بريسايت تتجه نحو نمو استثنائي ومستقبل واعد
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة بريسايت، يكتب: «بريسايت، الشركة الرائدة في مجال تحليل البيانات الضخمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تسير على الطريق الصحيح لتصبح شركة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي».
تطوّر الذكاء الاصطناعي في غضون سنوات قليلة من مفهوم متقدم إلى أداة ذات مهام حيوية تعيد تشكيل كيفية عمل الحكومات والمؤسسات.
أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي منتشرة في كل مكان، وتدخل في العديد من المجالات، من تبسيط العمليات إلى تعزيز تجارب العملاء، ما يسهم في رفع الكفاءة والوصول إلى مصادر إيرادات جديدة وتعزيز الابتكار. ينعكس الاعتماد المتنامي على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في نمو سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تشير تقديرات مؤسسة البيانات الدولية (IDC) إلى أن الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البرمجيات والأجهزة والخدمات، وصل إلى 154 مليار دولار في عام 2023، وسوف يتضاعف إلى أكثر من 300 مليار دولار في عام 2026.
تتيح انطلاقة الذكاء الاصطناعي فرصاً غير مسبوقة للمؤسسات التي تنفذ حلول الذكاء الاصطناعي، وللشركات التي تعمل على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة مثل بريسايت.
قد أعلنت بريسايت في بداية هذا الشهر نتائجها الفصلية الأولى للعام، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 15.9% وارتفعت الأرباح قبل الضرائب بنسبة 45.8%، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي. كما ارتفع سعر سهمنا بمقدار الثلث (33.9%) في الأشهر الثلاثة الماضية. يأتي الطلب على حلولنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي من جهات تعمل في العديد من المجالات المتنوّعة، وقد وقّعنا في الربع الأول اتفاقيات وشراكات جديدة في مجال السلامة العامة والمدن الذكية والحكومة شملت العديد من العقود الممتدة لسنوات. شهدت بريسايت أيضاً زيادة بنسبة 37% في إيراداتها من الأسواق الدولية، ما يشير إلى أنّه إلى جانب الطلب العالمي المتزايد على حلول التكنولوجيا المتقدمة، فإنّ الشركات الإماراتية أيضاً، بما في ذلك بريسايت، تقوم بتصدير خبراتنا المتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مختلف أنحاء العالم.
في الواقع، تضمّ بريسايت مجموعة متنوّعة من المواهب والخبراء في مجالات مختلفة من عدّة بلدان، يعملون معاً لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية. قد كانت قوة فريقنا وتركيزنا على ضمان نجاح العميل المفتاح لتطوير الحلول التي تقدم قيمة حقيقية لعملائنا. كما أننا نحظى بدعم كبير من قيادة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي، ولم يكن بإمكاننا تحقيق كل هذه الإنجازات لولا ثقتهم في بريسايت.
تستمر مجموعة منتجاتنا في التوسع، بينما نستكشف إمكانات جديدة من خلال التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما نعمل على تطوير حلول في بعض المجالات الواعدة للتكنولوجيا، بما في ذلك المدن الذكية والمعرفية والسلامة العامة والرياضة. استناداً إلى مشاريعنا الناجحة، التي تضمّ بينها معرض إكسبو 2020، تدعم حلولنا الحكومات في مواجهة التحديات المعقّدة. على سبيل المثال، نعمل مع مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية (ETCC) لاستخدام تحليلات الذكاء الاصطناعي في تحديد المواهب الإماراتية ومواءمتها مع احتياجات سوق العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما عقدنا شراكة مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لتطوير استجابة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للحوادث الحرجة مثل الفيضانات التي تعرّضت لها الدولة، خلال الشهر الماضي.
