عرب جورنال : اليمن مقبرة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
اليمن، بتضاريسها الوعرة وسيناريوهاتها القتالية المعقدة، تحولت إلى ما يشبه مقبرة للتكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتقدمة
شهدت السنوات الأخيرة تغيرات هامة في ميزان القوى العسكرية على المستوى العالمي، وكان أحد هذه التغيرات البارزة هو تراجع سمعة السلاح الأمريكي أمام القدرات العسكرية اليمنية، خصوصًا أن هذا التغير له تأثيرات عميقة على سمعة الصناعات العسكرية الأمريكية، التي تعتبر نفسهارائدة وغير قابلة للمنافسة
في هذا التحقيق نحاول رصد ماتعرضت له الصناعات العسكرية الأمريكية في اليمن خلال حرب تحالف العدوان وايضا في معركة اسناد طوفان الأقصى .
دبابات الأبرامز
دبابة الابرامز فخر الصناعات الامريكية يبلغ سعر الواحدة منها 10 مليون دولار واتم بيع الكثير منها للسعودية
تعتبر دبابة أبرامز رمزاً للتفوق التكنولوجي والعسكري الأمريكي، حيث تجمع بين القوة النارية، الحماية المتقدمة، والقدرة الحركية العالية
تأثرت سمعة دبابة أبرامز بشكل كبير بسبب أداءها في اليمن حيث أظهرت الهجمات غير التقليدية ضعفًا غير متوقع في نظام مدرعات يُعتبر من بين الأفضل في العالم
و استطاع الجيش اليمني في معركته مع تحالف العدوان السعودي الاماراتي التعامل مع هذه الدبابات بصواريخ روسية الصنع في، البداية ثم اعلنت اليمن عن تمكنها من تصنيع مثل هذه الصواريخ وهو نوع من السلاح المضاد للدروع وكثيرا ما شاهدنا مقاطع فيديو في الجبهات الحدودية مع السعودية تظهر اعطاب وتدمير العشرات من دبابات الابرامز وكيف يدوس المقاتل اليمني على ظهرها مفاخرا بتدميرها ولازالت مقبرة دبابات الابرامز في وادي جارة في جيزان شاهدة على ذلك
أظهرت هذه الحوادث أن دبابة أبرامز، رغم تفوقها التكنولوجي، ليست منيعة أمام الهجمات غير التقليدية، مما أدى إلى تراجع الثقة في قدرتها على الصمود في بيئات القتال غير التقليدية مثل اليمن الأمر الذي ادى الى تراجع سمعة دبابة أبرامز و بدأ المشترون الدوليون في البحث عن بدائل أكثر فعالية وأقل تكلفة في مواجهة التهديدات غير التقليدية
الدفاعات الجوية الأمريكية
في عام 2019 ارسلت الولايات المتحدة الامريكية فريقا عسكريا من نخبة مهندسي الدفاعات الجوية لصيانة المنظومات الدفاعية في السعودية بعد عجزها عن صد الهجمات اليمنية كان ذلك بالتزامن مع ورود تقارير تتحدث بان ادارة ترامب تلقت تحذيرات وتقارير عسكرية من خبراء عسكريين امريكيين حذرت من مشاكل تواجه السلاح الامريكي في منطقة الشرق الأوسط في مواجهة السلاح الروسي وغير، الروسي
في نفس العام قالت مجلة “ناشيونال إنترسنت” الأمريكية في تقرير لها إن العديد من المشاكل تعترض السلاح الأمريكي في الشرق الأوسط بعد بدء روسيا بيع أنظمة متطورة لبعض الدول
وأضافت المجلة، أن القلق يتزايد، في أوساط “البنتاغون” ولوبي السلاح في الولايات المتحدة، وسط تهديدات أمريكية للدول بعدم شراء منظومات روسية مثل “إس 300” أو “إس 400″، حتى لا يلقى السلاح الأمريكي مشاكل مستقبلا.
