موقع النيلين:
2025-03-05@04:22:05 GMT

حسبو البيلي يكتب: المال السياسي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

قبل سقوط البشير كانت الأيدلوجيا حامية ومانعة من الإختراق داخل التنظيمات السياسية ، كانت الأحزاب محصنة إلى حد كبير ومتماسكة على الأقل في تصورها عن المؤتمر الوطني ومواقفها تجاهه ، بنية ذلك التماسك كانت قائمة على كونها أحزاب أزمة تتحرك في خطاب احتجاجي ثوري رافض للنظام وسياساته ، هذا الخطاب الاحتجاجي كان قادراً على توحيد قطاعات كبيرة من الشباب ومنسوبي الأحزاب نحو غايات ومطالب حقيقية .

.

في ذلك الوقت لم يكن المال الخارجي لاعباً أساسياً في العمل السياسي إلا في إطار التمويل البرامجي لأنشطة الواجهات ، ربما بسبب قدرة النظام وقتها على تجفيف مصادر تمويل الأحزاب والمنظمات والتضيق عليها من خلال قوانين الأحزاب والمنظمات الطوعية ، جاءت الثورة ودخل المال السياسي والأجندة الخارجية وشكلت عموداً تتكئ عليه الأحزاب في خطابها السياسي بل وتوظفه لفرض أجندتها المصنوعة في الخارج ، فشرعنت الأحزاب التعامل مع الخارج وأكل أمواله وطرق أبواب سفاراته ..

غابت الأيدلوجيا وصارت الأحزاب شركات ربحية يهرول قادتها نحو الخارج وغاية منسوبيها الصعود والترقي نحو القيادة من أجل إيجاد مكانة تقربهم للكفلاء والمموليين الخارجيين ، كشفت هذه الفترة عن قابلية الفاعلين السياسين للخيانة والعمالة الإرتزاق ، ظهرت هذه القابلية في قدرة الدعم السريع على شراء ذمم كثير من المثقفين و القيادات السياسية والإعلامية والعسكرية وتوظيفهم لخدمه مشروعه ، لم يجد حميدتي والقوى الخارجية أي صعوبة في إحتواء تلك المجموعات والتحكم في مواقفها وتصريحاتها ..

جاءت الحرب وقُبرت الايدلوجيا وصعدت القبيلة ، وتبقت شبكة التحالفات القديمة مع الدعم السريع محافظة على إمتيازاتها ووجودها في المناصب القيادية في الدولة ومستمرة في تعاونها مع الدعم السريع ، فالمنتمين لمكونات الدعم السريع من تلك المجموعات أعلنوا ولاءهم لحميدتي بدوافع قبلية اما المنتفعين والخاضعين من القوى السياسية فواصلوا خدمتهم لحميدتي بدوافع شخصية على حساب مصالح مجتمعاتهم ، فغضوا الطرف عن إنتهاكات الدعم السريع وتنكروا لمواقفهم السابقة خوفا من فقدان الدعم المالي والخارجي ..

لو كان هناك مؤثر في السنين التي تلت سقوط البشير فهو المال السياسي وقدرته على شراء مواقف أحزاب سياسية عمرها بعمر قادة الدعم السريع ، بالإضافة لقابلية السياسي السوداني للإرتزاق بأسهل الطرق فضلاً عن هشاشة المثقفين السودانين وخضوعهم للإبتزاز بسبب وجود طرف خارجي قادر على شراء صمتهم ويملك وصاية على مواقفهم وتوجهاتهم ، لا أقول أنه لايوجد وطنيين ولكن قليلون هم من تأمنهم على هذه البلاد ، قليلون من يعملوا لصالح مواطنيهم وهم بالطبع أولئك المرابطين في جبهات القتال والمدافعين عن بلادهم بتجرد وصدق وإيمان ، اما السياسيين من طينة الحرية والتغيير فهم كما قال لينين أكثر الناس قدرة على الخيانة لأنهم أكثر الناس قدرة على تبريرها ..

