سودانايل:
2025-02-23@20:30:57 GMT

إعلان نيروبي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

قبل التمكين الكامل لحركه الأخوان المسلمين في السودان بعد إنقلابهم العسكري علي الحكومه المدنيه المنتخبة بواسطة الشعب، كان قد حدث تمكين تدريجي مكنهم من القيام بإنقلابهم وذلك بفتح الأبواب مشرعة أمامهم لإختراق مؤسسات الدولة وعلي رأسها الجيش وبنوك مموله من امراء السعودية قام النميري بإعفائها من دفع الضرائب، فأصبحت تدر عليهم أموالا طائلة.


هذا التمكين الجزئي كان سببه الدكتاتور السابق جعفر نميري بعد ما عرف بالمصالحه الوطنية نهاية سبعينات القرن الماضي.
تزامن ذلك مع انتشار الفكر السلفي الوهابي في المجتمع السوداني بسبب التمويل السعودي والخليجي مع تدفق عائدات تصدير النفط.
من المعروف أن الفكر السلفي عموما يستهدف المجتمع بينما تقوم تنظيمات الاخوان المسلمين باستهداف مؤسسات الدولة وتوظيفها لخدمة أهداف التنظيم الأخواني وهو ما حدث بشكل تام وشامل طوال الثلاثة عقود والنصف التي ظلوا يحكموننا خلالها منذ إنقلابهم المشئوم في ١٩٨٩م وحتي الآن .
هيمنة الكيزان علي كل مفاصل الدولة تسبب في القمع والقتل والفساد الذي ضرب كل مناحي الحياة فتدهورت حياة الناس،إضافة إلى الحروب وتشظي البلاد الذي شهدناه إنتهاءا بالحرب اللعينة التي نعايشها الآن. صاحب ذلك تجريف للوعي في فترة حكم الإنقاذ ، خاصه وسط ما عرف بالقوي الحديثة داخل مدن البلاد المختلفة، ليصبح العقل الجمعي أو الرأي العام إن شئت، يغلب عليه الطابع السلفي في التفكير تجاه شئون الحياة والمجتمع، وهو أمر مفهوم في مجتمع شبه أمي مثل السودان إذ يمثل الدين كل نسيجه المعرفي.
ولأن المعرفة السلفية أحاديه ولا تعرف الإختلاف بسبب اليقين الذي يعتري اصحابها وإحساسهم بإمتلاك الحقيقة المطلقة، تمت مصادرة التعددية والرأي الاخر في المجتمع وتم قمعه والتحقير من شأنه ، مع أن التعدديه والتسامح والاختلاف وبسط الحريات العامة والقضاء المستقل تعتبر من أهم أعمدة المجتمع المدني. بمعني آخر يمكن القول أن الدولة الدينية وفق تصورات سلفية تمثل النقيض الكامل للدولة المدنية الحديثة.
وهذه الحقيقة البسيطه والواضحة تبرر السعي من أجل تحقيق الدولة المدنية علي ارض الواقع السوداني، وهي تعد معركتنا الحقيقيه في الوقت الحالي حتي تصطف خلفها قاعدة إجتماعيه وسياسية عريضة من أجل الضغط لوقف الحرب التي ظلت تستنزف البلاد والعباد لأكثر من عام .
في تقديري أن توقيع قيادة " " تقدم " علي إعلان نيروبي مع الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان والذي ينص علي " علمانية الدولة " وإشتراط تحقيقها في الدستور الدائم وإلا فإن حق تقرير المصير " أي الإنفصال" يبدو أمرا مبررا ووجيها فيما يتعلق بدارفور وجنوب كردفان ، التوقيع علي هكذا إعلان يعتبر خطأ كبير وقعت فيه قيادة "تقدم" وكأنها تكرر نفس أخطاء الماضي التي سبقت إنفصال جنوب السودان.
في تقديري انه كان من الأفضل أن تحتفظ "تقدم" بعلاقات التواصل والحوار مع السيدين عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وألا تتجاوز ذلك علي الاطلاق طالما ظلت هذه القيادات تضع شروط تتعلق بأجندتها، لأن ذلك ينعكس سلبا على تأسيس قاعدة إجتماعية وسياسية عريضة بغرض التوافق علي حد أدني معقول من الاهداف السياسيه الممكنة التحقيق والضغط في إتجاه وقف الحرب والإقتتال والسعي لتحقيق الدولة المدنيه التي تستند علي حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، وليس "العلمانيه" وذلك في مستوى الأجيال الحاليه علي الأقل ولا أعتقد أن المستقبل يمكن يخسر شيئا فيما لو اجمعنا علي الدولة المدنية بدلا عن إضافة أعباء علي الحاضر.

طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تنديد وشجب داخلي في كينيا لشروع نيروبي في احتضان مؤتمر تأسيس حكومة سودانية موازية

أثار سلوك الرئاسة في كينيا بتسهيل إعلان مجموعة من القوى السودانية المتحالفة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة، عن خطط لتشكيل حكومة موازية من نيروبي، موجات صادمة في الدوائر السياسية والدبلوماسية، وتسبب موقف كينيا من الحرب التي تدور في السودان إلى وضعها في مواجهة دبلوماسية مباشرة مع الخرطوم، حيث ردت الخرطوم بسرعة، واستدعت سفيرها من نيروبي احتجاجاً على السلوك العدواني الكيني.

وسبق أن رفض السودان قيادة الرئيس ويليام روتو لفريق الوساطة الذي شكلته الهيئة الحكومية للتنمية الدولية (إيغاد) ، واتهم السودان كينيا بالتحيز ، كما زاد روتو من توتر العلاقات في يناير 2024 عندما استضاف قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي في نيروبي.

وجاء في صحيفة “استاندرد ميديا” الكينية الصادرة يوم الثلاثاء أن العلاقات المتوترة بين كينيا والسودان تعكس أخطاء نيروبي الدبلوماسية الأخيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ففي عام 2023، استضاف روتو متمردي حركة 23 مارس في نيروبي، مما دفع جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى استدعاء مبعوثيها من كينيا وتنزانيا للتشاور. كما استدعت وزارة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية سفير كينيا لشرح كيف سُمح للمتمردين بالإعلان عن التحالف في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور بيتر كاجوانجا من معهد السياسة الأفريقية قوله إن هذا التصرف متهور ويضر أيضًا بعلاقات السياسة الخارجية الكينية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وجامعة الدول العربية وحتى الاتحاد الأفريقي. كما حذر خبير السياسة الخارجية بيتر كاجوانجا من أن استضافة الجماعات المسلحة تنطوي على مخاطر جيوسياسية كبيرة. مضيفاً أن التحفظ بشأن التجاوزات هو حكمة قديمة يجب على كينيا أن تأخذها على محمل الجد. بالتأكيد، إنه يوم مظلم لدبلوماسيتنا. لم يكن خيار كينيا كـ “دولة مارقة” على بطاقاتنا الدبلوماسية. لم يكن أبدًا في خيالنا الأكثر جموحًا كبديل”.

ويوم الخميس الماضي نقلت صحيفة”نيشن” الكينية تصريحات من موكيسا كيتويي، وهو سياسي كيني وأمين عام سابق لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، لوكالة الأنباء: “إن ما يفعله روتو هو تخل متهور عن الحذر التقليدي والنهج الكريم في الدبلوماسية الكينية”. وأضاف أنه “يحاول إضفاء الشرعية على عصابة إجرامية كانت تمزق أوصال الناس.