فشلت منظومات الدفاع الجوي الامريكية المتقدمة بمختلف انواعها في صد هجمات الجيش اليمني التي استهدفت العمق السعودي حيث تمكنت القدرات التقنية لصنعاء من تحطيم سمعة هذه الدفاعات والمنظومات واثبتت مدى فشلها الامر الذي ادى الى انسحاب دول عدة من شراء صفقة الدفاعات الجوية الامريكية واتجهت لشراء منظومات دفاع جوي من الدب الروسي المتفوق في هذا الجانب بل وحاولت امريكا ان تمنع بعض الدول من حيازة s400 وs300 وهددت بفرض عقوبات عليها
المسؤولون الأمريكيون حينها تجاهلوا الاعتراف الأمريكي الرسمي بفشل منظومات باتريوت التي تستوردها السعودية، إذ برر مسؤول عسكري أمريكي الأمر بعدم وجود نظام دفاع جوي أو صاروخي، يستطيع بشكل منفرد صد هجوم مماثل للهجوم الذي استهدف منشآت "أرامكو".
وبالنبرة ذاتها قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حينها : إن أفضل المنظومات الدفاعية في العالم تفشل أحيانا، معربا عن رغبة بلاده في التأكد من أن الإجراءات تتخذ كي تكون هجمات مماثلة محتملة على البنى التحتية والموارد في السعودية أقل نجاحا من هذا
طائرات الاستطلاع MQ-9،
طائرة MQ-9 Reaper هي طائرة بدون طيار (UAV) متقدمة تُستخدم بشكل رئيسي من قبل القوات الجوية الأمريكية.
تُعرف أيضًا باسم "الصياد القاتل"، وهي مصممة لأغراض المراقبة والاستطلاع بالإضافة إلى العمليات الهجومية. تُعتبر واحدة من الطائرات بدون طيار الأكثر تطورًا في الترسانة الأمريكية.
سعر طائرة MQ-9 Reaper يختلف بناءً على الإعدادات والتجهيزات المطلوبة، ولكن بشكل عام، يتراوح تكلفة الطائرة الواحدة 32 مليون دولار.
هذه التكلفة تشمل الطائرة نفسها، بالإضافة إلى الأنظمة الإلكترونية، والمحركات، وتجهيزات الاستشعار.
تلقت هذه الطائرة إسقاطات متكررة من قبل الجيش اليمني في مناطق مختلفة خلال حرب تحالف العدوان السعودي والإماراتي وايضا في معركة اليمن المساندة لطوفان الاقصى ضد العدوان الامريكي والبريطاني حيث تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من اسقاط خمس طائرات من هذا النوع منذ خلال طوفان الاقصى لتضاف الى اربع طائرات من نفس النوع تم اسقاطها خلال حرب التحالف السعودي الاماراتي على اليمن
الهند تدرس الغاء صفقة MQ-9 Reaper
مع النجاح المتكرر لصنعاء في إسقاط طائرات MQ-9 Reaper تزيد التساؤلات والشكوك حول فعالية هذه الطائرات أمام التقنيات الجديدة والمنخفضة التكلفة المستخدمة من قبل الجيش اليمني
بحسب وسائل اعلام هندية فإن النجاحات المتكررة للقوات المسلحة اليمنية في إسقاط طائرات (إم كيو -9) الأمريكية بدون طيار تزيد من مخاوف الهند بشأن موثوقية شرائها لهذه الطائرات لاستخدامها في الجيش والقوات البحرية
و ذكر موقع "إن بي تي" الإخباري الهندي أن الطائرة الأمريكية بدون طيار، والتي تعد من بين الأكثر تطورًا وقوة، تواجه تحديات جمة في اليمن، وخاصة بعد أن تم إسقاط الطائرة السادسة في محافظة مأرب الأسبوع الماضي
التقرير يُشير إلى أن الهند كانت قد وافقت على صفقة لاقتناء 30 طائرة من هذا الطراز في سياق حاجتها لتعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة التوترات مع الصين وباكستان
غير ان اسقاط هذه الطائرات باليمن وبشكل متكرر زاد من حالة القلق لدى الهند حول استثماراتها في هذا النوع من الطائرات هناك بعض التحديات المتعلقة بمستقبل هذه الطائرة في البيئات التي تتواجد فيها أنظمة دفاع جوي متطورة.
