السديس: الشباب عماد الدين ومن مرتكزات رؤية 2030 المباركة في التطوير والإبداع
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
قال رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، إن الرئاسة حريصة على الاستثمار في رأس المال البشري وتأهيل الكوادر الشبابية، فضلا عن تعزيز الإدارة الاحترافية وموظفيها، وقياس مستوى الأداء وفق الممارسات المعتمدة المُبينة، وتقييم أداء المنسوبين، وتبيين المسارات لجميع الموظفين، وفق حوكمة وقياس الأثر، لتطوير مستوى توسيع التجارب والمهارات، والترقي إلى عتبات النجاح بتفوق وجدارة.
وأضاف رئيس الشؤون الدينية في تصريحات بمناسبة اليوم العالمي للموارد البشرية، أن الشباب هم عماد الدين، وأحد أهم مرتكزات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تمكين وتطوير مهارات الشباب، وفق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- ورؤيتها المباركة في دعم وتتويج الشباب.
وأكد على أن العناية بالكفاءات والقدرات والمواهب هو الهدف الاستراتيجي لرئاسة الشؤون الدينية لتطوير منظومة الأعمال وصقل المواهب والكفاءات، فضلا عن تأهيل الكوادر الوطنية، وزيادة قدراتها، وأهمية التجديد والتطوير لكل ما يساهم في تجويد الخدمة الدينية في الحرمين الشريفين، ورفع الكفاءة والقدرات العلمية للجيل الشبابي؛ لبناء كوادر بشرية مؤهلة تكون واجهة للمملكة في خدمة الحاج والمعتمر في الحرمين الشريفين دينيا.
وبين الدكتور السديس أن تأهيل الكوادر البشرية في رئاسة الشؤون الدينية وتعزيز ثقافة التميُّز وتقوية الممارسات الإبداعية الدينية تراعي مستجدات التميز الخدمي العالمي، وتعد أحد الأولويات في الخطط والبرامج التطويرية التي تلبي أهداف الرئاسة، تحقيقاً للريادة الدينية وتعزيزا للإبداع، وحوكمة الأعمال وقياس الأثر لرفع مستوى الأداء، وتعزيز نقاط القوة والإبداع، وتجويد المخرجات بما ينعكس على جودة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، فضلا عن تطبيق معايير الحوكمة والجودة والشفافية في منظومة العمل الإداري.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المسجد النبوي رؤية المملكة رئيس الشؤون الدينية الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات
أثار مسلسل معاوية الكثير من الجدل والكثير من الانتقاد يصل لحد رفض العمل برمته، والقليل من الثناء والتأييد الذي لا يسمن ولا يشبع من جوع، فذهبت الأكثرية التي صبت جام غضبها على العمل ودعواهم في ذلك عدم الالتزام بالوقائع التاريخية، بل وتجاوز الأمر إلى تغييرها لصالح شخصية معاوية.
ومن المعروف أن شخصية معاوية بل وابنه يزيد أيضا كان بها الكثير من التجاوزات التي أدانها التاريخ، ولكن دون الدخول في تفاصيل قد لا يتحملها مقالنا هذا.
أما القلة التي أثنت على أحداث المسلسل فقد كان دليلها أيديولوجيا، بمعنى لا يصح أن نعترف بأخطاء حاكم سني هو معاوية.
والمسلسل كتبه الصحفي خالد صلاح، وأخرج أجزاء منه طارق العريان الذي طلب رفع اسمه من التترات بعد إذاعة الحلقات الأولى، بدعوى أن هناك تدخلات من الجهة الإنتاجية بحذف مشاهد من الحلقات دون علمه.
وبعيدا عن كل هذا الصخب، أرى أنه لزاما علينا أن نحدد بعض المفاهيم كي لا يختلط الحابل بالنابل. فهناك فارق كبير بين السينما والتلفزيون، بمعنى أن الفن السابع هو وجهة نظر ورؤية مخرج العمل التي ليست بالضرورة تتوافق مع الوقائع التاريخية.
فعلى سبيل المثال، في فيلم صلاح الدين الأيوبي للمخرج يوسف شاهين؛ قدم شاهين شخصية عيسى العوام الذي اضطلع بها صلاح ذو الفقار؛ مخالفة لما ورد بكتب التاريخ. وكذلك المخرج الأمريكي كوينتن تارنتينو الذي قدم واقعة ذبح شارون تيت،في تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية زوجة المخرج رومان بولانسكي، هي وأصحابها الأربعة في فيلتها الأنيقة بلوس أنجلوس، على غير الحقيقة، وسردها بصريا وفق رؤيته الفنية. فهذه الواقعة لم تنجح في الفيلم، وتم إحباطها، وتم القبض على الجناة، ولم تمت شارون تيت ونعمت بالحياة المديدة وفق تارنتينو، فهل هذا يعد تزويرا؟ بالطبع لا.
نخلص من هذا إلى أن إلى السينما معنية بالفكر ووجهة نظر صانع العمل دونما قيد أو شرط، ولا التزام حتى بالتاريخ.
ننتقل إلى وسيط آخر، وهو التلفزيون الذي هو جهاز إعلام بالدرجة الأولى، فضلا عن أنه المنوط بالإعلام بشكل عام، ولهذا فمحتوى التلفزيون توجيهي تربوي في المقام الأول، وعليه وبالتبعية فالأعمال الدرامية التلفزيونية معنية بتقديم قيم تربوية أخلاقية تاريخية.
ولقد شاهدنا كثيرا من الأمثلة كمسلسل القاهرة والناس لمحمد فاضل، و"محمد رسول الله" لأحمد طنطاوي، وأوان الورد لسمير سيف، وكاتب هذه السطور، وغيرها الكثير. ولكن يبدو أن هذه البديهيات اختلطت وتبدلت أو نسيها جميع الأطراف ففقدت البوصلة وتاه الجميع.
ففي تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية.
ورمضان كريم.