تعدّ شراكاتنا جزءاً أساسياً من نجاحنا. إنّ إمكانات الذكاء الاصطناعي عالمية، وتقوم بريسايت بتعزيز علاقاتها مع الدول التي تتطلع للاستفادة من هذه الإمكانيات. لذلك، افتتحنا مكاتب في كازاخستان وأذربيجان وشكلنا شراكات استراتيجية ومشاريع مشتركة في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة، ووقعنا مذكرات تفاهم مع عملاء في جزر المالديف وأنغولا والسنغال وزامبيا وموريتانيا.
بناءً على أدائنا القوي، حقّق نمو بريسايت قفزة نوعية في هذا الشهر عندما أعلنا عن الخطوة الاستراتيجية التالية لبريسايت وهي الاستحواذ على شركة AIQ الرائدة في حلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الطاقة. وتمثّل هذه الصفقة التاريخية أول استحواذ كبير لنا لتوسيع حضورنا في قطاع الطاقة ذي الأهمية الحيوية.
مع إضافة AIQ إلى بريسايت، ستصبح الطاقة ثاني أكبر قطاع أعمال لدينا، وقد جاء هذا التوسع في وقت في غاية الأهمية. إن بريسايت ملتزمة باستخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي لمواجهة التحديات التي تواجه العالم وتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع. يواجه قطاع الطاقة تحديات صعبة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، مع الحاجة إلى التوجه إلى عمليات ومصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة. كما يقدّم الذكاء الاصطناعي فرصة فريدة لهذا القطاع الحيوي لزيادة الإنتاج مع الالتزام بتحقيق أهداف إزالة الكربون وخفض الانبعاثات. الآن، ستقوم بريسايت وAIQ بنقل هذه الحلول إلى المتخصصين في قطاع الطاقة حول العالم.
على وجه الاختصار، لدى بريسايت رؤية واضحة وطموح كبير، ومع مواهبنا ومواردنا بالإضافة إلى الزخم الذي أظهرناه حتى الآن في الأشهر القليلة الأولى من عام 2024، فإننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن بريسايت في طريقها لتحقيق نمو مستقبلي استثنائي.
«مادة إعلانية»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی مجال
إقرأ أيضاً:
بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
تهيمن قناتان متوازيتان للصور على استهلاكنا البصري اليومي. في إحداهما، صور ولقطات حقيقية للعالم كما نعرفه، ففيها سياسة ورياضة وأخبار وترفيه. وفي الثانية، فوضى الذكاء الاصطناعي [أو ما يعرف بـ AI slop]، بمحتوى متواضع الجودة ليس فيه من الإسهام البشري إلا الحد الأدنى. بعض ما فيه تافه الشأن عديم المعنى، لا يعدو صورا كرتونية لمشاهير، ومناظر طبيعية خيالية، وحيوانات ذات سمات بشرية. وبعضه الآخر عرض خادش للحياء...ففيه تجد حبيبات افتراضيات لا يمكن أن تتفاعل معهن تفاعلا حقيقيا. ونطاق هذا المحتوى وحجمه مذهلان، فهو يتسرب إلى كل شيء، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى الرسائل المتداولة على واتساب. فلا تكون النتيجة محض تشويش على الواقع، وإنما هي تشويه له.
وفي فوضى الذكاء الاصطناعي شيء جديد هو الخيال السياسي اليميني. فعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو كاملة ذات سيناريوهات مختلقة ينتصر فيها مسؤولو ترامب على القوى الليبرالية. وقد استغل حساب البيت الأبيض على منصة إكس صيحة إنشاء صور بأسلوب استوديو جيبلي، ونشر صورة لامرأة من الدومينيكان تبكي أثناء تعرضها للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك (ICE). والواقع أن السخرية السياسية باستعمال الذكاء الاصطناعي قد انتشرت على مستوى العالم.
