بوابة الوفد:
2025-02-01@15:42:04 GMT

حلم مصر الزراعى وتوطين التنمية (٢)

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف استطاعت القيادة السياسية أن تدرك مبكرًا أن ارتفاع معدلات التضخم، لم يأت إلا عقب الأزمة الروسية الأوكرانية تحديدًا، وهو أمر مرتبط بعوامل أخرى مركبة أهمها الزيادة السكانية، وانحسار الأراضى الزراعية، الأمر يصعب معه تحقيق الأمن القومى الغذائى، لذا جاء مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة، كقاطرة لمستقبل مصر الزراعى، لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض.

ومع المزايا العديدة لهذا المشروع، لكن الأكثر أهمية هو أن هذا المشروع سوف يساعد الدولة المصرية على إحداث ثورة زراعية نضاعف بها ما نعيش عليه من أراض زراعية من مئات السنين، كما قد نرى ما عجزنا على تحقيقه منذ عشرات السنوات وهو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مختلف القطاعات، فتحقيق الاكتفاء الذاتى أصبح مطلبًا جوهريًا وملحًا لجميع الدول، وتكمن أهميته فى توفير الأمن الغذائى للسكان، وتحصينهم من الأزمات التى تحدث أحيانًا، والأهم من وجهة نظرنا أنه يعد سبيلًا إلى الاعتماد على النفس وتطوير الإمكانات الذاتية، والتقليل فى المقابل من الاعتماد على الخارج. وهو أمر ويعزز استقلالية القرار السياسى والسيادى الوطنى أمام الدول الأجنبية، ويحد من الابتزاز الذى قد تمارسه الدول المصدرة لبعض الأغذية الإستراتيجية (القمح نموذجًا) فى إطار التفاوض حول مصالحها أو مصالح حلفائها، ومع استمرار العالم فى كفاحه ضد التداعيات الاقتصادية التى سببتها الحرب فى أوكرانيا على أسواق السلع العالمية، يتضح أن الدول الهشة هى الأكثر تأثرًا بانعدام الأمن الغذائى. ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادي، توجد 22 من أصل 26 بؤرة ساخنة للجوع فى الدول الهشة، وتتأثر 15 من هذه البؤر أيضًا بالنزاعات. وفى مثل هذه الأوضاع يكون التركيز على احتياجات السكان على المدى القصير، البديل الأفضل من إيجاد حلول طويلة الأجل لقضايا الأمن الغذائى تمكن من تحقيق النمو المستدام المرن للدول الهشة من خلال اتخاذ إجراءات لتحسين النظم الغذائية، مثل تعزيز القدرات المحلية، وتحسين البنية التحتية لتنمية القطاع الخاص، والاستثمار فى المهارات والإنتاج الزراعى. وبالتالى فإن ما نؤكده أن صناعة الوعى بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتى، يعتبر أهم خطوة نحو تدعيم استقلالية الجمهورية الجديدة، وإظهار قدرتها على رسم مستقبل أكثرًا أمانًا تستطيع من خلاله تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الغذاء والدواء على حد سواء، لتحقق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، وحتى يكون لنا قدم وساق فى زيادة الإعتماد على مصادرنا الطبيعية وثروتنا البشرية لخلق مشاريع اقتصادية منتجة. لذلك لم يكن مستغربًا أن تعلن القيادة السياسية فى مصر استمرار نهج مثلث الإصلاح الاقتصادى، والتركيز على الوتر منه، المتمثل فى الاستراتيجية الزراعية الجديدة والتى فى رأينا أنها يجب أن ترتكز على مجموعة عناصر منها تحقيق الاستدامة، والاعتماد على التقنيات الحديثة والابتكار فى القطاع الزراعى وزيادة الإنتاج الزراعى خلال فصل الصيف، من خلال تبنى تقنيات زراعية حديثة وبالتعاون ثم التعاون ثم التعاون مع دول رائدة فى هذا المجال. خاصة الصين فالضرورة الوطنية تجعل من الاعتماد على الذات بمثابة معركة تنموية جديدة لا بد من خوضها. ففكرة الاعتماد على الذات ليست مجرد فكرة فقط، فالتخطيط والتنفيذ ثم الاستمرار (وهو الأكبر وزنًا) هو الطريق الوحيد للوصول إلى هذا الحاضر المتقدم الذى ما كان ليتم لولا ألم الماضى.

