مع إعلان شركة Open AI عن نسختها الجديدة من برنامج تشات جي بي تي Chat GPT 4.o وإطلاق غوغل نسختها الجديدة Gemini 1.5 Pro، وتمتع كلا منهما بقدرات مذهلة غير مسبوقة، بدأ السؤال الكبير يطرح نفسه: ما تأثير ذلك على وادي السيليكون والعاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات؟

تطور مذهل

خلال النسخ السابقة من برامج الذكاء الاصطناعي المختلفة والتي أطلقتها كبرى شركات التقنية، أحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي (gen AI)، ثورة في صناعة تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم، وهي الثورة التي يرى البعض أنها عززت من فكرة التحول الرقمي وحفزت الابتكار.



ومع النسخة الجديدة من Chat GPT أصبح نموذج الذكاء الاصطناعي قادرًا على إجراء محادثة صوتية واقعية وقادر على التفاعل عبر النص والصورة.

كما تتيح الإمكانيات الصوتية الجديدة للمستخدمين التحدث إلى ChatGPT وإجراء حوار معه وكذلك الحصول على استجابات في الوقت الفعلي دون أي تأخير، بالإضافة إلى مقاطعة ChatGPT أثناء التحدث، وكلاهما من السمات المميزة للمحادثات الواقعية التي مثلت في وقت سابق تحديًا كبيراً، ويفتح الباب أمام استخدامه في عمليات الترجمة الفورية.

كتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في منشور بمدونته الشخصية: "يبدو الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي من الأفلام... لم يكن التحدث إلى جهاز كمبيوتر أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي أبدًا؛ والآن أصبح كذلك".

سلاح ذو حدين

لكن على الجانب الآخر، مثل الأمر عامل قلق متزايد للعاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وترسخت لدى الكثيرين فكرة اقتراب موعد استبدال البشر بالآلات في هذا المجال، بحسب ما أفاد موقع بيزنس انسايدر.

ولا يساعد الذكاء الاصطناعي شركات تكنولوجيا المعلومات على الازدهار في الوقت الحالي فحسب، بل يحمل أيضًا وعودًا كبيرة للمستقبل.

ومع ذلك، إلى جانب إمكاناته المذهلة، يطرح الذكاء الاصطناعي أيضًا العديد من المخاوف التي تتطلب دراسة متأنية واستراتيجيات استباقية لضمان استخدامه المسؤول والأخلاقي أيضاً.

الآلات بدلاً من البشر

ويشير تحليل نشره موقع ايكونوميست، إلى قلق متزايد بين شركات التقنية وخصوصا في الهند والتي تُسند إليها شركات التقنية العالمية عدداً من المهام نظراً لتفوق العاملين في هذا القطاع من الهنود.

لكن مؤخراً، قامت سبعة من أكبر هذه الشركات بتسريح 75 ألف موظف في العام الماضي. تقول الشركات إن هذا التخفيض، الذي يعادل حوالي 4% من قوتها العاملة مجتمعة، لا علاقة له بالذكاء الاصطناعي لكنه يعكس التباطؤ الأوسع في قطاع التكنولوجيا.

 يقول المسؤولون في هذا القطاع بالهند إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة، وليس تهديدًا لكن هناك من يرى أن ما حدث هو رد فعل للتطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع يساهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي للهند، ويمثل ما يقرب من ربع إجمالي الصادرات.

وأفاد التقرير السنوي لمؤشر اتجاهات العمل لعام 2024 الذي أصدرته مؤخرًا شركتي مايكروسوفت ولينكد-ان، أن 45% من العاملين في قطاع تقنية المعلومات في جميع أنحاء العالم يقولون إنهم قلقون من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم، لكن لورانس ليو، مدير ابتكار الذكاء الاصطناعي في AI Singapore، يقول إن هناك تهديدًا أكثر إلحاحًا في الوقت الحالي: "لن يحل الذكاء الاصطناعي محلك .. سوف يتم استبدالك بشخص يستخدم الذكاء الاصطناعي ليتفوق عليك."

وتابع قائلاً إن أهم المهارات التي يمكن للعاملين تطويرها اليوم هي كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل فعال، من خلال تعلم كيفية تقديم مطالبات تفصيلية من شأنها تقديم المزيد من نتائج المحادثة.


