موقع النيلين:
2024-11-22@13:24:04 GMT

حسبو البيلي يكتب: المال السياسي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

قبل سقوط البشير كانت الأيدلوجيا حامية ومانعة من الإختراق داخل التنظيمات السياسية ، كانت الأحزاب محصنة إلى حد كبير ومتماسكة على الأقل في تصورها عن المؤتمر الوطني ومواقفها تجاهه ، بنية ذلك التماسك كانت قائمة على كونها أحزاب أزمة تتحرك في خطاب احتجاجي ثوري رافض للنظام وسياساته ، هذا الخطاب الاحتجاجي كان قادراً على توحيد قطاعات كبيرة من الشباب ومنسوبي الأحزاب نحو غايات ومطالب حقيقية .

.

في ذلك الوقت لم يكن المال الخارجي لاعباً أساسياً في العمل السياسي إلا في إطار التمويل البرامجي لأنشطة الواجهات ، ربما بسبب قدرة النظام وقتها على تجفيف مصادر تمويل الأحزاب والمنظمات والتضيق عليها من خلال قوانين الأحزاب والمنظمات الطوعية ، جاءت الثورة ودخل المال السياسي والأجندة الخارجية وشكلت عموداً تتكئ عليه الأحزاب في خطابها السياسي بل وتوظفه لفرض أجندتها المصنوعة في الخارج ، فشرعنت الأحزاب التعامل مع الخارج وأكل أمواله وطرق أبواب سفاراته ..

غابت الأيدلوجيا وصارت الأحزاب شركات ربحية يهرول قادتها نحو الخارج وغاية منسوبيها الصعود والترقي نحو القيادة من أجل إيجاد مكانة تقربهم للكفلاء والمموليين الخارجيين ، كشفت هذه الفترة عن قابلية الفاعلين السياسين للخيانة والعمالة الإرتزاق ، ظهرت هذه القابلية في قدرة الدعم السريع على شراء ذمم كثير من المثقفين و القيادات السياسية والإعلامية والعسكرية وتوظيفهم لخدمه مشروعه ، لم يجد حميدتي والقوى الخارجية أي صعوبة في إحتواء تلك المجموعات والتحكم في مواقفها وتصريحاتها ..

جاءت الحرب وقُبرت الايدلوجيا وصعدت القبيلة ، وتبقت شبكة التحالفات القديمة مع الدعم السريع محافظة على إمتيازاتها ووجودها في المناصب القيادية في الدولة ومستمرة في تعاونها مع الدعم السريع ، فالمنتمين لمكونات الدعم السريع من تلك المجموعات أعلنوا ولاءهم لحميدتي بدوافع قبلية اما المنتفعين والخاضعين من القوى السياسية فواصلوا خدمتهم لحميدتي بدوافع شخصية على حساب مصالح مجتمعاتهم ، فغضوا الطرف عن إنتهاكات الدعم السريع وتنكروا لمواقفهم السابقة خوفا من فقدان الدعم المالي والخارجي ..

لو كان هناك مؤثر في السنين التي تلت سقوط البشير فهو المال السياسي وقدرته على شراء مواقف أحزاب سياسية عمرها بعمر قادة الدعم السريع ، بالإضافة لقابلية السياسي السوداني للإرتزاق بأسهل الطرق فضلاً عن هشاشة المثقفين السودانين وخضوعهم للإبتزاز بسبب وجود طرف خارجي قادر على شراء صمتهم ويملك وصاية على مواقفهم وتوجهاتهم ، لا أقول أنه لايوجد وطنيين ولكن قليلون هم من تأمنهم على هذه البلاد ، قليلون من يعملوا لصالح مواطنيهم وهم بالطبع أولئك المرابطين في جبهات القتال والمدافعين عن بلادهم بتجرد وصدق وإيمان ، اما السياسيين من طينة الحرية والتغيير فهم كما قال لينين أكثر الناس قدرة على الخيانة لأنهم أكثر الناس قدرة على تبريرها ..

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان

قوات الدعم السريع شنت هجوما مصحوبا بحالات نهب اعتباراً من مساء الثلاثاء واستأنفت الهجوم صباح الأربعاء..

التغيير: وكالات

قُتِل أربعون شخصاً “بالرصاص” في السودان في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة بوسط البلاد التي تشهد حرباً مدمرة مستمرة منذ عام ونصف، وفق ما ما أفاد طبيب اليوم الأربعاء.

وقال أحد الشهود في قرية ود عشيب في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إنَّ قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ عام ونصف، شنت هجوما اعتباراً من مساء الثلاثاء و”استأنفت الهجوم صباح” الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون “عمليات نهب”.

وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى شمال القرية لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم كشف هويته خوفاً على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لعدة هجمات إنَّ “الأشخاص الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص”.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.

في الوقت الحالي، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها، التي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبًا وغربًا حتى ولاية النيل الأبيض.

منذ انشقاق أبوعاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع في 20 أكتوبر الماضي، وإعلانه الانضمام إلى الجيش السوداني، شهدت الولاية تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الانتقامية التي تنفذها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وتسببت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023 في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

الوسومانهاكات قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • مواجهات في الفاشر تتزامن مع قطع إمدادات للدعم السريع
  • قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ورفاقه
  • قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله وتحالف الأحزاب المناهضة للعدوان تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • التجمعات الحزبية في ليبيا توقّع مذكّرة اتفاق لتعزيز الاستقرار السياسي
  • ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
  • والي غرب دارفور يعفي 42 من قادة الإدارة الأهلية لموالاتهم الدعم السريع
  • قناة القاهرة الإخبارية: ميليشيا الدعم السريع تقصف الفاشر غربي السودان
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • 40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
  • الحويج: : الانقسام السياسي لا يجب أن يمس وحدة المؤسسات الاقتصادية في ليبيا