 

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق توطين التنمية الأراضي الزراعية تحقیق الاکتفاء الذاتى الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا: إنشاء غابات شجرية دعما للاستثمار الأخضر والتصنيع الزراعى

شهد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، توقيع بروتوكول تعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي وشركة " بافلي وود" لإنشاء وتشغيل غابات شجرية مستدامة، وذلك ضمن مشروع جرين وود على مساحة تقدر بحوالى 100 فدان بالمنطقة الصناعية شرق النيل، وذلك في إطار تعزيز الاستدامة البيئية ودعم الاستثمار الأخضر، وضمن فعاليات أسبوع البيئة الوطني.

وأكد المحافظ أن هذا البروتوكول يمثل خطوة مهمة نحو تحويل المنيا إلى عاصمة الاقتصاد الأخضر في صعيد مصر، من خلال التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، للاستفادة من الموارد المتاحة بطرق مبتكرة وفعالة تدعم التنمية الاقتصادية.

ولفت إلى أن المشروع يسهم في إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في زراعة الغابات الشجرية، مما يساعد في تقليل التلوث البيئي والانبعاثات الضارة، إلى جانب توسيع الرقعة الزراعية، تنقية الهواء، ومكافحة التصحر، وزيادة التنوع البيئي.

وأشار المحافظ إلى أن المشروع يعتمد على زراعة أشجار الكافور والخروع، لاستخدامها في صناعات متعددة، مثل إنتاج الأخشاب، والطاقة النظيفة، والزيوت الصناعية، مما يدعم التصنيع الزراعي المستدام ويوفر فرص عمل للشباب بالمحافظة.

وأوضح المحافظ أن مشروع جرين وود للغابات الشجرية المستدامة يعد من المبادرات الفائزة في الدورة الثانية من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر، حيث حصل على المركز الثالث في فئة المشروعات المتوسطة،  ويهدف المشروع إلى إعادة تدوير المياه المعالجة والمخلفات الزراعية لإنتاج الأخشاب والطاقة والزيوت الصناعية، مما يساهم في تقليل الفجوة الاستيرادية ودعم التصنيع الوطنى.

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد ابو زيد نائب المحافظ، واللواء أ.ح ياسر عبد العزيز السكرتير العام للمحافظة والمهندس عصام حلمى استشاري الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، والمهندس جلال عبد المجيد مدير الإدارة الزراعية بشركة المياه والصرف الصحي والمهندسة نهى فتحى المدير التنفيذى لجهاز المنطقة الصناعية ، والمهندس ميشيل نبيل شحاتة رئيس مجلس إدارة بافلي وود والمدير التنفيذي لمشروع جرين وود .

مقالات مشابهة

  • النقض يقبل الشق الموضوعي في النزاع بين سموحة والإصلاح الزراعي
  • محافظ المنيا: إنشاء غابات شجرية دعما للاستثمار الأخضر والتصنيع الزراعى
  • كاتب صحفي : معدن الشعب المصرى يظهر عندما يوجد خطر يهدد الأمن القومي
  • العثور على جثة شاب مجهول الهوية في بادية المثنى وفتح تحقيق موسع
  • “الوطني الاتحادي” يستعرض دراسة حول تحقيق الأمن الوطني للصناعات الدوائية
  • «الوطني الاتحادي» يستعرض دراسة حول تحقيق الأمن الوطني للصناعات الدوائية
  • "طاقة الوطني" تستعرض دراسة حول تحقيق الأمن الوطني للصناعات الدوائية
  • اقتصادية النواب: مصر وكينيا شريكان أساسيان في تحقيق التنمية الإفريقية
  • وزير الزراعة: الشباب هم عماد المستقبل والقوة الدافعة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة
  • نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة