عاطف عبدالله
21/05/2024
(خيراً تفعل، شراً تلقى) هذا المثل الساخر المعطوب، للأسف الشديد، يتجسد يومياً في حياتنا السياسية، فهناك قوى سياسية في مجتمعنا السوداني ... مننا وفينا ... لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، تسن أقلامها ليل نهار لتُبخس وتُفشل أي عمل خير يقوم به الآخر الذي تعده خصم لها، حتى ولو كان ذلك العمل يجلب لها وللسودان كله خيراً وفيرا، لكنها لن ترضى عنه، البعض حسداً وبغضاً، والبعض لأنه جاء ممن تحسبه العدو والخصم لا صاحب الرأي المختلف.
وقع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، على بيان مشترك مع عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، والقائد / عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان تضمن البيان الذي أطلق عليه "إعلان نيروبي" مجموعة من المبادئ جلها، إن لم تكن كلها، متفق عليها بعد أن قتلت بحثا ومناقشة وضمنت في معظم الاتفاقيات والدساتير السودانية، وتهدف في مجملها إلى إيجاد الحلول المستدامة لمشاكل الحكم في السودان، كما تضمن الإعلان الدعوة لوقف الحرب وتسهيل تقديم العون الإنساني للسودانيين بالداخل، والمحاسبة على الانتهاكات المتراكمة ووقف خطاب الكراهية والمحافظة على وحدة السودان أرضا وشعبا، وعدم التمييز بسبب العرق والدين واللون واللغة أو الجهة. دولة غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكونات الشعب السوداني بالمساواة والعدالة. وأخيرا تأسيس جيش مهني وقومي ينأى عن السياسي والنشاط الاقتصادي.
أي إنسان، سوداني سوي النفس، يحمل بين جوانحه بذرة خير، ويريد بهذا البلد خيراً بعد أن أنهكته الحروب والانقسامات والتشتت، سيستبشر ويفرح للتوقيع على هذا الإعلان، سيتمنى مخلصاً، لو أن كل القوى السياسية، المدنية، والعسكرية، أن تتجلى في لحظة صدق وتأت وتوقع وترحب بالانضمام لهذا الإعلان ... ولكن هيهات فهناك قوى سياسية سنت رماحها وخرجت لتبخس وتقلل من شأن هذا الإعلان وتنتقده بشراسة، مدعية بأن هذا ليس توقيته وأن حمدوك تسرع وأنه يحوي قضايا خلافية مشيرين إلى علمانية الدولة وحق تقرير المصير الذي اقترن بعدم تضمين تلك المبادئ في الدستور الدائم.
وهناك طبعاً القوى الشريرة التي لا تحمل، ولو مثقال ذرة من ضمير، أولئك الذين لم ترضعهم الأمهات والعمات والخالات، الذين لم يصغوا للرياح* تهبُّ من الشمال والجنوب، ولم يروا بروق الصعيد تشيل وتخت، أو القمح ينمو في الحقول، وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل، كما قال عنهم طيب الذكر الطيب صالح ... أعداء الوطن، المسخرون لخرابه، رأوا في الإعلان وأد لأحلامهم في وطن ممزق وإنسان مشرد، وطن خيراته حكرا لهم، والحرب والتشظي أكسير بقائهم ... فقاموا يتباكون و يكيلون السباب لحمدوك ونور والحلو، حتى الرئيس الكيني لم يسلم من بذائتهم "كل إناء بما فيه ينضح" ... دون أن يفتح الله عليهم ولو بكلمة نقد واحدة لما حوته فقرات الإعلان، بعد أن أسكتهم ولي نعمتهم رجب طيب أردوغان بأن الدولة لابد أن تكون علمانية، ولو كانوا يحسنون النية، وأمعنوا الفكر والتفقه، لعلموا أن دولة الرسول (ص) والدستور الذي صاغه لحكم المدينة، كان تجسيداً للعلمانية والعدالة الاجتماعية.
atifgassim@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تركيا تريد استئناف عمل خط أنابيب النفط مع العراق بالطاقة القصوى
2 مارس، 2025
بغداد/المسلة: قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده تريد أن يعمل خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا بأقصى طاقته بمجرد استئناف التدفقات عبر ميناء جيهان التركي. وفق «وكالة أنباء الأناضول» التركية الأحد.
وأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس (آذار) 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار لبغداد تعويضات عن الصادرات غير المصرح بها بين عامي 2014 و2018.
وقالت تركيا منذ أواخر عام 2023 إنها مستعدة لاستئناف العمليات في خط الأنابيب الذي يحمل صادرات النفط من إقليم كردستان العراق.
ونقلت وكالة «رويترز» عن بيرقدار الشهر الماضي، قوله إن أنقرة لم تتلق تأكيداً بشأن استئناف التدفقات.
وقالت ثماني شركات نفطية دولية تعمل في إقليم كردستان العراق يوم الجمعة إنها لن تستأنف صادراتها النفطية عبر ميناء جيهان التركي على الرغم من إعلان بغداد عن قرب استئناف التصدير.
وقال الوزير: «هذا الخط جاهز منذ عام ونصف العام بالفعل. نريد أن يتم استخدام خط الأنابيب التركي العراقي، خصوصاً خطي الأنابيب بطول 650 كيلومتراً من سيلوبي إلى جيهان».
وأضاف: «نريد أن يذهب جزء من النفط الذي يمر عبر هذا الخط إلى مصفاة كيركالي، وأيضاً من خلال السفن عبر ميناء جيهان، إلى المصافي في تركيا أو إلى مصافي مختلفة في العالم، حتى يمكن استخدام طاقة الخط بأقصى مستوى».
أوضح بيرقدار، أن مشروع طريق التجارة المخطط له بين تركيا والعراق، الذي يطلق عليه مشروع طريق التنمية، يتضمن بناء خط أنابيب يصل إلى الخليج العربي لنقل تدفقات النفط العراقي إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.
يأتي هذا بعد أن دعت وزارة النفط العراقية، السبت، شركات أجنبية عالمية تعمل تحت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور)، إلى جانب شركات متعاقدة مع حكومة إقليم كردستان، إلى اجتماع في بغداد يوم الثلاثاء.
وذكرت الوزارة في بيان أن المحادثات ستتناول «القضايا المتعلقة بالعقود المبرمة للتوصل لتفاهمات تصب في تطوير الحقول النفطية بأفضل الممارسات العالمية، وبما يخدم المصلحة الوطنية».
ومن المتوقع أن تشارك أيضاً وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان في المباحثات التي تأتي وسط جهود مستمرة لتنسيق عمليات النفط بين بغداد وأربيل.
كانت وزارة النفط العراقية قد قالت الجمعة، إن بغداد ستعلن خلال الساعات المقبلة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق شبه المستقل «بمعدل أولي 185 ألف برميل يتصاعد تدريجياً للوصول إلى الطاقة المحددة بالموازنة الاتحادية العامة»، وذلك من خلال شركة تسويق النفط (سومو).
وقالت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور)، التي تمثل 60 في المائة من إنتاج المنطقة، في وقت لاحق إنه لم تجرِ أي اتصالات رسمية لتوضيح الاتفاقيات التجارية وضمانات الدفع للصادرات السابقة والمستقبلية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts