"القباج" تفتتح فعاليات ورشة عمل لتبادل الأقران بشأن توسيع نطاق التأمينات الاجتماعية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات ورشة عمل لتبادل الأقران بشأن توسيع نطاق التأمينات الاجتماعية الشاملة للعمالة غير المنتظمة في مصر، وذلك بالتعاون مع الإسكوا ومؤسسة فورد، بحضور صبا المبسلط المدیرة الإقلیمیة، لمؤسسة فورد، وماركو شایفر، رئیس فریق الحمایة الاجتماعية بالإسكوا.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن ملف العمالة غير المنتظمة يعد جزءا لا يتجزأ من منظومة الحماية الاجتماعية والحماية التأمينية، حيث إن توسیع نطاق الحماية الاجتماعية الشاملة للعمالة غیر المنتظمة، قضية تشغل معظم الدول العربية وليس مصر فقط، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه أنظمة الحماية الاجتماعية في دعم جهود التنمية المستدامة وتحسين الأحوال المعيشية للسكان والأهم تأمين مستقبلهم في وجه المخاطر المختلفة وعلي رأسها المرض والشيخوخة والعجز والتعطل وفقد عائل الأسرة والوقوع في براثن الفقر.
وأضافت القباج: أن الدروس المستفادة من الأزمات الاقتصادية والصحية المتوالية عالميا جعلت قضايا الحماية الاجتماعية أكثر بروزا في السياسات العامة لكثير من دول العالم، حيث كشف تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2022 الخاص ببناء مستقبل الحماية الاجتماعية والاتجاهات العالمية أن 47% فقط من سكان العالم يستفيدون من برنامج واحد على الأقل من برامج الحماية الاجتماعية، في حين أن 53% الباقية - أي 4 مليارات شخص - بدون أي حماية، ولا يختلف الوضع في الدول العربية كثيرا عن المتوسط العالمي حيث إن ٤٠٪ من سكان الدول العربية يستفيدون من برنامج واحد على الأقل من برامج الحماية الاجتماعية علي الرغم من أن نظم المعاشات التقاعدية بالمنطقة أكثر تطوراً من برامج الحماية الاجتماعية الأخرى، لكن نطاق الاستفادة منها محدود للغاية والذي يقدر بنسبة 24% من إجمالي عدد السكان.
وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي، أن العمالة غير المنتظمة هي أقل فئات المجتمع شمولاً بمظلة الحماية الاجتماعية، حيث لا تتعدي نسبة المشمولين بنظام التأمينات الاجتماعية 8% من إجمالي القوي العاملة في مصر، وبالتالي فهي الأكثر تأثراً بالصدمات الصحية والاقتصادية وغيرها من الصدمات، حيث إنها لا ينطبق عليها معايير استحقاق المساعدات الاجتماعية التي تستهدف الفئات الأفقر من المجتمع، ووفقا لبحث القوي العاملة للربع الأول من عام 2024 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ارتفعت قوة العمل خلال الربع الأول لعام 2024 بنسبة 1% لتصل إلى 31.1 مليون عامل وهذا انعكس في زيادة عدد المشتغلين ليصل عددهم إلى نحو 29.2 مليون فرد، بينهم 18.7 مليون عامل يعملوا في القطاع غير الرسمي أي ما يقارب 60% من القوي العاملة في مصر، وتتركز معظم تلك العمالة غير المنتظمة في قطاعات الزراعة والصيد، والتشييد والبناء والمحاجر، والنقل.
