الجزيرة:
2025-04-29@22:00:44 GMT

ابنة رئيس بلدية غزة الأسبق تسرد حكايتها من القدس

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

ابنة رئيس بلدية غزة الأسبق تسرد حكايتها من القدس

القدس المحتلة- خلف باب رصاصي اللون، بشارع نابلس القريب من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، يقع منزل ابنة غزة والقدس، إخلاص منير الريّس نسيبة، وخلف هذا الباب يسير الزائر بين مجموعة من الأشجار المثمرة، ويستقبله في الواجهة منزل جميل أُنشئ في العهد العثماني لعائلة نسيبة التي تضرب جذورها عميقا في المدينة المقدسة.

بابتسامة تُخفي وراءها إخلاص ألما عميقا؛ استقبلت الجزيرة نت في غرفة المعيشة الهادئة التي لا يتحرك فيها شيء سوى الأخبار العاجلة على شاشة الجزيرة، التي تتبدل كل لحظة للإعلان عن مجزرة جديدة في مدينة أو حي أو مخيم غزّي، فتحدق بكلمات هذه الأخبار ويتجدد الألم ويتعمق الحزن.

ولدت إخلاص في السادس من يناير/كانون ثاني عام 1954، في منزل عائلتها بشارع المختار بمدينة غزة، لكنها لم تعش فيه سوى عامين بسبب نسفه بالقنابل التي أُلقيت عليه إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، عقابا لوالدها الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية غزة آنذاك، وكان أحد المقربين من رئيس مصر جمال عبد الناصر، الذي اندلعت الحرب بسبب تأميمه قناة السويس.

والد إخلاص منير الريس مع مجموعة تلاميذ في مدرسة البلدية بغزة في ستينيات القرن الماضي (الجزيرة) ذاكرة مزدحمة

واعتقل منير الريّس إبان الحرب بسبب رفضه التعاون مع القوات الإسرائيلية المحتلة لقطاع غزة، وبعدما وضعت الحرب أوزارها وانسحبت إسرائيل من غزّة التي سيطرت عليها مصر؛ حُرر والدها.

"عندما خرج والدي من السجن كنا نعيش في أرض زراعية عند أقاربنا، فاستأجر منزلا وشرع ببناء منزلنا الجديد في حي الرمال الذي أُحرق بالكامل خلال الحرب الحالية، واحترقت معه ذكرياتنا في كل زاوية".

ولأن لا شيء يمضي وينتهي ولا ذكرى تخبو وتُمحى، انساب على لسان إخلاص سيل من الذكريات في المنزل تحدثت عنها بفخر وتسلسل دقيق، لكنها لم تتمالك نفسها عندما أتت على ذكر بيتين من الشعر كتبهما والدها الراحل بخطّ يده وثبتهما أسفل صورة له في غرفة المعيشة وهما:

إن غبت عن أهلي وجمعوا أحبتي.. فليبقَ رسمي عندهم تذكارا

كي يذكروا روحي لرؤية صورتي.. فالجسم يدفن بالثرى ويوارى

بكت إخلاص وغرقت في بحر من الهموم التي راكمتها الحروب على مدينتها المنكوبة التي غادرتها عام 1979، لتتزوج في القدس من المدرس المقدسي زكي نسيبة وتنجب كلّا من حسن ومنير وسحر.

ومنذ ذلك الحين تقول السيدة الفلسطينية إنها تعلقت بالقدس وعشقتها، إلا أن غزة ظلّت مهوى قلبها ومتنفسها، فكانت الوجهة الأولى لها ولأطفالها خلال سنوات طفولتهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وعن تلك الرحلات قالت: "كنا نتنقل بسيارتنا الخاصة من أمام منزلنا في القدس إلى منزل عائلتي في غزة حتى عام 1994، عندما وُقّعت اتفاقية أوسلو وأقيم حاجز إيريز العسكري وحُرمت من غزة".

إخلاص (يمين) في صورة مع والدها داخل البيّارة الزراعية في غزة (الجزيرة) بحر وبيارة وقبر

بحر غزة ومنزل وبيارة (بستان) والدها منير الريّس، هي أكثر الأماكن التي جاء على ذكرها لسان إخلاص، وقالت إن البيارة تقع في منطقة بيت حانون وتعجّ بالأشجار المثمرة التي تتربع الحمضيات على عرشها كالبرتقال والليمون والجريب فروت والخشخاش، بالإضافة لأشجار اللوز والزيتون وشجرة الجُميز التي دفن تحت ظلالها والدها عام 1974 ووالدتها عام 1999.

