سواليف:
2024-12-18@02:02:54 GMT

إرادة قوة المقاومة

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

#إرادة_قوة_المقاومة

م. #أنس_معابرة

نتجت الحرب العالمية الثانية بسبب الاختلال الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى، والاتفاقية المُذلة التي فرضتها دول الحلفاء على دول المحور خاصة ألمانيا، وكانت ولادة هتلر، عرّاب الحرب العالمية الثانية ومُشعل فتيلها.

ولكن النازيون بقيادة هتلر أرادوا أن يدفعوا الشعب إلى الحركة للانتقام، وهنا جاء دور كتابات فريدريك نيتشه الفلسفية، والتي وجد فيها هتلر ضالته، حيث قام بأخذ بعض تلك الأقوال، وفسّرها بما يتناسب مع هواه، وبما يحقق طموحاته.

مقالات ذات صلة معسكر سلام .. أم استسلام ؟! 2024/05/21

كان نيتشه يرى بأن الحق للأقوى دائماً، وهو ما دفع هتلر إلى تجنيد الملايين، وغزو دول أوروبا وابتلاعها الواحدة بعد الأخرى، فهو الأقوى، ويحق له ما لا يحق لغيره.

اليوم يقوم الاحتلال بما قام به هتلر سابقاً، يقومون بتأويل الآيات المحرفة من التوراة، ثم يتعللون بها لفرض مبدأ القوة على الأرض، ويدفعون بكل تلك التعزيزات العسكرية، والهجمات الجوية المكثّفة، والقصف العنيف على المدن والمخيمات، بهدف الوصول إلى غايتهم في اطلاق سراح اسراهم دون وقف الحرب، وهو ما ترفضه المقاومة تماماً.

إن إرادة القوة التي يقوم بها الاحتلال نابعة من الدونية والاحتقار الذي عاشه اليهود لعقود طول في أوروبا، وهم بحاجة إلى إرادة القوة لاستعادة كبريائهم وكرامتهم، عبر الانتقام من الشعوب التي اهانتهم، بقتل الفلسطينيين، وتهجيرهم، وسلب وطنهم.

ان إرادة القوة لدى المقاومة اليوم لهي في أقوى حالاتها، فهي لا تحتاج إلى المزيد لاثبات قوتها وشجاعتها التي شاهدناها خلال الشهور السبعة المنصرمة، هل طلب أحد من الورود أو الزهور أن تثبت جمالها؟ كذلك هي المقاومة، فشرف الاسم فقط يكفيها.

إن المقاومة القوية اليوم؛ قوية من خلال حمل هم الأمة وقضيتهم على أكتافها، فهي تود أن تعود الحقوق إلى أصحابها، وأن يسترجع الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه ومكانته، وأن يعود للأمة قدسه، ولا تحاول أن ترتقي فوق اكتاف الآخرين ممن يدعون انتماءهم للمقاومة، أو أنهم مرتبطون بها عبر التصريحات والتهديدات، فالمقاومة منهم براء.

المقاومة لا تهدف إلى تخويف المدنيين، ولا إلى إرهاب الآمنين، ولا تهدف إلى الاضرار بالمصالح الاقتصادية لشعوب المنطقة، ولا تهدف إلى قتل عشرات الالاف من أهلها، وتشريد الملايين وتدمير القطاع، ولا تتقاضى الملايين في قصورها العاجية خارج القطاع، ولا دعت يوماً إلى حرق اليهود ورميهم في البحر كما دعا قادة الاحتلال لفعل ذلك مع أهل قطاع غزة، ولا هم قللوا من القيمة البشرية لليهود كما فعل قادة الاحتلال حين وصفوا أهل غزة بالحيوانات، ولكن كان مطلبهم في العودة إلى اوطانهم، وتخليصهم من الاحتلال الراقد على صدورهم، وتخليص المسجد الأقصى من تدنيس اليهود اليومي.

اليوم؛ المقاومة هي من تفرض إرادة القوة على الأرض، لا بالأسلحة والدبابات والطائرات والفيتو، ولكن بقوة العقيدة التي تملأ الصدور، وهي راسخة رسوخ الجبال.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

لماذا تصعّد السلطة ضد المقاومة في جنين؟

رام الله- تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية منذ السبت الماضي عملية أمنية أطلقت عليها اسم "حماية وطن" في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، مستهدفة مسلحين ينتمون لكتيبة جنين، تقول إنهم "خارجون عن القانون".

