تأكيدا لتحقيق الجزيرة.. محكمة يونانية تبرئ 9 مصريين من مسؤولية غرق سفينة لاجئين
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
برّأت محكمة يونانية اليوم الثلاثاء 9 مصريين متهمين بالتسبب في واحد من أخطر حوادث غرق المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في اليوم الأول من محاكمتهم.
وقال قاضي محكمة كالاماتا (جنوب) إن المحكمة "تعلن تبرئة المتهمين التسعة" وإسقاط كل التهم الموجهة إليهم.
وبعد مرور حوالي سنة على غرق سفينة الصيد الذي خلّف أكثر من 80 قتيلا وحوالي 600 مفقود، واجه المتهمون التسعة تهمة "تسهيل الدخول غير القانوني للمهاجرين إلى المنطقة" والتسبب بـ"القتل نتيجة الإهمال".
وكشف تحقيق للجزيرة منتصف فبراير/شباط الماضي أن جميع المتهمين التسعة لم يكونوا من بين المهربين الذين نظموا الرحلة أو استفادوا منها، وأوضح الأشخاص التسعة -في حديثهم لمراسلي الجزيرة- أنهم كانوا مجرد ركاب نجوا من الغرق، بل اتهموا خفر السواحل اليوناني بالتسبب في انقلاب القارب المكتظ.
وأخبر المتهمون -الذين تمت تبرئتهم- مراسلي الجزيرة وشركاءهم أن الادعاء اليوناني لم يأخذ شهاداتهم بدقة واهتمام، وأنهم وقعوا على أوراق لم يفهموها تحت ضغط العنف أو التهديد باستخدامه.
وكان تحقيق استقصائي آخر للجزيرة نت -نشر بعد قرابة 72 ساعة من تأكيد غرق القارب- أكد أن خفر السواحل اليوناني طلب من المركب أن يتبعه، وحينما تعطل محرك قارب اللاجئين سحبه خفر السواحل بحبل تم ربطه بالقارب، وهو ما أدى لتمايله بشدة قبل أن ينقلب ويغرق أغلب ركابه، وفق شهادات عديدة من الناجين وأقاربهم ونشطاء تواصلوا مع ركاب المركب عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة لنشطاء مستقلين وخبراء قانون دولي كذّبوا رواية اليونان.
وقال أحد الذين تم تبرئتهم خلال الجلسة: "كنت في المستشفى، بالكاد نجوت من غرق السفينة ووجدت نفسي متهما، ولا أعرف السبب".
وأشار آخر إلى أنه دفع للمهربين 150 ألف جنيه مصري (حوالي 2950 يوروا) كلفة هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى إيطاليا.
وقال ثالث: "لقد بعت كل ممتلكاتي للقيام بهذه الرحلة، أريد مساعدة عائلتي، لا أعرف سبب وجودي في السجن".
وتجمع نحو 30 شخصا أمام محكمة كالاماتا قبل افتتاح جلسات الاستماع وسط أجواء متوترة. وهتف يساريون ومناهضون للعنصرية: "هذه الجريمة لن تُنسى!".
وقال أحدهم -واسمه باناغيوتيس ميرديكاس (45 عاما)- لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم اعتقال شخصين، وتابع: "نحن نتظاهر سلميا. نشروا قوات مكافحة الشغب، وتم اعتقال شخصين"، من دون أن تقدم الشرطة أي توضيحات.
وقالت قريبة لأحد المتهمين أتت من إيطاليا إن قريبها بريء، وتابعت: "جاء إلى أوروبا للبحث عن مستقبل أفضل، هذا كل شيء، هو ليس مجرما".
وقال محامو المتهمين التسعة الذين تراوح أعمارهم بين 21 و37 عاما إنهم "كبش فداء لتغطية مسؤوليات سلطات الموانئ اليونانية".
كما شككوا في اختصاص المحكمة اليونانية بالحكم في هذه القضية لأن غرق السفينة حصل في المياه الدولية.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من "خطر حقيقي يتمثل في إدانة هؤلاء الناجين التسعة على أساس أدلة غير كاملة ومشكوك فيها"، بحسب تعبير جوديث سندرلاند المديرة المساعدة لأوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة.
وندد المدافعون عن المتهمين بوجود مخالفات إجرائية خطيرة في التحقيق؛ إذ قبض على موكليهم بعد 24 ساعة فقط من نجاتهم من المأساة، على أساس 9 شهادات فقط.
وقال بعض الناجين إنهم "اضطروا تحت ضغط الشرطة اليونانية، إلى اتهام أشخاص استنادا إلى صور لم تكن واضحة تماما"، كما أوضحت المحامية إيفي دوسي، قبل أيام قليلة من بدء جلسات الاستماع.
وقالت: "كانوا في حالة صدمة، وفجأة اعتقلوا من دون أن يفهموا السبب!".
