الثورة نت|

أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أهمية النظر إلى الذكرى المجيدة للوحدة اليمنية كمحطة سنوية لإِحياء معاني الإِخاء والمحبة وإشاعة روح التسامحِ والتعايُش، والتعاوُن والتكامل، والتسامي على الجراح، ونبذ كل أسباب وعوامل الفرقة والكراهية.

وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة العيد الوطني الـ 34 للجمهورية اليمنية “22 مايو” إلى أن “هذه القيم جزء لا يتجزأْ من معاني وامتدادات ومقتضيات هويتنا الإيمانية الوحدوية، ولا ينبغي أبداً السماح لخلافاتنا السياسية مهما بلغت أن تدفعنا لمغادرة هويتنا الجَامعة، كما لا ينبغي أن نسمح للأفكار الهدامة والمشاريعِ الضيقة أن تضعنا وبلدنا في مهب الريح”.

ولفت إلى أهمية أن يصنع الجميع من كل ذكرى فرصة لتجديد التمسك بوحدة التراب اليمني كامتداد لوحدة الشعب اليمني المنتمي للإيمان.

وذكر أن هناك ممارسات ظالمة وأخطاء جسيمة حدثت بحق أبناء الشعب اليمني في الجنوب والشمال على السواء ولكن من الخطأ أن نحمل الوحدة أخطاءَ النظام البائد أو نحملها ممارسات معينة من هنا أو هناك، كما أن من غير المنطقي التفكير في معالجة المشاكل من خلال التفريط بوحدة البلد.

وأكد الرئيس المشاط، على أهمية أن يدرك العالم أن مصلحة اليمن ومصالح الإقليم والعالم يكْمُن في يمنٍ واحد وموحد، مع بقاء باب الإنصاف والحلول والمعالجات العادلة مفتوحاً والذي سيكون كفيلا بحل كل المشاكل والقضايا الخلافية.

وجدد بهذه المناسبة الوحدوية التأكيد على الرغبة الصادقة في صنع السلام وحسن الجوار واستعادة الإخاء مع محيط اليمن ومع الفرقاء في الداخل.. داعيا الجميع في قيادة التحالف ممثلا بقيادته الأولى إلى إكمال ما تم البدء به، والانخراط الجاد في توقيعِ وتنفيذ خارطة الطريق والبدء الفوري في تهيئة وتعزيز الأجواء الداعمة لِبناء الثقة في الجانبَيْن الإنساني والاقتصادي والمضيِ قُدُمَاً في طريقِ السلامِ وتصفير الأزمات والصِراعات كُلِّيَاً والعمل معاً على جعل المنطقة ككل آمنة ومستقرة ومزدهرة.

ونصح بالحذر من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان الأمة.

ودعا الرئيس المشاط، المجتمعَ الدولي والأممَ المتحدة إلى شطب القرارات والعناوين المعيقة للسلام في اليمن والاضطلاع بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجهاتها الخيِّرة.

كما دعا أمريكا وبريطانيا إلى الوقفِ الفوري للعدوان الإجرامي البغيض على غزة المظلومةِ والكفِّ عنْ عدوانهما على اليمن، وإدراك أنَّ الاستمرار في السلوك العدواني يُمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين ويعرض مصالحهما للخطر المتزايد.

ووجه الرئيس المشاط، الحكومة بتأجيل الاحتفال بهذا المناسبة إلى ما بعد انتهاء أيام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى، باعتبار ذلك واجبا تجاه بلد مسلم يجل شعبنا وبلدنا ويشاطر أمة الإسلام ومجاهديها في فلسطين الهموم والآلام، على أن يكون يوم الأحد القادم هو موعد الاحتفال الرسمي بالذكرى الوطنية للوحدة اليمنية بدلاً عن يوم غد.

