بإيجابية واضحة ولافتة، تلقّف رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح المجموعة الخماسية بشأن لبنان، التي قدّمت في اختتام جولة المباحثات التي قامت بها على الكتل السياسية الكبرى، ما وُصِفت بـ"خريطة الطريق" لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ضمّنتها ما عُدّ "إطارًا زمنيًا" يفترض أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية بحلول نهاية شهر أيار الجاري، باعتبار أنّ لبنان لا يتحمّل الانتظار شهرًا آخر، ربطًا ربما بـ"سخونة" تطورات المنطقة، ولبنان في صلبها.


 
فعلى الرغم من الضجّة التي أحيطت بإعلان "الخماسية"، إن صحّت تسميته كذلك، والحديث عن "استياء" رئيس المجلس من مضمونه، خصوصًا لجهة الحديث عن "عقدة" الجلسة الانتخابية المفتوحة التي أشار إليها البيان، جاء تعليق بري ليبدّد كلّ الشكوك، ولو حرص على استبدال عبارة "الجلسة المفتوحة"، بـ"جلسات انتخابية متتالية، وبدورات متتالية"، على أن تُعقَد كلّ جلسة لـ4 أو 5 دورات، ما يمنحها صفة "المفتوحة" بصورة أو بأخرى.
 
أكثر من ذلك، اعتبر بري أنّ "الخماسية" بطرحها الأخير، "تبنّت موقفه"، وهو الذي دعا منذ أكثر من سنة ونصف السنة للحوار والتشاور من دون شروط مسبقة، ليتبنّى بدوره "الأسباب الموجبة" التي فصّلتها "الخماسية" في بيانها حول أنّ البلد "لم يعد يحتمل تدحرجه نحو المزيد من التأزم والانهيار"، ما يطرح السؤال عن موقف المعارضة التي تحفّظت مرارًا وتكرارًا على مبدأ الحوار، فكيف تقرأ موقف برّي، وهل تتجاوب مع طرح "الخماسية"؟
 
"مبادرة بري"
 
يستغرب المؤيّدون لوجهة نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري القول إنّ الأخير يمكن أن يرفض ما قدّمته المجموعة الخماسية بشأن لبنان في بيانها الأخير، أو أن يقف "حجر عثرة" في وجه المبادرة المتجدّدة، التي ليست في الواقع سوى "نسخة طبق الأصل" عن المبادرة الحوارية التي أطلقها منذ سنة ونصف السنة، والتي أعادت كتلة "الاعتدال" تقديمها بصورة "منقّحة" بعد استبدال الحوار بالتشاور، وذلك بالتنسيق والتناغم مع رئيس البرلمان كما يقول البعض.
 
صحيح أنّ رئيس المجلس لا يحبّذ الحديث عن "جلسة انتخابية مفتوحة"، وفق ما يقول العارفون بموقفه، غير الخافي على أحد، لكنّ ذلك منطلق من أسباب "مبدئية" يفترض أن يتّفق عليها الجميع، لأنّ الحديث عن جلسة "مفتوحة" حتى انتخاب رئيس يعني عدم قدرة المجلس على القيام بأيّ شيء آخر ما لم يُنتخَب رئيس، بما في ذلك جلسات تشريع الضرورة، ولكن أيضًا أيّ جلسات أخرى، كجلسة المناقشة العامة التي أجمع جميع الفرقاء قبل أسبوع على كونها "مصيرية".
 
لكنّ المحسوبين على رئيس المجلس يشيرون إلى أنّ الطرح الذي يقدّمه بري لا يفترض أن يكون مرفوضًا من أحد، إذا ما توافرت النوايا الصادقة، لأنّه عمليًا "ترجمة" لفكرة الجلسة المفتوحة، ولكن من دون تبنّي التسمية، لترك "هامش" للأمور الطارئة والضرورية، علمًا أنّ عقد جلسات شبه يومية بدورات متتالية، تصل إلى أربع وخمس جلسات، لا يختلف عن عقد جلسة مفتوحة، يعرف الجميع أنّها لن تبقى "مفتوحة" ليلاً نهارًا إذا تعذّر الانتخاب.
 
كيف ستتصرف المعارضة؟
 
في مقابل "إيجابية" موقف بري، تتّجه الأنظار لموقف المعارضة، وإن بدت "غير موحّدة" بالمُطلَق إزاء طرح "الخماسية" المتناغم مع مبادرة "الاعتدال" وما سبقها من دعوات للحوار أو التشاور، أو حتى "اجتماع العمل" الذي تحدّث عنه الفرنسيّون ذات مرّة، فهل تتجاوب هذه المرّة مع الطرح، من دون أن "تشترط" سحب ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مثلاً؟ وهل تقبل بـ"تفسير" بري للمبادرة، وقفزه فوق مبدأ "الجلسة المفتوحة"؟
 
يقول المتناغمون مع أفكار المعارضة إنّ الأخيرة بمختلف تفرّعاتها، لا تشكّك بالنوايا "الطيّبة" لسفراء "الخماسية"، الذين سبق أن التقوا مختلف الكتل المعارضة، واستمعوا من النواب المحسوبين عليهم إلى هواجسهم المشروعة، وإنّها تتّفق معهم ضمنًا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقتٍ ممكن، أولاً لأنّ الفراغ الرئاسي "جريمة" بحق الوطن، وثانيًا لأنّ وجود رئيس أكثر من جوهري في مرحلة المفاوضات المقبلة.
 
