أثار مصرع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية في حادث تحطم مروحية صدمة وقلقا بشأن مستقبل البلاد التي دخلت في دوامة أزمة جديدة، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مقابلات أجرتها مع محللين وسياسيين داخل إيران، إضافة إلى تصريحات علنية أدلى بها بعض المسؤولين على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال محللون في إيران للصحيفة، إنه على الرغم من أن استقرار وبقاء حكم الجمهورية الإسلامية ليس معرضا للخطر، إلا أن الكثيرين قلقون بشأن الرئيس المقبل وتركيبة الحكومة المستقبلية.

مراسم تشييع الرئيس الإيراني، #إبراهيم_رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير #عبد_اللهيان، ومرافقيهما تنطلق في مدينة #تبريز، مركز محافظة #أذربيجان الشرقية شمال غربي #إيران، حيث لقوا حتفهم في حادث تحطم مروحية، الأحد، في منطقة جبلية وعرة.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/nbZJJKeoiJ

— قناة الحرة (@alhurranews) May 21, 2024 قضايا رئيسية

وأفاد سياسيون ومتابعون للشأن الإيراني، بأن المرشد الأعلى،علي خامنئي، قد يشجع ويسمح لرئيس أكثر براغماتية واعتدالا بتشكيل حكومة جديدة أقل أيديولوجية بهدف تخفيف التوترات المحلية والدولية.

وقال ناصر إيماني، وهو محلل سياسي محافظ في مقابلة هاتفية من طهران: "من الطبيعي أن تكون هناك توترات سياسية وقلق عندما يُقتل رئيس، والآن ليس لدينا رئيس في البلاد وسط قائمة طويلة من التحديات". 

وتابع في حديثه للصحيفة: "يتساءل الجميع عمن سيتولى المنصب وما السياسات التي ستُعطى الأولوية، لكن النظام بحاجة ماسة إلى ضخ بعض الدماء الجديدة في الحكومة، وإطلاق سياسات جديدة في الداخل والخارج".

مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه تنطلق في تبريز تبدأ، الثلاثاء، مراسم تشييع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وذلك في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب إيران، حيث لقي حتفه في حادث تحطم طائرة مروحية، الأحد، في منطقة جبلية وعرة.

بدوره، يرى ساسان كريمي، أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة طهران، أن إيران تواجه ثلاث قضايا رئيسية سياسيا: انتخابات رئاسية جديدة ومجلس وزراء؛ برلمان جديد سيبدأ قريبا بدعم شعبي ضئيل جدا".

بالإضافة إلى "مسألة من سيخلف خامنئي البالغ من العمر 85 عاما الذي يمر من وضع صحي صعب".

أما هاتف صالحي، الذي شغل منصبا إداريا رفيعا في بلدية طهران لكنه طرد مؤخرا لأنه انتقد سياسات رئيسي، إنه  "قلق للغاية" بشأن مستقبل إيران، وحزينٌ على تحطم الطائرة.

وأضاف صالحي: "أنا مندهش لأنني أجد نفسي منزعجا للغاية، لكنني أعتقد أن ذلك يرجع في الغالب لأنني قلق بشأن ما قد يحدث في هذه الفترة الانتقالية.. لقد اهتز إحساسنا بالاستقرار حتى لو لم نحب رئيسي وسياساته".

"فترة من الغموض"

بدورها، أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، أن مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أدى  إلى تسريع عملية انتقال السلطة.

وفي حين أكد المسؤولون أن الجمهورية الإسلامية ستظل تحت قيادة راسخة ومن غير المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تغيير جوهري في مسار البلاد، أشار محللون في حديثهم للصحيفة إلى أن "رئيسي كان بمثابة منفذ لأوامر خامنئي، وليس فاعلا مستقلا بذاته". 

وأشارت الصحيفة أيضا إلى القلق المتصاعد من أن إسرائيل أو غيرها قد تستغل وفاة رئيسي كفرصة لتدبير هجمات على إيران، والذي أدى "شعور بالضعف" في البلاد، وفقا  لحميد رضا عزيزي، الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن. 

وأضاف المحلل الإيراني، أشار إلى أن التداعيات ستكون على الصعيد الداخلي، مشيرا: "في الداخل، سيزداد القمع". 

وفي الفترة المقبلة التي تستغرق 50 يوما وتؤدي إلى انتخابات جديدة، من المحتمل أن تكون هناك "سيطرة أكثر صرامة على الأنشطة الاجتماعية والسياسية في البلاد، وتشديد الإجراءات الأمنية".

