تنتشر متغيرات جديدة من فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وتثير المخاوف من ارتفاع حالات الإصابة في الصيف. ويعد الانتشار الواسع لتلك المتغيرات أحدث علامة على قدرة المرض المعدي على التحور، وربما تهديد المناعة الجماعية.

وأصبح المتغير الفرعي (KP.2) من عائلة المتغير (فليرت FLiRT)، وهي كلمة مشتقة من أسماء الطفرات في الشفرة الجينية للمتغيرات، هو السائد في الولايات المتحدة على سبيل المثال، منذ ظهوره لأول مرة في مارس/آذار.



وفي الأسبوعين الماضيين حتى 11 مايو/أيار، كان المتغير الفرعي (KP.2) يمثل 28.2% من الحالات، مقارنة بـ3.8% فقط بآخر أسبوعين من شهر مارس، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، كما نما متغير (KP1.1) بسرعة ليمثل 7.6% من الإصابات.

وتراقب الوكالات الصحية عن كثب متغيرات "فليرت"، والتي تعد جميعها فروعاً لسلالة أوميكرون المهيمنة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية اكتشاف متغيرات هذه العائلة في 14 دولة في جميع أنحاء أوروبا بالإضافة إلى أمريكا وإسرائيل.

وبعد انخفاض عدد حالات الإصابة إلى مستويات قياسية على مستوى العالم بعد أربع سنوات ونصف السنة من تفشي الوباء، فإن العديد من خبراء الأمراض المعدية يحذرون من أن هذه المجموعة الجديدة من المتغيرات يمكن أن تؤدي إلى موجة صيفية من العدوى، وذلك لعدة أسباب يشير إليها الخبراء، ومنها:

أولاً: وجود طفرات في بروتين الأشواك (بروتين سبايك) الذي يستخدمه الفيروس للدخول إلى خلايا الجسم، وهذه الطفرات يمكن أن تغير شكل بروتين الأشواك، مما يجعل من الصعب على الأجسام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي بعد التطعيم التعرف على الفيروس ومهاجمته بفعالية.

ثانياً: بعض الطفرات في مناطق معينة من الجينوم الفيروسي، تعزز قدرة المتحورات الجديدة على الالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها بسرعة أكبر من الفيروس الأصلي.

ثالثاً: بعض المتحورات تحتوي على طفرات في مواقع تستهدفها الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة، وهذا يقلل من فعالية الأجسام المضادة في تحييد الفيروس.

رابعاً: بعض اللقاحات الحالية قد تكون أقل فاعلية ضد المتحورات، خصوصاً إذا كانت تلك اللقاحات تعتمد بشكل كبير على تحفيز إنتاج الأجسام المضادة ضد بروتين الأشواك. وقد أظهرت بعض الدراسات أن بعض المتحورات قد تقلل من فعالية اللقاحات بنسبة تصل إلى 20-30%.

خامساً: بعض المتحورات تظهر قدرة على "الهروب المناعي"، حيث يمكنها تجنب الكشف عن طريق جهاز المناعة، وهذا يمكن أن يحدث من خلال تغييرات في بروتينات الأشواك، التي تجعل من الصعب على الأجسام المضادة والخلايا المناعية التعرف على الفيروس.

ورغم عوامل الخطر السابقة، إلا أنه ليس هناك ما يدعو للخوف، ولكن في الوقت نفس يجب الحذر، كما يوضح أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد في تصريحات لـ "العين الإخبارية".

ويقول: "رغم عوامل الخطر، فإن الجرعات المعززة ستستمر في توفير حماية جديرة بالاهتمام، على الأقل ضد الأمراض الخطيرة".

ويوضح سالمان أنه لا تزال الأجسام المضادة التي توفرها اللقاحات قادرة على توفير قدر من الحماية ضد المتغيرات الجديدة.

كما أن اللقاحات، كأحد أدوات المواجهة، لا تزال توفر قدراً من الحماية، فإن أدوات الوقاية الأخرى لا تزال مطلوبة.

ويضيف سالمان أن "أدوات مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والاهتمام بنظافة اليدين واستخدام المطهرات والتهوية الجيدة يجب أن يكون حضورها الدائم هو أحد الدروس المستفادة من جائحة كوفيد 19".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الأجسام المضادة

إقرأ أيضاً:

حرارة الصيف تفاقم معاناة سكان غزة.. جوع وحصار وسط مخاوف من انتشار الأمراض

مع ارتفاع درجات الحرارة تتفاقم معاناة سكان غزة البالغ عددهم قرابة 2.3 مليون نسمة، في ظل الحرب التي أجبرت معظمهم على النزوح وسط ظروف إنسانية صعبة تفتقد لأبسط مقومات الحياة,

ويعاني النازحون في خيام أو في مراكز إيواء مزدحمة بمدارس تابعة للأمم المتحدة أو في منازل خاصة مكتظة بالسكان، من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف دون أجهزة تكييف أو حمامات نظيفة أو نظام صحي فعال وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض، وفقا لوكالة رويترز.

ونقلت الوكالة شهادات لعائلات داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث يخشى الناس هناك من آثار ارتفاع الحرارة والرطوبة وزيادة البعوض والحشرات الأخرى.



وتقول أمل البالغة 38 عاما للوكالة، إن ابنها لا يستطيع النوم بينما لا تملك  ما يخفف عنه حرارة الطقس سوى مروحة مصنوعة من الورق المقوى.

وكان منزل الأسرة في بيت حانون شمالي قطاع غزة لكنهم تركوه في وقت سابق بسبب العدوان.

وأضافت، "درجة الحرارة عالية كتير. تطلع الرطوبة تطلع العرق في الولاد تطلع الحرارة قد إيش . بدي أطفي حرارتهم كيف؟ لو الواحد مفكر انه يجيب هواية. مفيش كهربا. كيف بدي أشغل إيلهم مراوح؟ بندبر إلنا خشبة بندبر كرتونة نهوي على حالنا".

وتابعت، "هاي هو صحي من الشوب. هو عارف ينام؟! مش عارفين يناموا من الشوب. حرارة بشكل مش طبيعي. إيش نعمل؟ إيش نعمل في هاي الحياة هادي الصعبة".

وأضافت "يعني بنيم ابني لتشوف كل جسمه مليان حرارة. كنت دايما نحنا زمان دايما بنحمم. لو بدي أحمم ابني ابرد عليه متطلعش الحرارة...بدي ماية. طيب أنا صرت خايفة على صحة زوجي كمان لأنه رايح جاي خس النص من حمل الماية. كل إيشي مش متوفر عنا".



وقطع الاحتلال إمدادات الكهرباء عن القطاع، مع بداية العدوان كما توقفت إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطة الطاقة الوحيدة في القطاع. ونفد الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة بعد ذلك بوقت قصير.

وأمس الثلاثاء قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط٬ تور وينسلاند٬ في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، إن "استمرار الحرب في قطاع غزة يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي"، مطالبا باتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الوضع، وبوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لافتا إلى التأثير المدمر للحرب على السكان المدنيين والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.

جاء ذلك في الجلسة الشهرية لمجلس الأمن، حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والاجتماع الربع سنوي للمجلس بشأن تنفيذ القرار 2334، المؤرخ في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016، الذي طالب بإنهاء جميع الأنشطة الاستعمارية الإسرائيلية.

وأضاف وينسلاند: "لا يزال الجوع وانعدام الأمن الغذائي مستمرين - وفي حين تم تجنب توقعات المجاعة الوشيكة في الشمال من خلال زيادة توصيل الأغذية - فقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الجنوب".

وأكد أن جميع سكان غزة تقريبًا ما زالوا يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، مضيفًا أن ما يقرب من 500 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الكارثي.



ولفت إلى أن حجم القتل والدمار في غزة مروع ومدمر، مبينًا أن "الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في المناطق المكتظة بالسكان دمرت أحياء بأكملها وألحقت أضرارا بالمستشفيات والمدارس والمساجد ومنشآت الأمم المتحدة.

وشدد وينسلاند على ضرورة حماية المدنيين، مؤكدًا أن حياة 1.7 مليون نازح في غزة معرضة للخطر.
ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في قطاع غزة هذا الأسبوع 30 درجة مئوية، وشهدت السنوات القليلة الماضية سلسلة من موجات الحر الشديدة في دول البحر المتوسط خاصة مع المجيء المبكر لشهور الصيف.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة الإيفواري: حريصون على تعزيز ترسانة المكافحة ضد الملاريا
  • عاجل| درجات حرارة صيف 2024.. تحذير من الأرصاد و60 يوم صعبة للمصريين
  • استمرار انتشار متحورات فيروس كورونا.. استشاري وبائيات يوضح كيفية التعامل مع المتحورات الجديدة والدول المعرضة للانتشار
  • تحذيرات من تأثير حرارة الصيف الشديدة على المرضى النفسيين
  • تدابير سهلة لمواجهة حرارة الصيف في السيارة.. واحذر ترك طفلك فيها!
  • الإجهاد الحراري.. نصائح لمواجهة القاتل الصامت في الصيف
  • احمي هاتفك من حرارة الصيف: اليك نصائح ذهبية لتجنب حدوث كارثة!
  • لمواجهة الطقس الحار.. طريقة تحضير العناب للتخلص من حرارة الصيف
  • هل نشهد صيفا أشد حرارة هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة؟.. «الأرصاد» تجيب
  • حرارة الصيف تفاقم معاناة سكان غزة.. جوع وحصار وسط مخاوف من انتشار الأمراض