جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@06:59:26 GMT

"ابن مشهد" نال الشهادة مع رفاقه

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

'ابن مشهد' نال الشهادة مع رفاقه

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

في الوقت الذي كان الإيرانيون يحتفلون فيه بليلة مولد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا، كسائر أعيان الشيعة في العالم، إذا بهم يتفاجأون بانتشار خبر تحطم مروحية سماحة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووزير خارجيته عبداللهيان، والمرافقين للرئيس.

كنتُ في تلك الليلة أحضر احتفالات الولادة بمدينة مشهد التي تضمُّ قبر الإمام؛ حيث وصلتُ إليها للمشاركة في هذه المناسبة مع جمع من ملايين المسلمين الذين توافدوا إلى هذه المدينة لإحياء المناسبة الدينية السعيدة من مختلف أنحاء المعمورة والمدن العالمية الأخرى. وقد اختلطت مشاعر  الفرح بمولد الإمام، ومشاعر الحزن على فقدان الطائرة لحظتها، في الوقت الذي بدأ المواطنون الإيرانيون فيه في متابعة الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية؛ حيث تصدرت صور الرئيس الشهيد في مختلف الأماكن. وفي صباح اليوم التالي (الإثنين) نشرت وسائل الإعلام خبر استشهاد الرئيس ومرافقيه، في جو اتسم بهطول الأمطار الكثيفة وانخفاض درجات الحرارة في المنطقة التي سقطت فيها المروحية، وذلك بعد بحث استمر طوال الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر من قبل الفرق المُكلَّفة.

ومنذ صباح ذلك اليوم وحتى الآن، تتصدر صور الشخصيات التي لقيت مصرعها في الحادث الأليم منصات الاحتفالات الدينية في مشهد وغيرها من المدن الأخرى؛ حيث تعتبر مشهد مقرَّ ولادة المرحوم السيد رئيسي الذي تفقَّه في العلوم الدينية في هذه المدينة، وحصل على درجات علمية في الماجستير والدكتوراة، ومن ثم ترأس إدارة المرقد الرضوي لعدة سنوات، قبل أن يعمل في الادعاء العام ويصبح لاحقًا مدعيًا عامًّا للجمهورية، ومن ثم رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

مشاعر الحزن بَدَت على الكثير من أبناء مشهد وغيرها من المدن الإيرانية، على فقدان هذه الكوكبة التي أسماها المواطنون بـ"خَدمَة الشعب"، خاصة السيد إبراهيم رئيسي الذي يُجِله ويحترمه كل شخص في إيران نتيجة للخدمات والتغييرات والتطورات التي أحدثها في الجمهورية بعد تولي الرئاسة، بجانب نجاحه في تعزيز العلاقات الدولية لإيران مع دول العالم، خاصة دول المنطقة، واحتضانه للمقاومة الإسلامية الفلسطينية.

تعليقات عِدَّة نُشِرَت عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي قال بعضها إن أيدي استخباراتية أمريكية وإسرائيلية وراء هذه الفاجعة الأليمة، إلّا أنَّ الكثير من المواطنين الإيرانيين يعزون ذلك إلى الأجواء المناخية والطقس الماطر في تلك المنطقة، وهذا لا يعني بأن القائمين على الحكومة الإيرانية سوف يُهملون هذه الفرضيات، خاصة إذا تبيَّن أن الرئيس ومرافقيه ذهبوا ضحية مؤامرة خارجية وبأيدٍ أجنبية. فلكلِّ حادث حديث، إلَّا أن الوضع في إيران مستقر، والحياة الاجتماعية والاقتصادية لم تتوقف أبدًا. وما حصل لهؤلاء القادة في اعتقاد الكثير من الإيرانيين هو تكريم إلهي باستشهادهم من أجل مصلحة الآخرين من أبناء الوطن، وأن الكثير من المسؤولين يتمنون الشهادة في سبيل الله من واقع ما وعد به الرحمن الرحيم للشهيد ومنزلته في الآخرة.

إنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية -كما يعرفها الكثير- دولةٌ ولَّادة في جميع المجالات؛ فهي فقدت الكثير من كوادرها السياسية والعسكرية والفنية نتيجة لرفضها سياسة الخذلان والانحطاط مثلما تنوي بعض دول العالم العمل بها مع بعض دول العالم الضعيفة، ووقفت منذ اللحظة الأولى داعمةً للقضية الفلسطينية، ورفضت أن تفتح علاقاتها مع الدولة الصهيونية؛ الأمر الذي أغضب القوى الكبرى في أمريكا والدول الأوروبية التي مارست أبشع سياسات المقاطعة الاقتصادية والمصرفية على إيران منذ أكثر من 40 عامًا. ورغم ذلك، تمكنت إيران من إبعاد نفسها عن التبعية الخارجية، وتمكنت من تحديث وتطوير آلاتها الصناعية والزراعية والغذائية وإنتاجها الوفير في كل مجالات الحياة، مع تقديم تلك العلوم وخاصة في صناعة الصواريخ والمقذوفات وغيرها لأبناء المقاومة الفلسطينية الذين يقفون اليوم شوكة في حلوق الصهاينة المستبدين الذي يمارسون أبشع أنواع الإبادة ضد المواطنين الأبرياء بغزة الصامدة، من خلال أسطولهم من الطائرات الأمريكية الحديثة، والأسلحة الأوروبية المتطورة.

لقد تعرَّضت إيران لعدة محن منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله الإمام الخميني -رحمه الله- والذي وصف أمريكا بالشيطان الأكبر، وخصص يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يومًا للأقصى. واليوم أصبحنا على علم بجرائم أمريكا تجاه أبناء فلسطين المسلمين عموما. فهي لا تريد أيَّ تطوُّر للأمة الاسلامية، وإنما تريد استعباد الناس وإذلالهم لخدمة أهدافها اللئيمة وحماية الدولة الصهيونية اللقيطة من أن تكون هي المسيطر على الشعوب في المنطقة، وهذا ما كان يرفضه الشهيد إبراهيم وما ترفضه القيادة الإيرانية منذ تلك الساعة وحتى اليوم وإلى انقضاء الأجل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: الأمن الإقليمي شأن داخلي ولا يُستورد من الخارج

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية سلسلة تصريحات اليوم الاثنين تناولت قضايا إقليمية ودولية، بدءا من انتقاد سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولا إلى الوضع في فلسطين وعلاقات إيران مع دول المنطقة.

ووصفت الخارجية الإيرانية سلوك ترامب تجاه زيلينسكي بأنه "تحذير للجميع"، مؤكدة أن القوة والاستعلاء يجب ألا يكونا محددين للعلاقات الدولية، وأشارت إلى أن هذا النهج يعكس سياسات غير متوازنة تهدد الاستقرار العالمي.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحفي على أهمية الأمن الإقليمي ورفض الاعتماد على الأطراف الخارجية.

وشدد بقائي على أن الأمن شأن داخلي، وعلى دول المنطقة التعاون معا لتحقيقه دون الاعتماد على أطراف خارجية، وقال "الأمن ليس سلعة نستوردها من مكان آخر"، مضيفا أن إيران تدعو دائما إلى تعزيز التعاون الإقليمي لضمان الاستقرار.

لبنان وتركيا وفلسطين

وفي سياق متصل، أشارت الخارجية الإيرانية إلى أن علاقاتها مع لبنان "جيدة"، وأن الملفات الثنائية تعالج بانفتاح عبر الحوار، مؤكدة أن هذا النهج سيستمر.

أما فيما يتعلق بتركيا فأكدت أن العلاقات مع أنقرة "مهمة جدا" رغم وجود اختلافات في المواقف تجاه بعض الملفات الإقليمية.

إعلان

كذلك، أعربت الخارجية الإيرانية عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث في الضفة الغربية، ووصفته بأنه "خطير جدا ولا يقل عن الوضع في غزة".

كما انتقدت استخدام إسرائيل التجويع أداة لممارسة الإبادة بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن منعها وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة يأتي في إطار سياسة الإبادة الجماعية.

المحادثات مع الدول الأوروبية

وردا على سؤال بشأن النهج الإيراني في التعامل مع القضايا النووية، أكد بقائي أن إيران ملتزمة بالمبادئ الدبلوماسية، وأن أنشطتها النووية سلمية.

وأضاف "الرد على المواجهة سيكون بالمواجهة"، مشيرا إلى أن إيران لن تتردد في الرد إذا تعرضت لمواجهة غير مبررة.

وكشف بقائي عن عقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران و3 دول أوروبية على هامش زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى جنيف.

وأوضح أن المحادثات -التي ترأسها كاظم غريب آبادي نائب الوزير- ناقشت آخر التطورات، وتم الاتفاق على استمرار الحوار، مع التشاور حاليا لتحديد موعد الجولة المقبلة.

كما تطرق بقائي إلى التطورات الأخيرة في البوسنة والهرسك، مؤكدا أن موقف إيران ثابت تجاه منطقة البلقان، وقال "نحن ندعو دائما إلى الحفاظ على الاستقرار والسلام في منطقة البلقان".

مقالات مشابهة

  • البنتاجون: الولايات المتحدة وإسرائيل تتفقان على مواجهة التهديدات الإيرانية
  • 100 ألف يعملوا مكسب كام في الشهادة ذات عائد 27% و23.5%
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • عائد ألف جنيه شهريا .. تفاصيل شهادة يوماتي الثلاثية من بنك مصر
  • الخارجية الإيرانية: الأمن الإقليمي شأن داخلي ولا يُستورد من الخارج
  • إفطارهم فى الجنة.. أحمد جمال من رائحة الأمل إلى أفق الشهادة
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التواصل مع المخابرات الإيرانية
  • الصدر: الدراما العراقية تكاد تكون هابطة وفيها من الكذب الكثير
  • إسرائيل تعتقل شخصًا من بئر السبع بتهمة التواصل مع المخابرات الإيرانية
  • الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال شخص من بئر السبع يشتبه في تواصله مع المخابرات الإيرانية