فهناك مقاطع فيديو صينية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تسخر من العمال الأمريكيين البدناء وهم يقفون في خطوط التجميع بعد إعلان التعريفات الجمركية، وقد أثارت هذه المقاطع سؤالا موجها للمتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي وردا منها. فقد قالت المتحدثة: إن هذه مقاطع أنتجها من «لا يرون إمكانات العامل الأمريكي». ولإثبات مدى انتشار فوضى الذكاء الاصطناعي، كان علي أن أتأكد ثلاث مرات من أنه حتى هذا الرد نفسه لم يكن في حد ذاته محتوى ذكاء اصطناعي منفذا على عجل مختلقا خدعة أخرى لأعداء ترامب.
وليس الدافع إلى تسييس الذكاء الاصطناعي بالأمر الجديد، فهو ببساطة امتداد للبروباجندا المعهودة. ولكن الجديد هو مدى ديمقراطيته وانتشاره، وأنه لا يحتوي أشخاصا حقيقيين ويخلو من قيود الحياة الواقعية المادية، فيوفر بذلك ما لا حصر له من السيناريوهات الخيالية.
وانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي عبر قنوات الدردشة الضخمة عظيمة الحضور، من قبيل واتساب، يعني غياب أي ردود أو تعليقات تشكك في صحته. فكل ما تتلقاه ينعم بسلطة من ثقتك في الشخص الذي أرسله إليك. لذلك أخوض صراعا دائما مع قريبة لي كبيرة السن، مطلعة على عالم الإنترنت، تتلقى سيلا من محتوى الذكاء الاصطناعي على واتساب بشأن حرب السودان وتصدقه. تبدو الصور ومقاطع الفيديو حقيقية بالنسبة لها، وترد إليها موجهة من أشخاص تثق فيهم. ويصعب على المرء حتى أن يستوعب قدرة التكنولوجيا على إنتاج محتوى يبدو حقيقيا إلى هذه الدرجة.
وبإضافة هذه القدرة إلى توافق المحتوى مع رغبات قريبتي السياسية، ستجد نفسك متعلقا به إلى حد بعيد، حتى لو اعتراك بعض من الشك فيه. فوسط الكم الهائل من القطط [في بعض الفيديوهات المختلقة]، يجري استعمال الذكاء الاصطناعي في خلق سيناريوهات سياسية، وتحسينها والوصول بها إلى درجة الكمال عبر تقديمها بلغة بصرية تؤجج الرغبة في الانتصار أو تعتمد على الشعور بالحنين.
يشير البروفيسور رولاند ماير، الباحث في الإعلام والثقافة البصرية، إلى «موجة حديثة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي لعائلات بيضاء شقراء، تطرحها حسابات إلكترونية فاشية جديدة بوصفها نماذج لمستقبل مشرق». وهو لا يعزو ذلك إلى اللحظة السياسية الراهنة فحسب، وإنما إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي محافظ بطبيعته، بل ويقوم على حنين إلى الماضي». فالذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم على بيانات مسبقة أثبتت الأبحاث أنها بيانات متحيزة بطبيعتها ضد التنوع العرقي، والأدوار الجندرية والميول الجنسية التقدمية، فتأتي منتجات الذكاء الصناعي بتركيز كبير على هذه المعايير.
يمكن أن نرى الأمر نفسه في محتوى «الزوجة التقليدية» [“trad wife”]، الذي لا يقدم ربات البيوت الجميلات الخاضعات فحسب، وإنما يقدم عالما رجعيا كاملا لينغمس فيه الرجال. وتغص جداول موقع إكس بنوع من المواد الإباحية غير الجنسية، حيث تلمع على الشاشة صور الذكاء الاصطناعي لنساء يوصفن بالحسن والخصوبة والخضوع. ويجري طرح سيادة البيض والاستبداد وتقديس التراتبيات الهرمية في العرق والجندر بوصفها سلة متكاملة من الحنين إلى ماض موهوم. فبات الذكاء الاصطناعي يوصف بالفعل بأنه جمالية الفاشية الجديدة.
