المالية: سيولة نقدية للمصدرين لدعم القطاعات الإنتاجية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أننا نعمل على سرعة ضخ سيولة نقدية للمصدرين، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية بدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية، من أجل مساندتها فى مواجهة تداعيات التحديات العالمية والإقليمية الراهنة، لافتًا إلى أنه سيتم تبكير صرف «المساندة التصديرية» للمستفيدين من المرحلة السابعة لمبادرة «السداد النقدى الفورى» ليبدأ من يوم 6 يونيو المقبل وسداد 8 مليارات جنيه، إضافة إلى الموعدين المعلنين من قبل 27 يونيو 2024، و8 أغسطس 2024، وذلك للشركات التى استوفت مستنداتها حتى مشحونات 30 يونيو 2023، وبنفس الضوابط السابقة بحيث يتم تطبيق خصم نسبة تعجيل السداد بقيمة 15% حتى مشحونات 30 يونيو 2021، ونسبة 8% عن المشحونات من أول يوليو 2021 إلى 30 يونيو 2022، وعدم تطبيق أي نسبة خصم عن المشحونات من أول يوليو 2022، وما يليها، موضحًا أنه سيتم إجراء تسويات مالية أو مقاصة بين مستحقات «دعم المصدرين»، ومستحقات جهات الدولة من الضرائب والجمارك والكهرباء والغاز الطبيعي.
قال الوزير، إننا حريصون على تمويل برامج تحفيز النشاط الاقتصادى، خاصة مساندة قطاع الصناعة والأنشطة التصديرية، وغيرها من المبادرات، فى موازنة العام المالى المقبل، بإجمالى 40.5 مليار جنيه، منها 23 مليار جنيه للاستمرار في سرعة رد الأعباء التصديرية.
أضاف الوزير، أن إجمالى قيمة دعم الحكومة للمصدرين الذى تم صرفه للشركات المصدرة، خلال الأربع سنوات الأخيرة مُنذ بدء مبادرات سداد المستحقات المتأخرة لدى صندوق تنمية الصادرات في أكتوبر 2019 وحتى الآن، يبلغ حوالي 55 مليار جنيه للمصدرين، بخلاف الثمانية مليارات جنيه التي سيبدأ صرفها.
قالت نيفين منصور، مستشار نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسى، إن المرحلة السابعة من مبادرة «السداد النقدى الفورى» لدعم المصدرين شهدت إقبالًا ملحوظًا، انعكس فى تقدم 2500 شركة مصدرة لوزارة المالية منذ فتح باب تلقى الطلبات فى 10 مارس الماضى وحتى 9 مايو الجارى، لافتة إلى سلسلة النجاحات التي حققتها وزارة المالية بمبادراتها السابقة لسداد متأخرات دعم المصدرين، بالتعاون المثمر مع القطاع المصرفي، ووزارة التجارة والصناعة، وصندوق تنمية الصادرات.
أشارت إلى أنه يتم صرف المساندة التصديرية للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدى الفورى»، من خلال البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، وبنك القاهرة، والبنك المصرى لتنمية الصادرات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المالية المصدرين
إقرأ أيضاً:
استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة
هل يبدو مصطلح “الإنتاجية السامة” مألوفًا؟ إنه ببساطة ربط القيمة الذاتية بما نحققه من إنجازات ملموسة. في مجتمعاتنا المعاصرة، تمجد الإنجازات التي تقاس بالرواتب، الترقيات، والممتلكات المادية، ممّا يخلق ثقافة تمجد العمل الزائد، وتشجب الراحة والتوقف للتأمل.
النتيجة؟ إرهاق دائم، شعور بعدم الأمان، وفقدان المعنى الحقيقي للحياة.
إن هذا العالم الذي يدفع الإنسان للسعي المستمر نحو تحقيق المزيد، يجعلنا نطارد النجاح بوسائل تستنزفنا، ونملأ جداولنا اليومية بمهام لا نهاية لها، حتى ننسى أن نخصص وقتًا لأنفسنا. قد يبدو من الخارج أن هذه الحياة مليئة بالإنجازات، لكن الداخل غالبًا ما يكون مثقلاً بالإرهاق وعدم الرضا.
هذا هو جوهر كتاب قرأته مؤخرًا بعنوان “الإنتاجية السامة” للكاتبة إسراء ناصر. إنه كتاب يستعرض هذا المفهوم بعمق، ويبدو كأنه موجه لكل من يشعر بأنه عالق في دوامة العمل المستمر. كأن الكاتبة هنا تستشهد بمثال شائع بيننا: “معك ريال، تسوى ريال؛ معك مليون، تسوى مليون”. إن هذا المنظور يجعل الإنسان أسيرًا لإنجازاته، ويربط قيمته الذاتية بما يحققه.
الإنتاجية ليست أمرًا سيئًا في ذاتها، فهي وسيلة لتحقيق الأهداف وتنظيم الحياة. لكنها، كما هو الحال مع الطعام الصحي، يمكن أن تتحول إلى ضرر إذا زادت عن الحدّ المطلوب. حين تصبح الإنتاجية وسيلة لإثبات الذات بدلاً من تحقيق القيِّم الشخصية، تتحول إلى عبء نفسي وبدني.
تتناول الكاتبة علامات الإنتاجية السامة، وأبرزها مقارنة إنجازاتنا بإنجازات الآخرين. فالإنتاجية السامة غالبًا ما تغذيها دوافع عاطفية مثل الخجل، الكمالية، أو السعي المستمر للتقدير الخارجي. لذلك، فإن التعرف على هذه المحركات الداخلية يعد الخطوة الأولى نحو التحرر.
تدعو المؤلفة إلى إعادة تعريف النجاح وفقًا للقيِّم والأولويات الشخصية. فالنجاح لا يجب أن يُقاس بما يراه المجتمع، بل بما يتماشى مع أهدافنا ومعاييرنا الذاتية. عندما نركز على ما يهمنا حقًا ونتجاهل سباق الإنجازات الذي يخوضه الآخرون، يصبح النجاح أكثر معنى ورضا.
من أبرز الأخطاء التي تسلط الكاتبة الضوء عليها: الانشغال يعني الإنتاجية: التركيز على المهام ذات التأثير العالي أكثر فعالية من محاولة فعل كل شيء دفعة واحدة.
أيضا تعدد المهام هو الحل: العلم يثبت أن تعدد المهام يستهلك الطاقة ويقلل الكفاءة. التركيز على مهمة واحدة في كل مرة هو الخيار الأمثل.
وأخيراً إن ساعات العمل الطويلة تعني نتائج أفضل: أجسادنا تعمل وفق دورات طبيعية تحتاج إلى الراحة. العمل دون توقف يؤدي إلى تراجع في جودة الإنتاجية.
التخلص من فخ الإنتاجية السامة يبدأ بتغيير العقلية من التفكير بنقص الموارد إلى التفكير بالوفرة. عندما نعتبر الراحة جزءًا أساسيًا من الاستثمار في الذات، تصبح إنجازاتنا أكثر استدامة.
النجاح الحقيقي ليس في فعل المزيد، بل في فعل ما يهم حقًا. إنه في احترام احتياجاتنا للراحة والتجدد، وفي تحقيق التوازن بين الإنجاز والاستمتاع بالحياة. عندها فقط، يمكننا أن نزدهر بدلاً من أن نستمر في مجرد البقاء.
لنُعد تعريف النجاح ونضع معاييرنا الخاصة، لأن قيمتنا الذاتية لا تُقاس بما نحققه من إنتاج، بل بما نحياه من قيَّم ومعنى.
jebadr@