بوابة الوفد:
2025-04-30@07:46:26 GMT

أنت لست مدعوا «الأخيرة»

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

نعم منظمات بعينها تحكم العالم، تتحكم فى اقتصاده، حركة المال والأعمال به، تتحكم فى أمنه، مجتمعاته، حتى أوضاعه الصحية من انتشار أوبئة الجوائح التى تحصد أرواح مئات الألاف من البشر أو حصار وكبح جماح تلك الأوبئة وحصرها فى مناطق بعينها، فلم يكن من العبث الرأسمالى التحكمى أن تنشأ عصبة «بيلدربيرج» منذ عام 1954، وأن تستمر اجتماعها ذات الأهداف السرية سنويا، باستثناء عامى 2020 و 2021 وقت انتشار جائحة كورونا، ولم يكن من قبيل نظرية المؤامرة أن يعقب كل اجتماع لها صعود أشخاص ممن شاركوا بها إلى القمة، وظهور صفقات تعاون واندماج شركات بما يصل إلى الاحتكار، والتحرك بقوة لإيجاد حكومة واحدة للعالم فى هيئة سوق رأسمالية غربية حرة تحمى مصالحها فى العالم.

وكما لعصبة «بيلدربيرج» أهدافها المعلنة وغير المعلنة فى العالم، فهناك اربع منظمات عالمية أخرى تحيطها نفس الشبهات والسرية، تضم مؤثرين من النخب العالمية، وتتمثل هذه المنظمات فى « النادى البوهيميى» الذى تأسس عام 1872.

وبوهيميا مملكة كانت وسط أوروبا، وأصبحت فيما بعد جمهورية التشيك، ورمز نادى بوهيميا عبارة عن صخرة كبيرة على شكل بومة موجودة فى وسط بستان، فيما يتخذ له شعاراً على شكل عناكب تنسج شباكها، مقر النادى فى مقاطعة سونوما شمال سان فرانسيسكو، وينفذ أعضاءه طقوساً غريبة حيث يوجد تمثال للقديس الكاثوليكى يوحنا، ويعتبرونه بمثابة راعى روحى للنادى، وهو كاهن تم قتله لأنه رفض كشف اعترافات الملكة لملك بوهيميا القديمة، واتخاذه رمزاً للتدليل على ضرورة السرية مهما كان الثمن.

ويضم 2500 عضواً فى قائمة سرية من رجالات المال والأعمال والسياسة وبعض كبار الفنانين فى العالم، وأشهر ما أثير حوله، عقده لأول اجتماع للتخطيط لمشروع مانهاتن لبحث وتطوير إنتاج الأسلحة النووية لأول مرة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك عام 1942، مما أدى لاحقا إلى تطوير القنبلة الذرية.

وفى عام 2000، تسلل الصحفى «أليكس جونز» ليسجل أحد طقوس النادى، وشاهدهم يحرقون دمية أو مجسم لشخص، مما دفعه إلى اتهام النادى بالتخطيط لمؤامرات كبرى للتضحية بالبشر، وأنتج فيلما وثائقيا مليئاً بالاتهامات حول مؤامرات النادى السرية.

المنظمة أو العصبة الثالثة هى «مجلس العلاقات الخارجية» وهى مؤسسة تضم كبار المسؤولين وعلماء ورجال أعمال وصحفيون وحقوقيون معروفون، ويعتبر مركز الأبحاث الأكثر نفوذا فى الولايات الأمريكية، وتوجه له تهمة التآمر لإنشاء حكومة عالمية.

المنظمة الرابعة هى «اللجنة الثلاثية»، أسسها «ديفيد روكفلر» الملياردير والمصرفى الأمريكى عام 1973، تضم أيضا كبار رجال الأعمال والعلماء من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وآسيا (كوريا الجنوبية واليابان)، ووصفها السناتور الجمهورى السابق بارى جولدووتر فى كتابه «بدون اعتذار»، بسعيها لتوحيد المراكز الأربع للسلطة السياسية والنقدية والفكرية والروحية، لخلق قوة اقتصادية عالمية تتفوق على سلطة حكومات الدول.

أما المنظمة الخامسة فهى «مجموعة العمل فى مجال الطاقة التجارية» ‏(Commercial Energy Working G)، وهى مجموعة لوبى مؤثرة فى الولايات المتحدة، رغم السرية التى تحيطها والمصالح المجهولة التى تمثلها، لدرجة عدم وجود حسابات لها فى شبكات التواصل الاجتماعية.

كل هذه المنظمات ترسخ فكرة وجود مراكز قوى عالمية تتصرف وكأنها قوى عليا فى قمة الهرم البشرى، بينما يقعى فى قاعدة الهرم باقى البشر، يعيشون حياتهم كعبيد يعملون للأسياد، حيث تم التعمد لشغلهم بقوت يومهم وبسداد ديونهم، مع السماح لهم ببعض المتعة من أثارة الغرائز والشهوات لتسليتهم وإلهائهم عما يدور فى القمة.

بينما أهل القمة يقتسمون إدارة الموارد البشرية، وقيادة قطاعات التحكم فى الشعوب مع توجيهها كلية، بما يُخدم على مصالح من فى القمة، فهذه المنظمات تحدد فى اجتماعاتها الحروب الاستباقية، وتخطط لتفجير الصراعات فى دول تعتبرها مارقة، وتنفذ حصاراً على دول بعينها، تنسق مع البنوك العالمية ومؤسسات العلاقات الدولية وغيرها.

إنها حقائق بعيدة عن الإيمان بنظرية المؤامرة.