وتندلع في المخيم اشتباكات متقطعة أسفرت، السبت، عن مقتل القيادي في الكتيبة يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.

وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما.

لماذا الحملة؟

في حين يقول الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب إن الحملة تستهدف "خارجين عن القانون"، متعهدا بملاحقتهم "في جميع أنحاء الضفة الغربية بكافة عناوينهم ومسمياتهم"، تقول كتيبة جنين إن السلطة الفلسطينية تريد "جنين بلا سلاح مقاومة" وفق تصريح ناطق باسمها للجزيرة أمس الأحد، مضيفا "بوصلتنا واضحة وهي ضد الاحتلال فقط، وتبنينا المقاومة عن الضفة كاملة (…)، والأجهزة الأمنية اغتالت مطاردا من الاحتلال منذ سنوات وطفلين بريئين".

إعلان

ويفسر المحلل السياسي، باسم التميمي ما يحدث في جنين بقوله إن "بعض المجموعات خرجت على النظام العام الفلسطيني، وعلى القانون والإجماع الوطني الذي يحرّم رفع السلاح بين الفلسطينيين، واستخدام السلاح كلغة للتفاهم بين الأطياف الفلسطينية المختلفة".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "المجموعات المتواجدة في مخيم جنين مارست أكثر من مرة التعدي على المواطنين الفلسطينيين والمؤسسات العامة، حتى بلغ الأمر قيامها بسرقة عدة سيارات تتبع مؤسسات حكومية فلسطينية".

وتابع أن تلك المجموعات "روّعت الآمنين في المنطقة وتطلق النار داخل التجمعات السكانية، إضافة لمهاجمتها المواقع الأمنية الفلسطينية، وإطلاق النار على المؤسسات والمركبات الأمنية ومبنى المقاطعة مقر المؤسسة الأمنية".

وأشار التميمي إلى أن المبادرات "لاحتواء الموقف وعدم اللجوء إلى السلاح (…) كلها جهود مقدرة ونتمنى أن تنجح، وتحول دون الوصول إلى مجابهة أكثر حدة مما يجري الآن".

وعن احتمال اتساع المواجهة لمناطق أخرى في الضفة، قال إن "المسألة محدودة ومحصورة في مجموعة محددة داخل مخيم جنين، وأعتقد أنها ربما تنتهي خلال ساعات قليلة".

وفيما إذا كانت عملية مخيم جنين بمثابة عربون سياسي لخطب ودّ الإدارة الأميركية القادمة، قال التميمي "لا أعتقد أن القيادة الفلسطينية بصدد تقديم عربونات لإدارة دونالد ترامب، الرئيس محمود عباس قال لترامب في صفقة القرن لا، فكيف يفترض أنه يقدم عربونا لإدارة ترامب وغيرها؟"، بحسب تعبيره.

عاجل | الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني للجزيرة:
– ما يحدث في جنين حملة أمنية تستهدف الخارجين عن القانون
– نتحرك في الضفة بطريقتنا ونتجنب المواجهة حفاظا على قضيتنا
– أي مقاومة تفخخ السيارات وتفجرها وسط المدنيين الفلسطينيين؟ pic.twitter.com/ZLQfl7fJ6m

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 15, 2024

إعلان خشية المستقبل

خلافا لرأي التميمي، يقول مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات إنه بغض النظر عن الملاحظات والمآخذ على المجموعات المسلحة في مخيم جنين والجهات التي تدعمها وسلوكها ومرجعياتها "فإن تخلي السلطة عن فكرة الحوار والاحتضان والانتقال لفكرة الصدام سيولد إشكالية كبير لا يحمد عقباها ولا يمكن توقع نتائجها".

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن ما يجري لا يمكن فصله عن الواقع السياسي للسلطة التي تحاول "كسب المرحلة المقبلة لأن البديل هو اندثارها".

ويرى أن خيار السلطة "ليس سهلا ونتائجه غير مضمونة"، معتبرا أنها "تقرأ المشهد تحت ضغوط إقليمية وعربية ودولية".

وأوضح أن السلطة وُضعت أمام تحدي إما إثبات قدرتها على إدارة الحالة الفلسطينية وفق التصورات الأميركية والإسرائيلية أو تكون على أبواب تغيير جذري، ومن هنا لم يعد أمامها سوى خيار الذهاب في هذا الاتجاه، اعتقادا منها أنها قد تثبت حضورها وقدرتها على فرض السيطرة الكاملة.

