الأعلى للثقافة يناقش دور الشباب والتنوع الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
عقد المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة تحت عنوان "الشباب والتنوع الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي بالأعلى للثقافة".
أدار اللقاء الدكتور حسين حسني، المذيع بقناة الغد ونائب مقرر لجنة الشباب بالمجلس.
وشارك في اللقاء الدكتور أحمد سلامة، عميد المعهد العالي لعلوم الحاسب ونظم المعلومات بمدينة الثقافة والعلوم، ورئيس المجمع العالمي للأقطار العربية بجامعة نيو مكسيكو بالولايات المتحدة.
والدكتور أشرف جلال، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو لجنة الإعلام بالمجلس. والدكتور عمرو الورداني مدير الفتوى ومركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة ثقافة القانون والمواطنة بالمجلس.
بدأ الدكتور حسين حسني الجلسة بالتساؤل: ما هو التنوع الثقافي وما علاقته بالذكاء الاصطناعي؟ وما معنى أن تكون مثقفاً؟ وهل سيكون التنوع الثقافي في ظل عصر الذكاء الاصطناعي عادلاً؟ ولصالح من تميل الكفة؟
عقول تبدع وتفكرتحدث الدكتور أحمد سلامة حول أهمية دور الإنسان الذي يعد المقوم الأساسي للبناء، مؤكداً أننا في حاجة إلى عقول تبدع وتفكر، فالذكاء الاصطناعي له تعاريف كثيرة؛ أقلها كيفية جعل الآلة تفكر؛ أو تنهج نهج الإنسان، فالذكاء من صفات الإنسان، وهناك ذكاء إنساني وآخر صناعي، فالإنسان هو صانع الآلة، فكيف يمكن أن تفكر الآلة؟
في الثقافة والعلوم والتكنولوجيا المنطق الطبيعي كان مبنياً على قاعدة (صفر وواحد، أو أبيض وأسود)، وبعد ذلك تطور المنطق التقليدي ووصلنا إلى عصر الألوان، ومع احتواء الإنسان الواحد على متناقضات، بدأ الإنسان يقود ثورة إلكترونية جديدة.
ومن هنا فأي فكرة تزاحم الحقيقة أو تزاحمها الحقيقة فهي توجب شيئاً من اللايقين، واليقين درجته واحد أو صفر، وأول كتاب ظهر في تلك النظرية سنة 2014.
وأوضح سلامة أن العلم والتكنولوجيا حتى وقت قريب كانا يعتمدان على اليقين، وأما اليوم فالأمر قد اختلف، فقد جمعت تقنية الذكاء الاصطناعي بين اليقين واللايقين، كما أنشأت نظماً خبيرة في كل المجالات.
وتحدث الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي حول الصناعات الثقافية، وما تعكسه من حالة الثقافة في مصر، فالثقافة في أبسط تعريفاتها هي كل مركب نعيشه يوميّاً، ضارباً المثل بصناعة السجاد في بعض القرى المصرية، مؤكداً أن كل تلك الثقافات تعزز من هوية الفرد، فالتنوع الثقافي يثري الشخصية، وإذا سحبنا ذلك الكلام على شخصية مصر سنجدها شخصية متنوعة الأبعاد، فكيف يمكن للمذيع نقل تلك الشخصية إلى الناس؟
وضرب مثلاً ببرنامج "صباح الخير يا مصر" الذي يعكس التنوع الثقافي المصري، والذي يمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، فهناك أمثلة كثيرة على الصناعات الثقافية سواء في الحرير أو السجاد أو سواهما.
وأشار إلى دور وسائل الإعلام وهدفها الأساسي الذي يتمثل في التعريف بنماذج الشخصيات المصرية، وتقديم ما هو إنساني وما هو مشترك، فليست الثقافة معلوماتٍ وأفكاراً، وإنما هناك قيم مهمة، على رأسها التسامح، فكلما كنت مطلعاً على التنوع الثقافي نجحت في التسامح أكثر.