على الرغم من فعالية الطائرة في العمليات الاستطلاعية والضربات الجوية في مناطق النزاعات، فقد بدأ البنتاجون يفكر في تقليص استخدامها نظرًا لتزايد القدرات الدفاعية للخصوم وخاصة في سياق تهديدات الصواريخ الأرض-جو والتكنولوجيا المضادة للطائرات بدون طيار
الصناعات الحربية البحرية الأمريكية
يصف الجيش الأمريكي صناعاته البحرية بأنها حجر الزاوية في قوة الولايات المتحدة العسكرية والاستراتيجية العالمية
و يعتبر الأسطول البحري الأمريكي الأكبر والأكثر تقدمًا في العالم، حيث يمتلك تقنيات متطورة وأنظمة دفاعية وهجومية عالية الكفاءة كما ويفاخر الجيش الامريكي بقواته البحرية واساطيله البحرية التي تعتمد على أحدث التقنيات والابتكارات، مثل نظام إيجيس للدفاع الجوي والصاروخي، والأسلحة الليزرية، والطائرات بدون طيار.القدرات القتالية والغواصات الهجومية وغواصات الصواريخ الباليستية، والمدمرات، وحاملات الطائرات، والسفن البرمائية
يصف الجيش الأمريكي قدراته البحرية بأنها توفر دفاعًا متقدمًا ضد التهديدات الجوية والبحرية وتحت سطح الماء وفي كل السيناريوهات
شكلت الأحداث في البحر الأحمر صدمة كبيرة للقوات البحرية الأمريكية، حيث واجهت جميع منظومات الاعتراض، بما في ذلك المدمرات المجهزة بأحدث التقنيات تحديات كبيرة في اعتراض صواريخ ومسيرات الجيش اليمني الموجهة ضد أهداف بحرية
المحلل الأمريكي الدولي المتقاعد رامون ماركس قال ان ما يحدث في البحر الأحمر يظهر كيف أن تطوير صواريخ متنقلة وأرضية مضادة للسفن ومسيرات رخيصة تحدث ثورة في الحرب البحرية، تماما كما أحدثت حاملات الطائرات ثورة في القرن الماضي ولم يعد بإمكان سفن القتال السطحي، بما في ذلك حاملات الطائرات، التحكم بشكل كامل في البحار. ويجب على المنصات السطحية هذه أن تراقب أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن أن تصل إليها الدول
وأضاف أن الحوثيين تمكنوا من نقل نجاح أوكرانيا في صد البحرية الروسية بالمسيرات والصواريخ في البحر الأسود، إلى البحر الأحمر، وهو شيء لم يكن من الممكن تصوره قبل أعوام قليلة.
قادة البحرية الأمريكية في صدمة
قائد الاسطول الخامس الامريكي تشارلز كوبر في مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي بي أس" الأمريكية قال، إن "صواريخ ومسيرات الحوثيين يمكن أن تضرب هدفها خلال 75 ثانية بمجرد إطلاقها، ونحن لا نملك سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتخاذ قرار بإسقاط أي صاروخ أو مسيرة".
وقال كوبر إنه "لم يسبق لأحد أن استهدف سفنا تجارية أو سفنا تابعة للبحرية الأمريكية بصواريخ باليستية"، متهما "إيران بدعم الحوثيين بالمعلومات الاستخبارية لاستهداف الجيش الأمريكي".
هذا الإخفاق لم يعكس فقط قصور التقنيات الأمريكية، بل أظهر أيضًا كيف يمكن للأسلحة الأقل تطورًا أن تحقق تأثيرًا كبيرًا في سيناريوهات القتال غير التقليدي.
