أزمة ارتفاع الأسعار تربك النساء.. كيف تأثرت مراكز التجميل بموجة الغلاء؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
الاهتمام بالجمال من أولويات النساء، فمعظم الوقت يحرصن على الذهاب لمراكز التجميل، من أجل العناية بمظهرهن، فيعد الذهاب إلى صالونات التجميل من الروتين الأسبوعي لهن ورغم أنه من الأماكن المعروف عنها الاهتمام بالجمال والمكياج، إلا أنه يعزز عناية المرأة بجمالها الخارجي.
فهناك خدمات كثيرة تحتاجها النساء والتي تقدم من صالونات التجميل كالعناية المتخصصة بالبشرة وجلسات تصفيف الشعر وتشكيل الأظافر بأناقة وخدمات المكياج الاحترافية حيث تقدم الكوافيرات عدد كبير من الخدمات التي تهم المرأة وتساعدها على الحفاظ على مظهرها.
ولكن هناك مشكلات تواجه النساء والفتيات يجب الحذر منها خاصة بعد ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل والتي شهدت زيادات متتالية خلال الفترة الماضية أثرت على إقبال النساء والفتيات إلى الكوافيرات وهي البعد عن المنتجات رخيصة الثمن التي تؤثر بشكل سلبي على البشرة والشعر، خاصة أن هناك نساء تنجذب إلى عروض المنتجات التي تعرض في المحلات الشعبية والأرصفة كأدوات الميك أب ومنتجات الشعر لم تعرف أصل مصادرها ولكن تسبب كوارث كبيرة وأمراض جلدية خطيرة.
وتستخدم بعض الكوافيرات منتجات مجهولة المصدر في ظل ارتفاع الأسعار بسبب أزمة الدولار، دون الخضوع لاختبار الحساسية أو معرفة إذا كانت هذه المنتجات مناسبة لبشرتهم أم لا، فلا يهتمون بصحتهم نتيجة اختيارهم لمنتجات غير صالحة للاستخدام والتي تختارها الفتيات لثمنها الرخيص.
أزمة زيادة ارتفاع الأسعاروأثرت أزمة الغلاء، التي تفاقمت مع عدم استقرار سعر الدولار في السوق الموازية على كثير من السلع كأدوات التجميل وكان سبب الغلاء هو فرض قيود على الاستيراد.
قال محمود الدجوي، رئيس شعبة الكوافير بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك جدل بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الكوافيرات وصالونات التجميل خاصة بعد ارتفاع الدولار ورسوم الجمارك الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخامات ومستحضرات التجميل لأن أغلبها مستوردة من الخارج فأصبح إقبال السيدات إلى الكوافيرات ضعيف جدا نظرا للأولويات التي تواجههم في حياتهم.
وأشار الدجوى في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، إلى أن مستحضرات التجميل من السلع الرفاهية لذلك تكون الضرائب والجمارك على السلع المستوردة مرتفعة فيؤثر هذا على حركة الشراء والبيع فتلجأ كثير من الكوافيرات إلى عروض وتخفيضات تكون أغلبها مقلدة ومغشوشة فيجب على السيدات الحذر منها.
وتابع رئيس شعبة الكوافير بغرفة القاهرة التجارية، أن حلم كل فتاة أن تكون جميلة ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الدولة من ارتفاع الأسعار، تلجأ الفتيات لشراء أدوات تجميل مجهولة المصدر تحتوي على مواد كيميائية خطرة على الصحة العامة فمثلا أحمر الشفاه قد يدخل الزرنيخ في مكوناته فقد يصيب الجهاز الهضمي بأمراض تصل إلى تليف الكبد والفشل الكلوي وكريم الأساس الذي يؤثر على مسام البشرة فيسبب أمراض جلدية كسرطان الجلد، أما الكحل الذي يدخل في صناعته الرصاص قد يؤثر على العين بحساسية أو عمى فكل فتاة تفرح بشراء منتجات قد تكون بأسعار رخيصة قد تؤثر على ضياع صحتها.
أضرار بروتين الشعر وآثاره السلبيةوأضاف الدجوي، أن كريمات فرد الشعر والكرياتين والبروتين التي تستخدمها الكوافيرات تحتوي على مادة الفورمالين التي تصيب السيدات بأمراض سرطانية مزمنة، ويصيب الشعر بالجفاف والسقوط، كما أن الإصابة بالسرطان لا تتوقف فقط على مستخدم هذه المنتجات بل عند فرد الشعر بالمكوى ينتج عنها أدخنة تسبب أمراض صدرية.
وحذر الدجوي، السيدات من استخدام منتجات يكتب عليها زيرو فورمالين لأنها خدعة يستخدمها التجار لترويج بضائعهم المغشوشة والكوافيرات لجذب العملاء، مؤكدا أن الشعبة تقدمت بكثير من الشكاوي لمخاطبة جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية وجهاز حماية المستهلك للحد من انتشار مستحضرات التجميل المغشوشة.