وأشارت جمعيات معنية بمساعدة المهاجرين ووسائل إعلام دولية إلى مسؤولية عناصر خفر السواحل الذين تدخلوا بعد وقت طويل من وقوع الحادث.
من أغرق القارب؟في ذلك اليوم الدامي 14 يونيو/حزيران 2023، انقلبت السفينة المحملة بنحو 750 شخصا، بينهم مهاجرون مصريون وسوريون وباكستانيون وأفغان وفلسطينيون، ومن بينهم أطفال ونساء. وكان قارب الصيد الأزرق المتهالك قد أبحر من سواحل ليبيا قبل 5 أيام من حادث الغرق.
وتم انتشال 84 جثة فقط وتم إنقاذ 104 من ركاب القارب، وهو ما يعني أن المئات ماتوا في واحدة من أسوأ كوارث قوارب اللاجئين المسجلة في البحر الأبيض المتوسط على الإطلاق.
وتقول مجموعات حقوقية ونشطاء وبعض الناجين إن مسؤولي خفر السواحل اليوناني أخفقوا في أداء واجبهم -وفق القانون الدولي- بإنقاذ الأرواح في البحر.
وقال أحمد (أحد الناجين) إنه رأى المتهمين التسعة في أثناء الفوضى عندما بدا أن السفينة على وشك الانقلاب، وبدأ الركاب في الذعر والركض حولها، إذ "كانوا يوجهون الناس فقط عندما بدأت سفينتنا في الميل.. كانوا يصرخون في الناس في محاولة لتثبيت السفينة المائلة".
وصرح 7 من المتهمين بأنهم رأوا قارب دورية خفر السواحل اليوناني يربط حبلا بالسفينة قبل غرقها، وسحب الضباط اليونانيون القارب فجأة مرة واحدة، ثم مرتين بعدها، وهذا ما تسبب في انقلاب القارب وغرقه في البحر المتوسط، كما يقولون.
وقال فتحي (اسم مستعار لأحد الرجال المتهمين): "رأيت القارب اليوناني وقد ربط حبلا أزرق سميكا، حبلا واحدا، بوسط القارب"، وتابع: "سحبوا القارب، ثم مال جانبا، ورأوا أنه يميل، وواصلوا السحب، فتم قلب القارب رأسا على عقب.. قارب يوناني، جرّنا وأغرقنا، وقتل إخواننا وأصدقاءنا، والآن انظر إلي وقد أصبحت في السجن".
وصرح اثنان من المتهمين بأنهما كانا محتجزين ولم يفهما ما حدث حتى بعد وقوع الكارثة، عندما كانا على متن قارب خفر السواحل اليوناني.
وقال ناجيان سوريان للجزيرة إنهما شاهدا خفر السواحل اليوناني يجر قارب اللاجئين.
من جهته، قال محمد (اسم مستعار) عن المصريين المحتجزين التسعة: "لم تكن لهم علاقة بغرق القارب. هذا واضح".
"عليك أن تفكر بطريقة منطقية. كان المركب الغارق قاربا كبيرا ولم يكن ليغرق لو لم يتدخل أحد. كان المحرك معطلا، لكنه كان يمكن أن يظل القارب طافيا. خفر السواحل اليوناني هو المسؤول بالفعل عن الغرق (المتعمد)".
من ناحيته، نفى خفر السواحل اليوناني الاتهامات، قائلا إن لديه "احتراما مطلقا للحياة البشرية وحقوق الإنسان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات خفر السواحل الیونانی فی البحر
إقرأ أيضاً:
جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن قوائمها القصيرة للدورة الـ 19.. و3 مصريين ينافسون
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية عن قوائمها القصيرة المرشحة لفروع الآداب، وأدب الطفل والناشئة، والترجمة، والتنمية وبناء الدولة، والفنون والدراسات النقدية، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، وتحقيق المخطوطات، وضمّت القوائم أعمالاً مميزة ومتنوعة من مختلف أنحاء العالم.
واعتمدت الهيئة العلمية للجائزة القوائم القصيرة خلال اجتماع برئاسة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام للجائزة، وحضور أعضاء الهيئة؛ وهم سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ويورغن بوز من ألمانيا، والدكتورة ناديا الشيخ من لبنان، و مصطفى السليمان من الأردن، كما ضمّت الهيئة أعضاء جدداً؛ هم الدكتور خالد المصري من الأردن الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتورة ريم بسيوني من مصر، والدكتورة منيرة الغدير من السعودية، والمترجم والأكاديمي التركي الدكتور محمد حقي صوتشين، وبحضور عبد الرحمن النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وتضمّنت القائمة القصيرة لفرع "الآداب" ثلاثة أعمال؛ هي "أبو الهول" لأحمد مراد من مصر، الصادر عن دار الشروق عام 2023، و"ثلاثية أسفار مدينة الطين" لسعود السنعوسي من الكويت، الصادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع - مولاف عام 2023، و"هند أو أجمل امرأة في العالم" لهدى بركات من لبنان/فرنسا، الصادر عن الآداب عام 2024.