يجب أيضًا الأخذ بعين الاعتبار أن التكتيكات اليمنية التي أظهرت فعالية ضد الأسلحة الأمريكية قد تقدم دروسًا قيمة في أهمية الابتكار الحربي والاستراتيجيات الغير تقليدية
اليمنيون استخدموا ببراعة مواردهم المحدودة لإنشاء وتنفيذ خطط حربية تتفوق على التقنيات العسكرية المتطورة من خلال البساطة والمباغتة
إن استمرار الفشل في تأمين المواقع الاستراتيجية والحفاظ على هيبة الأسلحة الأمريكية يطرح تساؤلات كبيرة حول الاستراتيجية العسكرية الأمريكية العالمية وكيفية تعاملها مع تهديدات مستقبلية
قد يؤدي هذا إلى تراجع الثقة بين الحلفاء والشركاء الدوليين، وقد بدأو في البحث عن بدائل أكثر فعالية لضمان أمنهم الوطني
ماذا تبقى من هيبة السلاح الأمريكي
التداعيات المترتبة على فقدان الهيبة والسمعه للسلاح الأمريكي في اليمن لها أبعاد متعددة، تمتد من السياسة الخارجية إلى التكتيكات العسكرية والأمن القومي
الفشل المتكرر للأسلحة الأمريكية في مواجهة التكتيكات المحلية والأسلحة البسيطة يثير قلقًا متزايدًا بين الحلفاء ويؤثر على مبيعات الأسلحة الأمريكية العالمية
وهذا بدوره يضعف القدرة الأمريكية على تأمين مصالحها في المنطقة، مما قد يشجع الخصوم على اتخاذ مواقف أكثر جرأة في الشرق الأوسط، حيث التوازنات السياسية والعسكرية معقدة ودقيقة، بحيث قد يؤدي ضعف القوة الأمريكية إلى تغيرات في السياسات والتحالفات، وقد تسعى دول المنطقة إلى تنويع مصادر أسلحتها بدلاً من الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة
تأثير على مبيعات الأسلحة الأمريكية
من المحتمل أن ترى الدول الأخرى الفشل الأمريكي في اليمن كدليل على أن الأسلحة الأمريكية قد لا تكون الأكثر فعالية أو قيمة للاستثمار و هذا قد يدفع الدول إلى التفكير في شراء أنظمة دفاعية من دول أخرى مثل روسيا أو الصين، مما يؤثر سلبًا على الصناعة العسكرية الأمريكية ويقلل من نفوذ الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
السياسة الخارجية والدبلوماسية
الإخفاقات العسكرية تضعف الموقف الدبلوماسي الأمريكي، خصوصًا في المفاوضات التي تتطلب إظهار القوة والتأثير فالدول التي ترى أن الولايات المتحدة غير قادرة على حماية مصالحها قد تبحث عن حلفاء بديلين أو تعزز سياساتها المستقلة بما يتماشى مع مصالحها الخاصة
التكتيكات العسكرية والاستراتيجيات
يقول الباحثون في المجال العسكري ان هناك حاجة ملحة للولايات المتحدة لتطوير تكتيكاتها واستراتيجياتها العسكرية لتشمل تقديرًا أكبر للتهديدات غير التقليدية والحروب غير المتماثلة
فيما يرى اخرون بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنجح مطلقا في اليمن لأن مواجهة التهديدات غير التقليدية والحروب غير المتماثلة يستلزم فهمًا عميقًا للبيئة الثقافية والجغرافية للمنطقة التي تجري فيها العمليات وفي هذا الأمر لن تنجح اي قوة
تأثير على الرأي العام والدعم الداخلي
الفشل في اليمن قد يؤدي أيضًا إلى تراجع الدعم العام داخل الولايات المتحدة للتدخلات العسكرية الخارجية، خاصة إذا استمرت الخسائر في الموارد دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة وهنا يتطلب من صانعي السياسة والقادة العسكريين توضيح الأهداف والنتائج المتوقعة للمهام العسكرية لضمان الحفاظ على الدعم الشعبي للعمليات في الخارج.