وحذر الدجوي أيضا، الفتيات الابتعاد عن الكوافيرات التي تستخدم منتجات رخيصة وأن تحافظ على صحتها من المنتجات المصنعة من المصانع والورش تحت بير السلم لأن علاج آثار هذه المنتجات يكلف أكثر بكثير من شراء المنتجات الأصلية التي قد تصنع من المواد الطبيعية.
وأرجع الدجوي، إلى أنه من أسباب الركود في الكوافيرات هو ظهور فئة من العاملين الأونلاين سواء في اختصاصات الشعر أو الميكاب آرتست، وخدمات العناية بالأظافر والحنة وغيرها، حيث ظهروا على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشروا بشكل كبير، والعدد الأكبر منهم غير متخصص وليست لديه الخبرة الكافية، مما أحدث مشاكل عديدة في مجال التجميل في مصر، دون وجود رقابة عليهم أو الخضوع لقانون مزاولة المهنة ودون الخبرة الكافية، فأصبحوا دخلاء على المهنة، وطال التأثير على الإقبال إلى الكوافيرات بشكل عام.
وطالب مسؤول شعبة الكوافير، بتوعية أصحاب الكوافيرات وتثقيفهم والرقابة من وزارة الصحة والرقابة على قطاع الصادرات والوارادات لمنتجات مستحضرات التجميل وقطاع القوة العاملة، مناشدًا بضرورة تأسيس نقابة لشعبة الكوافيرات والتي تم البدء في تنفيذ الإجراءات الخاصة بالإنشاء حيث تتضمن حماية مهنة التجميل والحفاظ على صحة العميل وكذلك الكوافير من المنتجات التي تسبب في تدمير صحة الشعب المصري، فضلًا عن حماية العاملين في المهنة من المخاطر المهنية التي قد يتعرض لها مصفف الشعر أو الكوافير، والمسببة لأمراض صحية، من بينها: آلام العمود الفقري، والتهاب الرئة نتيجة الأدخنة المتصاعدة أثناء استخدام المنتجات الكيميائية.
وتابع «الدجوى»، أن النقابة ستساند أصحاب الكوافير فى مصر فى دفع المستحقات عليهم من إيجارات ورواتب العمالة وغيرها من الأعباء المالية التي تمثل خطرا على تعرضهم للخسائر كما ستمنع إغلاق منشآتهم وجاري وضع الأسس التى تعمل عليها النقابة لأصحاب الكوافير.
اقرأ ايضا:
دور المناسبات خطفت الزبائن.. ماذا قال رئيس «أشغال الفراشة» بشأن الإقبال على الشوادر؟
خبراء يكشفون أسباب ارتفاع أسعار الحديد.. وحقيقة رسوم الإغراق على المستورد
إصابة الأطفال وفساد أخلاقي.. كيف تعرف أنك أصبحت مدمنًا للإنترنت؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصحة العامة الغرفة التجارية البروتين السرطان أضرار مستحضرات التجميل أزمة الدولار السيدات ارتفاع الاسعار غلاء الاسعار الغلاء منتجات مراكز التجميل شعبة الكوافير مستحضرات التجميل المغشوشة مستحضرات التجمیل ارتفاع الأسعار
إقرأ أيضاً:
كرتونة رمضان في مصر تواجه أزمة غير مسبوقة بعد ارتفاع أسعارها 100%
القاهرة- في ركن من أركان مجمع تجاري كبير بالقاهرة، حيث تتراص كراتين رمضان ذات الأحجام المتنوعة، توقفت سيدتان لتفحص محتويات كل كرتونة بعناية فائقة، وتقارنان الأسعار مع التدقيق في أدق التفاصيل.
لم تكن نظراتهما نظرات المتبرعين المعتادة، بل نظرات ربات بيوت حريصات على كل قرش. كانتا تحسبان مدى الوفرة في كل كرتونة، لا لتوزيعها على المحتاجين، بل لتخزينها في بيوتهما، كأن الغلاء هذا العام قد قلب الموازين.
وتواجه مبادرات "كرتونة رمضان" أو "شنطة رمضان" في مصر أزمة غير مسبوقة، حيث قفزت تكلفة الكرتونة الواحدة بأكثر من 100% مما أدى إلى تراجع واضح في مكوناتها وفي توزيعها على الأسر الفقيرة.
وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية منذ آخر تعويم في مارس/آذار 2024، أصبحت التغيرات على "كرتونة رمضان" تعكس أزمة اقتصادية عميقة تهدد روح الشهر الكريم، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التضامن الاجتماعي.
رمزية "حقيبة رمضان" مهددةوبالتزامن مع قرار البنك المركزي المصري تحرير سعر صرف الجنيه من نحو 31 جنيها إلى 51 جنيها للدولار بنسبة هبوط حوالي 60%، قفزت الفائدة 6% دفعة واحدة ما بين 27.25% و28.25%، وارتفع التضخم إلى أكثر من 33%.
وتعد "كرتونة رمضان" شكلا من أشكال التكافل الاجتماعي الذي اعتاده المصريون وتقليدا سنويا حيث يتم توزيعها على الأسر المحتاجة خلال الشهر المبارك، في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان بأكثر من 107 ملايين نسمة.
إعلانوتحاول "كرتونة رمضان" الاحتفاظ برمزيتها في ظل تراجع مكوناتها وارتفاع أسعارها، وتحتوي عادة على بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر والمعكرونة، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى مثل التمر والفول والشاي والصلصة.
وزادت الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد من حاجة أكثر من 30 مليون مواطن مصري تحت خط الفقر، وفق آخر إصدار للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لبحث الدخل والإنفاق السنوي في 2019-2020.
وبلغ معدل الفقر 29.7%، لكن منذ ذلك التاريخ لم ينشر الجهاز أي إصدار جديد، إذ كان المفترض صدوره نهاية كل عامين، في حين تشير تقديرات مستشارة الجهاز هبة الليثي إلى أن نسبة الفقر ارتفعت لتصل إلى 35.7% في عام 2022-2023.
وترجح بعض التوقعات زيادة هذه النسبة منذ تحريك الحكومة المصرية سعر صرف الجنيه 4 مرات منذ فبراير/شباط 2022، بالتزامن مع ارتفاع معدلات التضخم إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.
تأثير الأزمة على الجمعيات الخيريةلم يقتصر أثر الأزمة الاقتصادية على أسعار ومكونات "كراتين رمضان"، بل امتد إلى تراجع أعداد الكراتين الموزعة على الفقراء في عموم البلاد بنسبة أكثر من 30%، وفقًا لصحف ومواقع محلية.
وكشف مسؤول في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي (أكبر تحالف للمنظمات والجمعيات الخيرية في مصر تحت إشراف الدولة) أن خطة التحالف خلال شهر رمضان تتضمن توزيع أكثر من 4.5 ملايين كرتونة، لتلبية احتياجات الأسر من المواد الغذائية الأساسية.
وأوضح حاتم متولي نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف، في تصريحات صحفية، أن التحالف يعمل على تلبية احتياجات المواطنين، وتحقيق التكافل الاجتماعي، وتعزيز مظلة الحماية المجتمعية خلال الشهر الكريم.
ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية دقيقة لأعداد الكراتين الموزعة من قبل الجمعيات الخيرية أو التحالف نفسه، فإن التقديرات تشير إلى أن هذا الرقم يقل بنحو 33% عن توزيع 6 ملايين كرتونة مواد غذائية في شهر رمضان 2023.
إعلان بدائل "كرتونة رمضان"كشف رئيس جمعية الكوكب المنير للتنمية ممدوح كوكب عن "تراجع واضح في عمل الجمعية خلال شهر رمضان على خلاف كل عام لأسباب تتعلق بارتفاع أسعار جميع السلع الغذائية من ناحية، وتراجع قدرات المصريين على التبرع من ناحية أخرى".
وأوضح، في حديثه للجزيرة نت، أن ارتفاع الأسعار انعكس على مكونات كرتونة الخير وجعلتها أصغر حجما أو أغلى سعرا وأقل عددا في كلا الحالتين، مما يؤثر بالطبع على خريطة توزيع حقائب رمضان وبالتالي أصبحت تكفي عدد أيام أقل من المعتاد.
وأشار كوكب، الذي تعمل جمعيته في محافظة سوهاج بصعيد مصر وهي إحدى أفقر المحافظات المصرية، إلى أنه نظرا لتراجع عدد المتبرعين وانخفاض مبالغ التبرعات قرر أن يوزع المساعدات نقدا، لكنه أشار إلى أن عمل التحالف الوطني للعمل الأهلي أصبح هو الجهة الأقدر على تقديم المساعدات.
تغير إستراتيجية المتبرعينوقال رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" محمود العسقلاني إن "إستراتيجية المتبرعين في إعداد شنطة رمضان تغيرت في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية تحت وطأة انخفاض الجنيه وتراجع قيمة الدخول وزيادة معدلات التضخم".
وأوضح، في تصريحات للجزيرة نت، أن الاهتمام أصبح يتركز على النوعية أكثر من الكم مثل اختيار السلع الأساسية كالزيت والأرز والمكرونة والصلصة، واستبدال ياميش رمضان الغالي واختيار البلح الأرخص ثمنا، مشيرا إلى أن المتبرعين قادرون على التكيف مع تغيرات في الأسعار.
كما رأى العسقلاني أن روح العطاء في شهر رمضان لن تتأثر بشكل كبير بارتفاع معدلات التضخم. إلا أنه لفت إلى أن الأزمة الاقتصادية قد أحدثت خللاً في التركيبة الاجتماعية، مما دفع بعض أفراد الطبقة المتوسطة إلى اللجوء إلى شراء كراتين رمضان للاستخدام الشخصي كنوع من التوفير.