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد تحكم العالم حصرها المؤامرة الاحتكار

إقرأ أيضاً:

كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب

حقق مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي الجديد، نصرًا كبيرًا لحزب الليبرالي الحاكم في الانتخابات التي جرت أمس الاثنين، واضعًا نفسه على الساحة العالمية كصوت قوي يدافع عن التعددية في مواجهة السياسات الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب خبراء سياسيين، يتمتع كارني، أول من قاد مصرفين مركزيين في دول مجموعة السبع (بنك كندا وبنك إنجلترا)، بخبرة واسعة تمنحه مصداقية دولية فورية.

وقد حظيت تصريحاته الحادة تجاه ترامب خلال حملته الانتخابية بمتابعة واسعة في أنحاء العالم، ما عزز مكانته كزعيم واعد على المسرح الدولي.

وقال كارني خلال خطاب في أوتاوا في الثالث من أبريل: "كندا مستعدة لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول المتشابهة في القيم والرؤية".

وأضاف: "نؤمن بالتعاون الدولي والتجارة الحرة وتبادل الأفكار، وإذا تخلت الولايات المتحدة عن هذا الدور القيادي، فإن كندا مستعدة لملئه".

انتخابات حاسمة وسط تصاعد التوترات

هزم كارني حزب المحافظين بزعامة بيير بواليفر، الذي أثار شعاره "كندا أولاً" وأسلوبه اللاذع مقارنات مع ترامب، وهو ما يعتقد مراقبون أنه ساهم في خسارته.

وعلى الرغم من أن المحافظين تصدروا استطلاعات الرأي لشهور، إلا أن فرض ترامب لرسوم جمركية على السلع الكندية وتهديده بضم كندا أدى إلى انعكاس المزاج الشعبي ضد السياسات الأميركية، فتراجع الإقبال على المنتجات والرحلات الأميركية بين الكنديين.

مع ذلك، ورغم فوز الحزب الليبرالي، لم يتمكن كارني من تأمين أغلبية مريحة في مجلس العموم، ما سيدفعه إلى البحث عن تحالفات مع أحزاب أصغر لضمان استقرار الحكومة.

مراقبة دولية ودروس انتخابية

يتابع العالم عن كثب صعود كارني، خاصة مع قرب الانتخابات العامة في أستراليا في مايو، حيث لاحظ خبراء استراتيجيون أستراليون أن قلق الناخبين من سياسات ترامب أدى إلى تعزيز فرص حزب العمال المنتمي لليسار الوسطي، على غرار ما حدث في كندا.

وفي هذا السياق، قال كولن روبرتسون، الدبلوماسي الكندي السابق، إن مارك كارني "يُعد من أكثر رؤساء الوزراء الكنديين جاهزية منذ ستينيات القرن الماضي، بفضل خبرته المصرفية الدولية وشبكة اتصالاته الواسعة".

وأضاف أن كارني سيركز على توسيع التجارة مع أوروبا وأستراليا والديمقراطيات الآسيوية، لتخفيف أثر الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الكندي.

أولويات المرحلة: الاقتصاد والدفاع

من المتوقع أن تكون أولويات كارني المباشرة هي تعزيز الاقتصاد المحلي، عبر الاستثمار في مشاريع البنية التحتية وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية، التي تشتري نحو 90 بالمئة من صادرات كندا النفطية.

ويقول رولاند باريس، المستشار السابق لجاستن ترودو وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، إن كارني "سيحتاج إلى بناء تحالف دولي بحذر، دون استعداء ترامب مباشرة"، مضيفًا أن "هدوء كارني وخبرته المالية قد يساعدانه على التعامل مع الرئيس الأميركي بطريقة أكثر نجاحًا مما فعل ترودو سابقًا".

ويتوقع الخبراء أن يحاول كارني تعزيز التعاون مع ترامب خلال قمة قادة مجموعة السبع المقبلة في ألبرتا، وربما يعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس الأميركي ورئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، لمناقشة مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.

كذلك، تعهد كارني بتسريع الإنفاق العسكري لكندا، وخفض الاعتماد على الولايات المتحدة في التسلح، عبر العمل مع صندوق الدفاع الأوروبي البالغ قيمته 800 مليار يورو.

حدود الطموح الدولي

رغم طموحات كارني، إلا أن بعض المحللين، مثل كريس هيرنانديز روي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرون أن قدرته على قيادة العالم الغربي تبقى محدودة.

وأشار هيرنانديز إلى أن "تراجع النفوذ العالمي لكندا ونقص التمويل العسكري وتباطؤ الاقتصاد قد يحد من دور كارني مقارنة بزعماء مثل أنجيلا ميركل أو إيمانويل ماكرون".

مع ذلك، يظل فوز كارني وإدارته المقبلة عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل مواقف الديمقراطيات الغربية، خصوصًا مع تولي كندا رئاسة مجموعة السبع هذا العام، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية.

مقالات مشابهة

  • الحرب العالمية الثالثة «ترامبية»!!
  • حرب الصين على الماركات العالمية
  • كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب
  • أول مائة يوم من حكم ترامب.. الرئيس الأمريكي يدمر السياسات العالمية
  • «القمة العالمية للحكومات» تستشرف مستقبل المجتمعات
  • «القمة العالمية للحكومات» تستشرف مستقبل المجتمعات المعمّرة
  • مشاركون: «القمة الثقافية أبوظبي» حدث استثنائي يتطوّر سنوياً
  • اجتماع القمة الثالث بين بارزاني وطالباني يناقش اللمسات الأخيرة لتشكيل حكومة كردستان
  • القمة الثقافية في أبوظبي تناقش تبدلات توزيع القوى والأقطاب العالمية
  • مينا مسعود يسرد الحكاية العربية بعين عالمية في «أبوظبي للكتاب»