الأنصاري: قطر ستواصل الوساطة في مفاوضات تهدئة غزة
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
قال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 ، إن قطر ستواصل الوساطة بمفاوضات الهدنة غير المباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بقطاع غزة ، معربا عن تأييد الدوحة لمحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي : "سنواصل الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بغزة، ونشجع المجتمع الدولي على محاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين".
وفي رده على سؤال عن سعي المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة من إسرائيل وحركة حماس ، قال الأنصاري: "من حيث المبدأ كان موقفنا واضحا إزاء استهداف المدنيين من حيث المحاسبة وعدم السماح لأي فرد أو منظمة أو دولة بالإفلات من المسؤولية في استهداف المدنيين".
وأكد: "نحن ملتزمون بعملية الوساطة التي تحصل بين الطرفين" (إسرائيل والفلسطينيين)، مشيرا إلى أن "الأفراد الذين تمت تسميتهم من قبل الجنائية الدولية هم من بين الأطراف الذين نتفاوض معهم من الطرفين وسنواصل هذه المفاوضات والوساطة ونحن نشجع المجتمع الدولي على محاسبة كل الأشخاص المسؤولين".
وأمس الاثنين، أعلن المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان، السعي إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت و3 من قادة حركة حماس بتهم ارتكاب "جرائم حرب".
الأنصاري أكد خلال المؤتمر الصحفي، أن إغلاق إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر "يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ولا بديل عن فتح المعابر البرية أمام شاحنات المساعدات الإنسانية".
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برفح جنوبي قطاع غزة في 6 مايو/ أيار الجاري، وسيطر في اليوم التالي على معبر المدينة البري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش إليها بزعم أنها "آمنة" قبل أن يشن عليها لاحقا غارات متواصلة.
واعتبر الأنصاري أن مهاجمة مستوطنين إسرائيليين شاحنات المساعدات وهي في طريقها إلى غزة تحول من عمل فردي إلى مؤسساتي ما يمثل "عقابا جماعيا للفلسطينيين".
وبخصوص المساعدات القطرية للقطاع، أوضح أن الدوحة أرسلت 96 طائرة حملت على متنها 4766 طنا من المساعدات الإنسانية.
وفي إجابته عن سؤال بخصوص الأوضاع بالضفة الغربية، قال الأنصاري إن "انتهاكات الجيش الإسرائيلي للقانون الدولي وحقوق الإنسان في الضفة كانت تحصل قبل الحرب على القطاع".
وأشار إلى أن "الضفة كانت آمنة ولا يوجد فيها مواجهات مسلحة، ومع ذلك يعاني الفلسطينيون فيها يوميا من اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا واضحا".
وجدد متحدث الخارجية القطرية موقف بلاده الرافض للتصعيد الإسرائيلي في مدن وبلدات الضفة الغربية. المصدر : وكالة سوا - الاناضول
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: استهداف المدنیین
إقرأ أيضاً:
غزة بعد الرهائن… نحو تهدئة أم تصفية؟
#غزة بعد #الرهائن… نحو #تهدئة أم #تصفية؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
في عالم يتفنن في صناعة الأوهام، يبدو أن واشنطن وتل أبيب وجدا أخيراً الوصفة السحرية لحل القضية الفلسطينية: حفنة رهائن مقابل عشرات الآلاف من الشهداء، وتسليم السلاح، وخروج قادة المقاومة… باختصار: هدنة مقابل الاستسلام.
خمسون ألف شهيد، وأكثر من مئة ألف جريح، ومدينة كاملة مسحت عن وجه الأرض، كل ذلك يُختزل اليوم بمفاوضات تُدار على طاولة باردة، تُناقش تفاصيل “ما بعد حماس”. من يملك الجرأة أن يسأل: ماذا بعد الشعب؟
مقالات ذات صلة حين يكون العيد مُرّاً…! 2025/03/31الطرح الذي يُطبخ حالياً ليس مجرد تسوية، بل محاولة تفكيك جذور الصراع الفلسطيني عبر مسكنات قصيرة الأمد. يُطلب من حماس أن تلقي سلاحها، أن تغادر غزة، أن تُسلم رقبتها في مشهد يبدو أنه مستوحى من نهاية عصابات في أفلام مافيا رديئة الإنتاج، لا من حركة سياسية عمرها أكثر من ثلاثة عقود، تحكم أكثر من مليوني إنسان.
