وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة العيد الوطني الـ 34 للجمهورية اليمنية "22 مايو" إلى أن "هذه القيم جزء لا يتجزأْ من معاني وامتدادات ومقتضيات هويتنا الإيمانية الوحدوية، ولا ينبغي أبداً السماح لخلافاتنا السياسية مهما بلغت أن تدفعنا لمغادرة هويتنا الجَامعة، كما لا ينبغي أن نسمح للأفكار الهدامة والمشاريعِ الضيقة أن تضعنا وبلدنا في مهب الريح".

ولفت إلى أهمية أن يصنع الجميع من كل ذكرى فرصة لتجديد التمسك بوحدة التراب اليمني كامتداد لوحدة الشعب اليمني المنتمي للإيمان.

وذكر أن هناك ممارسات ظالمة وأخطاء جسيمة حدثت بحق أبناء الشعب اليمني في الجنوب والشمال على السواء ولكن من الخطأ أن نحمل الوحدة أخطاءَ النظام البائد أو نحملها ممارسات معينة من هنا أو هناك، كما أن من غير المنطقي التفكير في معالجة المشاكل من خلال التفريط بوحدة البلد.

وأكد الرئيس المشاط، على أهمية أن يدرك العالم أن مصلحة اليمن ومصالح الإقليم والعالم يكْمُن في يمنٍ واحد وموحد، مع بقاء باب الإنصاف والحلول والمعالجات العادلة مفتوحاً والذي سيكون كفيلا بحل كل المشاكل والقضايا الخلافية.

وجدد بهذه المناسبة الوحدوية التأكيد على الرغبة الصادقة في صنع السلام وحسن الجوار واستعادة الإخاء مع محيط اليمن ومع الفرقاء في الداخل.. داعيا الجميع في قيادة التحالف ممثلا بقيادته الأولى إلى إكمال ما تم البدء به، والانخراط الجاد في توقيعِ وتنفيذ خارطة الطريق والبدء الفوري في تهيئة وتعزيز الأجواء الداعمة لِبناء الثقة في الجانبَيْن الإنساني والاقتصادي والمضيِ قُدُمَاً في طريقِ السلامِ وتصفير الأزمات والصِراعات كُلِّيَاً والعمل معاً على جعل المنطقة ككل آمنة ومستقرة ومزدهرة.

ونصح بالحذر من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان الأمة.

ودعا الرئيس المشاط، المجتمعَ الدولي والأممَ المتحدة إلى شطب القرارات والعناوين المعيقة للسلام في اليمن والاضطلاع بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجهاتها الخيِّرة.

كما دعا أمريكا وبريطانيا إلى الوقفِ الفوري للعدوان الإجرامي البغيض على غزة المظلومةِ والكفِّ عنْ عدوانهما على اليمن، وإدراك أنَّ الاستمرار في السلوك العدواني يُمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين ويعرض مصالحهما للخطر المتزايد.

ووجه الرئيس المشاط، الحكومة بتأجيل الاحتفال بهذا المناسبة إلى ما بعد انتهاء أيام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى، باعتبار ذلك واجبا تجاه بلد مسلم يجل شعبنا وبلدنا ويشاطر أمة الإسلام ومجاهديها في فلسطين الهموم والآلام، على أن يكون يوم الأحد القادم هو موعد الاحتفال الرسمي بالذكرى الوطنية للوحدة اليمنية بدلاً عن يوم غد.

فيما يلي نص الخطاب:

الحمدُ لله علامِ الغيوبِ ومؤلِفِ القلوب القائلُ في مُحكمِ الِكتابِ {واعْتَصِمُوا بِحَيْلِ اللَّهِ جَمِيْعاً ولَا تَفَرَّقُوا} والقائلُ {إنَّما المؤْمِنُونَ إخْوَة} والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله مُحمدٍ وعلى أهلِ بيتهِ الأطهار وارضىَ اللهُم عن صحابته المُنتجَبينَ الأخيارَ وبعد،

أيُّها الشعبُ اليمنيِ العزيزِ في داخلِ الوطنِ وخارِجه

أُحييكم بِتحيةِ اليمنِ الواحدِ والمُوحد، وأُبارِكُ لكم حلول الِذكرى الرابِعةِ والثلاثينَ لِقيامِ الوِحدةِ اليمنيةِ الخالدةِ في الثاني والعِشرينَ مِن مايو الأغر.

إنَّ هذا اليومَ في حقيقتهِ لم ينتجْ وِحدتْنا اليمنيةِ، وإنَّما هو يومٌ كَشفَ عنها ورَسْمَنْها وأضْفى عليها شيئاً مِن الطابعِ الرسمي إنْ صحَ التعبير، ذلكَ إنَّ الوحدةَ ثقافةٌ أوْجَدها اللهُ في إسلامِنا الواحد وقُرآنِنِا الواحد، ونبينا الواحِد، وفي قيمِ اليمنيينَ وكُلِّ ما يربِطهُم بِربهمُ الواحدِ.

أيُّها الأُخوةُ والأَخوات

وفي هذهِ الذكرى المجيدةِ يجِبُ أن ننظُرَ إليها كمحطةٍ سنويةٍ لإِحياءِ معاني الإِخاءِ والمحبةِ وإشاعةِ روح التسامُحِ والتعايُشِ، والتعاوُنِ والتكامُلِ، والتسامي على الجراح، ونبذِ كل أسبابِ وعوامل الفرقةِ والكراهية، باعتبار هذه القيم جزءاً لا يتجزأْ من معاني وامتداداتِ ومقتضياتِ هويْتِنَا الإيمانِيَّةِ الوحْدَوِيَّةِ، ولا ينبغي أبداً السماح لِخِلافاتِنا السياسيةِ مهْمَا بَلغتْ أنْ تدْفعْنا لِمُغادرةِ هويَّتِنا الجَامعة، كما لا ينبغي أنْ نسمحَ لِلأفكارِ الهدامةِ والمشاريعِ الضيقةِ أنْ تضعْنا وبلدِنَا في مهبِ الريح.

بلْ يجِبُ وُجُوباً أنْ نصنعَ من كلِ ذكرى فرصةً كبرى لِتَجْديدِ تَمسُّكِنا الجَمْعيِّ والوُجْدانِي بِوحْدِةِ تُرابِنا الغَالي كامتداد لِوحدةِ شَعْبِنا المُنْتَمي لِلإيمان..

نعم لقد حدثتْ مُمَارساتٍ ظالِمةً وأخطاءً جسيمةٍ بِحقِ أهْلِنا في جَنُوبِ البِلادِ وفي شَمالِها على حدٍ سواء، ولكنْ مِنَ الخَطِيْئَةِ بِمكانٍ أنْ نُحَمِّلَ الوحدةَ أخطاءَ النظامِ البائِدِ أو نُحَمِّلها مُمَارساتٍ مُعَيَّنةٍ مِنْ هُنا أوْ هُناك، وليسَ مِنَ العقْلِ ولا مِنَ المنْطِقِ ولا مِنَ المصْلحةِ لِبلدِنا ومنطِقَتِنا التفكير في معالجةِ مشاكِلنا من خلالِ التفريطِ أوِ التضْحِيةِ بِوحدةِ البِلاد.

وهذا أمرٌ يُدْرِكَه كُلُّ العالمِ ذلِك أنْ مصْلحةَ اليمنِ ومصالِحَ الإقْليمِ والعالمِ وحفظَ السِّلْم والأمْنِ الدَوْلِيَين كُل ذلك يكْمُن في يمنٍ واحدٍ وموحد، مع بقاءِ بابِ الإنصافِ والحلولِ والمعالجاتِ العادلةِ مفتوحاً وهو بِإذنِ اللهِ كفيلٌ بِحلِّ كُلِّ المشاكلِ والقضايا الخِلافية.

أيُّها الشعبُ اليمني العزيز

لا أُريد أنْ أُطِيلَ عليكم في هذه الكلمةِ ولِذلك سأُحاوِلُ التركيز على جملةٍ من الرسائِلِ في بِضْعِ نِقاط.

أولاً – يُصادِفُ يومُ غدٍ الأربعاءِ ذكرى اليوم الوطني لِلوحدةِ اليمنيةِ وهو اليومَ الذي نُقيمُ فِيهِ احْتِفَالاتِنا المُعتادَةِ بِهذِه المُناسَبَةِ ولكِنْ للأسف كما تَعْرِفُونَ شاءَت الأقْدارِ أنْ يتزامَنْ ذلِك مع أيامٍ صَعْبةٍ وحَزِيْنةٍ يَعِيْشها - بلدٌ عزيزٌ من بُلدانِ أُمَّتِنا وهو الجمهورية الإسلامية في إيران الشقيِق إثْرَ المصابِ الجَلَلِ والخطبِ الفادحِ الذي أَلَمَّ بِالأخِ العزيزِ فخامةِ الرئيس السيد/ إبراهيم رئيسي ورفاقهِ الأعِزاءِ رِحِمَهُمُ اللهِ جَميعاً وفي هذا الصَّدّدِ أُوَجِّهُ الحُكُومَةِ بتأجيل الاحتفال بالمناسبة إلى ما بعد انتهاء أيام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى، وهذا ماٌ يُمْلِيهِ علينا الواجِبُ تِجاه بلدٍ مُسلِمٍ يُجِلُّ شَعْبَنا وبلدنا ويُقاسِمَ أُمةَ الإسلامِ ومُجاهِديِها في فلسطين الهُمُومَ والآلام.

وهذا في حد ذاتهِ يُعبر عن اعتزازنا بِوحدتِنا اليمنية وإحياء عملي لامْتِدَاداتِها ومعانِيها القيمية التي هي في جَوهرِها روحٌ أخويةٌ تُسافر في فضاءاتِ أُمَّتِنا الواحدةِ وتقاسُمِها الآلام والآمال على حدٍ سواء، يقولُ رسولُ الله صلوات الله عليه وعلى آله (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِهِم وتراحُمِهِمْ كَمثلِ الجَسدِ الواحدِ إذا اشتكى منْهُ عُضوٌ تَدَاعتْ لهُ سائِرُ الأعضاء بالسهر والحمى).

وعليهِ فليكُنْ يومَ الأحدْ القادِمْ إن شاء الله تعالى هو موعِدُ الاحتفال الرسمي للذكرى الوطنية للوحدة اليمنية بدلاً عن يومِ غد.

ثانيا – وفي أفْياءِ هذه الذكرى الوُحدويِّةِ تتجدد في أعماقِنا رغبةٌ صادقةٌ في صُنعِ السلامِ وحُسنِ الجوارِ واستعادةِ الإخاءِ مع مُحيطَنا ومع الفُرقاءِ في الداخلِ وفي هذا السياقِ أدعو الجميعَ في قيادة التحالفِ مُمَثلاً بِقِيادتِهِ الأولى إلى إكمالِ ما بدأناهُ معاً والانخراط الجادِ في توقيعِ وتنفيذِ خارطةِ الطريقِ والبدء الفوري في تهيئةِ وتعزيزِ الأجواءِ الداعمةِ لِبناءِ الثقةِ في الجانبَيْنِ الإنساني والاقتصادي والمضيِ قُدُمَاً في طريقِ السلامِ وتصفيرِ الأزماتِ والصِراعاتِ كُلِّيَاً والعملِ معاً على جَعلِ المنطِقَةِ كَكُلِ منْطِقة آمنة ومستقرة ومزدهرة وننصح بالحذر من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان امتنا.

ثالثا – أدعو المجتمعَ الدولي والأممَ المتحدةِ الى شطبِ القراراتِ والعناوينَ المعيقةِ للسلامِ في اليمنِ والاضطلاعِ بدورٍ إيجابي في تعزيزِ وتشجيعِ نوايا صنعاء وتوجُهاتِها الخيِّرةِ، كما أدْعو أمريكا وبريطانيا الى الوقفِ الفوري لِلْعُدوان الإجرامي البغيضِ على أهْلِنا في غزةِ المظلومةِ والكفِّ عنْ عُدوانِهِما على اليمن، وإدراك أنَّ الاستمرار في السلوكِ العدواني يُمثل تهديداً خطيراً لِلسلم والأمنِ الدَولِيين ويعَرَّضْ مصالِحِهِما للخطرِ المتزايد.

المجد والخلود للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للأسرى

النصر لشعبنا اليمني العزيز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الرئیس المشاط لا ینبغی

إقرأ أيضاً:

ذمار .. فعالية نسائية لإحياء ميلاد فاطمة الزهراء ودعم الشعب الفلسطيني

يمانيون../
قامت الهيئة النسائية في محافظة ذمار، اليوم، فعالية خطابية بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام – الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة المسلمة – إلى جانب وقفة تضامنية دعماً للشعب الفلسطيني.

خلال الفعالية، أكدت المشاركات أن إحياء هذه المناسبة يعبر عن الارتباط العميق بالرسول الكريم وآل بيته الأطهار، كما يبرز اعتزاز المرأة اليمنية بثقافتها القرآنية وهويتها الإيمانية.

وشددن على أهمية هذه الذكرى باعتبارها محطة تربوية لاستلهام القيم السامية من حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، التي تمثل رمزاً للصبر والإيمان والتمسك بالمبادئ القرآنية.

وتطرقت الكلمات إلى التحديات التي تواجه المرأة المسلمة بسبب الحرب الناعمة التي تستهدف هويتها وقيمها، داعيات إلى التمسك بأخلاق فاطمة الزهراء والسير على نهجها كقدوة للمرأة المؤمنة.

في الوقفة، أدانت المشاركات جرائم الاحتلال الصهيوني وحلفائه بحق الشعب الفلسطيني، مستنكرات التخاذل الإسلامي وصمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم التي تنتهك القيم الإنسانية والقوانين الدولية.

وأكد بيان صادر عن الوقفة دعم العمليات الصاروخية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الأراضي المحتلة، داعياً إلى تصعيد الجهود لتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية، ومواصلة المقاطعة الاقتصادية لداعمي الاحتلال.

كما دعا البيان إلى نصرة الشعب الفلسطيني وتعزيز روح الوحدة الإسلامية، ورفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، مشيداً بمقاومة الشعب الفلسطيني وصمود الشعب السوري في مواجهة العدوان.

مقالات مشابهة

  • ثبات “الموقف اليمني” يفشل مخططات “عزل غزة”
  • الرئيس السيسي: مصر تحتاج 2 تريليون دولار مصروفات سنوية
  • ذمار .. فعالية نسائية لإحياء ميلاد فاطمة الزهراء ودعم الشعب الفلسطيني
  • الهيئة النسائية بعمران تُحيي ذكرى ميلاد الزهراء وتنظم وقفة نصرة لفلسطين
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • الرئيس المشاط: اليمن خسر برحيل العلامة سهيل واحدًا من العلماء الأجلاء
  • الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس الشورى عبد الله نمران في وفاة شقيقه عبد الغني
  • حزب الله اللبناني يعلن موقفه الجديد من الغارات الإسرائيلية على اليمن
  • اللجنة المنظمة تحدد الساحات النسائية بالمحافظات لإحياء ذكرى مولد الزهراء
  • تحديد الساحات النسائية بالمحافظات لإحياء ذكرى مولد الزهراء عليها السلام