ومهما كانت التداعيات الداخلية للحادث، لم تظهر أي إشارات تذكر على أن الموقف الإقليمي لإيران - مواجهتها مع إسرائيل، وتركيزها على تحسين العلاقات مع الجيران العرب - سيتغير. فتلك السياسات يحددها المرشد الأعلى وينفذها الحرس الثوري الإسلامي، وفقا لما ذكره عزيزي. 

وأضاف أن دور السلطة التنفيذية، الرئيس والحكومة - قد "تقلص ليصبح مجرد منفذ لقرارات الدولة".

وتابع: "ستكون هناك فترة من الغموض حتى يُعرف الرئيس المقبل".

لكن وفاة رئيسي أثارت تساؤلات أخرى، بما في ذلك من سيخلف المرشد الأعلى البالغ من العمر 85 عاما. 

واعتبر البعض أن رئيسي كان من المرشحين الأوفر حظاً، إلى جانب نجل المرشد الأعلى، مجتبى. لكن عزيزي أشار إلى أن التكهنات حول الأسماء لا تعدو كونها قراءة في الفنجان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی المرشد الأعلى

إقرأ أيضاً:

رحلة للقارة القطبية تطيح بمساعد الرئيس الإيراني

أبريل 5, 2025آخر تحديث: أبريل 5, 2025

المستقلة/-أقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مساعده للشؤون البرلمانية، شهرام دبيري، من منصبه، بسبب رحلة أجراها إلى القارة القطبية الجنوبية.

وجاء في نص القرار الذي أصدره بزشكيان: “بعد التحقيقات، تم التوصل إلى أن دبيري ذهب في رحلة ترفيهية إلى القارة القطبية الجنوبية خلال عيد النوروز، وبالتالي فهو معفى من الاستمرار في العمل معه في الحكومة”.

وقال الرئيس الإيراني أيضا إن الرحلات الباهظة الثمن التي يقوم بها المسؤولون الرسميون، حتى لو كانت على نفقتهم الشخصية، لا يمكن تبريرها ولا تتفق مع مستوى المعيشة البسيط الذي يعيشه المسؤولون.

وفي أوائل نيسان/أبريل، نُشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع دبيري، مع امرأة يقال إنها زوجته أمام سفينة سياحية تسمى “بلانكيوس”، مع عبارة “إلى الأمام نحو القطب الجنوبي”.

وفي أعقاب ردود الفعل العنيفة والانتقادات الواسعة النطاق للصورة، أصدر مكتب العلاقات العامة لدبيري بيانا جاء فيه أن الصور “غير دقيقة وقديمة”.

وبالإضافة إلى هذه الصورة، نشرت على نفس الحساب صور أخرى لدبيري وزوجته من رحلة إلى بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين.وانتقد العديد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي رحلة دبيري.

وقال المنتقدون إنه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الشعب الإيراني تلبية احتياجاته الأساسية في ظل ظروف اقتصادية صعبة، يقوم نائب الرئيس بجولة في بوينس آيرس ويتوجه أخيرا في رحلة سياحية “فاخرة” إلى القارة القطبية الجنوبية.

مقالات مشابهة

  • صدمة جديدة في أسعار الذهب اليوم الإثنين 7 أبريل 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • ما بين التدخل والابتزاز.. مشروع أمريكا لـتحرير العراق من إيران يثير جدلًا واسعًا - عاجل
  • رحلة للقارة القطبية تطيح بمساعد الرئيس الإيراني
  • الرئيس الإيراني يعفي مساعده من منصبه بعد رحلة ترفيهية باهظة إلى القطب الجنوبي
  • الرئيس الإيراني: طهران مستعدة للحوار مع واشنطن “من موقع الندية وليس من خلال التهديدات”
  • بسبب رحلة ترفيهية .. إقالة مساعد الرئيس الإيراني
  • رحلة إلى القطب الجنوبي تُطيح بمساعد الرئيس الإيراني
  • هل تضرب أمريكا إيران؟ «مصطفى بكري» يكشف مستقبل الصراع في الشرق الأوسط «فيديو»
  • توتر أمني في العاصمة.. رتل مدجج بالأسلحة يثير الذعر و”المنفي” يلوّح بالمحاسبة
  • البرلمان الهندي يثير الجدل بتمرير مشروع قانون حول الأوقاف الإسلامية