إعادة فتح موقع شالة الأثري في وجه الزوار بعد ترميمه
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
أعلنت شركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، المسؤولة عن إدارة واستغلال الموقع الأثري لشالة، اليوم الاثنين، عن افتتاح الموقع أمام الزوار بعد إنجاز أعمال ترميم هامة بدأت سنة 2021.
وذكر بلاغ لشركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، أن الموقع الأثري لشالة، بتصنيفه كمعلمة تاريخية منذ سنة 1920، وإدراجه ضمن التراث العالمي لليونسكو في سنة 2012، يحتل مكانة استراتيجية في قلب العاصمة، متمتعا بقيمة تاريخية وأثرية لا تقدر بثمن، مبرزا أنه “كنز ثقافي حقيقي متمتع بالحماية، حيث يخضع للترميم والصيانة باستمرار”.
وأوضح المصدر ذاته أنه لتعزيز قيمة الموقع الأثري لشالة، وإدارته بطريقة مبتكرة تحافظ على قيمته التاريخية، قامت وزارة الشباب والثقافة والتواصل بإسناد مهمة إدارته لشركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، مشيرا إلى أن هذا المشروع وضع أربعة أهداف، هي تحسين شروط استقبال الجمهور، بضمان الوصول السهل والمريح للموقع لجميع الزوار، وتعزيز جاذبية الموقع الأثري من خلال تقديم عروض جديدة تثير اهتمام الزوار وتبرز تاريخه وثراءه الثقافي، ووضع نموذج اقتصادي مستدام، يمكن من خلاله تمويل أنشطة الحفظ والترميم والتعزيز للموقع على المدى الطويل، وخلق منظومة تشرك الفاعلين المعنيين، تشمل مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الفاعلين الاقتصاديين المحليين، في إدارة وترويج الموقع.
وأكد أنه لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات من قبل شركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، والتي تشمل خصوصا إنشاء مسار سياحي جديد، وتوفير خدمة الزيارة باستعمال الدليل الصوتي، وإنشاء موقع إلكتروني خاص بالموقع، وإبرام شراكة مع الشركة المتخصصة “Chellah En Scène”، بهدف تقديم عروض وخدمات جديدة.
وأبرز أن المسار السياحي في موقع شالة يقدم “غوصا حقيقيا في تاريخ المغرب”، لافتا إلى أن الزيارة تبدأ من المدينة العتيقة للموقع، حيث يمكن للزوار استكشاف آثار العصر الروماني والموريتاني. بعد ذلك، يكتشف الزوار المقبرة المرينية، التي تدخلهم في الأجواء المثيرة للعصور الوسطى، ثم تنتهي الزيارة في حدائق الأبراج، والتي توفر استراحة واستقبالا خاصا يعقب اكتشاف الكنوز الأثرية للموقع.
وتم وضع، يضيف البلاغ، 29 نقطة مميزة على طول المسار الجديد، حيث يتم توضيح وتفسير خصائصها من خلال خوض الزيارة بالاستعانة بالدليل الصوتي، مؤكدا أنه يمكن للزائرين من خلال هذا الجهاز تعلم المزيد عن كل موقع، والحصول على معلومات تاريخية وثقافية ذات صلة، بلغتهم الخاصة.
وأوضح أنه تم إنشاء موقع إلكتروني بعنوان (www.Chellah.site) لمشاركة المعلومات المفيدة حول الموقع ومكوناته المختلفة، ويمكن للزوار من خلاله استكشاف التاريخ الرائع لشالة، واكتشاف الحفريات الأثرية التي تم إجراؤها في الموقع، بالإضافة إلى الأشياء التي تم العثور عليها هناك. كما يتيح الموقع الإلكتروني حجز وشراء تذاكر الدخول عن بعد.
وبخصوص الأسعار والتخفيضات، أشار المصدر ذاته إلى أن الأسعار المطبقة تختلف حسب خيارات الزيارة، حيث يبدأ سعر تذكرة الدخول العادية من 70 درهما مغربيا، بينما تقدم الزيارة باستعمال الدليل الصوتي مقابل 120 درهما للشخص الواحد، ويستفيد المغاربة والأجانب المقيمون في المغرب من خصم 50 بالمائة على أسعار الزيارة.
وأضاف أنه لتعزيز جاذبية الموقع، أبرمت شركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، اتفاقية شراكة مع الشركة المتخصصة “Chellah En Scène”، بهدف تقديم منتجات وخدمات جديدة تجذب اهتمام الزوار وتبرز تاريخ الموقع وثرائه الثقافي.
وتعتبر شركة “الرباط الجهة للتراث التاريخي” فاعلا رئيسيا في نظام تدبير الموقع المسجل تحت اسم “الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية: تراث مشترك”. وقد تأسست هذه الشركة في يناير 2023، بواسطة كل من الدولة ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، والهدف الرئيسي من إنشائها هو إدارة الموقع والحفاظ عليه، وتعزيز التراث الثقافي المادي وغير المادي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الموقع الأثری
إقرأ أيضاً:
ماكرون في مصر| ما الذي تقدمه هذه الزيارة؟.. محمد أبو شامة يوضح
قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، سياسيًا واقتصاديًا، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية.
وأوضح، خلال لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الزيارة تحمل بعدين رئيسيين، الأول “اقتصادي” يتمثل في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في ظل طموح القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو هذا العام، والثاني “سياسي” يرتبط بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط، خاصة في قطاع غزة.
أشار أبو شامة إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن؛ لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن الأزمة هناك تمثل "مفتاحًا" لباقي ملفات المنطقة.
السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط
فيما يخص السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أوضح أن علاقات باريس بالمنطقة تتأرجح على طريقة "البندول"، بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ 1948، وبين محاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.
وأكد أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل في بداية أزمة "طوفان الأقصى"، لكنها بدأت تتخذ مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، خاصة مع تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب؛ نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والصور "الوحشية" القادمة من غزة.
وأضاف أن هذا التحول في الموقف الفرنسي، جاء نتيجة ضغط إنساني وأخلاقي، حيث بات من الصعب على فرنسا أن تستمر في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون تهدف أيضًا إلى دفع جهود وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد أن لفرنسا دور نشط في ملفات لبنان وسوريا، خاصة فيما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وسحب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، قائلاً إن هذه الملفات ستُبحث بعمق بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الزيارة.