جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@14:07:47 GMT

"ابن مشهد" نال الشهادة مع رفاقه

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

'ابن مشهد' نال الشهادة مع رفاقه

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

في الوقت الذي كان الإيرانيون يحتفلون فيه بليلة مولد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا، كسائر أعيان الشيعة في العالم، إذا بهم يتفاجأون بانتشار خبر تحطم مروحية سماحة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووزير خارجيته عبداللهيان، والمرافقين للرئيس.

كنتُ في تلك الليلة أحضر احتفالات الولادة بمدينة مشهد التي تضمُّ قبر الإمام؛ حيث وصلتُ إليها للمشاركة في هذه المناسبة مع جمع من ملايين المسلمين الذين توافدوا إلى هذه المدينة لإحياء المناسبة الدينية السعيدة من مختلف أنحاء المعمورة والمدن العالمية الأخرى. وقد اختلطت مشاعر  الفرح بمولد الإمام، ومشاعر الحزن على فقدان الطائرة لحظتها، في الوقت الذي بدأ المواطنون الإيرانيون فيه في متابعة الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية؛ حيث تصدرت صور الرئيس الشهيد في مختلف الأماكن. وفي صباح اليوم التالي (الإثنين) نشرت وسائل الإعلام خبر استشهاد الرئيس ومرافقيه، في جو اتسم بهطول الأمطار الكثيفة وانخفاض درجات الحرارة في المنطقة التي سقطت فيها المروحية، وذلك بعد بحث استمر طوال الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر من قبل الفرق المُكلَّفة.

ومنذ صباح ذلك اليوم وحتى الآن، تتصدر صور الشخصيات التي لقيت مصرعها في الحادث الأليم منصات الاحتفالات الدينية في مشهد وغيرها من المدن الأخرى؛ حيث تعتبر مشهد مقرَّ ولادة المرحوم السيد رئيسي الذي تفقَّه في العلوم الدينية في هذه المدينة، وحصل على درجات علمية في الماجستير والدكتوراة، ومن ثم ترأس إدارة المرقد الرضوي لعدة سنوات، قبل أن يعمل في الادعاء العام ويصبح لاحقًا مدعيًا عامًّا للجمهورية، ومن ثم رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

مشاعر الحزن بَدَت على الكثير من أبناء مشهد وغيرها من المدن الإيرانية، على فقدان هذه الكوكبة التي أسماها المواطنون بـ"خَدمَة الشعب"، خاصة السيد إبراهيم رئيسي الذي يُجِله ويحترمه كل شخص في إيران نتيجة للخدمات والتغييرات والتطورات التي أحدثها في الجمهورية بعد تولي الرئاسة، بجانب نجاحه في تعزيز العلاقات الدولية لإيران مع دول العالم، خاصة دول المنطقة، واحتضانه للمقاومة الإسلامية الفلسطينية.

تعليقات عِدَّة نُشِرَت عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي قال بعضها إن أيدي استخباراتية أمريكية وإسرائيلية وراء هذه الفاجعة الأليمة، إلّا أنَّ الكثير من المواطنين الإيرانيين يعزون ذلك إلى الأجواء المناخية والطقس الماطر في تلك المنطقة، وهذا لا يعني بأن القائمين على الحكومة الإيرانية سوف يُهملون هذه الفرضيات، خاصة إذا تبيَّن أن الرئيس ومرافقيه ذهبوا ضحية مؤامرة خارجية وبأيدٍ أجنبية. فلكلِّ حادث حديث، إلَّا أن الوضع في إيران مستقر، والحياة الاجتماعية والاقتصادية لم تتوقف أبدًا. وما حصل لهؤلاء القادة في اعتقاد الكثير من الإيرانيين هو تكريم إلهي باستشهادهم من أجل مصلحة الآخرين من أبناء الوطن، وأن الكثير من المسؤولين يتمنون الشهادة في سبيل الله من واقع ما وعد به الرحمن الرحيم للشهيد ومنزلته في الآخرة.

إنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية -كما يعرفها الكثير- دولةٌ ولَّادة في جميع المجالات؛ فهي فقدت الكثير من كوادرها السياسية والعسكرية والفنية نتيجة لرفضها سياسة الخذلان والانحطاط مثلما تنوي بعض دول العالم العمل بها مع بعض دول العالم الضعيفة، ووقفت منذ اللحظة الأولى داعمةً للقضية الفلسطينية، ورفضت أن تفتح علاقاتها مع الدولة الصهيونية؛ الأمر الذي أغضب القوى الكبرى في أمريكا والدول الأوروبية التي مارست أبشع سياسات المقاطعة الاقتصادية والمصرفية على إيران منذ أكثر من 40 عامًا. ورغم ذلك، تمكنت إيران من إبعاد نفسها عن التبعية الخارجية، وتمكنت من تحديث وتطوير آلاتها الصناعية والزراعية والغذائية وإنتاجها الوفير في كل مجالات الحياة، مع تقديم تلك العلوم وخاصة في صناعة الصواريخ والمقذوفات وغيرها لأبناء المقاومة الفلسطينية الذين يقفون اليوم شوكة في حلوق الصهاينة المستبدين الذي يمارسون أبشع أنواع الإبادة ضد المواطنين الأبرياء بغزة الصامدة، من خلال أسطولهم من الطائرات الأمريكية الحديثة، والأسلحة الأوروبية المتطورة.

لقد تعرَّضت إيران لعدة محن منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله الإمام الخميني -رحمه الله- والذي وصف أمريكا بالشيطان الأكبر، وخصص يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يومًا للأقصى. واليوم أصبحنا على علم بجرائم أمريكا تجاه أبناء فلسطين المسلمين عموما. فهي لا تريد أيَّ تطوُّر للأمة الاسلامية، وإنما تريد استعباد الناس وإذلالهم لخدمة أهدافها اللئيمة وحماية الدولة الصهيونية اللقيطة من أن تكون هي المسيطر على الشعوب في المنطقة، وهذا ما كان يرفضه الشهيد إبراهيم وما ترفضه القيادة الإيرانية منذ تلك الساعة وحتى اليوم وإلى انقضاء الأجل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نازحون بغزة يستخدمون كتب الجامعة وقودا للطهي

في مشهد يلخص عمق المأساة التي تعيشها غزة، تسقط القيم والمعاني الإنسانية أمام لهيب الجوع، حيث لم يكن أشد المتشائمين يتخيل يوما أن تصبح كتب العلم وقودا للطهي، وأن تتحول قاعات الجامعات إلى ملاجئ للنازحين.

بعد أن تحول ما تبقى من مباني الجامعة الإسلامية في غزة إلى ملاذٍ للنازحين، وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مجبرين على مغادرة منازلهم شمال القطاع، تحت وطأة القصف الإسرائيلي العنيف، وسط أوضاع معيشية وإنسانية بالغة القسوة.

ومع استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من 18 شهرا، انقطعت مصادر الطاقة الأساسية من كهرباء وغاز ووقود مع منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها، مما أجبر الأهالي على اللجوء إلى وسائل بدائية لتسيير حياتهم اليومية، أبرزها استخدام الحطب.

View this post on Instagram

A post shared by Majdi Fathi (@majdi_fathi)

ومع ندرة الحطب وارتفاع سعره بشكل جنوني، لم يستطع الآلاف من سكان القطاع توفيره، مما جعلهم يواجهون صعوبات يومية قاسية، وفي ظل هذا الواقع لم يبق خيار سوى اللجوء إلى الكتب.

مكتبة تتحول إلى رماد

في مشهد موجع، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور لآلاف الكتب في المكتبة المركزية للجامعة الإسلامية وهي تلتهمها النيران، بعدما اضطر الأهالي إلى استخدامها لطهو الطعام في ظل الحصار.

إعلان

وتعليقا على ذلك، يقول الشاعر والكاتب الفلسطيني يونس أبو جراد: "على أحد رفوف تلك المكتبة، كانت تستقر مجموعتاي الشعريتان: أنات القمر وآتيكم بقبس، وكأنهما تراقبان أطروحة الماجستير على الرف المقابل، الموسومة بـ: التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية".

مشهدٌ قاسٍ لعشرات آلاف الكتب بالمكتبة المركزية للجامعة الإسلامية، تلتهمها النيران بعد اضطرار الغزيين المحاصرين لاستخدامها في إشعال النار وطهو طعامهم.
يذكر أن الاحتلال دمر مباني الجامعة بما فيها المكتبة، ليحرق ويدمر 240 ألف كتاب ومرجع وأطروحة علمية.
على أحد رفوف تلك المكتبة… pic.twitter.com/cZgYavYHgd

— يونس أبو جراد (@YunusAbujarad) April 21, 2025

ويضيف عبر صفحته على منصة إكس: "العدو أحرق كل شيء، وبقيت الذكريات محفورة في وجداننا، معجونة بدمنا وروحنا".

شهادات من قلب الكارثة

بينما يكتب الصحفي باسل خلف: "واحد من أكثر المشاهد وجعا اليوم هو مشهد اضطرار النازحين استخدام كتب مكتبة الجامعة الإسلامية المركزية في إشعال النار لطهو الطعام".

واحد من أكثر المشاهد وجعا اليوم هو مشهد اضطرار النازحين استخدام كتب مكتبة الجامعة الاسلامية المركزية في إشعال النار لطهو الطعام .

بالمناسبة؛ أدى قصف الجامعة لاحتراق (240) ألف كتاب ودورية ومرجع ورسالة علمية، مما أدى إلى حرمان آلاف الطلبة التزود بالمعلومات. pic.twitter.com/hBamXQM63g

— باسل خلف (@baselkhlaf) April 21, 2025

من جانبه، أشار الناشط سلام العجرمي إلى أن النازحين اضطروا إلى تمزيق جميع صفحات الكتب التي جُمعت من ركام الجامعة الإسلامية، لاستخدامها في طهي الطعام، وسط انعدام الغاز وندرة الأخشاب نتيجة استمرار العدوان على القطاع.

في مشهد يلخص حجم المأساة، اضطر النازحون في غزة يوم 21 أبريل 2025 لحرق صفحات كتب جُمعت من ركام الجامعة الإسلامية، لاستخدامها في طهي الطعام، وسط انعدام الغاز وندرة الأخشاب نتيجة استمرار العدوان على القطاع.

الآن استطيع ان أقول لقد انفصلنا عن القرن ال ٢١ … pic.twitter.com/gsnJil17Wl

— Salama Alajrami (@salamaalajrami) April 21, 2025

إعلان

ويكمل بأسى "الآن، يمكنني القول إننا انفصلنا عن القرن الـ21".

أصوات من قلب الألم

وتقول إحدى الناشطات عبر صفحتها على فيسبوك: "سبقتهم وحرقت مكتبتي وكتبي الجامعية، وحتى الخرائط والمذكرات التي كنت أستخدمها في الحصص. لا مدارس ولا تعليم… دمرونا ودمروا أولادنا حرفيا".

وكتبت إحدى المغردات قائلة: "أنا واحدة من الناس استفدت كثيرا من دروس مسجلة عبر صفحة الجامعة قبل الحرب أساتذة قمة ما شاء الله… حرق الكتب شيء محزن وأكثر منه إطارات الجامعة أغلبهم استشهدوا ولم يبق سوى هذه المطبوعات تحمل أفكارهم الآن هي تحرق".

واحد من أكثر المشاهد وجعا اليوم هو مشهد اضطرار النازحين استخدام كتب مكتبة الجامعة الاسلامية المركزية في إشعال النار لطهو الطعام.

بالمناسبة؛ أدى قصف الجامعة لاحتراق (240) ألف كتاب ودورية ومرجع ورسالة علمية، مما أدى إلى حرمان آلاف الطلبة التزود بالمعلومات.
مش هاين علينا يا اسلامية

— أحمد ☘️???????? (@ahmedtaysser10) April 21, 2025

ويرى آخرون أن في قطاع غزة، كل شيء مختلف، الكتب تحولت إلى حطب، وجامعات تُقصف، ومكتبات تُشعل.

وأشار مدونون إلى أنهم درسوا في الجامعة الإسلامية، وكانوا يعتزون بوجود مكتبة بهذا الحجم، شاملة، واسعة، ونافعة، واليوم تتحول بهذه الطريقة إلى الرماد.

قصف الجامعة

في يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على المقر الرئيسي للجامعة الإسلامية، غرب مدينة غزة، مما أسفر عن تدميرها بالكامل.

وقد أدى القصف إلى احتراق 240 ألف كتاب ودورية ومرجع ورسالة علمية، كانت تُعد من أكبر وأضخم المكتبات الجامعية في قطاع غزة، وحرمت آلاف الطلبة من الوصول إلى مصادرهم العلمية والثقافية.

مقالات مشابهة

  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي
  • مرقص: شابات وشباب لبنان ينتظرون منا الكثير لأنهم فعلاً يستحقون التميّز
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟
  • مشهد فلكي بديع فجر الجمعة المقبل.. دون ابتسامة في مصر
  • هل ندم مارك زوكربيرج على شراء إنستجرام؟.. رسائل داخلية تكشف عن الكثير​
  • بطلب عُماني... تأجيل محادثات الأربعاء الإيرانية-الأمريكية
  • نازحون بغزة يستخدمون كتب الجامعة وقودا للطهي
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • العلامة فضل الله: المرحلة تتطلب الكثير من الثبات والحكمة