لكن الأمر لا يكون دائما على هذا القدر من التماسك. ففي معظم الأحيان، لا تعدو فوضى الذكاء الاصطناعي محتوى فيه بعض المبالغة أو الإثارة بما يغري على التفاعل، ويوفر لمبدعيه فرصة ربح المال من المشاركات والتعليقات وما إلى ذلك. وقد تبين للصحفي ماكس ريد أن فوضى الذكاء الاصطناعي على فيسبوك ـ وهي الفوضى الكبرى على الإطلاق ـ ليست «محض محتوى غير مرغوب فيه» من وجهة نظر فيسبوك، وإنما هي «ما تريده الشركة بالضبط: فهي محتوى شديد الجاذبية». والمحتوى بالنسبة لعمالقة التواصل الاجتماعي هو المحتوى، فكلما كان أرخص، وقلت فيه الحاجة إلى جهد بشري، فذلك أفضل. وتكون النتيجة أن يتحول الإنترنت إلى إنترنت الروبوتات التي تدغدغ مشاعر المستخدمين البشريين وتؤجج فيهم أي أحاسيس أو عواطف تبقيهم منشغلين.
ولكن بغض النظر عن نوايا مبتكريه، يؤدي هذا السيل من محتوى الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الإحساس بالواقعية وإرهاق الحواس البصرية. والتأثير العام لدوام التعرض لصور الذكاء الاصطناعي، ما كان منها تافها أو مهدئا أو أيديولوجيا، هو أن كل شيء يبدأ في اتخاذ مسار مختلف. ففي العالم الواقعي، يقف الساسة الأمريكيون خارج أقفاص سجن الترحيل. وتنصب الأكمنة لطلاب الجامعات الأمريكية في الشوارع ليجري إبعادهم. ويحترق أهل غزة أحياء. وتمضي هذه الصور والفيديوهات مع سيل لانهائي من الصور والفيديوهات الأخرى التي تنتهك القوانين المادية والأخلاقية. فتكون النتيجة ارتباكا عميقا. ولا يعود بوسعك أن تصدق عينيك، ولكن ما الذي يمكن أن تصدقه إن لم تصدق عينيك؟ فكل شيء يبدو حقيقيا للغاية وغير واقعي بالمرة، في آن واحد.
أضف إلى هذا ما نعرفه من التبسيط الضروري والإيجاز المستفز في (اقتصاد الانتباه)، وإذا بك في سيرك ضخم من التجاوزات. فحتى عندما يكون المحتوى شديد الجدية، يجري تقديمه بوصفه ترفيها، أو فاصلا، أشبه بنسخة مرئية من موسيقى المصاعد. فهل أفزعك هجوم دونالد ترامب وجيه دي فانس على زيلينسكي؟ حسنا، إليك رسم مصمم بالذكاء الاصطناعي لفانس في هيئة رضيع عملاق. تشعر بالتوتر والإرهاق؟ فها هو بلسم للعين في كوخ فيه نار موقدة والثلج يتساقط في الخارج. ولسبب ما، قرر فيسبوك أنني بحاجة إلى رؤية تيار مستمر من الشقق الصغيرة اللطيفة مع تنويعات من التعليقات التوضيحية مفادها أن «هذا هو كل ما أحتاج إليه».
وتؤدي التحورات السريعة للخوارزميات إلى إمداد المستخدمين بمزيد مما حصدته لهم معتبرة أنه مثير لاهتمامهم. والنتيجة هي أنه يستحيل ترشيد ذلك الاستهلاك حتى لأكثر المستخدمين اتزانا. لأنك تزداد انغماسا في عوالم ذاتية بدلا من الواقع الموضوعي. فتكون النتيجة انفصالا شديد الغرابة. ويضعف الشعور بالقلق والحاجة إلى العمل الذي ينبغي أن يوحي به عالمنا الممزق، وذلك بسبب طريقة عرض المعلومات. وإذن فها هي طريقة جديدة لكي نسير نياما نحو الكارثة وهي طريقة لا تقوم على نقص المعرفة، وإنما تنشأ بسبب الشلل الناجم عن تمرير كل شيء من خلال هذا النظام المشوه، فهو محض جزء آخر من العرض البصري المبالغ فيه.