فيما يلي نص الخطاب:

الحمدُ لله علامِ الغيوبِ ومؤلِفِ القلوب القائلُ في مُحكمِ الِكتابِ {واعْتَصِمُوا بِحَيْلِ اللَّهِ جَمِيْعاً ولَا تَفَرَّقُوا} والقائلُ {إنَّما المؤْمِنُونَ إخْوَة} والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله مُحمدٍ وعلى أهلِ بيتهِ الأطهار وارضىَ اللهُم عن صحابته المُنتجَبينَ الأخيارَ وبعد،

أيُّها الشعبُ اليمنيِ العزيزِ في داخلِ الوطنِ وخارِجه

أُحييكم بِتحيةِ اليمنِ الواحدِ والمُوحد، وأُبارِكُ لكم حلول الِذكرى الرابِعةِ والثلاثينَ لِقيامِ الوِحدةِ اليمنيةِ الخالدةِ في الثاني والعِشرينَ مِن مايو الأغر.

إنَّ هذا اليومَ في حقيقتهِ لم ينتجْ وِحدتْنا اليمنيةِ، وإنَّما هو يومٌ كَشفَ عنها ورَسْمَنْها وأضْفى عليها شيئاً مِن الطابعِ الرسمي إنْ صحَ التعبير، ذلكَ إنَّ الوحدةَ ثقافةٌ أوْجَدها اللهُ في إسلامِنا الواحد وقُرآنِنِا الواحد، ونبينا الواحِد، وفي قيمِ اليمنيينَ وكُلِّ ما يربِطهُم بِربهمُ الواحدِ.

أيُّها الأُخوةُ والأَخوات

وفي هذهِ الذكرى المجيدةِ يجِبُ أن ننظُرَ إليها كمحطةٍ سنويةٍ لإِحياءِ معاني الإِخاءِ والمحبةِ وإشاعةِ روح التسامُحِ والتعايُشِ، والتعاوُنِ والتكامُلِ، والتسامي على الجراح، ونبذِ كل أسبابِ وعوامل الفرقةِ والكراهية، باعتبار هذه القيم جزءاً لا يتجزأْ من معاني وامتداداتِ ومقتضياتِ هويْتِنَا الإيمانِيَّةِ الوحْدَوِيَّةِ، ولا ينبغي أبداً السماح لِخِلافاتِنا السياسيةِ مهْمَا بَلغتْ أنْ تدْفعْنا لِمُغادرةِ هويَّتِنا الجَامعة، كما لا ينبغي أنْ نسمحَ لِلأفكارِ الهدامةِ والمشاريعِ الضيقةِ أنْ تضعْنا وبلدِنَا في مهبِ الريح.

بلْ يجِبُ وُجُوباً أنْ نصنعَ من كلِ ذكرى فرصةً كبرى لِتَجْديدِ تَمسُّكِنا الجَمْعيِّ والوُجْدانِي بِوحْدِةِ تُرابِنا الغَالي كامتداد لِوحدةِ شَعْبِنا المُنْتَمي لِلإيمان..

نعم لقد حدثتْ مُمَارساتٍ ظالِمةً وأخطاءً جسيمةٍ بِحقِ أهْلِنا في جَنُوبِ البِلادِ وفي شَمالِها على حدٍ سواء، ولكنْ مِنَ الخَطِيْئَةِ بِمكانٍ أنْ نُحَمِّلَ الوحدةَ أخطاءَ النظامِ البائِدِ أو نُحَمِّلها مُمَارساتٍ مُعَيَّنةٍ مِنْ هُنا أوْ هُناك، وليسَ مِنَ العقْلِ ولا مِنَ المنْطِقِ ولا مِنَ المصْلحةِ لِبلدِنا ومنطِقَتِنا التفكير في معالجةِ مشاكِلنا من خلالِ التفريطِ أوِ التضْحِيةِ بِوحدةِ البِلاد.

وهذا أمرٌ يُدْرِكَه كُلُّ العالمِ ذلِك أنْ مصْلحةَ اليمنِ ومصالِحَ الإقْليمِ والعالمِ وحفظَ السِّلْم والأمْنِ الدَوْلِيَين كُل ذلك يكْمُن في يمنٍ واحدٍ وموحد، مع بقاءِ بابِ الإنصافِ والحلولِ والمعالجاتِ العادلةِ مفتوحاً وهو بِإذنِ اللهِ كفيلٌ بِحلِّ كُلِّ المشاكلِ والقضايا الخِلافية.

أيُّها الشعبُ اليمني العزيز

لا أُريد أنْ أُطِيلَ عليكم في هذه الكلمةِ ولِذلك سأُحاوِلُ التركيز على جملةٍ من الرسائِلِ في بِضْعِ نِقاط.