وأوضحت القباج أنه وفقا لإحصائيات منظمة العمل الدولية تُعد هذه النسبة مرتفعة مقارنة بدول عربية وغربية مثل تونس (59%) والأردن (44%) وتركيا (34%) وبريطانيا (13.6%) والسويد (8.2%)، علما بأن القطاع غير الرسمي لم يكن دوما بهذا الحجم الكبير في مصر، ولكنه تزايد بشدة خلال تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي في التسعينيات خاصة بالتزامن مع سياسات الخصخصة، وكذلك عقب الأزمة المالية العالمية 2008 وما تلاها من أحداث وصولا إلى جائحة كورونا، مشيرة إلى أن معظم العمالة غير المنتظمة غير مشتركة في نظام التأمين الاجتماعي حيث لا تتعدي نسبة 18% من إجمالي المؤمن عليهم، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها عدم انتظام الدخل، أو عدم رغبة صاحب العمل أو العامل في تحمل عبء الاشتراك التأميني، أو ضعف القدرة الاقتصادية لتلك العمالة وبالتالي رغبتها في الاحتفاظ بعائدها الشهري كاملاً بدلا من استقطاع جزء منه لتتمتع بمزاياه عند الوصول إلي سن الشيخوخة، بالإضافة إلي عدم الوعي بأهمية الانضمام لمنظومة الحماية.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أنه وفقا للمنظمات الدولية وخبراء الحماية الاجتماعية فأنه لا يوجد تعريف للعمالة غير المنتظمة على المستوي الدولي، وإنما هناك مصطلح المشتغلون بشكل غير رسمي، وبالتالي تختلف المفاهيم والتعريفات وفقاً للتشريعات الوطنية لكل دولة، وهذا يتطلب الاتفاق على تعريف موحد على تعريف العمالة غير المنتظمة داخل الجهات المعنية بمنظومة الحماية الاجتماعية، مما يترتب عليه وضع تقدير دقيق لحجم هذا القطاع يساعد في بناء قاعدة بيانات وافية للعمالة غير المنتظمة.
وقد كشفت أزمة جائحة فيروس كورونا عن تدهور أوضاع العمالة غير المنتظمة وقت الأزمات وضعف أوعدم تمتعهم بأبسط أشكال الحماية الاجتماعية أو التأمينية أو الخدمات الصحية، بالإضافة إلى انعدام الحماية القانونية، حيث إن هذه العمالة هي أول من تستغنى عنهم الشركات نتيجة تأثرها باضطراب سلاسل التوريد، في حين أن قطاعات العمالة غير المنتظمة التي تعتمد على المجهود البدني كمصدر للرزق كانت الأقل تأثراً من جراء جائحة كورونا، ومثال على ذلك سائقي الميكروباص والتوتوك، والعمالة الزراعية، وأصحاب سيارات الأطعمة وغيرها من المهن، ولذلك تميز القطاع غير الرسمي نسبياً بسرعة التعافي أكثر من القطاع الرسمي، وذلك يرجع لدرجة المرونة العالية والتكيف السريع الذي يتسم به القطاع غير الرسمي وفقا لاحتياجات السوق.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن هناك جهداً يجري حاليا لتحسين أوضاع قطاع العمالة غير المنتظمة، وذلك تنفيذا لتكليفات رئاسية، حيث تعمل لجنة وزارية برئاسة وزارة التضامن الاجتماعي، علي وضع آليات مستدامة لحماية ورعاية تلك العمالة ومن خلال العمل علي عدة محاور أهمها وضع تعريف و معايير لتحديد العمالة غير المنتظمة وتصنيفها لإعداد إحصائية واقعية وفق منظومة بيانات مدققة ومتكاملة، إجراء تقييم لبرامج الحماية الاجتماعية الحالية لتحديد الفجوات بها واستكمال منظومة الحماية لهم، تنظيم العمالة من خلال نقابات عمالية أو مهنية، ووضع خارطة طريق للتوسع في مظلة الحماية والتمكين لتلك الفئة.