أما البديل، وفق المحلل الفلسطيني، فهو "حاضر وجاهز لليوم التالي للضفة الغربية، وهو السيطرة الإسرائيلية الكاملة وربما بأدوات فلسطينية تقبل ما يطرح عليها".

ولا يستبعد بشارات منعطفات خطيرة من شأنها ليس فقط تعزيز الفجوة والانقسام السياسي، بل إحداث انقسام مجتمعي عميق جدا، يذكّر بمراحل سبقت انهيار كثير من الأنظمة السياسية العربية التي استخدمت لغة القوة وليس الاحتضان في التعامل مع أي متناقضات داخلية، وفق رأيه.

وبرأيه أيضا، فإن المرحلة القادمة "ستكون صعبة في الخيارات والنتائج، وربما يتغير بناء عليها الكثير من العناوين المتعلقة بشكل وإدارة السلطة الفلسطينية وإدارة الحالة الفلسطينية بشل عام".

عاجل|أكسيوس عن مسؤولين:
السفير والمنسق الأمني الأمريكيان طلبا من إسرائيل الموافقة على تسليم المعدات والذخائر للسلطة
إدارة بايدن طلبت من إسرائيل الإفراج عن بعض عائدات الضرائب من أجل دفع رواتب قوات أمن السلطة
دافع عملية جنين الأساسي هو توجيه رسالة إلى ترمب بأن السلطة شريك موثوق به pic.twitter.com/nInjOLZKAX

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 15, 2024

إعلان فجوة كبيرة

من جهته، يقول المحلل السياسي سامر عنبتاوي إن ما يجري في جنين "يندرج في إطار الخلافات السياسية والأمنية داخل الشعب الفلسطيني، في ظل غياب قيادة وطنية موحدة".

وأضاف عنبتاوي، في حديثه للجزيرة نت، أن ثمة فرقا في النهج بين مقاومين يرون أنهم ينفذون عمليات بطولية ضد الاحتلال، وطرف آخر لا يرى تأثيرا لهم في جانب الاحتلال مقابل الأثمان التي تدفع فلسطينيا كالحصار والتضييق الاقتصادي والإجراءات الإسرائيلية وغيرها.

وشدد المحلل السياسي على أن "المقاومة بكل وسائلها حق مشروع للشعب الفلسطيني"، رافضا إطلاق صفة "خارجون عن القانون" على الملاحقين في مخيم جنين.

وتابع "لا يمكن اعتبار السلاح الفلسطيني الموجه للاحتلال خارجا عن القانون، لأن الشعب الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني (…) هناك من يريد تصويره بهذا الاتجاه (خروج عن القانون) لتسهيل ملاحقته".

ولا يستبعد عنبتاوي أن تكون عملية جنين "مرتبطة بإطار سياسي أو رؤية سياسية قادمة"، معربا عن أسفه كون السلطة "لا تزال بعيدة عن نبض الشعب، هناك فجوة كبيرة بين إدارة السلطة والتوجهات الشعبية الفلسطينية".

وبرأي المحلل الفلسطيني، فإنه "إذا كان هناك من يفكر بإمكانية تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تريد الاستيلاء على أجزاء من الضفة، فهو واهم".

وتابع أن "المسار السياسي استمر عشرات السنوات ولم يأتِ بشيء سوى خسارة الشعب الفلسطيني في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والوطنية، وبالتالي أي تناغم مع هذا التوجه هو تراجع في الأداء الفلسطيني".

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي: العدوان الإسرائيلي على سوريا جريمة دولية واضحة
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • خامنئي: روح حسن نصر الله والسنوار حية.. والمقاومة مستمرة
  • مقتل جنديين للاحتلال في كمين برفح
  • لماذا تصعّد السلطة ضد المقاومة في جنين؟
  • لجان المقاومة الفلسطينية تُشيد بالقصف اليمني للعمق الإسرائيلي
  • جنين وبوصلة المقاومة
  • فادي كرم رداً على الزميل محمد رعد: سياسة الإنكار للحقائق لا تبني علاقات سليمة
  • القوة التي لا تستسلم..!
  • سلامي: القوى الأجنبية التي تشعل النار في سوريا تسعى كالذئاب لتقسيمها