لا يمكن لأي مجتمع يمتلك هذا التنوع الثقافي ولا يمتلك ثقافة الحوار، فقيمة الحوار في أن تسمع غيرك، ولا يعني الحوار تغيير القناعات، وإنما الإيمان بتعددية الآراء، وقبول الرأي المختلف، والإيمان بقيمة الإبداع، ومن ضمنها أصوات في الكتابة، وفي الشعر، وفي الحِرَف، فأن يكون هناك تنوع ثقافي يعني أن تكون هناك حالة من الإبداع.
وبدأ الدكتور أشرف جلال حديثه بالإشارة إلى مصطلحات جديدة، ومنها: الشريك الرقمي، والإنسانية الرقمية، موضحاً أن الأخبار الزائفة قد تتسبب في نتائج خطيرة، وكي يمكن الوصول إلى الحقيقة، فالبرامج التي تستطيع الكشف هي برامج مكلفة جداً.
مؤكداً أننا أمام ثورة حقيقية هي الثورة التكنولوجية، حتى إن رسالة الماجستير والدكتوراه يمكن إعدادها خلال أيام، كما أوضح أننا أمام إشكالية كبيرة، أو وباء إنساني جديد، وهو استدعاء المشاعر، على حد قول جوتيريش (الأمين العام للأمم المتحدة).
وأكد جلال أن التنوع الثقافي يعني قبول الآخر، حتى لو كان الآخر مختلفاً، وفي بلاد كثيرة يدرس الشباب الصدمة الثقافية قبل السفر إلى بلاد أخرى. مؤكداً أننا بحاجة إلى أن يكون لدينا بصمة ثقافية، أولى خطواتها قبول التنوع الثقافي الذي ينتمي إليه الآخرون، ونحن بحاجة إلى الانفتاح على ثقافات عديدة.
كما أشار إلى أن القراءة والمعرفة والوعي من أهم عناصر التنوع الثقافي، وإعمال العقل والتفكير كذلك، موضحاً أن العلماء في مركز استشراق هولندي اكتشفوا أن السمع يسبق البصر، فوجدوا أن السمع في الأمام والبصر في الخلف، وهذا يؤكد الإعجاز العلمي في القرآن، أليس هذا من إعمال العقل؟
وجاءت مداخلة الدكتور عمرو الورداني بعنوان "الشباب بين التنوع والسيولة في عصر رقمنة الإنسان"، متسائلاً: هل نحن في سيولة ثقافية أم في تنوع ثقافي؟ فالتنوع يجعل الأشياء أكثر حضوراً، أما السيولة فتجعل الأشياء أكثر ضبابية، مجدداً التساؤل: هل هناك ما يسمى بالقهر الثقافي؟ هل بعد وصولنا إلى العولمة الثقافية أصبحنا أمام إنسان مرقمن؟
وأوضح الورداني أن الحاسب الآلي عندما ظهر كان يحاكي الإنسان، ولكننا خلال 3 سنوات من الآن سيحدث العكس، للأسف الشديد، فقد مررنا بمراحل تراجع الإنسان، ونحن الآن نمر بمرحلة رقمنة الإنسان، وهناك فارق بين رقمنة العمل ورقمنة الإنسان، فالإنسان معنى، وإذا خلا من معنى وتحول إلى كم فقد ضاع الإنسان.
وركز الورداني على نظرية النهايات الخمس، فعندما جاءت نظريات الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة الثانية فقد أكدت النظرية النسبية، أي أنه ليس هناك شيء مطلق، فنحن في عصر تسييل كل شيء، ومن ذلك نسبية الحقائق، فكل شيء صار نسبيّاً، وعدم وجود مطلق في حياة الإنسان يعني فقدان إنسانيته.
مشيراً إلى وضع شباب مصر في عصر الذكاء الاصطناعي، فالشباب المصري لديه قدرة على التكيف، وهناك موارد مفتوحة على الإنترنت، ولكن هناك فجوة رقمية ما زالت موجودة، وبالتالي هناك نقص في المهارات المتقدمة، إضافة إلى تحديات لغة التكنولوجيا والتحديات التعليمية، والأخلاقية، متسائلاً عن مدى جاهزية الشباب المصري لعصر الرقمنة، ومدى إمكانية مواجهة تلك التحديات، ومدى قبول امحاء الهوية، وكيف يمكن للإنسان الحياة بلا قيم؟
مختتماً حديثه بمدى أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، والانفتاح على التعلم من الحضارات، داعياً إلى الحفاظ على الأسرة، وعلى القيم الأسرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأعلى للثقافة عصر الذكاء الاصطناعي مصطلحات جديدة الرقمية عصر الذکاء الاصطناعی التنوع الثقافی فی عصر
إقرأ أيضاً:
الإمارات نموذج عالمي في تبني الذكاء الاصطناعي
تعد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في تبني وتطوير الذكاء الاصطناعي، إذ نجحت بفضل رؤية قيادتها الطموحة وبنيتها التحتية الرقمية المتقدمة في تطبيق هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات الحيوية، مثل التعليم، والصحة، والاقتصاد، وأصبحت أول دولة عربية تُنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، كما أنها عملت على تعزيز الابتكار وتطوير الكفاءات الوطنية، ما جعلها مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا المتقدمة، ومثالاً يُحتذى به في توظيف الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل مستدام ومزدهر.
أكد الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي في دبي ومستشار الأعمال الرقمية، أن دولة الإمارات تعد نموذجاً رائداً على المستوى العالمي في تبني وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الإمارات كانت من أوائل دول المنطقة التي وظفت الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، الصحة، الاقتصاد، الأمن، والبحث العلمي، كما أنها أول دولة عربية تُنشئ وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور النجداوي، عبر 24، إلى أن الإمارات أطلقت استراتيجية طموحة للذكاء الاصطناعي 2031 بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها المستقبلية. كما ساهمت البنية التحتية الرقمية المتقدمة، مثل تقنيات الجيل الخامس ومراكز البيانات الكبرى، في تعزيز الابتكار التكنولوجي. وأكد أن الدولة حرصت على عقد شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية لتعزيز الاستثمار والبحث العلمي، مما جعلها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي.
وقال: الجامعات تلعب دوراً محورياً في تأهيل الكوادر الوطنية بمهارات تقنية ومعرفية تمكنها من قيادة المستقبل الرقمي. وتميز الإمارات يكمن في تكامل الرؤية والاستثمار في الإنسان، ما يضعها في طليعة الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر.
من جهته، أوضح الدكتور حمد العضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي للشؤون الإدارية والمالية، أن الإمارات تعمل على بناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة والتقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن الدولة تدرك أهمية الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في الاقتصاد الرقمي الحديث وتسعى لتوظيفه لتحسين جودة الحياة وتعزيز مكانتها العالمية.
وأشار الدكتور العضابي إلى أن القيادة الإماراتية وضعت الذكاء الاصطناعي كأولوية وطنية، مع الاستثمار في البنية التحتية التقنية، مثل مراكز البيانات وشبكات الاتصال الحديثة. وأوضح أن الدولة عملت على بناء شراكات دولية لنقل المعرفة وتطوير الكفاءات الوطنية من خلال برامج تعليمية ومراكز أبحاث متخصصة. كما ساهمت البيئة الداعمة للابتكار وريادة الأعمال في جعل الإمارات مركزاً إقليمياً للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد أن دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات يسهم في تعزيز كفاءة الأداء وجودة الخدمات، ما يضع الإمارات في مقدمة الدول التي توظف التكنولوجيا لبناء مستقبل مستدام ومزدهر، ويعزز مكانتها العالمية في هذا المجال.