روسيا والصين أكبر المستفيدين
روسيا والصين يمكن أن تستفيدان بشكل كبير من أي تدهور في سمعة الأسلحة الأمريكية. وفيما يلي بعض الطرق التي قد تستفيد بها هاتان القوتان
زيادة مبيعات الأسلحة
روسيا والصين كلاهما يمثلان منافسين رئيسيين في سوق الأسلحة العالمي. إذا بدأت الأسلحة الأمريكية في فقدان سمعتها بسبب الفشل في اليمن أو في مناطق أخرى، قد تجد الدول التي تعتمد تقليدياً على الولايات المتحدة لتوريداتها العسكرية نفسها تبحث عن بدائل. روسيا والصين، بتقديمهما خيارات أقل تكلفة وربما أكثر فعالية في بعض السيناريوهات، قد ترى زيادة في الطلب على منتجاتهما الدفاعية
تعزيز النفوذ الجيوسياسي
القوة العسكرية هي مكون رئيسي للنفوذ الجيوسياسي. إذا انخفضت الثقة العالمية في القدرة العسكرية الأمريكية، قد تجد الدول أن روسيا والصين بدائل جذابة للشراكة العسكرية والسياسية. هذا قد يمكن كلا البلدين من توسيع نفوذهما في مناطق مثل الشرق الأوسط، إفريقيا، وآسيا، حيث تتنافس القوى العظمى على النفوذ
تقويض الثقة في التحالفات الأمريكية
الشركاء والحلفاء التقليديون للولايات المتحدة قد يعيدون تقييم التزاماتهم وتحالفاتهم إذا بدا أن الولايات المتحدة لم تعد توفر الحماية العسكرية الفعالة أو التكنولوجيا العسكرية الرائدة. هذا يمكن أن يفتح الباب أمام روسيا والصين لتقديم أنفسهما كبدائل أمنية، خاصةً في الأماكن التي تشهد منافسة استراتيجية
تحسين صورة الأسلحة الروسية والصينية
إثبات فعالية الأسلحة الروسية والصينية في المقابل مع فشل الأسلحة الأمريكية قد يحسن من صورتهما عالمياً. تمكن الصين مثلاً من تسويق أنظمة الدفاع الجوي مثل HQ-9 وروسيا مع S-400 كبدائل موثوقة وقوية.في النهاية، إذا تمكنت الأسلحة الروسية والصينية من ملء الفجوة التي قد تخلفها تراجعات الأسلحة الأمريكية، فهذا سيكون له تأثيرات عميقة على التوازن العالمي للقوة.
تأثير على التطوير التكنولوجي
روسيا والصين قد تستغلان أي تدهور في الثقة بالتكنولوجيا العسكرية الأمريكية لتسريع برامجهما الخاصة لتطوير الأسلحة. هذا قد يشمل الاستثمارات في تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والأسلحة السيبرانية وأنظمة الطائرات بدون طيار، والتي يمكن أن تحدث تغييرات جوهرية في طريقة إجراء الحروب في المستقبل
الاستفادة من الدعاية والإعلام
في ظل عالم متصل بشكل متزايد، الانتصارات العسكرية والتكنولوجية تحمل قيمة دعائية كبيرة. روسيا والصين قد تستخدمان أي فشل أمريكي كدعاية لتعزيز صورة قدراتهما العسكرية على الساحة الدولية، وتقديم نفسيهما كبدائل قوية للنفوذ الأمريكي
إعادة تشكيل التحالفات الدولية
دول مثل الهند، التي تقف على خط التماس بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين، قد تجد نفسها تعيد النظر في تحالفاتها الاستراتيجية. التحول نحو روسيا أو الصين يمكن أن يوفر فرصاً للحصول على تكنولوجيا متقدمة بتكاليف أقل، أو شروط أكثر ملاءمة، مما يعزز قدرتها على التفاوض على الساحة العالمية
التأثير على الأمن الإقليمي
في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، الشرق الأوسط، وإفريقيا، حيث الصين وروسيا لهما مصالح استراتيجية قوية، تراجع القدرة العسكرية الأمريكية قد يسمح لهما بتوسيع نفوذهما بشكل أكبر، مما يعيد تشكيل الأمن الإقليمي بطرق قد تكون غير مواتية للمصالح الأمريكية وحلفائها.بالتالي، الإمكانيات لروسيا والصين لاستغلال أي تدهور في الهيبة العسكرية الأمريكية هي كبيرة ومتعدد
واجمالا يمكن القول ان التحديات التي واجهت السلاح الأمريكي في اليمن بدءا من دبابات ابرامز و إسقاط طائرات متقدمة والتغلب على أنظمة دفاعية ، قد أدت بالفعل إلى تساؤلات حول فعالية بعض الأسلحة الأمريكية في ساحات القتال غير التقليدية كل ذلك يؤكد تراجع سمعة وهيبة السلاح الأمريكي أمام القدرات اليمنية وهذا بحد ذاته تحديًا كبيرًا يعكس تغيرًا في ميزان القوى العسكرية على المستوى العالمي هذا التحدي لا يؤثر فقط على سمعة سلاح البحرية الأمريكية ولكنه يضع أيضًا سمعة الصناعات العسكرية الأمريكية على المحك.