كما قامت الوزارة بإجراء عدة دراسات وجلسات حوارية مع عينة من العمالة غير المنتظمة في قطاعات مختلفة أهمها قطاع الزراعة، وعمال المقاولات، وعمال الصيد ، وعمال تدوير المخلفات، والعاملين في قطاع معاونة الأسر في المنازل، والباعة الجائلين بهدف التعرف علي مشاكلهم والمخاطر التي يتعرضون لها حسب طبيعة المهنة، إلي جانب رصد آراء العاملين في القطاع غير المنظم حول برامج الحماية الاجتماعية المقدمة لهم، ومدي رغبتهم في تحسين دخولهم من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تتناسب مع مجال عملهم وقدراتهم، وكل هذه الآراء والدراسات ستساعد الوزارة في وضع خطط وسياسات للحماية والتمكين الاقتصادي قائمة على المشاركة مع المستفيدين، والشفافية في الأداء والاستحقاق، وأفضل آليات للتواصل والتوعية، كما تم الانتهاء من تقييم برامج الحماية الاجتماعية الحالية للعمالة غير المنتظمة وتحديد أهم البرامج التي تتطلع اليها العمالة غير المنتظمة، مثل صرف مساعدات مؤقتة لهم خلال الأزمات والكوارث من خلال إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنتظمة.
كما تعكف اللجنة الوزارية حاليا علي وضع وثيقة أولية لرسم خارطة طريق للحماية ورعاية العمالة غير المنتظمة ترفع إلى رئيس الجمهورية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التضامن التأمينات الاجتماعية العمالة غير المنتظمة وزيرة التضامن برامج الحمایة الاجتماعیة وزیرة التضامن الاجتماعی العمالة غیر المنتظمة للعمالة غیر المنتظمة القطاع غیر الرسمی من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
لطيفة بنت محمد تفتتح فعاليات قمة المعرفة وتكرّم الفائزين بجائزة محمد بن راشد للمعرفة
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات الدورة التاسعة من قمَّة المعرفة 2024، إحدى أبرز المنصات العالمية المعنية بتبادل الرؤى والخبرات حول مستقبل المعرفة والابتكار، التي تنظَّمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتستمر حتى يوم غد 19 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي.
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن قمة المعرفة أثبتت حضورها كحدثٍ عالمي بارز يجمع نخبةً من الخبراء والباحثين والأكاديميين وقادة الفكر وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى والأفكار التي تعزز دور المعرفة في استشراف وتصميم المستقبل، وتسخيرها في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية، ما يساهم في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للمعرفة والابتكار.
وقالت "تُمثل القمة منصة انطلاق لبناء مجتمعات المعرفة، وتسلط الضوء على أهمية توطيد التعاون الدولي في مجال المعرفة التي باتت مطلباً أساسياً لتحقيق التطور والتقدم والازدهار العالمي عبر تبنّي نهج الإبداع وتسخير أدواته في الارتقاء بالأفراد والمجتمعات والدول، لاسيّما بعد أن أثبت قدرته على تأسيس منظومة اقتصادية قائمة على المعرفة والابتكار، تساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة، وهو ما يتطلّب التركيز على تطوير مهارات المستقبل لدى الأجيال القادمة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي واستثمار إمكاناته في تحقيق نهضة تنموية شاملة، ما يخلق مزيجاً استثنائياً يزيد كفاءة الإنسان، ويدعم دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كداعم أساسي للعطاء والإبداع البشري".
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على أن "قمة المعرفة" باتت تُشكل علامة فارقة على خريطة الأحداث العالمية الرائدة في مجالات المعرفة والابتكار، لتقدم اليوم رؤى موحدة وطموحات مشتركة لتعزيز دور المعرفة كركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق ومستدام لدول المنطقة وأجيالها القادمة.
وقال "إن شعار الحدث "مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي"، يواكب استراتيجيات دولة الإمارات لبناء اقتصاد المعرفة وتوظيف الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكاناته في كافة القطاعات، كما يُكرس مكانة دبي الرائدة في صناعة المعرفة وتبنى الابتكار محركاً للتنمية. ويُجسد التزام المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتعزيز دور الاقتصاد المعرفي وتمكين الأفراد والمؤسسات من تحويل المعرفة إلى قوة مؤثرة، لتحسين حياة المجتمعات وتحقيق نهضة اقتصادية ومعرفية شاملة".