"دُمرت البيارة في الحرب الحالية، ونخشى أن قبرَي والديّ و3 آخرين من العائلة نُبشت، وبحرق المنزل حُرقت مكتبة والدي وأرشيف ضخم جمعه خلال عمله، كما حُرقت أشعاره ودراسات أعدّها في التاريخ والأدب"؛ أضافت إخلاص.

كثيرة هي الشواطئ التي سارت هذه السيدة الغزّية المقدسية على رمالها داخل فلسطين وخارجها، لكنها تقول إن شاطئ الرمال في غزة أجملها، وبينما بدأت بسرد الأسباب التي تجعله أجمل شواطئ العالم انتقلت إلى عالم آخر وهي ترسم بيديها ملامحه ورونق الجلوس عليه.

"الرمل لونه ذهبي مميز والصدف الذي تقذفه الأمواج إلى الشاطئ مميز الشكل واللون.. لا أدري ربما هي الذكريات التي عشناها في المكان جعلته استثنائيا بالنسبة لي".

إخلاص نسيبة تحمل صورة والدها ووالدتها (الجزيرة) نزوح يعزز حلم العودة

صمتت إخلاص للحظات وكأنها استفاقت من حلم وصف الشاطئ، وتبدل الحلم إلى ذكرى أشعلت فيها الألم عندما قالت إنه في خِضمّ سعادة العائلة بالجلوس على البحر كان والدها يسترسل في النظر إليه ويردد دائما الدعوة ذاتها "اللهم آمِنّا في أوطاننا".

"لم أفهم حينها لماذا كانت هذه الغصة ترافق والدي، وأدركت لاحقا أنه بعيد النظر ويعرف أن الاحتلال سيظلمنا لسنوات طويلة.. كان عربيا قوميا وتمنى أن يتوحد العرب ولا يتشرذموا.. لكنه رحل وما زال العرب متشرذمين منذ عقود، وندفع جميعا أثمان ذلك".

نزح أقارب إخلاص خلال الحرب الحالية التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم مرات عديدة داخل القطاع، ثم اضطُر معظمهم لمغادرته، لكن حلم العودة إلى المنزل المحروق ظلّ يراودهم بل ويراودها هي أيضا.

"لدي حنين كبير للعودة إلى بحر غزّة ولبيارتنا ولمنزلنا المحروق، ولا ألتفت لمن يقول إن غزة بحاجة إلى عقود لإعادة بنائها لأنني أعرف أبناء مدينتي بعنادهم وإصرارهم وبقدرتهم على إعادة بناء كل ما دمرته هذه الحرب خلال 4 أعوام، على أبعد تقدير"؛ تضيف إخلاص.

إخلاص بين أشجار بستانها الصغير بالقدس تستنشق عبق ثمارها (الجزيرة) في انتظار المعجزة

ستظلُّ الدُقّة الغزاوية، وهي طبق حار مكون من مجموعة حبوب وبهارات تطحن تؤكل كالزعتر بالخبز والزيت، تتربع على عرش مائدة إخلاص كل صباح ومساء، وستظلُّ أكلة السُماقيّة، وهي طبق أساسها السماق واللحم والبصل والسلق، التي يشتهر بها القطاع، تفوح من مطبخ منزلها في القدس، لكنها تتمنى لو أن معجزة إلهية توقف هذه الحرب لتتمكن من الخلود إلى النوم مطمئنة كما كانت قبل اندلاعها، لأنه "لا ينام الليل من ذبحوا بلاده"، وهذا ما تبوح به ملامح وجهها وعيناها اللتان اغرورقتا مرارا بالدموع.

رافقتنا إخلاص الريّس نسيبة خلال مغادرتنا لمنزلها وبين أشجار بستانها الصغير، الذي لا يقارن بحجم بيارة والدها في بيت حانون، وقفت في ظلال شجرة الليمون واستنشقت عبق ثمارها قبل أن تقطف إحداها وتغسلها ثم تقول: "الله كريم.. ستنتهي الحرب وسنعود".

