المركزيين.
الشرق متنازع الأطماع والهوية بين السودان وإرتريا، وكونه محتضناً لميناء السودان يفرض عليه ذلك أن يكون منتقصاً في سيادته على أرضه، بحكم خضوع المنافذ البحرية لرادار الملاحة الدولية، لذلك حرصت الحركة الإسلامية وقائدها علي كرتي، على أن تجلي قيادة جيشها وسكرتارية إدارة شئونها إلى بورتسودان أولاً بأول، ولم يكن الإجلاء لعطبرة أو الدامر، للحسابات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية الصرفة، وشرق البلاد لم يشهد تمرداً عسكرياً عنيفاً يجبر السكان على توحيد الجبهة الداخلية، لذا استمرت به الدعاية القديمة (جيش واحد شعب واحد)، أما الشمال فيفتقر إلى الثقل السكاني والمورد الاقتصادي، وهذان عنصران لا فكاك منهما في الحرب، فعلى الرغم من تمدد الشمال كنخبة سياسية مثّلت عمق مركز السلطة لسنين، إلّا أن للحروب تدابيرها، هذا فضلاً عن ضعف الشمال وعدم جرأته على إبداء أي نوع من الامتعاض، الذي لا يسمح به الجار الشمالي، فانخفاض مستوى الديموغرافيا وانكشاف التضاريس ومجاورة دولة (لئيمة)، جميع هذه الأسباب كانت وما تزال تمثل دافعاً للغزوين الخشن والناعم لأرض النيلين، كل هذا وذاك لا يترك للشمال درباً غير دروب السير تحت ظلال الأسوار، ومن هنا وجد أنصار الحركة الإسلامية ضالتهم في الإقليمين، باعتبارهما مهيئين لممارسة نشاطها الهادف لاستعادة ملكها المنزوع، لذلك تراها الأكثر انزعاجاً من أي وقت مضى لانتقال الحرب إلى مروي.
الحركة الإسلامية من أكثر التنظيمات السياسية حظاً في السودان، كونها حصلت على امتياز حكم البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً بلا منازع، فامتلكت كل قواعد البيانات وكذا القواعد العسكرية، وعرفت كيف تؤكل الكتف، لكن خطأها الاستراتيجي القاتل، هو أنها أكلت كتف الخروف لوحدها، ولم تترك حتى العظام اليابسة لفقراء السودان، فبدلاً من أن تحافظ على كل شيء، فقدت كل شيء، وآخر مراحل التفاف ساقها بساقها ستكون على فراش الموت ببورتسودان، أو على السرير الأبيض في مروي، وسوف يتم إخراجها من هذين الإقليمين، ليس بقوة غريمها العسكرية الغاشمة، وإنّما باتفاق أصحاب المصلحة الدوليين، الناصبين لراداراتهم بميناء بورتسودان، الحاشدين لمراكز مخابراتهم على حدودنا المتاخمة، فالحركة هربت شمالاً وشرقاً لعلمها التام بأماكن الحظر، ومواضع الخطوط الحمراء المرسومة من قبل الدوليين، ومن ظن أن جغرافيا كوكب الأرض مثل الفلاة، أو كصحراء بيوضة يسدر فيها الراعي كما يشاء، فهو جاهل، فلم تكن سطوة الحركة الإسلامية على السودان إلّا بمباركة دولية، أما الآن، فقد تغيّرت الأحوال كثيراً، كالأحوال المترتبة على قرارات أجهزة المخابرات بحق العميل الذي انتهت صلاحيته، فلقد استنفذت الحركة الإسلامية غرضها في البقاء داخلياً وخارجياً، ولم يتبقى سوى تشييعها في مراسم احتفالية، يشرف عليها سكان الشمال والشرق، حينها ترحل السحابة الداكنة، وتنقشع الغشاوة من أعين الذين ضللتهم الدعاية الكذوب (جيش واحد شعب واحد).

إسماعيل عبد الله

ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • عيد عبد الهادي: معركة العاشر من رمضان تجلت فيها أروع معاني الوحدة الوطنية
  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • هشام الحلبي: حرب 6 أكتوبر كانت ثمرة جهد 6 سنوات من التخطيط الاستراتيجي
  • في محاضرته الرمضانية التاسعة.. قائد الثورة: من ثمرة اليقين أن يمتلك المؤمن الحُجّة المقنعة والحرص على هداية الآخرين
  • الشرع: ما يحصل في سوريا متوقع ويجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي
  • لماذا ولّت الحركة الإسلامية الأدبار شرقاً؟
  • الرئيس السوري أحمد الشرع: الحفاظ على الوحدة الوطنية أولوية في ظل التطورات الحالية
  • الرئيس السوري:ما يحصل في سوريا متوقع ويجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي
  • تحت شعار الوحدة الوطنية.. مائدة إفطار الخصوص تجمع 10 آلاف مواطن قليوبي
  • مصدر لـبغداد اليوم يوضح الانفجار الغامض الذي وقع في منشأة عسكرية بطهران