فرنسا تبدأ محاكمة 3 مسؤولين سوريين غيابيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
بدأت، الثلاثاء، في فرنسا أول محاكمة بشأن جرائم منسوبة إلى النظام السوري أمام محكمة الجنايات في باريس حيث يحاكم ثلاثة مسؤولين سوريين كبار غيابيا بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية على خلفية مقتل فرنسيَين سوريَين.
وتشمل المحاكمة الغيابية في باريس ثلاثة متهمين، هم: علي مملوك المدير السابق لمكتب الأمن الوطني، وجميل حسن المدير السابق للمخابرات الجوية، وعبد السلام محمود المدير السابق لفرع التحقيق في المخابرات الجوية.
وبحسب الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، فإن الإجراءات تهدف إلى "محاكمة أعلى المسؤولين في النظام منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011".
وسبق لمسؤولين أقل شأناً أن خضعوا لمحاكمات في أماكن أخرى في أوروبا، وخصوصاً في ألمانيا، بشأن انتهاكات النظام. وقد حضر هؤلاء جلسات الاستماع.
وستضمّ هيئة محكمة الجنايات ثلاثة قضاة من دون محلّفين، وسيتمّ تصوير جلسات الاستماع المقرّرة على مدى أربعة أيام لحفظها ضمن أرشيف القضاء. ولأول مرة في محكمة الجنايات في باريس، سيتم توفير الترجمة العربية للجمهور.
وترتبط القضية بالضحيتين باتريك الدباغ ووالده مازن. وكان باتريك (وُلد في العام 1993) طالباً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق، بينما كان والده (وُلد في العام 1956) مستشاراً تربوياً رئيسياً في المدرسة الفرنسية بالعاصمة السورية.
وهما اعتُقلا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 على يد عناصر قالوا إنهم من جهاز المخابرات الجوية السورية.
"كفاح من أجل الحقيقة"
وبحسب صهر مازن الذي اعتُقل في الوقت ذاته ثمّ أُطلق سراحه بعد يومين، فإن الرجلين اللذين يحملان الجنسيتين الفرنسية والسورية، تم نقلهما إلى مطار المزّة قرب دمشق الذي يوصف بأنّه أحد أسوأ مراكز التعذيب التابعة للنظام.
على إثر ذلك، فقد غابت أي مؤشرات إلى أنهما على قيد الحياة، إلى أن تمّ الإعلان عن وفاتهما في آب/ أغسطس 2018.
ووفق شهادات الوفاة المرسلة إلى العائلة، فإن باتريك توفي في 21 كانون الثاني/ يناير 2014، وتوفي مازن في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.
وفي اللائحة الاتهامية، اعتبر قضاة التحقيق أنّه "من الثابت بما فيه الكفاية" أنّ الرجلين "عانيا، مثل آلاف المعتقلين لدى المخابرات الجوية، من تعذيب قاسٍ لدرجة أنّهما ماتا بسببه".
وفي السياق ذاته، فإن عشرات الشهود، من بينهم العديد من الفارّين من الجيش السوري ومحتجزون سابقون في المزّة، قدّموا تفاصيل للمحقّقين الفرنسيين واللجنة الدولية للعدالة والمساءلة، وهي منظمة غير حكومية، بشأن التعذيب في هذا السجن. وقد تحدثوا عن الضرب بقضبان من الحديد على أخمص القدمين وصدمات كهربائية وعنف جنسي.
من ناحية أخرى، فإنه في تموز/ يوليو 2016 طُردت زوجة مازن الدباغ وابنته من منزلهما في دمشق الذي استولى عليه عبد السلام محمود. ونصّ الاتهام على أنّ هذه الوقائع "من المرجّح أن تشكّل جرائم حرب وابتزاز وتمويه ابتزاز"، كما أنّ "الحجز على ممتلكات سوريين اختفوا أو وُضعوا في معتقلات أو مهجّرين قسراً أو لاجئين، كان ممارسة منتشرة للنظام السوري".
وقالت المحامية كليمانس بيكتارت التي تمثّل عدداً من الأطراف المدنية إنّ "كثيرين قد يعتبرون هذه المحاكمة رمزية، لكنّها جزء من عملية طويلة ويجب قراءتها في ضوء المحاكمات".
وأضافت: "كلّ هذا يصبّ في جهد لمكافحة الإفلات من العقاب على جرائم النظام السوري، وهو الأمر الأكثر أهمية لأنّ هذا الكفاح من أجل العدالة هو أيضاً كفاح من أجل الحقيقة".
وقالت بيكتارت: "نميل إلى أن ننسى أنّ جرائم النظام لا تزال تُرتكب حتى اليوم"، مشيرة إلى أنّ هذه المحاكمة بمثابة تذكير بأنّه "يجب ألا نقوم بأيّ حال من الأحوال بتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فرنسا التعذيب الأسد سوريا الأسد فرنسا جرائم ضد الإنسانية تعذيب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا.. اعتقال 4 أشخاص بتهمة ارتكاب انتهاكات دموية ضد المدنيين في الساحل
(CNN)-- ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الثلاثاء، أنه تم اعتقال أربعة أشخاص شاركوا في ارتكاب "انتهاكات دموية" ضد المدنيين في قرى الساحل السوري.
وأضافت "سانا" أن الرجال أُحيلوا إلى محكمة عسكرية "ليتلقوا جزاءهم"، ونشرت الوكالة صورتهم بجانب عناصر الأمن.
وانتشرت مقاطع فيديو وروايات شهود عيان خلال عطلة نهاية الأسبوع توضح تفاصيل أعمال العنف ضد الأقلية العلوية في قراهم على طول الساحل الغربي لسوريا.
وتم تصوير الرجال وهم يرتكبون "الانتهاك"، بحسب وكالة "سانا" التي نشرت لقطة من الفيديو مستهشدة به كدليل.
ويُظهر الفيديو، الذي اطلعت عليه شبكة CNN، مجموعة رجال مسلحين يرتدون الزي الرسمي وهم يأمرون رجلا أعزل بالانبطاح على وجهه على الأرض قبل إعدامه بالأسلحة الرشاشة. كما يُظهر رجلا آخر في إحدى اللقطات، وجثة هامدة في لقطة أخرى بعد إطلاق النار. كما شوهدت عدة جثث أخرى. ومن غير الواضح أين تم تصوير الفيديو بالضبط.
والأسبوع الماضي، نصب موالون للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد كمينا لأعضاء من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الحالية، مما أدى إلى هجمات انتقامية من قبل موالين للحكومة من الإسلاميين المعارضين للطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد.
وألقت الحكومة السورية، الاثنين، القبض على رجلين بعد انتشار مقطع فيديو يظهرهما وهما يعدمان رجلا في منزل بإحدى المدن السورية. وأظهر الفيديو، الذي يبدو أن أحد الرجلين قام بتصويره، وهو يضحك ويطلب من الضحية أن ينظر إلى الكاميرا قبل إطلاق النار عليه.
وقال المتحدث باسم اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، التي أمرت الرئاسة السورية بتشكيلها بعد أحداث الأسبوع الماضي، إن الرئيس الانتقالي للبلاد أحمد الشرع "أكد التزام الدولة بمحاسبة المتورطين وتحقيق العدالة للضحايا".
وقالت اللجنة، التي تعهدت بالاستقلالية، إنها ستجري مقابلات مع شهود العيان وستزور المواقع التي نُفذت فيها الهجمات.
ويتعرض النظام السوري الجديد، الذي يشن حملة لرفع العقوبات الدولية المفروضة على البلاد، لضغوط مكثفة من الدول الغربية لتقديم الجناة إلى العدالة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مراقبة مستقلة مقرها المملكة المتحدة، إن ما لا يقل عن 779 شخصا قتلوا في أعمال العنف، بينهم عشرات المدنيين الذين قُتلوا بعد أن ارتكبت القوات الحكومية "إعدامات ميدانية واسعة النطاق" بحق شباب وبالغين، بحسب الشبكة.