لكن السؤال الأعمق: هل السابع من أكتوبر كان صدفة؟ أم مؤامرة؟ أم كلاهما؟ هل فتح حماس للجبهة كان قراراً مستقلاً؟ أم جرى دفعها نحوه بذكاء شيطاني؟ تبدو العملية الآن وكأنها مصيدة نُصبت بعناية: فخ عسكري قاد لغزو كامل، وفخ سياسي يراد له أن ينهي القضية برمتها.
لا أحد يملك بعد المفاتيح الكاملة لهذا اليوم. حتى من خطط له، ربما لم يتوقع النتائج الكارثية بهذا الحجم. إسرائيل بدت وكأنها تلقت الضربة، ثم نهضت بتأييد دولي غير مسبوق، واستخدمت الحدث كذريعة لتدمير غزة، و”إعادة تشكيلها”.
وفي خلفية المشهد، تظهر الولايات المتحدة، لا كوسيط، بل كطرف أصيل. تضغط على الفلسطينيين، على العرب، على الجميع، لترتيب المنطقة بما يناسب مصالحها. التهدئة المطروحة الآن ليست إلا خطوة نحو فرض أمر واقع جديد: غزة بدون مقاومة، وربما لاحقاً بدون هوية.
لكن الغريب، أن العالم لا يسأل عن غزة المحروقة، بل عن الرهائن. لا يتساءل كيف يُقتل المدنيون تحت الركام، بل متى تخرج حماس؟ هنا بالضبط تدخل الكوميديا السوداء: شعب يُباد أمام كاميرات العالم، والمجتمع الدولي يناقش تفاصيل خروج قيادي أو تسليم بندقية.
هل يقبل الفلسطيني بهذا النوع من الحلول؟ ربما تُفرض عليه، كما فُرضت أوسلو قبلاً. لكن ما لم يفهمه صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، أن الفلسطيني لا يستسلم، حتى لو صمت مؤقتاً. غزة ليست فقط مكاناً، بل فكرة، والفكرة لا تموت.
قد تكون الهدنة قريبة، وقد يُفرج عن بعض الرهائن، وقد يُدفع ببعض القادة للخروج… لكن من يخرج من ذاكرة الناس؟ من يخرج من وجدان أمة تُشاهد المجازر على الهواء مباشرة؟
السابع من أكتوبر كان صدمة… لكن الأهم، هو ما بعده. وما بعده يبدو حتى الآن أكثر رعباً من كل ما سبقه.
وفي نهاية هذا المشهد، تطل فكرة كانت قد طُرحت علناً خلال فترة إدارة ترامب: التهجير الجماعي لغزة. فهل ما زال هذا المشروع حيّاً؟ أم أن التهجير أُعيدت صياغته بشكل أكثر “أناقة”، عبر تهجير القادة لا السكان؟ وهل الهدف من الضغط الحالي هو خلق واقع جديد يتم فيه استبعاد حماس، مقابل الحفاظ على سكان غزة، ولكن تحت إدارة جديدة؟
تُطرح اليوم عدة سيناريوهات: هل ستُعاد غزة إلى السلطة الفلسطينية؟ أم تُدار من قبل لجنة عربية؟ أم توضع تحت إشراف دولي؟ أم تُسلم لحكومة تكنوقراط محايدة؟ كل هذه الاحتمالات تعكس تخبطاً في الرؤية، لا مشروعاً واضح المعالم.
غزة بعد التبادل، بعد مسلسل الرهائن، بعد الهدنة… إلى أين؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح الآن، لا فقط متى تخرج حماس، بل ماذا يدخل مكانها؟