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عمران يرصد حياة الناس في الخرطوم بحري بعد تحريرها من الدعم السريع

ونقل البرنامج آثار الحرب التي عاشتها المدينة خلال العامين الماضيين حيث كانت بقايا الرصاص والسيارات المحترقة متناثرة في الشوارع.

والتقى الفريق عددا من سكان المدينة وتحدث معهم عن الظروف التي عاشوها خلال الحرب وعن أوضاع بيوتهم بعد عودتهم لهم إبان تحريرها.

ومن بين السكان الذين التقاهم عمران، صلاح علي حسين الذي قال إنه غادر المدينة خلال الحرب ثم عاد إليها من جديد لكنه لم يجد شيئا مما تركه فيها.

وكان صلاح يعمل سائقا دوليا في المملكة العربية السعودية في السابق لكنه اليوم يقوم بجمع الحطب وبيعه لكي يتمكن من مواجهة أعباء الحياة، كما قال.

ورصد البرنامج بعضا من مظاهر فرح أهل المدينة بعودتهم لبيوتهم التي هجروها شهورا طويلة بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واستقبل عمران عددا من المسنين خلال عودتهم من مدينة شندي إلى الخرطوم بحري ونقل مظاهر فرحتهم بقدرة الجيش على دحر قوات الدعم السريع من مدينتهم.

ثناء على تضحيات الجيش

وفي منطقة الكدرو، التقى عمران واحدا من السكان الذي أثنى على تضحيات رجال الجيش من أجل استعادة السيطرة على المدينة. وقال إنهم وجدوا المدينة مثل الغابة بعد عودتهم إليها، وإنهم عازمون على إعادة بنائها.

إعلان

وبدأ السكان تنظيف الشوارع من بقايا الحرب ومن الحشائش التي ظهرت فيها بسبب هجرة سكانها، وهم يواجهون ظروفا صعبة جدا ويعتمدون على التكايا في طعامهم، كما أخبروا "عمران".

ولم يكن دخول البرنامج للمدينة أمرا سهلا كما قال مقدمه سوار الذهب علي لأنه جاء بعد أيام قليلة من استعادة الجيش السيطرة عليها، وهو أمر أثنى عليه عدد من سكان الخرطوم بحري الذين كانوا يقفون وسط الدمار الذي خلّفته الحرب.

وتحدث الجيش مع 3 شقيقات قدمن مع أولادهن من مدينة أم القرى هربا من القصف، وسكن في بيت شقيقتهن التي اقتسمته معهن ويتشاركن ما يصل إليهن من طعام وشراب في ظل الظروف الصعبة الراهنة.

وقال القادمون من مدن أخرى إنهم تركوا بيوتهم عامرة بسبب الحرب ونزحوا إلى الخرطوم بحري بعد تحريرها، وإنهم يعيشون على ما تقدمه لهم التكايا أو الجيران من طعام.

ووصل عدد السكان في أحد البيوت التي دخلها عمران إلى 44 شخصا بين رجل وامرأة وطفل يعيشون جميعا على التكافل المجتمعي.

ورغم الفقر والتراجع الحاد في الإمكانيات، يبدو الناس سعداء فرحين بتحرير المدينة ويبدون استعدادا كبيرا لاستئناف حياتهم بعيدا صعوبة الظروف. وقد أكدوا ترحيبهم بكل من يأتي إليهم من مناطق أخرى.

4/3/2025

مقالات مشابهة

  • عمران يرصد حياة الناس في الخرطوم بحري بعد تحريرها من الدعم السريع
  • تحالف الأحزاب: القمة العربية نجحت في إعادة تشكيل المشهد السياسي العربي
  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • شرق النيل كانت بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع
  • د. محمد مختار جمعة يكتب: ثقافة البناء لا الهدم
  • السودان: الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقّع على دستور انتقالي
  • رجل الأعمال أحمد عز يقترب من الاستحواذ على كامل أسهم حديد عز مقابل 23 مليار جنيه
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر