صيف الإمارات.. تحول نوعي من مقيظ الزمن الجميل إلى مقيظ الألفية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
أبوظبي - وام
يشكل فصل الصيف في الموروث الإماراتي حالة خاصة، حيث يُشد الرحال إلى المقيظ لقضاء هذا الوقت في الأماكن الباردة نسبياً بين أشجار النخيل الظليلة والمياه العذبة.
وتعتبر رحلة المقيظ إحدى الرحلات التي يحرص الأهالي خلالها على الانتقال من المناطق الساحلية التي ترتفع درجة حرارتها وتزيد رطوبتها صيفاً إلى المناطق المعروفة بالمقايظ، وهي «الواحات والبراحات والمحاضر» التي غالباً ما تمتاز بطقسها المعتدل وظلالها الوارفه وتوفر المياه العذبة.
وبدأ يندثر هذا السلوك الفطري تدريجياً منذ بداية سبعينيات القرن الماضي؛ حتى أصبح الآن أثراً بعد عين بفضل من الله ثم من المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي سخر الجهد والمال لبناء الوطن، وأحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين والمقيمين عنوانها الرغد والرخاء.
وتمكنت الدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي سار على نهج المؤسس الراحل من قهر الصعاب وشهدت البلاد تحولاً نوعياً في مسيرتها التنموية، وشكل «مقيظ الألفية» مرحلة استثنائية حيث تمكنت البلاد من إعادة تعريف السفر والسياحة ونافست أفضل الوجهات العالمية، وأصبحت قبلة السياح يتهافت إليها القاصي والداني من أصقاع المعمورة على مدار العام.
وتشير الإحصائيات إلى استقطاب الإمارات نحو 23 مليون سائح دولي عام 2023 وفقاً لأحدث بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي ومنظمة السياحة العالمية.
وفي خضم تلك الإنجازات غير المسبوقة، حرصت دولة الإمارات على المحافظة على إرثها وثقافتها ويعتبر «جيل الشباب» اليوم أكثر حظاً من جيل الماضي الذي عاش أسير شروط الزمان والمكان من تضاريس وعرة لا ترحم؛ ويحظى جيل اليوم باهتمام ورعاية القيادة الرشيدة التي تبنت نهجا متفرداً؛ تمثل في تحفيز بيئة الابتكار والاختراع ودعم المبدعين في شتى المجالات، مما ساهم في خفض حدة التحولات الطبيعية والتقليل منها.
ورغم عدم معايشة جيل الألفية وهم «الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1985 و2000، وهم الآن من الشباب البالغين ويعتبرون المجموعة الأولى من الأجيال الرقمية التي نشأت مع انتشار التكنولوجيا والإنترنت» لرحلة المقيظ، إلا أنهم تمكنوا من استحضار رحلة المقيظ بأسلوب ذكي ورقمي وحولوا المقيظ من ذاكرة الوطن إلى موروث رقمي مستدام.
في هذا الصدد، يقول الدكتور سائد الرباعي أستاذ مشارك قسم أنظمة وحماية المعلومات بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات: ابتكرت الجامعة تطبيق «المقيظ» وهو تطبيق ذكي يتماشى مع «أرث المقيظ» بشكل رقمي من خلال تقديم تفاصيل رحلة المقيظ في الستينيات عبر فكرة التعليم والمتعة والاكتشاف، مشيراً إلى أن التطبيق يقدم المقيظ كإرث مستدام ويعرض رحلة البحث عن البرودة ولقاء الأحبة بطريقة شيقة، ويتيح متعة استكشاف التراث بطريقة مبتكرة من خلال التعلم الذكي وإمكانية الارتحال للماضي والتجول في مكان المقيظ والدخول للخيم والذهاب للصيد وللقنص.
وحول رحلة المقيظ قديماً، يقول الوالد راشد بن علي بن هويدن (80 عاماً) من سكان الذيد: رحلة المقيظ تبدأ مع بداية فصل الصيف «القيظ» حين ترتفع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة على السواحل، وذلك عادة مع دخول شهر مايو وظهور نجم الثريا أول نجوم الصيف «القيظ»، وما يتبع ذلك من ظواهر أخرى مثل انتشار الرطب ومن أنواعه «النغال» و«الصلاني».
وحول استعدادات رحلة المقيض، يذكر ابن هويدن: تستعد العائلات للمقيظ إذ تقوم بالتردد على الأسواق والمحال التجارية للتزود بالمواد والسلع الغذائية، مثل الطحين والسكر والحبوب والسحناه «مسحوق سمك السردين المجفف» والقهوة والأرز والبهارات والمالح «السمك المملح» والكسيف «السمك المجفف».
ويقول: بعد تجهيز أماكن المقيظ وبيوت العريش «بيوت من سعف النخيل» وتوفير المواد والاحتياجات الضرورية لتأمين راحة الحضار «أهل المدن والساحل»؛ تنطلق الرحلة في قافلة كبيرة من عدة أسر ويتولى «الكريان» ومفردها «مكري أو كري»، وهو صاحب الإبل الذي تستأجره العائلة لإيصالها إلى المقيظ والقيام على سلامتها طوال الرحلة.
ويشير إلى أن المقايظ في الإمارات قديما تنوعت وتعددت بين رؤوس الجبال في رأس الخيمة مثل الحيل وخت وغليلة وشعم، بالإضافة إلى مسافي والسيجي وشوكة وكدرا ودبا في المنطقة الشرقية، وهي الوجهة المفضلة لأن رياح الكوس «نوع من أنواع الرياح المحلية» الباردة تهب عليها في شهور الصيف من جهة بحر العرب؛ فتنخفض درجة حرارتها وتكثر بها أشجار الموز والمانجو ومراعي النحل.
ويشرح ابن هويدن قائلاً: إن بعض المناطق الساحلية بجوار المدن اشتهرت كمقايظ يقصدها الأهالي للمقيظ خاصة الأماكن التي يتواجد فيها النخيل بكثرة، مثل الحيل وشعم في رأس الخيمة والحيرة بالشارقة والبراحة وأم سقيم في دبي، مشيراً إلى أن تلك الأماكن تعتبر قريبة من المدن الساحلية والذهاب إليها قليل التكاليف وغير متعب فهي وجهة قريبة ومفضلة لمن لديه أطفال وكبار السن أو من تأخر عن قوافل المقيظ.
وتقول عيدة مصبح الكندي من منطقة الظفرة: مقايظ الواحات هي عادة مناطق السهول الزراعية التي تكثر بها أشجار النخيل والأفلاج، بالإضافة إلى واحات العين ومحاضر ليوا التي كان لها شهرة واسعة بين الأهالي قديماً ويرتحلون إليها من كل حدب وصوب خاصة سكان أبوظبي.
وتوضح عيدة الكندي أن أهل أبوظبي جزء منهم ينتقل للمقيظ في جزيرة دلما، ولكن معظمهم يقضون الصيف في ليوا، حيث ينتقلون عبر المحامل «السفن الشراعية» من أبوظبي إلى المرفأ ومنها تنقلهم الركاب «الإبل» إلى المحاضر، موضحة أن موسم «القيظ» ينتهي في شهر سبتمبر وقت دخول «الصفري»؛ أي فصل الخريف عند طلوع نجم سهيل.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
بين عمر 20 إلى 60 عاما.. التغيرات التي تطرأ على الأسنان بمرور الزمن
إنجلترا – تشهد الأسنان تحولات مختلفة مع التقدم في العمر، سواء في شكلها أو في صحة اللثة، ما قد يؤثر على شكل الابتسامة.
وهذه التغيرات تحدث تدريجيا، لكن بعضها قد يظهر في مراحل عمرية معينة.
وبهذا الصدد، يكشف الدكتور ساهل باتيل، طبيب الأسنان التجميلي ومؤسس عيادة Marylebone Smile Clinic، عن التغييرات الرئيسية التي تطرأ على الأسنان في كل عقد من العمر، من سن الـ20 وحتى الـ60.
العشرينات: الازدحام والتقويم
في العشرينات، يكتمل نمو الوجه، وخصوصا الفك السفلي. وهذه المرحلة من النمو قد تتسبب في ازدحام الأسنان الأمامية في الفك السفلي، ما يجعل الأسنان تبدو ملتوية أو غير منتظمة.
ويقول باتيل: “الازدحام في الفك السفلي قد يؤدي إلى تآكل أسرع للأسنان”. ونتيجة لذلك، يبدأ الكثير من الأشخاص في البحث عن حلول تقويم الأسنان.
كما أن هذا العقد من العمر يشهد أيضا ظهور أسنان العقل في مؤخرة الفم، وهو ما قد يسبب ألما في الفك السفلي، ويجعل بعض الأشخاص يقررون إزالتها. وإذا قررت الاحتفاظ بها، قد تواجه صعوبة في تنظيفها بشكل جيد بسبب موقعها في الفم.
الثلاثينيات: مشاكل اللثة وصرير الأسنان
مع بداية الثلاثينيات، تبدأ الضغوط الحياتية، مثل العمل والتزامات الأسرة وربما الحمل، في التأثير على الصحة الفموية.
وقد يؤدي التوتر النفسي إلى عادة طحن الأسنان (صرير الأسنان)، سواء أثناء اليوم أو الليل، ما يعجل من تآكل الأسنان ويجعلها تبدو مسطحة أو مستديرة.
وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل إلى التهاب اللثة، حيث تصبح اللثة أكثر عرضة للبكتيريا والنزيف.
ويوضح باتيل أن هذه التغيرات قد تجعل الأسنان أكثر عرضة للمشاكل، وقد يتفاقم ذلك إذا كانت الزيارات لطبيب الأسنان غير منتظمة.
الأربعينيات: تآكل الأسنان وتراجع صحة اللثة
في الأربعينيات، قد تبدأ في ملاحظة تآكل طبيعي للأسنان. وقد تتسبب هذه التغيرات في ظهور أسنانك السفلية بشكل أكبر عند الابتسام أو التحدث، وهو نتيجة لتراجع أنسجة الشفاه بسبب الشيخوخة.
كما يمكن أن يؤدي تآكل الأسنان إلى مشاكل إضافية مثل التشقق أو انحسار اللثة، وهو ما يعرّض الأسنان لمزيد من التلف.
وإذا لم يتم التدخل الطبي في هذه المرحلة، قد يحدث تفاقم في حالة الأسنان، ما يستدعي العلاج باستخدام الحشوات السيراميكية لإصلاح الأسنان التالفة وإعادة بناء البنية المفقودة.
الخمسينيات: اصفرار الأسنان وصعوبة الحفاظ على اللون الطبيعي
في الخمسينيات، يصبح اصفرار الأسنان أكثر وضوحا. وترجع هذه التغيرات إلى تراكم الصبغات من الأطعمة والمشروبات التي نتناولها على مر السنين، بالإضافة إلى تأثير الشيخوخة الطبيعي على الأسنان، مثل تراجع العصب داخل السن.
ويوضح باتيل أن “الأسنان تبدأ في فقدان حجمها وتصبح أكثر ازدحاما، ما يؤدي إلى صعوبة تنظيفها جيدا”. كما أن المينا التي تحمي الأسنان تتآكل تدريجيا، ما يجعل علاج الاصفرار أكثر صعوبة.
وفي هذه المرحلة، يعتبر استخدام السيراميك أو الغرسات من الحلول الأكثر فعالية لاستعادة الشكل الجمالي للأسنان.
الستينيات: فقدان الأسنان وضرورة التدخل الطبي
مع بلوغ الستينيات، يصبح من المرجح أن تفقد بعض الأسنان بسبب التآكل المستمر أو مشاكل صحية أخرى.
ويقول باتيل: “قليل من الأشخاص يصلون إلى سن الستين دون الحاجة إلى تدخلات طبية كبيرة لصيانة أسنانهم”.
وفي هذه المرحلة، قد يحتاج البعض إلى تركيب أطقم أسنان أو غرسات للحفاظ على صحة الأسنان ووظيفتها، لكن يجب أن تكون حذرا لأن أطقم الأسنان تتطلب صيانة مستمرة وقد تؤثر على جودة الحياة اليومية.
المصدر: ذا صن