هل تتعايش اطراف المعارضة مع التوازنات المقبلة؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
لا تزال قوى المعارضة تحاول البحث عن حلول جذرية تمكّنها من التقدم سياسياً على خصومها، وتحديداً على "حزب الله" وحلفائه الحاليين، وبالرغم من تعرضها لضربات موجعة من خلال انسحاب النائب السابق وليد جنبلاط من فريقها السياسي وتراجع حماس الغالبية العظمى من النواب والكتل السنيّة للتقارب والتقاطع معها، الا ان النشاط السياسي الداخلي والخارجي الذي تقوم به الاطراف الاساسية في المعارضة يوحي بأن المعركة لا تزال في ذروتها على كيفية ادارة المرحلة المقبلة، والفوز في الإستحقاقات الدستورية المختلفة.
لكن، نشاط المعارضين المستمر لا يلغي قناعة بدأت تظهر لدى أوساط وازنة معادية لـ "حزب الله" تقول بأن التطورات الاقليمية ستعطي أفضلية للحزب في الداخل اللبناني وسيصبح لديه إمكانية فرض توجهاته السياسية ومرشحه لرئاسة الجمهورية والتوازنات الحكومية التي تناسبه، حتى أن حلفاء الحزب بدأوا يتحدثون عن ضرورة تعديل او تغيير قانون الإنتخاب وإلا فإن الانتخابات النيابية المقبلة لن تحصل في موعدها وفق القانون الحالي، وهذا بحد ذاته يشكل تعديلاً كاملاً في موازين القوى الداخلية.
من هنا يبرز السؤال، هل في إمكان قوى المعارضة التعايش الكامل مع التحولات المفترضة؟ تقول مصادر مطلعة ان معظم اطراف المعارضة، او احزاب "قوى الرابع عشر من آذار"، يسعون بشكل حقيقي لتعزيز نفوذهم داخل السلطة، وقد كان لديهم تجارب جدية في الحكومات ما بعد العام 2005، لكن تقديم التنازلات لـ "حزب الله" بات أكثر صعوبة في المرحلة الحالية بعد كل التطورات التي حصلت منذ 17 تشرين حتى اليوم. قد تكون هذه هي المعضلة الحقيقية للمعارضة، اذ ان صورتها أمام الرأي العام باتت أكثر حساسية منذ تبني خطاب التغيير ولا يمكن الذهاب إلى السلطة بتحالف او تفاهم مع حارة حريك.
علماً أن أحزاب مثل "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" ستكون أكثر قدرة على التعايش مع التسويات، خصوصاً إذا حافظت على خطابها الاستراتيجي المعارض للحزب في الوقت الذي تشارك فيها في السلطة لأسباب مرتبطة "بالمصلحة العامة" وهذا ما قد تستطيع تسويقه مع قاعدتها الحزبية القادرة على تقبل الإنقلابات السياسية أكثر من القواعد الشعبية لقوى التغيير او المستقلين، هكذا سينتقل النقاش حول الحصة التي ستحصل عليها المعارضة في حال وصلت البلاد الى التسوية؟
بحسب المصادر فإن "قوى الثامن من اذار" لديها مصلحة كاملة بدخول المعارضة بالتسوية السياسية لان إدارة المرحلة المقبلة تستوجب مهما كانت طبيعة الحلّ والتوازنات، غطاء عربياً وخليجياً، كما أن هناك رغبة بألا تكون الحصة المسيحية بالكامل لصالح "التيار الوطني الحرّ" بعد الخلاف الكبير الذي حكم العلاقة معه في الاشهر الاخيرة، لذا ستصبح مراعاة القوات لإدخالها في الحكومة أمراً ضرورياً وعندها ستحصل معراب على مكاسب تجعلها قادرة على تظهير إنتصار سياسي لجمهورها المسيحي العريض.
ووفق المصادر نفسها فإن واشنطن، الحليف الابرز لخصوم "حزب الله" تنصح منذ مدة افرقاء المعارضة بضرورة ترك ابواب التواصل مفتوحة مع "قوى الثامن من آذار"، اقله مع الرئيس نبيه بري، ما يعني ان الاميركيين يريدون للمعارضة ان تكون جاهزة للتسوية وللحصول على المكتسبات وتقديم التنازلات وعدم ترك "حزب الله" يسرح ويمرح في السلطة لوحده. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إمام أوغلو: أردوغان حول تركيا إلى "جمهورية خوف"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اتهم زعيم المعارضة التركي السجين، أكرم إمام أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان بتحويل تركيا إلى "جمهورية خوف"، من خلال تفكيك المؤسسات الديمقراطية وقمع المعارضين.
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة، كتب إمام أوغلو: "على مدى سنوات، قوض نظام السيد أردوغان آليات الرقابة والتوازن، وأسكت الإعلام، وأطاح برؤساء البلديات المنتخبين ليحل محلهم بيروقراطيون، وهمّش السلطة التشريعية، وأحكم سيطرته على القضاء، وتلاعب بالانتخابات".
وحذّر إمام أوغلو من أن موجة الاعتقالات التي طالت المحتجين والصحفيين خلال الأشهر الأخيرة تبعث برسالة مقلقة مفادها أنه لا أحد في مأمن.
يقبع أكرم إمام أوغلو في سجن مرمرة شديد الحراسة بإسطنبول، بعد اعتقاله الأسبوع الماضي بتهم تتعلق بالفساد.
كما يواجه اتهامات منفصلة تتعلق بالتورط في الإرهاب، وهي مزاعم ينفيها تمامًا.
وأثار احتجازه، باعتباره أحد أبرز شخصيات المعارضة، موجة احتجاجات واسعة في مختلف أنحاء البلاد.