العودة إلى مسقط رأسها، ترى إخلاص أنها حتمية، فكما اعتُقل والدها خلال حرب عام 1967 وأبعد إلى لبنان بعد اتهامه بمساعدة الفدائيين وتمويلهم، عاد إلى غزة عام 1971 وعاش فيها 3 سنوات إضافية قبل أن يوارى الثرى تحت رمالها الناصعة كالذهب، كما تقول ابنته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الری س ة التی

إقرأ أيضاً:

"بلدية ظفار" تكشف عن فعاليات موسم خريف ظفار السياحي 2025

مسقط-الرؤية

 

كشف سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار إنّ أنشطة وفعاليات موسم خريف ظفار السياحي 2025، هذا العام ستبدأ بالتزامن مع بداية موسم الخريف فلكيًا في 21 يونيو ولغاية 20 سبتمبر من كل عام.

 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم اليوم على هامش فعاليات معرض سوق السفر العربي بدبي، وبين سعادته أن الفعاليات الرئيسة والمصاحبة تتوزع بين مواقع قائمة يتم تطويرها بشكل مستمر وأخرى جديدة، لتمنح الزوار تجارب استثنائية، موضحا أن فعاليات "عودة الماضي" في موقعها الجديد في العام الماضي حققت نجاح كبير وإشادة واسعة من الزوار والمشاركين.

 

وذكر سعادته أن فعاليات "عودة الماضي" في هذه النسخة تأتي بحلّة جديدة تعكس روح الأصالة وتُجسّد ملامح الحياة العُمانية التقليدية من مختلف محافظات سلطنة عُمان، من خلال عروض الفنون الشعبية والأسواق التراثية والمنتجات الحرفية.

 

وأشار سعادته إلى أن موقع الفعالية خضع لأعمال تطويرية شاملة أسهمت في تعزيز الطابع التراثي للمكان، وتقديم تجربة غامرة للزوار تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، منوها إلى أن الموقع سيشهد أعمال تطوير أخرى خلال الأعوام القادمة لجعله موقعا تراثيا رائدًا.

 

وأكد سعادته أن موقع "أتين سكوير" سيكون وجهة رائدة للفعاليات والعروض الترفيهية الكبرى، في ظل النجاحات اللافتة التي حققتها فعاليات النسخ السابقة، والتي استقطبت جمهورًا واسعًا، وسيكون الموقع مركزًا للفعاليات العالمية، يضم منطقة تسوّق متكاملة ومسرح مفتوح ومنطقة ألعاب عصرية إلى جانب عروض الإضاءة والليزر بحلة جديدة، ومرافق خدمية تواكب الحداثة في أنشطة المطاعم والمقاهي، بما يعزز من مكانته كوجهة ترفيهية وثقافية متكاملة.

 

وبين سعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار أن حديقة عوقد ستكون مركزًا للترفيه العائلي عبر فعالياتها المخصصة للأسر والأطفال، وهذا العام ستكون بهوية مختلفة عن العامين الماضيين، إلى جانب موقع آب تاون بسهل أتين والذي سيتم تفعيله هذا العام بفعاليات مختلفة لتناسب مختلف الاعمار.

 

ووضح سعادته أن حديقة صلالة العامة تم تخصيصها للأنشطة الرياضية المتنوعة طيلة فترة موسم الخريف بمشاركة واسعة من مختلف الأعمار وكذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

ولتعزيز الأنشطة الثقافية خلال الموسم، أشار سعادته أن مسرح المروج سيكون للفعاليات الثقافية المتنوعة بمشاركة محلية ودولية تتضمن المسرحيات المحلية والخليجية والعربية.

 

وأشار سعادته إلى أن بلدية ظفار تعمل على توسيع نطاق الفعاليات لتشمل بعض ولايات المحافظة الساحلية المتأثرة بموسم الخريف، مع تنوع في الأنشطة الثقافية والرياضية والتجارية.

 

وأوضح سعادته بأن البلدية نفذت مشاريع تطويرية بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، منها تطوير الإطلالات الطبيعية، وبعض المواقع السياحية ورصف الطرق الداخلية وتجميل المدن بهدف تعزيز تجربة الزائر وتحسين البنية السياحية.

من جانبه أكد سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة جاهزية الوزارة لموسم خريف ظفار 2025 م من خلال تنفيذ العديد من البرامج التي ستنفذها في إطار خطة الوزارة لترويج موسم خريف ظفار 2025م بالتعاون والتنسيق المشترك مع كافة الجهات المعنية.