أبسط الوظائف هي الأكثر عرضة للخطر

تُظهر البيانات الواردة من منصة Upwork للعمالة المستقلة، أن أرباح مهام الكتابة غير المعقدة مثل تحرير النصوص انخفضت بنسبة 5% بين إطلاق Chatgpt في نوفمبر 2022 وأبريل 2023، مقارنة بالأدوار الأقل تأثراً بالذكاء الاصطناعي.

وفي العام الذي أعقب إطلاق Dall-e 2، وهو نموذج لإنشاء الصور، في أبريل 2022، انخفضت الأجور في وظائف مثل التصميم الغرافيكي بنسبة 7% إلى 14%.

تستخدم بعض الشركات الذكاء الاصطناعي للتعامل مع طلبات خدمة العملاء البسيطة ومهام معالجة البيانات المتكررة. في نيسان /أبريل الماضي، توقع عدد من المديرين التنفيذيين لشركات تقنية بالهند أنه "ربما بعد عام أو نحو ذلك" يمكن لروبوتات الدردشة القيام بمعظم عمل موظف مركز الاتصال، بل إنه مع مرور الوقت، يمكن تصور أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ بالمشكلات وتخفيفها قبل أن يلتقط العميل الهاتف.

على جانب آخر، هناك من يعتقد أنه في عصر الذكاء الاصطناعي، سيحتاج العالم إلى المزيد من العاملين في مجال التكنولوجيا، وليس أقل - وسيأتي الكثير منهم من الهند، وبالتالي يجب التفكير في كيفية تحويل ثورة الذكاء الاصطناعي لصالح شركاتهم.

وأشار تحليل آخر نشره موقع (تشانيل فيوتشر) إلى أن الشركات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي في زيادة المبيعات واكتساب العملاء شهدت زيادة بنسبة تزيد عن 50% في العملاء المحتملين، بل إن الحلول المصممة خصيصًا والمشتقة من الذكاء الاصطناعي يمكنها أن ترفع معدلات رضا العملاء بنسبة تصل إلى 20%، بحسب دراسة حديثة.


إدماج الذكاء الاصطناعي في المزيد من المنتجات

خلال الفترة الماضية عمل كبار مصنعي الإلكترونيات القائمة على الذكاء الاصطناعي على ترقية منتجاتهم بإصدارات أكثر حداثة ما زاد من حدة المنافسة بينها. حدث ذلك في منتجات شركة AMD المختلفة ومنتجات شركة Nvidia ومسرعات غاودي 3 للذكاء الاصطناعي.

أيضاً، ضاعفت شركات كبرى تقوم باستثمارات ضخمة في الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي من استثماراتها، فمايكروسوفت مثلاً تستثمر 10 مليارات دولار في شركة OpenAI؛ بالإضافة إلى استثمارات أمازون البالغة 4 مليارات دولار واستثمارات غوغل البالغة 2.5 مليار دولار في شركة Anthropic الناشئة للذكاء الاصطناعي، بحسب ما نشر موقع شبكة سي ان ان.

مخاوف أخلاقية وأمنية

وفي حين أن الذكاء الاصطناعي قد جلب تطورات وفرصًا كبيرة كما مثل تهديدات لمستقبل العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، فقد أثار أيضاً مخاوف كبيرة فيما يتعلق بالنواحي الأخلاقية والأمنية، مما دفع إلى التدقيق والدعوات إلى التنظيم من جانب الحكومة والشركات المطورة والجمهور.

في هذا الإطار، اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته إجراءات ملحوظة لإدارة المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق المواطنين وسلامتهم.

تلقت الإدارة التزامات من العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة - بما في ذلك أدوبي وأمازون وأنثروبيك وغوغل و آي بي ام وميتا ومايكروسوفت وانفيديا واوبن أيه آي ووغيرها للاتفاق على "تطوير آمن وشفاف لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی فی الاصطناعی ا العاملین فی فی قطاع فی هذا

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات يبحث مع السفير الفرنسي تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي

بحث وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت مع سفير فرنسا بالقاهرة ايريك شوفالييه سبل جذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، وتعزيز التعاون بين مصر وفرنسا في المجالات ذات الصلة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

شهد اللقاء تسليط الضوء على برامج ومشروعات التعاون المشترك بين مصر وفرنسا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستثمارات الشركات الفرنسية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما في ذلك المتخصصة في مجال التعهيد.

