موقع النيلين:
2025-02-02@13:55:24 GMT

حسبو البيلي يكتب: المال السياسي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

قبل سقوط البشير كانت الأيدلوجيا حامية ومانعة من الإختراق داخل التنظيمات السياسية ، كانت الأحزاب محصنة إلى حد كبير ومتماسكة على الأقل في تصورها عن المؤتمر الوطني ومواقفها تجاهه ، بنية ذلك التماسك كانت قائمة على كونها أحزاب أزمة تتحرك في خطاب احتجاجي ثوري رافض للنظام وسياساته ، هذا الخطاب الاحتجاجي كان قادراً على توحيد قطاعات كبيرة من الشباب ومنسوبي الأحزاب نحو غايات ومطالب حقيقية .

.

في ذلك الوقت لم يكن المال الخارجي لاعباً أساسياً في العمل السياسي إلا في إطار التمويل البرامجي لأنشطة الواجهات ، ربما بسبب قدرة النظام وقتها على تجفيف مصادر تمويل الأحزاب والمنظمات والتضيق عليها من خلال قوانين الأحزاب والمنظمات الطوعية ، جاءت الثورة ودخل المال السياسي والأجندة الخارجية وشكلت عموداً تتكئ عليه الأحزاب في خطابها السياسي بل وتوظفه لفرض أجندتها المصنوعة في الخارج ، فشرعنت الأحزاب التعامل مع الخارج وأكل أمواله وطرق أبواب سفاراته ..

غابت الأيدلوجيا وصارت الأحزاب شركات ربحية يهرول قادتها نحو الخارج وغاية منسوبيها الصعود والترقي نحو القيادة من أجل إيجاد مكانة تقربهم للكفلاء والمموليين الخارجيين ، كشفت هذه الفترة عن قابلية الفاعلين السياسين للخيانة والعمالة الإرتزاق ، ظهرت هذه القابلية في قدرة الدعم السريع على شراء ذمم كثير من المثقفين و القيادات السياسية والإعلامية والعسكرية وتوظيفهم لخدمه مشروعه ، لم يجد حميدتي والقوى الخارجية أي صعوبة في إحتواء تلك المجموعات والتحكم في مواقفها وتصريحاتها ..

جاءت الحرب وقُبرت الايدلوجيا وصعدت القبيلة ، وتبقت شبكة التحالفات القديمة مع الدعم السريع محافظة على إمتيازاتها ووجودها في المناصب القيادية في الدولة ومستمرة في تعاونها مع الدعم السريع ، فالمنتمين لمكونات الدعم السريع من تلك المجموعات أعلنوا ولاءهم لحميدتي بدوافع قبلية اما المنتفعين والخاضعين من القوى السياسية فواصلوا خدمتهم لحميدتي بدوافع شخصية على حساب مصالح مجتمعاتهم ، فغضوا الطرف عن إنتهاكات الدعم السريع وتنكروا لمواقفهم السابقة خوفا من فقدان الدعم المالي والخارجي ..

لو كان هناك مؤثر في السنين التي تلت سقوط البشير فهو المال السياسي وقدرته على شراء مواقف أحزاب سياسية عمرها بعمر قادة الدعم السريع ، بالإضافة لقابلية السياسي السوداني للإرتزاق بأسهل الطرق فضلاً عن هشاشة المثقفين السودانين وخضوعهم للإبتزاز بسبب وجود طرف خارجي قادر على شراء صمتهم ويملك وصاية على مواقفهم وتوجهاتهم ، لا أقول أنه لايوجد وطنيين ولكن قليلون هم من تأمنهم على هذه البلاد ، قليلون من يعملوا لصالح مواطنيهم وهم بالطبع أولئك المرابطين في جبهات القتال والمدافعين عن بلادهم بتجرد وصدق وإيمان ، اما السياسيين من طينة الحرية والتغيير فهم كما قال لينين أكثر الناس قدرة على الخيانة لأنهم أكثر الناس قدرة على تبريرها ..

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في أم درمان

الثورة نت/..

قُتل 54 شخصا، اليوم السبت، جراء قصف لسوق في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.
وذكرت وزارة الصحة السودانية في بيان لها، إن “مليشيات الدعم السريع تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين وتستهدف سوق صابرين، وبلغ عدد الحالات التي وصلت المؤسسات الصحية 158 إصابة و54 حالة وفاة”.
وبحسب البيان، فقد “استهدفت قوات الدعم السريع، سوق صابرين بمدينة أم درمان، محلية كرري، محدثة أضرارا كبيرة، إذ استقبلت المؤسسات الصحية 105 إصابات و52 حالة وفاة بمستشفى النو، و53 إصابة وحالتي وفاة بمستشفى سواعد”.
فيما أدانت الحكومة السودانية، في بيان صادر عن المتحدث باسمها، خالد الإعيسر، “الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميلشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين في مدينة أم درمان اليوم، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات الخاصة والعامة”.

مقالات مشابهة

  • «هيئة الدواء»: سوق الدواء تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الدعم السياسي وقوة الصناعة
  • أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في أم درمان
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن قصف أم درمان
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 آخرين في هجوم لقوات الدعم السريع
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 في هجوم لقوات الدعم السريع
  • 52 قتيل وعشرات الجرحى في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على سوق في أم درمان
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في ضواحي الخرطوم  
  • عاااااجل.. عشرات القتلى والمصابين في قصف لمليشيا الدعم السريع على مدينة أم درمان
  • الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا ينتظر “الدعم السياسي” من حكومة ستارمر