 

وأضاف سعادته أنه سيتم افتتاح عدد من المنشآت السياحية والفندقية خلال العام الحالي حيث يتوفر في محافظة ظفار 83 منشأة فندقية مرخصة من مختلف الفئات جاهزة لاستقبال الزوار وتوفر 6537 غرفة.

 

 

وقال سعادته بأن الوزارة بدأت في تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة الترويجية لموسم خريف ظفار ٢٠٢٥ انطلاقاً من المشاركة في بمعرض سوق السفر العربي بإمارة دبي والاستفادة منه في إقامة مؤتمر صحفي للكشف عن أهم الفعاليات التي ستقام في موسم الخريف.

وأضاف سعادته أن الوزارة تنفذ أيضا البرامج التسويقية لموسم الخريف

من خلال تنفيذ الحملات الإعلانية في مختلف وسائل الإعلام العربية ومنصات التواصل الاجتماعي المختصة في مجال السياحة والسفر بالإضافة إلى الحملات التسويقية المباشرة في الأسواق الخليجية والإقليمية وغيرها من الأدوات كالإعلانات الإلكترونية والعمل على تنظيم الرحلات التعريفية للمكاتب السياحية والوفود الإعلامية وزيارات الشخصيات المؤثرة والتعاقد مع صناع المحتوى.

 

وأشار سعادته أن منصات وحسابات الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم أيضا لتوفير خدمة المعلومات السياحية والمواد الترويجية عن محافظة ظفار، وتصميم باقات سياحية بالتعاون مع عدد من شركات السياحة والسفر المحلية والعالمية بهدف توفير تجربة سياحية متميزة داخل سلطنة عُمان بالإضافة إلى زيادة الحركة السياحية الترفيهية عالية الجودة القادمة إلى سلطنة عُمان من خلال ربط الجهات السياحية العُمانية بالأسواق العالمية.

 

وذكر سعادته أن محافظة ظفار تشتهر بمعالم سياحية طبيعية عديدة نظرًا لتنوع تضاريسها وبيئاتها البحرية والزراعية والجبلية والصحراوية إلى جانب المواقع الأثرية والتاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، أبرزها منتزه البليد وسمهرم الأثريان ومتحف أرض اللبان والحصون التاريخية.

 

وتستعد الجهات الحكومية والخاصة المعنية سنويًا خلال موسم خريف ظفار لاستقبال الأفواج السياحية من خلال توفير التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجة السائح ومتطلبات القادمين إلى المحافظة.

 

تجدر الإشارة إلى أن عدد زوار محافظة ظفار خلال موسم الخريف الماضي 2024م سجل ارتفاعا بنسبة 9 بالمائة ليبلغ نحو مليون و48 ألف زائر وسائح، بحسب البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

 

يذكر أن موسم خريف ظفار يشهد نموًا ملحوظًا في عدد الزوار، إذ تجاوز عدد زوار المحافظة أكثر من مليون زائر في العام الماضي بنسبة زيادة مضطردة مقارنة بالأعوام السابقة، ما يؤكد الموقع السياحي الفريد لمحافظة ظفار.

 

كما تجدر الإشارة إلى تميز محافظة ظفار بمواسم أخرى غير موسم الخريف وهي موسم الصرب وموسم الشتاء والذين يستقطبان ما يقرب من نصف مليون زائر من مختلف دول العالم.

مقالات مشابهة

  • “خلال شهرين”.. ترتيبات لإستنئاف عمل مجموعة شركة جياد الهندسية من الجزيرة
  • أحمد موسى عن حضور الرئيس السيسي حفل زفاف ابنة الشهيد مالك مهران: في مقام والدها
  • إعلام إسرائيلى .. تعرض موكب نتنياهو لحادث سير قرب القدس
  • مي نور الشريف تحتفل بذكرى ميلاد والدها الراحل بكلمات مؤثرة
  • "بلدية ظفار" تكشف عن فعاليات موسم خريف ظفار السياحي 2025
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • رد ناري من رئيس الكلية البحرية الأسبق على تصريحات ترامب لقناة السويس
  • ردة فعل ابنة رونالدو على هدف أبيها.. فيديو
  • قائد القطاع الغربي في اليونيفيل التقى رئيس بلدية الرمادية
  • قاضي التحقيق يأمر بإحضار إبنة الوزير الأول الأسبق