بينما ضمّت القائمة القصيرة لفرع "أدب الطفل والناشئة" ثلاثة أعمال؛ هي "ميمونة وأفكارها المجنونة!" لشيرين سبانخ من الأردن، الصادر عن دار هاشيت أنطوان/نوفل عام 2023، و"طيف سَبيبة" للطيفة لبصير من المغرب، الصادر عن المركز الثقافي للكتاب عام 2024، و"ثعلب الديجيتال" لهجرة الصاوي من مصر، الصادر عن دار شأن للنشر والتوزيع عام 2024.
كما تضمّنت القائمة القصيرة لفرع "الترجمة" ثلاثة أعمال؛ هي "ألف ليلة وليلة: كتاب الحب"، ترجمته من العربية إلى الألمانية كلوديا أوت من ألمانيا، وصدر عن دار "سي. أتش بيك فيرلاغ" عام 2022، و"هروشيوش" لبولس هروشيوش، ترجمه من العربية إلى الإنجليزية ماركو دي برانكو من إيطاليا، وصدر عن دار نشر جامعة بيزا عام 2024، و"شيطان النظرية: الأدب والحس المشترك" للكاتب أنطوان كومبانيون، ترجمه من الفرنسية إلى العربية حسن الطالب من المغرب، وصدر عن دار الكتاب الجديد المتحدة عام 2023.
واحتوت القائمة القصيرة لفرع "الفنون والدراسات النقدية" ثلاثة أعمال؛ هي "الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي" للدكتور سعيد العوادي من المغرب، الصادر عن دار أفريقيا الشرق عام 2023، و"الشعر والنبوة: أبو الطيب المتنبي بالشعر" للدكتورة ريتا عوض من فلسطين، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2024، و "سامراء العمرانية: قراءة في عمارة الحاضرة العباسية وتخطيطها" للدكتور خالد السلطاني من العراق، الصادر عن شركة دار الأديب عام 2024.
وشملت القائمة القصيرة لفرع "التنمية وبناء الدولة" ثلاثة أعمال؛ هي "حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة" للأستاذ الدكتور محمد بشاري من الإمارات العربية المتحدة، الصادر عن دار النهضة مصر للنشر عام 2024 ، و"في فلسفة الاعتراف وسياسات الهوية: نقد المقاربة الثقافوية للثقافة العربية الإسلامية" لحسام الدين درويش من سوريا/ألمانيا، الصادر عن مؤمنون بلا حدود عام 2023 ، و"المدن والتجارة في الحضارة العربية والإسلامية" للأستاذ الدكتور مجد الدين خمش من الأردن، الصادر عن دار الصايل للنشر والتوزيع عام 2024.
كما احتوت القائمة القصيرة لفرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" ثلاثة أعمال؛ هي "الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر" لأندرو بيكوك من بريطانيا، الصادر عن دار نشر بريل باللغة الإنجليزية عام 2024، وكتاب "صعود الكتاب العربي" للكاتبة بياتريس غروندلير من ألمانيا، الصادر عن دار نشر هارفرد باللغة الإنجليزية عام 2020، و كتاب "تاريخ الزجل الشرقي: الشعر العربي باللهجات العامية من شرق العالم العربي - من بداياته حتى نهاية عهد المماليك" للكاتب هاكان أوزكان من تركيا، الصادر عن دار نشر إيرجون باللغة الألمانية عام 2020.
أما القائمة القصيرة لفرع "تحقيق المخطوطات" فتضمنت ثلاثة أعمال؛ هي "أخبار النساء" لرشيد الخيون من العراق/المملكة المتحدة، الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عام 2024، و"شرح القصائد المعلقات" لصالح الجسار من المملكة العربية السعودية، الصادر عن الخزانة الأندلسية للنشر - مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 2024، و"الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة" للدكتور أحمد جمعة عبد الحميد من مصر، الصادر عن المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية عام 2024.
تقرر حجب فرعي "المؤلف الشاب" و"النشر والتقنيات الثقافية" لهذا العام، واستقبلت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 19، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية، أكثر من 4 آلاف ترشيح من 75 دولة، منها 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية، وبينها 5 دول تشارك للمرة الأولى؛ هي ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي؛ وهو ما يؤكد ريادة الجائزة ومكانتها العالمية.
تعد جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة علمية مستقلة، تدعم المشهد الثقافي العالمي، وحركة النشر والترجمة حول العالم، وتكرم المبدعين والمثقفين والناشرين على إنتاجاتهم الأدبية وجهودهم في مجالات الكتابة والتأليف والبحث والترجمة، وإبراز الثقافات المختلفة، التي تساهم في مد جسور التواصل بين مختلف الحضارات.