كما تم الإشارة إلى مباحثات الدكتور عمرو طلعت مع مسئولين حكوميين فرنسيين والشركات الفرنسية خلال لقاءات سابقة لتعزيز التعاون المصري الفرنسي في المجالات ذات الصلة، بالإضافة إلى لقائه مع عدد من رؤساء وممثلي كبرى شركات التكنولوجيا ومؤسسات الأعمال الفرنسية الأعضاء بمجلس أرباب العمل الفرنسي "ميديف" MEDEF والذي أثمر عن توسع شركتين من كبرى الشركات الفرنسية في أعمالها بمصر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور عمرو طلعت حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات ومحفزة للشركات العالمية لتوسيع عملياتها في مصر، معربا عن تطلعه لتوسع الشركات الفرنسية بمصر في نطاق أعمالها في تقديم المزيد من الخدمات لعملائها في أنحاء العالم والاستفادة من المزايا التنافسية لمصر في صناعة التعهيد والتي من أبرزها توافر قاعدة عريضة من الكوادر الشابة المؤهلة لتصدير الخدمات الرقمية بلغات متعددة.

وأوضح الدكتور عمرو طلعت الجهود المبذولة لتنمية قدرات الشباب على المستوى التقني وصقل مهاراتهم في اللغات الأجنبية، مشيرا إلى أنه يتم التوسع في الشرائح المستهدفة من برامج بناء القدرات الرقمية لتشمل غير المتخصصين في المجال التكنولوجي مثل المحامين والمحاسبين لتمكينهم من تطوير مسارهم المهني اعتمادا على التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، معربا عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجانب الفرنسي لصقل مهارات الشباب في اللغة الفرنسية من خلال محرك يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك على النحو الذي يعزز من قدراتهم في تصدير الخدمات الرقمية للأسواق الناطقة باللغة الفرنسية.

وأوضح السفير الفرنسي أن هناك العديد من الشركات الفرنسية التي توسعت في أعمالها بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري لما لمسته من كفاءة الكوادر المصرية المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ووجه السفير الدعوة للدكتور عمرو طلعت للمشاركة بقمة العمل في مجال الذكاء الاصطناعي المقرر عقدها يومي 10و11 فبراير المقبل، والتي ستتناول عددا من الموضوعات الهامة ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، أبرزها استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة المصلحة العامة وحوكمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميا.. حيث أكد الدكتور عمرو طلعت اهتمام مصر بالمشاركة في القمة لاستعراض جهود الدولة والتطورات التي أنجزتها في مجال الذكاء الاصطناعي وكذلك التعرف على المزيد من المبادرات الجديدة التي سيتم إطلاقها خلال القمة.

كما وجه السفير الفرنسي الدعوة للدكتور عمرو طلعت لمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كشريك أساسي في ملتقى لمجتمع الأعمال الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي من المقرر أن تعقد فعالياته على مدار يومين خلال شهر مايو المقبل ويتضمن محورا عن الذكاء الاصطناعي.

من جانبه، أعرب الدكتور عمرو طلعت عن استعداد الوزارة والجهات التابعة لها للمشاركة في الملتقى واستعراض البرامج والمشروعات والمبادرات المعنية ببناء القدرات الرقمية ومشروعات الذكاء الاصطناعي ودعم ريادة الأعمال وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.

كذلك دعا الدكتور عمرو طلعت السفير الفرنسي لزيارة مراكز إبداع مصر الرقمية للتعرف على أنشطتها وبحث إمكانية تنظيم عدد من الفعاليات المرتبطة بالملتقى بداخلها.

اقرأ أيضاًمحمود بدوي مساعدا لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون التحول الرقمي

رئيس الوزراء يلتقي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمتابعة عدد من ملفات العمل

وزير الاتصالات يعقد مباحثات مع شركات صينية عالمية للتعاون في مجالات التحول الرقمي

مقالات مشابهة

  • فرنسا تتصدر أوروبا بـ 751 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي
  • خلال ساعات.. الصين تكشف عن اختراع مذهل وتبهر العالم وتهز عرش التكنولوجيا الأميركية وتسقط أسهم الذكاء الاصطناعي
  • المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
  • كيف يؤثر طرح «ديب سيك» على صراع أمريكا والصين في مجال الذكاء الاصطناعي؟
  • الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من ظلاله الشريرة
  • ماذا تعرف عن شركات الأمن التي تفتش مركبات العائدين لشمال غزة؟
  • الصين تدخل على خط الذكاء الاصطناعي وتكبد شركات كبرى خسائر.. هذا ما نعرفه
  • عاجل| مصر تبحث مع فرنسا تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات يبحث مع السفير الفرنسي تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات يبحث التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي مع سفير فرنسا