وأوضح الدكتور عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الاستثمار في إنتاج ونشر المعرفة، وتفعيل استخدامها، ليس مجرّد خيار، بل ضرورة ملحّة لتحقيق التنمية المستدامة. من هنا، جاء مشروع المعرفة من منطقة الدول العربية إلى العالم ليطرح رؤية جديدة ومبتكرة لقياس مستويات المعرفة لجميع دول العالم.
وأشار إلى أن مؤشر المعرفة العالمي لا يقتصر على قياس المعرفة، بل يعكس أيضًا قدرتنا على مواكبة التغيرات السريعة في عصر الثورة الصناعية الخامسة، التي تتسم بتطورات سريعة في التقنيات الحديثة والاتصال الرقمي المتكامل. وتطرح هذه الثورة فرصًا وتحديات غير مسبوقة لمجتمعاتنا واقتصاداتنا، إذ أنها تخترق بنية كل مؤسسة - تجارية كانت أم حكومية - بسرعة لم نعهدها من قبل.
وشهد حفل افتتاح القمة الإعلان عن نتائج مؤشِّر المعرفة العالمي لعام 2024، حيث حلت السويد في المركز الأول، تليها فنلندا في المركز الثاني، وجاءت سويسرا في المركز الثالث، فيما جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً.
واكتسب المؤشر زخماً متنامياً كأداة متكاملة لقياس المستوى المعرفي للدول إذ يتكون من متغيرات ومعايير علمية تشمل جوانب التعليم والبحث العلمي والابتكار وتكنولوجيا المعلومات.
ومن المنتظر أن يتم تطويره في العام المقبل ليشمل المزيد من المتغيرات والمكونات التي تواكب ما يشهده العالم من تحولات وتوجهات جديدة.
كما كرَّمت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، اليوم الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة للعام 2024، حيث نال الجائزة كل من: جمعة الماجد، مؤسِّس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، تقديراً لجهوده المتميزة التي امتدت لسنوات طويلة في الحفاظ على الإرث المعرفي للأجيال القادمة، والدكتور أندرو نج يان تاك، عالم الكمبيوتر، ومؤسِّس منصة "ديب ليرنينغ إيه آي" لمساهمته المؤثرة في توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي، والدكتور ديفيد كلارك، البروفيسور الفخري في علم النفس التجريبي، والدكتورة أنكه إيلرز، أستاذة علم الأمراض النفسية التجريبية، تقديراً لمسيرتهما العملية المميزة في مجال علم النفس، ومساهمتهما الفاعلة في تحسين الممارسات الطبية والاجتماعية، إلى جانب الدكتور أحمد عيد المهيري، عالم الفيزياء الإماراتي، تكريماً لمساهماته العلمية وأبحاثه المتنوعة، والتي ألهمت الكثير من الشباب لمواصلة طريق البحث العلمي.
وعلى هامش القمة ينعقد للمرة الأولى في المنطقة العربية "مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة"، الذي تنظِّمه منظَّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ويستقطب مئات الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار من حول العالم لتعزيز التعاون الرقمي العالمي.
وينعقد خلال القمَّة الاجتماع الأول لـ "التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات" الذي يستهدف بناء شبكة عالمية واسعة لدعم مشروع "أكاديمية مهارات المستقبل" الذي أطلقته المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخراً، وتمكين القدرات الوطنية ودفع مسارات تنمية مهارات الأجيال الشابة في جميع أنحاء المنطقة العربية.
وتركِّز محاور نقاشات قمَّة المعرفة 2024 التي يشارك فيها نخبة من قادة الفكر وصُناع القرار والمبدعين والخبراء من مختلف دول العالم، على عدد من العناوين الرئيسية، بما فيها التحول الرقمي وأثره على الاقتصاد العالمي، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة ودورها في صياغة حلول لتحديات الغد، إلى جانب التعليم المستقبلي واستدامة الموارد، والمهارات المتقدمة التي يحتاجها سوق العمل في المستقبل، وكيفية تعزيز الابتكار في القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.