اقتحام دموي جديد.. هكذا قتل الاحتلال معلما وطبيبا وتلميذا في جنين
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
جنين- استيقظت حارات وأحياء مدينة جنين شمال الضفة الغربية صباح اليوم الثلاثاء على دوي صفارات الإنذار وسط مخيمها، معلنة تسلل قوات إسرائيلية خاصة إلى داخل المخيم.
وفي الوقت نفسه الذي كانت مدارس المدينة تستقبل طلابها كانت قوات الاحتلال وآلياته العسكرية تنتشر في الشوارع وتطلق النار على كل من يتحرك.
وبعد دقائق قليلة عقب الاقتحام بدأت تُسمع أصوات الاشتباكات المسلحة، ثم أعلن في جنين عن استشهاد المعلم علام جرادات (45 عاما)، فيما توالت الأخبار عن إصابة عدد من الطلاب الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في شوارع المدينة.
كان الأستاذ علام -كما يناديه طلابه- يتجه في سيارة خاصة برفقة عدد من زملائه إلى دوامهم اليومي في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية وسط مدينة جنين حين فتح قناص إسرائيلي الرصاص النار عليهم بشكل مباشر وكثيف، فأصابته رصاصة بالرأس وأصيب معلم آخر بالشظايا.
ويقول صاحب السيارة أحمد جبارين للجزيرة نت "أنا معتاد على اصطحاب الأستاذ علام و3 آخرين من زملائه إلى مدرسة وليد أبو مويس، واليوم قبل الساعة الثامنة بقليل كنا في طريقنا، وقبل وصولنا بأمتار قليلة سمعنا صوت صفارة الإنذار في المخيم".
وتابع "وبعد ثوان بدأ إطلاق نار كثيف علينا، كان الواضح أنه قناص، كان الرصاص كثيفا جدا علينا، تجمدت في مكاني ولم أستطع التحرك، وكل من في السيارة يصرخ، وبعدما استجمعت قواي حاولت الهرب من المكان".
أدرك السائق ومن معه في السيارة أن زميلهم علام جرادات مصاب في الرأس بعد تمكنهم من الابتعاد قليلا عن مصدر إطلاق النار، وبعد نقله إلى المستشفى بالسيارة -حيث مُنعت مركبة الإسعاف من الوصول إليهم- أبلغهم الأطباء أنه استشهد.
قوات الاحتلال تقتحم مدينة جنين ومخيمها (الفرنسية) وضع مرعب"كان الوضع مرعبا جدا ونحن نرى الدم يتدفق من رأس علام، حاولت الصراخ ليساعدنا أحد لكن لم يستطع أحد الوصول إلينا، واستشهد فور وصولنا للمستشفى، كان إطلاق النار علينا بهدف القتل، وهذا واضح جدا" يقول جبارين.
وفي الاقتحام العنيف -الذي جاء بعد نحو شهرين من الهدوء في جنين ومخيمها- قتل الاحتلال الطالب محمود حمادنة (15 عاما) وأصاب 3 تلاميذ آخرين كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم هربا من رصاص القناصة الإسرائيليين الذين اعتلوا البنايات والمنازل في محيط المخيم.
وفي ساحة مستشفى جنين الحكومي تجمّع عدد كبير من الأهالي الذي قدموا للسؤال عن أطفالهم بعد تعذر وصولهم إليهم.
وخلال ساعات من بدء الاقتحام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 7 مواطنين، من بينهم المعلم علام جرادات، فيما أعلن مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر استشهاد زميلة الجراح أسيد جبارين بالقرب من بوابة المستشفى، حيث تركز إطلاق النار في محيط المستشفى ومنطقة طلعة الغبز بالمخيم وسمع دوي انفجار عبوات ناسفة في شوارعه.
استهداف جرّاحقتلت قوات الاحتلال الجراح أسيد كمال جبارين (51 عاما) خلال توجهه إلى مستشفى جنين الحكومي لمعالجة الجرحى الذين أصيبوا في الاقتحام الموصوف بالأصعب خلال الأشهر الأخيرة.
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر للجزيرة نت "بعد وصول الزميل الجراح أسيد جبارين إلى بوابة المستشفى لمباشرة عمله أصابته رصاصة قناص في الظهر واخترقت الشريان الرئيسي في البطن، مما أدى إلى تعرضه للنزيف، نقل إلى غرفة الطوارئ وحاولنا إسعافه، ولكنه استشهد بعد دقائق".
ويصف بكر استشهاد الجراح جبارين بالخسارة الكبيرة للمستشفى، فهو رئيس قسم الجراحة ويمتلك خبرة 22 عاما في مجاله، وشهد اقتحامات جنين كلها تقريبا وهو على رأس عمله، كما يعتمد المستشفى عليه بشكل كبير في الجراحات العامة والإصابات المعقدة.
ووصف بكر الوضع في مدينة جنين والمخيم بالصعب، وأن قوات الاحتلال تتمركز في محيط المستشفى وعند بوابته الرئيسية، فيما مُنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الإصابات وأطلقت النار عليها بشكل مباشر، مشيرا إلى أن المستشفى استقبل 10 إصابات و6 شهداء منذ الصباح، وتوزعت الإصابات على باقي مستشفيات المدينة.
ومع تواصل العملية العسكرية في جنين قال مدير مستشفى جنين الحكومي "نواجه صعوبة في استقبال الشهداء في ثلاجات الموتى التي تتسع لـ9 وفيات فقط، وصلنا 6 شهداء بالإضافة إلى شهيد في مستشفى الرازي، ويوجد عدد من الوفيات سابقة في المستشفى".
محاولة الخروج من مخيم جنين هربا من آليات وقناصة الاحتلال (الجزيرة) اقتحام دمويوقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت النار على المواطنين الموجودين في ساحة المستشفى وعلى الطواقم الصحفية القريبة من بوابته الرئيسية، مما أدى إصابة الصحفي عمرو مناصرة بشظايا رصاص في الظهر، وتمكن عدد من زملائه الصحفيين من نقله إلى غرفة الطوارئ، ووصفت حالته بالمستقرة.
وقال حازم مصاروة الضابط في مركز إسعاف ابن سينا للجزيرة نت "إن قوات الاحتلال أطلقت النار عليه بشكل مباشر خلال محاولته إسعاف مصاب في منطقة "طلعة الغبز"، وأصيبت السيارة في الباب الخارجي".
وأضاف أن طواقم الهلال الأحمر بفروعها المختلفة تعاملت مع 20 إصابة بالرصاص الحي، لافتا إلى أن الطائرات المسيرة لا تزال تجوب أجواء المدينة، وجرافات الاحتلال وصلت إلى مدخل المخيم وعلى بعد أمتار من مستشفى جنين الحكومي، وبدأت بتجريف الشوارع هناك.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد نفذت 62 اقتحاما لمخيم جنين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما كان آخر اقتحام منذ قرابة شهرين.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل قررت بدء عملية موسعة في مخيم جنين للقضاء على مقاومين فلسطينيين، فيما قال أهالي المخيم إن الهدف من العملية قد يكون هدم بيت الشهيد أحمد أبو الهاني الذي اغتالته قوات الاحتلال في مارس/آذار الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مستشفى جنین الحکومی قوات الاحتلال مدینة جنین فی جنین عدد من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعلن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين في جنين
سرايا - أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة 5 جروح أحدهم خطيرة في جنين، فيما اغتالت قوة إسرائيلية خاصة شابا فلسطينيا، مساء اليوم الخميس، في مدينة نابلس، في حين يواصل جيش الاحتلال تهجير الفلسطينيين من مخيم طولكرم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قاسم عكليك (42 عاما) استُشهد برصاص الاحتلال في نابلس.
واقتحمت قوات إسرائيلية بمركبات مدينة نابلس وأطلقت النار على فلسطيني كان يسير برفقة عائلته في حي الروضة شرق المدينة. وقال شهود إن الفلسطيني أصيب في رأسه قبل احتجازه.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الشهيد العكليك، أمضى 18 عاما في سجون الاحتلال وتحرّر قبل سنوات قليلة، ورُزق بطفلين عن طريق النطف المهربة خلال تواجده في الأسر.
وتأتي العملية في نابلس بالتزامن مع عدوان متصاعد شمال الضفة الغربية بدأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة جنين في 21 يناير/كانون الثاني الجاري، قبل أن يوسعه اعتبارا منذ الاثنين الماضي ليشمل محافظة طولكرم.
عدوان متواصل في هذه الأثناء، دفعت قوات الاحتلال، مساء اليوم، بمزيد من التعزيزات العسكرية من آليات وجرافات إلى طولكرم، تزامنا مع استمرار العدوان على المدينة ومخيمها، وما رافقه من تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، وتهجير المواطنين.
وقالت مصادر فلسطينية إن المخيم يشهد انتشارا كبيرا للقناصة فوق المباني العالية داخل المخيم ومحيطه، بعد الاستيلاء عليها وإجبار سكانها على مغادرتها، وسط إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي وتفجير عدد من المنازل، وتجريف مداخل أخرى وإغلاقها بالأتربة، واحتجاز سكانها داخلها في ظروف صعبة.
وتواصل قوات الاحتلال إجبار سكان المخيم على مغادرة منازلهم والخروج نحو المدينة، وتحديدا من حارات العكاشة والغانم والنادي والمطار، ما فاقم معاناتهم واحتياجاتهم الإنسانية، خاصة كبار السن والنساء والأطفال.
الاحتلال قتل عشرات الفلسطينيين بجنين منذ بدء العملية العسكرية بينهم الطفلة ليلى الخطيب 30 شهرا (رويترز) وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة لـ"وفا": إن ظروف المخيم ما زالت صعبة للغاية في ظل التعزيزات العسكرية الإسرائيلية التي تصل إليه، وما يرافقها من تجريف متواصل للبنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وأشار إلى "خروج آلاف الفلسطينيين، تم إجبارهم بتهديد السلاح على مغادرة المخيم، وأصبحوا مشتتين في كافة ضواحي المدينة".
كما حذر سلامة من النقص الحاد في الحليب وفوط الأطفال والطعام ومياه الشرب ودواء الأمراض المزمنة لكبار السن داخل المخيم، مضيفا أن هناك مناشدات عاجلة من مواطنين ما زالوا في منازلهم، يعانون من قطع خطوط المياه والكهرباء ما يشكّل خطورة على ذوي الأمراض المزمنة ممن يعيشون على أسطوانات الأكسجين.
تشييع جثامين 10 شهداء في غضون ذلك، شيّع آلاف الفلسطينيين ببلدة طمون جنوب شرق مدينة طوباس (شمال)، جثامين 10 فلسطينيين استشهدوا بقصف إسرائيلي استهدفهم مساء الأربعاء.
وانطلق موكب تشييع الجثامين العشرة من أمام "مستشفى طوباس التركي الحكومي" إلى منازل عائلاتهم في البلدة، قبل مواراتهم الثرى.
ورفع المشيّعون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بالانتهاكات الإسرائيلية، فيما أطلق مسلحون النار في الهواء تعبيرا عن الغضب وللمطالبة بالثأر، بحسب شهود عيان.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت أمس الأربعاء "باستشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف شنه الاحتلال على بلدة طمون".
الفلسطينيون يشيعون 10 شهداء قتلهم الاحتلال في طمون قرب طوباس (رويترز) المقاومة تتصدى من جهتها، أعلنت (سرايا القدس الضفة الغربية)، اليوم الخميس، أن مقاتليها يخوضون معارك عنيفة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة محاور شمالي الضفة الغربية.
وفي جنين، قالت السرايا إنها أوقعت اليوم قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح في تفجير منزل مفخخ بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
وقالت "السرايا" -في بيان عبر تطبيق تليغرام- إنها فجرت المنزل المفخخ بعد أن استدرجت قوة من لواء غولاني إليه في إطار ما سمتها عملية هندسية معقدة.
كما أعلنت عن تفجير عبوة ناسفة في جيب عسكري بمحيط "محور الحصان"، في مخيم جنين.
أما في طولكرم، فذكرت "السرايا" أن مقاتليها يخوضون معارك مع قوات الاحتلال داخل أزقة المخيم، مشيرة إلى أنهم "يمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص المباشر محققين إصابات مؤكدة".
وبدأ العدوان الإسرائيلي على جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بعد إبادة جماعية إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 892 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 732
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 30-01-2025 10:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...