لكن، بعيدًا عن الحكم على "النوايا"، يشير هؤلاء إلى أنّ ما تشكّك به المعارضة هو "حسن نوايا" الفريق الآخر، والتي عبّر عنها رئيس مجلس النواب بشكل أو بآخر، سواء بإصراره على رفض "الشروط المسبقة" للحوار، أو بتفصيله "الجلسة المفتوحة" على قياس ما يريده هو، وكأنّه يقول إنّ التنازل عن ترشيح فرنجية مستحيل، وإنّ على المعارضة قبوله كأمر واقع، وإلا فإنّ الجلسات المتتالية لن تفضي إلى أيّ انتخاب، ولذلك فالجلسة المفتوحة مرفوضة.
 
هكذا، رغم الإيجابية الظاهرة، لا تزال "السلبيّة" تخيّم على الأجواء المحيطة بالاستحقاق الرئاسية، من وحي طرح "الخماسية"، وتحت سقف مبادرة "الاعتدال" التي يعمل القيّمون عليها على "تفعيلها"، بقوة الدعم الدولي. فهل تنجح "الخماسية" بجرّ مختلف الأطراف إلى طاولة التشاور، رغم هذه "الأحكام المسبقة"، أم أنّها ستعتبر أيّ فشل في التجاوب معها، "فشلاً" للقوى السياسية، المصرّة على إطالة أمد الشغور بمعزل عن العواقب "الكارثية"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجلسة المفتوحة ة التی

إقرأ أيضاً:

رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اجتماعًا موسعًا بحضور قيادات الجهاز مع سكان المدينة، بالتعاون مع قيادات مجلس أمناء العاشر من رمضان.

جاء ذلك بحضور أيمن رضا عبدالله ، وكيل مجلس الأمناءوامين عام جمعية المستثمرين ،وأحمد عبد الرؤوف وكيل المجلس عن المجتمع المدني ، ومديري إدارات الطب البيطري والتموين، لبحث القضايا التنموية وتحسين مستوى الخدمات في المدينة.

القضايا المطروحة في الاجتماع:
ناقش الاجتماع عددًا من القضايا الحيوية التي تمثل أولوية للمواطنين، ومنها:

تحسين منظومة النظافة العامة: توجيه بسحب الأعمال من الشركات المتقاعسة في الأحياء الغربيةوغيرها من الأحياء.

البنية التحتية: الانتهاء من أعمال ترفيق منطقة غرب الحي 28 بحلول 30 ديسمبر 2024، والإعلان قريبًا عن موعد تسليم الأراضي.

النقل والمواصلات: التنسيق مع محافظة الشرقية لتوفير سيارات سيرفيس إضافية ونقل السيرفيس  إلى المبنى الملحق لتنظيم العملية.

الأسواق والخدمات: سيتم إنشاء  مول جديد بالحي الرابع عشر لتحسين مستوى الخدمات، وبحث إنشاء مجمع أزهري في الحي السادس عشر بالتنسيق مع الأزهر الشريف.

الطرق والمساحات العامة: العمل على تحسين الطرق وإعادة تنسيق المجاورات القديمة بشكل تدريجي.

التعامل مع الكلاب الضالة: تنفيذ حملات تطعيم ضد السعار بالتعاون مع الإدارة البيطرية.

التعهدات والإجراءات:

منح مهلة إضافية للبناء في الأراضي غير المكتملة حتى 20 مارس 2025 استجابة لمطالب المواطنين.

إنشاء أكشاك مؤقتة في المناطق ذات نسبة الإشغال المنخفضة لحين تطوير الأسواق.

تنظيم احتفال بالعيد القومي للمدينة بالتعاون مع المستثمرين.

التنسيق مع شركة الكهرباء لحل مشكلة الأكشاك الكهربائية المفتوحة.
البحث في إيجاد حلول دائمة للباعة الجائلين وتوفير مكان ثابت للمحافظة على مصدر رزقهم بشكل قانوني

وأكد المهندس علاء عبد اللاه التزام الجهاز بالعمل الجاد لوضع خطط عاجلة وطويلة الأمد لحل المشكلات وذلك طبقا لتوجيهات المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، مشيرًا إلى أهمية الشراكة مع المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة. كما أعرب عن شكره لسكان المدينة على مشاركتهم الفعّالة، مؤكدًا أن الجهاز سيعمل على متابعة تنفيذ كافة الحلول بشكل فعّال على أرض الواقع.

رئيس جهاز العاشر يعقد اجتماع لمواطني المدينة لبحث المشاكل التي تواجهم IMG_1274 IMG_1271 IMG_1270 IMG_1273 IMG_1272 IMG_1269 IMG_1268

مقالات مشابهة

  • المعارضة تعلن محاولة جديدة لعزل رئيس كوريا الجنوبية
  • الجماعة الإسلامية تقرأ المرحلة الجديدة: لاستراتيجيات مختلفة للمقاومة
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • هل ينتخب رئيس بـ 65 صوتاً... أم تؤجل الجلسة؟ ‏
  • جلسات المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي تبحث تعزيز فرص الاستثمار
  • يوسف النصيري يرفض النصر السعودي..هل سيتغير موقفه قريبًا؟
  • اللجنة الخماسية ومهمة تشجيع التوافق: الخيار للبنانيين
  • "الأحمر" في مفترق طرق أمام "العنابي" لتعزيز موقفه بـ"خليجي 26"
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • العدالة والتنمية: تنازع المصالح عند رئيس الحكومة خطأ فادح يجب أن يدفع ثمنه