أولاً – يُصادِفُ يومُ غدٍ الأربعاءِ ذكرى اليوم الوطني لِلوحدةِ اليمنيةِ وهو اليومَ الذي نُقيمُ فِيهِ احْتِفَالاتِنا المُعتادَةِ بِهذِه المُناسَبَةِ ولكِنْ للأسف كما تَعْرِفُونَ شاءَت الأقْدارِ أنْ يتزامَنْ ذلِك مع أيامٍ صَعْبةٍ وحَزِيْنةٍ يَعِيْشها – بلدٌ عزيزٌ من بُلدانِ أُمَّتِنا وهو الجمهورية الإسلامية في إيران الشقيِق إثْرَ المصابِ الجَلَلِ والخطبِ الفادحِ الذي أَلَمَّ بِالأخِ العزيزِ فخامةِ الرئيس السيد/ إبراهيم رئيسي ورفاقهِ الأعِزاءِ رِحِمَهُمُ اللهِ جَميعاً وفي هذا الصَّدّدِ أُوَجِّهُ الحُكُومَةِ بتأجيل الاحتفال بالمناسبة إلى ما بعد انتهاء أيام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى، وهذا ماٌ يُمْلِيهِ علينا الواجِبُ تِجاه بلدٍ مُسلِمٍ يُجِلُّ شَعْبَنا وبلدنا ويُقاسِمَ أُمةَ الإسلامِ ومُجاهِديِها في فلسطين الهُمُومَ والآلام.

وهذا في حد ذاتهِ يُعبر عن اعتزازنا بِوحدتِنا اليمنية وإحياء عملي لامْتِدَاداتِها ومعانِيها القيمية التي هي في جَوهرِها روحٌ أخويةٌ تُسافر في فضاءاتِ أُمَّتِنا الواحدةِ وتقاسُمِها الآلام والآمال على حدٍ سواء، يقولُ رسولُ الله صلوات الله عليه وعلى آله (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِهِم وتراحُمِهِمْ كَمثلِ الجَسدِ الواحدِ إذا اشتكى منْهُ عُضوٌ تَدَاعتْ لهُ سائِرُ الأعضاء بالسهر والحمى).

وعليهِ فليكُنْ يومَ الأحدْ القادِمْ إن شاء الله تعالى هو موعِدُ الاحتفال الرسمي للذكرى الوطنية للوحدة اليمنية بدلاً عن يومِ غد.

ثانيا – وفي أفْياءِ هذه الذكرى الوُحدويِّةِ تتجدد في أعماقِنا رغبةٌ صادقةٌ في صُنعِ السلامِ وحُسنِ الجوارِ واستعادةِ الإخاءِ مع مُحيطَنا ومع الفُرقاءِ في الداخلِ وفي هذا السياقِ أدعو الجميعَ في قيادة التحالفِ مُمَثلاً بِقِيادتِهِ الأولى إلى إكمالِ ما بدأناهُ معاً والانخراط الجادِ في توقيعِ وتنفيذِ خارطةِ الطريقِ والبدء الفوري في تهيئةِ وتعزيزِ الأجواءِ الداعمةِ لِبناءِ الثقةِ في الجانبَيْنِ الإنساني والاقتصادي والمضيِ قُدُمَاً في طريقِ السلامِ وتصفيرِ الأزماتِ والصِراعاتِ كُلِّيَاً والعملِ معاً على جَعلِ المنطِقَةِ كَكُلِ منْطِقة آمنة ومستقرة ومزدهرة وننصح بالحذر من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان امتنا.

ثالثا – أدعو المجتمعَ الدولي والأممَ المتحدةِ الى شطبِ القراراتِ والعناوينَ المعيقةِ للسلامِ في اليمنِ والاضطلاعِ بدورٍ إيجابي في تعزيزِ وتشجيعِ نوايا صنعاء وتوجُهاتِها الخيِّرةِ، كما أدْعو أمريكا وبريطانيا الى الوقفِ الفوري لِلْعُدوان الإجرامي البغيضِ على أهْلِنا في غزةِ المظلومةِ والكفِّ عنْ عُدوانِهِما على اليمن، وإدراك أنَّ الاستمرار في السلوكِ العدواني يُمثل تهديداً خطيراً لِلسلم والأمنِ الدَولِيين ويعَرَّضْ مصالِحِهِما للخطرِ المتزايد.