كامل المعمري صحفي مختص بالشؤون العسكريةالمصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العسکریة الأمریکیة الأسلحة الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة الدفاعات الجویة السلاح الأمریکی غیر التقلیدیة الأمریکیة قد روسیا والصین دبابة أبرامز الجیش الیمنی الأمریکیة فی الشرق الأوسط أکثر فعالیة الأمریکی فی أنظمة دفاع فی مواجهة بدون طیار تأثیر على فی الیمن فی مناطق یمکن أن دفاع ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: مختبرات الظل الأمريكية في إفريقيا
في العقود الأخيرة، شهدت القارة الأفريقية تزايدًا ملحوظًا في الأنشطة البيولوجية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتتنوع هذه الأنشطة بين الأبحاث الطبية ومبادرات تعزيز الأمن الصحي، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا حول أهدافها الحقيقية ومدى تأثيرها على الصحة العامة والسيادة الوطنية للدول الأفريقية.
وتُعد غانا وجيبوتي وكينيا ونيجيريا من بين الدول التي استضافت مراكز أبحاث بيولوجية بتمويل وإشراف أمريكي وتُقدم هذه المراكز على أنها تهدف إلى دراسة الأمراض المعدية وتعزيز القدرات المحلية في مواجهة الأوبئة، وعلى سبيل المثال، في كينيا، أُنشئ مركز طبي عسكري لرصد الأمراض المعدية، بينما شهدت نيجيريا في عام 2024 افتتاح مركز بحوث طبي مشترك بإشراف وزارة الدفاع الأمريكية.
ومع ذلك، أثار الطابع العسكري لبعض هذه المنشآت تساؤلات حول إمكانية استخدامها لأغراض تتجاوز البحث العلمي البحت، فقد أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة تعتبر إفريقيا "مستودعًا طبيعيًا لمسببات الأمراض المعدية الخطيرة"، مما يثير مخاوف من استغلال هذه الموارد البيولوجية لأغراض عسكرية أو تجارية دون مراعاة لحقوق الدول المضيفة.
وفي ديسمبر 2024، صرّح اللواء أليكسي رتيشيف، نائب رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسي، بأن الولايات المتحدة تكثف نشاطها البيولوجي العسكري في إفريقيا، مشيرًا إلى دول مثل غانا وجيبوتي وكينيا ونيجيريا كمراكز لهذه العمليات، وأضاف أن واشنطن نقلت عينات من فيروس إيبولا بشكل غير قانوني من إفريقيا إلى الولايات المتحدة، مما يعزز الشكوك حول نوايا هذه الأبحاث.
من بين أكثر المخاوف إثارة للقلق هي إمكانية تطوير أسلحة بيولوجية تستهدف مجموعات عرقية معينة، مثل هذه السيناريوهات تعيد إلى الأذهان أسوأ الكوابيس الأخلاقية، حيث يتناقض هذا النوع من المشاريع مع كل المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، ويهدد بخلق سابقة خطيرة قد تدمر أسس التعايش البشري.
وفي ظل تصاعد الاتهامات والتوترات، تبرز الحاجة الملحة إلى تحقيقات دولية محايدة تكشف حقيقة الأنشطة البيولوجية في إفريقيا، ومثل هذه الخطوة يمكن أن تساعد في تعزيز الثقة بين الدول وضمان استخدام التكنولوجيا البيولوجية لتحقيق تقدم صحي عالمي، دون تهديدات مستقبلية.
علاوة على ذلك، يجب على الدول الأفريقية أن تكون يقظة تجاه الأنشطة البيولوجية الأجنبية على أراضيها، وأن تطالب بالشفافية والتعاون الكاملين لضمان أن هذه الأبحاث تخدم مصالح شعوبها ولا تشكل تهديدًا لسيادتها أو أمنها الصحي.