"أهل مصر" أطفال ملتقى المحافظات الحدودية في ضيافة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
"أهل مصر" استقبل المتحف اليوناني الروماني، صباح اليوم الثلاثاء، الأطفال أبناء المحافظات الحدودية، في ثالث أيام الجولات الميدانية بالأسبوع الثقافي الحادي والثلاثين بمشروع "أهل مصر"، المقام برعاية د. نيڤين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمحافظة الإسكندرية تحت شعار " يهمنا الإنسان".
بدأت الفعاليات بالتعريف بالخلفية التاريخية للمتحف الذي يعد أقدم مبنى في مصر يصمم معماريا بغرض حفظ وعرض الآثار، والوحيد المتخصص في آثار وحضارة مصر في العصرين اليوناني والروماني.
وخلال الجولة استمع الأطفال إلى تاريخ مدينة الإسكندرية، بجانب مشاهدة فيلم تسجيلي يتناول كيفية استخراج القطع الأثرية الغارقة بمنطقة قلعة قايتباي، وتوضيح حالة الأثر قبل وبعد عمليات الترميم.
كما اشتملت الزيارة التعرف على القاعات الموجودة بالمتحف ومنها قاعة الدراسة والبحث العلمي والأنشطة، قاعة المكتبة، التي تحتوي على مجموعة من الكتب النادرة، قاعة المستنسخات الجبسية والتربية المتحفية للأطفال وأخيرا قاعة الأرشيف.
بجانب تفقد قاعات القطع الأثرية والمرتبة تاريخيا بداية من عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وحتى العصر البيزنطي، والموجودة بالطابق الأرضي.
وداخل قاعة النيل شاهد الأطفال التماثيل الخاصة بإله النيل "المعبود نيلوس" وتعرفوا على أهمية نهر النيل وكيف ارتبط المصري القديم بالزراعة، هذا بجانب التعرف على تاريخ لوحات الفسيفساء التي تعود إلى أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد.
وفي قسم فنون الإسكندرية تفقد الأطفال التماثيل المصنوعة من الحجر الجيري والتي ترجع إلى أشهر الملوك البطالمة، بجانب العملات التي ترجع إلى عصور مختلفة، وبعض التماثيل الخاصة بالقط المصري القديم الذي تم تقديسه كرمز للرشاقة والجمال.
أما في قسم الحياة اليومية تم التعرف على التخطيط العمراني لمدينة الإسكندرية، وأساسيات فن النحت وبراعة النحاتين في تلك الفترة على الرغم من امتلاكهم لأدوات بسيطة، هذا بالإضافة إلى تفقد التماثيل الموجودة بالقاعة ومنها تمثال هرقل، تماثيل معبد الرأس السوداء، التمثال الشهير عجل أبيس، وتمثال إيزيس.
وتواصلت الفعاليات بجولة تفقدية لمعبد التمساح، قاعة العصر الروماني المتأخر، وقاعة الفن القبطي، والتعرف على تاريخ تماثيل "التناجرا" الشهيرة نسبة إلى مدينة تناجرا اليونانية، وكذلك التماثيل الخاصة بكل من الملكة كليوباترا السابعة، تمثال ماركوس أنطونيوس، وتمثال الكلمة كليوباترا الثانية، والموجودة بقسم الحكم البطلمي.
واختتمت الجولة التي شهدتها لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والمشرف التنفيذي للفعاليات المخصصة للأطفال بمشروع "أهل مصر"، بالتعريف بأسرار التحنيط والأدوات المستخدمة في تلك العملية، وذلك خلال تفقد القاعة المسماة بالعالم الآخر والتي تضم عددا من المومياوات والتوابيت لأشهر الملوك، وبعض الأواني المعروفة بأوان الرماد السوداء.
يقام الأسبوع الثقافي ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان.
ويشهد ورشا متنوعة بعدة مجالات يقدمها متخصصون للتعرف على مواهب الأطفال وتنميتها، بالإضافة إلى تنظيم زيارات وجولات بالأماكن والمعالم الأثرية بمحافظة الإسكندرية، تستمر حتى 26 مايو الحالي.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهل مصر أطفال ملتقى المحافظات الحدودية المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية المتحف اليونانى الهيئة العامة لقصور الثقافة الإسكندرية أهل مصر
إقرأ أيضاً:
مشاهد تعكس الألم.. أطفال غزة يُذبحون أمام العالم دون أن يحرك ساكناً
الثورة / محمد الروحاني
تعكس مقاطع الفيديو المتداولة لأطفال غزة حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء الأطفال جراء الإجرام الإسرائيلي الذي لا يفرق بين طفل، وامرأة، ولا يستثني أحدا»، كما تؤكد هذه المقاطع موت الضمير العالمي وفقدان العالم لإنسانيته، وكأن العالم اعتاد هذه المشاهد المؤلمة فلم تعد تحركه صرخات الأطفال المليئة بالألم، ومشاهد الأشلاء المتناثرة لأجساد الأطفال التي مزقتها آلة القتل الصهيونية بلا ذنب.
وخلال الأيام الماضية تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال غزة تمزق القلوب، وتحرك الصخر، ورغم ذلك لم يتحرك العالم لإنقاذ أطفال غزة.
إنها مشاهد تفوق قدرة الكلمات على الوصف، حيث يُذبح أطفال غزة أمام أعين العالم بأكمله، دون أن يُحرّك ساكنًا، وكأن الطفولة هناك بلا حق في الحياة.
في كل مشهد عيون صغيرة أنهكها الخوف والجوع، وكأنها تسأل: «ماذا فعلنا؟ لماذا تقتَل البراءة بهذا الشكل؟
هؤلاء ليسوا أرقامًا… بل أرواحًا نقية تُزهَق كل يوم بصمت دولي مخزٍ.
المشهد الأول
طفل خرج للبحث عن قطرة ماء ليروي ضمأه لكن طيران العدوان لم يمهله حتى يجد ما يروي ضمأه فقتله بدم بارد، نعم لقد عاد لكنه عاد جسداً بلا روح.
المشهد الثاني
طفلة كانت تقف في طابور الطعام، تنتظر دورها ببراءة لتحصل على وجبتها القليلة، برفقة شقيقتها التي كانت تمسك بيدها الصغيرة.
جاءت لتأكل.. لا لتحارب، جاءت بجوعها لا بسلاح، ولكن العدو الصهيوني الإرهابي لم يرحم حتى جوعها، فأطلق عليها صاروخًا قبل أن تصل لوجبتها، فارتقت شهيدة وهي جائعة…
استشهدت في غزة، ووجبتها ما زالت تنتظرها، باردة وحزينة مثل قلوب العالم الصامت.
المشهد الثالث
طفلٌ ينزف وحده، لا بكاء ولا صراخ، فقط نظرات تائهة وأنين خافت.
لا أحد ينقذه، لا دواء، لا حضن.
يسأل العالم بصمت: «لماذا أنا؟ أنا طفل…»
لكن العالم أعمى، والأرض تبتلع البراءة بصمت.
المشهد الرابع
طفلة تفيق من غيبوبتها ووجهها يغرق في سيلٍ من الدم.
قصف العدو الإسرائيلي منزلها، ومزّق عائلتها… وتركها وحيدة تتنفس الألم.
المشهد الخامس
طفلة صغيرة، ناجية من قصف العدو الإسرائيلي على غزة، تقف وسط الركام غير مدركة ما يجري حولها… لا تعلم أن عائلتها كلها قد رحلت، وأنها الوحيدة التي بقيت.
تصرخ بين الغبار، بين الدماء، تبحث عن وجهٍ مألوف فلا تجد سوى الصمت والموت.
كادت تسقط من أعلى المنزل المقصوف، بعدما أصاب القصف، جسدها الصغير الذي لا يقوى على الوقوف، لكن عينيها ترويان قصة شعب بأكمله.
المشهد السادس
طفلٍ فلسطينيٍ جريح، صرخته تمزق القلوب… يتلوّى من شدّة الألم، ودموعه تسبق أنينه، وكأنّ جسده الصغير يصرخ: «أين الأمان؟ أين الإنسانية؟»
المشهد السابع
طفلٌ يُقبّل طفلةً، وهما غارقان في دمائهما.
مشهدٌ يُجسّد البراءة وسط الدمار، والحنان في حضن الألم، وكأنّ قبلة الحياة تُقاوم الموت تحت وابل الحقد والنار.
وفي مشهد آخرُ طفل يحتضن أخاه الصغير، بعد أن فقدا عائلتهما … بقيَا وحيدَين، طفلَين بلا أبٍ ولا أم، يجمعهما الحزن والدمع، ويحضنه بالألم وكأنّه يحاول أن يكون له أب وأم وسند في عالمٍ تخلّى عنهم.
هذه المشاهد ليست إلا نقطة في بحر وفي غزة أكثر من 20 ألف طفل لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
كل دقيقة تمر، يُنتزع طفل من حضن عائلته، وتُسرق منه طفولته على يد العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر.
هؤلاء الأطفال لا يفقدون فقط منازلهم، بل يفقدون الأمان، الحب، والانتماء.
أكثر من 20 ألف طفل في غزة، لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
إنها كارثة إنسانية تتكشف أمام أعين العالم الذي مازال صامتاً ولم يتحرك لإنقاذ أطفال غزة.