المجد والخلود للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للأسرى

النصر لشعبنا اليمني العزيز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الرئيس مهدي المشاط الرئیس المشاط لا ینبغی

إقرأ أيضاً:

المرأة اليمنية.. صمود وثبات على مر العصور

الثورة / أمل الجندي- رجاء عاطف

قدمت المرأة اليمنية خلال 10 أعوام من العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا نموذج راقي في صمودها وقوتها وتمسكها بثوابتها الوطنية ورفضها للاستسلام رغم العدوان والحصار ورغم كل التحديات والظروف التي عاشتها خلال هذه الفترة، بل أنها عملت على بناء جيل متسلح بالقرآن متمسك بالعزة والقوة والكرامة ولعبت أدواراً بطولية في جهادها وثباتها.. سنتعرف من خلال هذا الاستطلاع على مدى صبرها خلال هذه السنوات وما الرسالة التي قدمتها.. إلى التفاصيل:-

تحمل المرأة اليمنية وعياً وقوة وإيماناً لا يضاهيه على مستوى العالم، هكذا بدأت حفيظة إسحاق – معلمة بمدرسة الجيل الجديد حديثها قائلة: لقد قدمت المرأة اليمنية خلال عشرة أعوام رسالة قوية ومعروفة على مر التاريخ بثباتها وشجاعتها ومواجهتها للعدو رغم كل المحاولات التي يقودها لجعل المرأة اليمنية تنحدر عن عفتها ونزاهتها، إلا أنها أثبتت وبكل عزة ورفعة أنها امرأة محتشمة مؤمنة نزيهة تصون عرضها وشرفها متميزة بالأخلاق الحميدة، ومواجهة الطغيان والإفساد بالوعي والإيمان لأنها تحمل قضية ومسؤولية إقامة دين الله والتصدي لأعداء الله حتى وإن وصل بها الحال للخروج بسلاحها دفاعًا عن دينها وكرامتها وعزتها وهذا ما ألفناه منها وليس بالغريب عنها فنحن اليمنيات من سطر مواقفنا القرآن الكريم في سورة “سبأ”.

ووجهت إسحاق رسالة للعدو قائلة: عليك أن تأخذ قسطًا من التفكير قبل أن تخوض غمار حربِ أنت خاسر فيها لا محالة وعليك أن تدرك أن قوتنا ليست بالمادية ولا العسكرية ولا غيرها فقوتنا إيمانية نستمدها من قوة الله.

وأكدت إسحاق أن المرأة اليمنية خلال 10 أعوام من العدوان والحصار، لعبت دوراً بطولياً يشهد له التاريخ فهي ليست كغيرها من النساء في المعمورة لما تحمله من روحية عجيبة في صمودها وثباتها وجهادها.. ومازالت تقدم القوافل تلو القوافل دعمًا للقوات العسكرية بجميع مجالاتها ومساندة لإخواننا في غزة ولبنان، فهي من صبرت وثبتت على ظروف قاسية مريرة لفُرقة شهيد أو مرابط أو أنين جريح أو غياب أسير كــان أبًا أو ابنًا أو أخًا فكلما طالت الفرقة والآلام والغياب ازدادت صمودًا وإيمانًا فهي قوية بذاتها ومجاهدة بطبيعتها ولها القدرة على التحمل والصبر على مرارة العيش وتحملها أقسى الظروف، فمن شدة صبرها وتحملها لا يكاد يعرف ظروف معيشتها أحد وذلك لعفافها فالعفاف صفة لا تمتلكها أي امرأة إلا امرأة مؤمنة صابرة امرأة جعلت الزهراء عليها السلام قدوتها ونصب عينيها.

عزّة وكرامة

ومن جهتها أشارت إبتهال أبوطالب – كاتبة وناشطة إعلامية إلى أن نساء اليمن المؤمنات على العهد باقيات ولقيم دين الله قائمات، فمن النماذج التي عبرت عن الدور الإيماني هي نماذج ظهرت جلية واضحة طيلة 10 سنوات العدوان الأمريكي السعودي على يمن الحكمة والإيمان، فقد وجدنا النساء اليمنيات يجدن بكل ما لديهن من مال وأولاد بكل سخاء في سبيل الله، سبيل الحق والرشاد، لأنهن يعلمن أن لا خسارة مع الله، ولا خذلان لمن سار في طريق الآل الأخيار.

وأكدت أن بهذه النماذج الراقية من النساء الماجدات فشل العدوان عسكريًا وانهزم معنويًا ليتجه إثر ذلك لحرب ناعمة للسعي من انحطاط المرأة اليمنية، وإبعادها عن دينها، ولكنه فشل مرة أخرى أيما فشل، وانهزم أيما انهزام، بل وجد بأن المرأة في يمن الحكمة والإيمان في كافة المجالات عنوان الوعي، وعنوان الإيمان.

منوهة بأنه في إطار الحرب الناعمة وجدنا قنوات إعلامية تنفذ الخطط الشيطانية للغرب الكافر، فتروج لمسلسلات ماجنة، وتُشهِّر بأن تطور المرأة المسلمة في الانحلال والتبرج، لذا نسمعه يروج بنساء عاهرات ماجنات فاسدات بغية اقتداء المرأة المسلمة بهن وسيرها سيرتهن ونهجها نهجهن.

مدرسة متكاملة

أوضحت الدكتورة بدور الحيفي – ناشطة ثقافية أن المرأة اليمنية بفضل الله لها ميزتها العظيمة التي تشرفت بها كونها من شعب وصفه رسول الله صلوات الله عليه وآله بأنه شعب الإيمان والحكمة، فكما ان الإيمان متجسد في رجال اليمن الشرفاء والمجاهدين العظماء، هو أيضا متجسد في نساء اليمن أخوات الرجال، فهي تقدم اليوم العديد من الرسائل لكل النساء وعلى كل الأصعدة.

فالمرأة اليمنية اليوم خلال عشر سنوات من العدوان والحصار لا تقل دوراً عن الرجل في ارتقائها الإيماني ،فنراها مجاهدة في سبيل الله، باذلةً الغالي والنفيس نصرة لدين الله ، قدمت فلذات أكبادها دفاعاً عن الأرض والعرض في سبيل الله، فهي تعتبر مدرسة متكاملة وقفت وقوف الشامخين نصرةً للحق فقدمت قوافل الشهداء وقوافل العطاء في الجانب المادي رفداً لرجال الرجال في جبهات العزة والكرامة، كونها تملك قدوة عظيمة في حياتها، تقتدي بها وتسير على خطاها ، هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ذلك النموذج الأرقى هو ما شد المرأة اليمنية لأن تكون مثلها في صبرها وجهادها وحكمتها وحشمتها وعفتها، وما يغيظ أعداء الله، هو تمسك المرأة اليمنية بقدوة عظيمة لها أثرها الكبير في واقع المجتمع البشري.

كل المجتمع

ووجهت أروى سفيان – مشرفة وثقافية رسالة مفادها: لقد لعبت المرأة اليمنية خلال 10 سنوات من العدوان والحصار دوراً مهماً وفعالاً وجهادياً، فقد دفعت بالابن والزوج والأخ إلى الجبهات للدفاع عن الدين والأرض والعرض، وهي من انفقت في سبيل الله وهي من صبرت واخترعت واقتصدت وعانت وتجاوزت كل صعوبات العيش، ويكفيها فخراً أنها استقبلت شهيدها في سبيل الله بالزغاريد والرضا لأمر الله، وهي أيضاً من جاهدت في سبيل الله إعلاميا وثقافيا وتربويا وفي جميع المجالات المتاحة لها وكانت شريكة في النصر والاكتفاء الذاتي المحلي ولهذا كان لها دور عظيم، كونه مستمداً من الثقافة القرآنية ومن قدوات آل بيت النبوة ، لذا فالمرأة اليمنية هي كل المجتمع وليس كما يزعم الأوروبيون بأن المرأة نصف المجتمع لأنه اذا صلحت المرأة صلح المجتمع وإذا فسدت المرأة فسد المجتمع بأكمله.

أدوار بطولية

وأشارت نورا السياغي – مدربة في مبادرة بذور الخير إلى أنه قليل في حق المرأة اليمنية أن نكتب أو نُعدد الأدوار البطولية التي عملتها خلال العشر السنوات من العدوان الغاشم علينا، لكن الدور الأكبر الذي قامت به في هذه الفترة هو التمسك بأسرتها وأطفالها حيث لم تفرط بهم وقامت بتربيتهم التربية الصحيحة وتنشأتهم على الصبر على كل الظروف المعيشية القاسية التي مررنا بها، فكانت هذه المرأة هي الداعمة لزوجها في مشاركته الهموم وتحمل المسئولية والأعباء ومواجهة كل أمور الحياة والمساعدة في توفير لقمة العيش واستخدمت البدائل للغاز وعملت في التصنيع الغذائي والاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة المنزلية وغيرها الكثير من الأعمال، ولم تجلس مكتوفة الأيدي بل حاولت احتواء أسرتها في حين كان الوضع المادي شبه معدوم بسبب الحصار المطبق على بلادنا وقطع المرتبات،

وقالت السياغي: خلال العشر السنوات وبفضل المرأة اليمنية وجدنا الأسر المنتجة والواعية ووجدنا التكاتف بين الجميع والحرص على الإحسان فيما بينهم، ودعم رجال الرجال في الجبهات حتى بأبسط الأشياء وتعلمت المرأة اليمنية خلال هذه الفترة كيف عليها أن تتخطى الأزمة وتحويلها إلى فرص لتثبت نفسها وجدارتها وقدرتها على تحمل المسؤولية والأعباء إلى جانب أخيها الرجل وعملت في شتى المجالات دون كلل أو ملل بكل إصرار وعزيمة حتى احتار منها العدو وفشل في تفكيك الأسرة اليمنية والمجتمع اليمني بأسره.

أروع الأمثلة

وترى فاطمة شرف الدين – ناشطة ثقافية أن المرأة اليمنية قدمت أعظم النماذج وضربت أروع الأمثلة في الصبر والصمود تجاه المظلومية التي تعرضت لها ويتعرض لها شعبنا اليمني العزيز.

ففي حين يستمر العدوان الأمريكي السعودي في عدوانه وحصاره على بلدنا تستمر المرأة اليمنية بالتصدي لهذا العدوان في كل المجالات وخاصة في المجالات الاقتصادية والمعيشية، فنراها اليوم تحاول أن تبحث عن أي مجال للحصول على الرزق مع الحصار الأمريكي على بلدنا، وجدناها قد فتحت الكثير من المشاريع الصغيرة التي تستطيع من خلالها إعالة أسرتها خاصة وقد تحولت الكثير من اليمنيات إلى المعيل الرئيسي لكثير من الأسر بعد استشهاد رب الأسرة والمعيل الرئيسي ،كما نراها المشجع الأول  لأبنائها لمواجهة هذا العدوان، ونرى ان لها دوراً مهماً وكبيراً في توعية وتثقيف المرأة اليمنية بالوعي والثقافة القرآنية.

وتكتسب المرأة اليمنية هذه القوة وهذا الصمود من خلال الثقافة القرآنية التي ساهمت وتساهم بشكل كبير في إعادة الأمة اليمنية إلى التمسك والاعتصام بكتاب الله كحل وطريق للنجاة من المهالك في هذه الحياة.

مقالات مشابهة

  • المرأة اليمنية.. صمود وثبات على مر العصور
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة «الشيخ علي بن ناصر الهيال»
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشاعر عبدالرقيب الوجيه
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ علي بن ناصر بن علي الهيال
  • التحريات تكشف أسباب حريق محطة مترو روض الفرج
  • على وقع التصعيد الأمريكي في اليمن.. المشاط يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني
  • الرئيس المشاط يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني
  • الرئيس المشاط يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني
  • رئيس منظمة “بدر” العراقية يشيد بصمود الشعب اليمني أمام العدوان الأمريكي
  • رئيس منظمة “بدر” العراقية: الموقف اليمني الشجاع في دعم فلسطين جعله في مواجهة عدوان أمريكي