أما صحيفة” ذا استار” الكينية فجاء في افتتاحيتها ليوم الخميس ” لا ينبغي لنا أن نتخذ أي جانب في حرب السودان” وأضافت: “سيكون السؤال في ذهن كل وطني ماهي مصلحة كينيا في الترحيب بجماعة متمردة؟، والتي أثارت كما كان متوقعًا رد فعل عدائي من حكومة السودان. لم يكن الخلاف الدبلوماسي سوى مسألة وقت. تتمتع كينيا بسمعة دولية معترف بها كصانعة للسلام في المنطقة وخارجها. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق أوهورو كينياتا كان يقود جهود السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان الرئيس ويليام روتو مشغولاً بمحاولة تهدئة التوتر المتصاعد والحرب في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين حركة إم 23 وحكومة كينشاسا. لهذا السبب من المدهش أن دولة معروفة بالسلام قد لجأت إلى استضافة مجموعة متمردة، وهي إشارة واضحة إلى من ندعمهم، في حين أن الفكرة الأكثر منطقية هي دفع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات. ومضت قائلة .. بصفتنا دولة، يتعين علينا أن نتحرك بحذر شديد في ظل الظروف المتقلبة التي نواجهها، بدلاً من التصرف على عجل دون صورة واضحة للعواقب المترتبة على أفعالنا.

وأشارت صحيفة “ذا بيبول ديلي” في عددها ليوم الأربعاء أن كينيا استمرت في تلقي ردود فعل عنيفة من قطاعات مختلفة حيث انضم عضو مجلس الشيوخ من كيتوي إينوك وامبوا إلى قادة آخرين في انتقاد إدارة الرئيس ويليام روتو لما أسماه خطأً دبلوماسيًا. جاء في حديثه في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء 19 فبراير 2025 أن كينيا أخطأت في السماح للتنظيم الذي يخطط للإعلان عن حكومة انفصالية بعقد اجتماعهم في نيروبي و أكد وامبوا أن فتح بساط أحمر قرمزي لمثل هذه التنظيمات سيكلف البلاد حتى في طموحاتها المستقبلية. وأضاف “هذه هي الأشياء التي تكلفنا الكثير”.

كما انتقدت صحيفة “ذا بريف” الكينية الخطوة التي خطاها وليام روتو وجاء عنوان الصحيفة ليوم الإثنين نفسه “استمرار عدم انضباط روتو الدبلوماسي مع استضافة كينيا لإطلاق حكومة موازية من قبل المتمردين السودانيين ” معلقة بقولها : مرة أخرى، تثير إدارة الرئيس ويليام روتو الدهشة بشأن سلوكها في المنطقة حيث تستضيف مجموعة المتمردين السودانيين – قوات الدعم السريع- لإطلاق تشكيل إدارة موازية ، وهذا من شأنه أن يزيد من تفاقم العلاقات الدبلوماسية المتصدعة بالفعل بين الحكومتين الكينية والسودانية . ويأتي الإطلاق بعد أسبوعين فقط من إرسال الحكومة السودانية التي يقودها الجيش وفدًا بقيادة وزير الخارجية لثني الرئيس ويليام روتو عن استضافة الحدث ودعم الحكومة الموازية.

الأسوشيتد برس نقلت يوم الأربعاء تنديد الأكاديمي ماشاريا مونيني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الولايات المتحدة الدولية في أفريقيا إذ قال : إن كينيا تخاطر بالعزلة الدولية بسبب هذا “الخطأ الفادح في السياسة الخارجية”. ويزعم أن السياسة الخارجية الكينية أصبحت “عرضًا فرديًا” مع استفادة الرئيس من صداقته مع محمد حمدان دقلو، المعروف شعبياً باسم (حميدتي) دون مراعاة للمصالح الوطنية الكينية.

أقليميا: أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (الجمعة) عن قلقها العميق واستنكارها الشديد لأي إجراءات من شأنها تقويض وحدة السودان أو تؤدي إلى تقسيمه تحت أي ذريعة. وبحسب ” ميديل إيست مونيتر” فإن الأمانة العامة أكدت في بيان لها استمرار جهودها للمساعدة في حل الأزمة السودانية، استناداً إلى المبادئ العربية الراسخة التي تعطي الأولوية للحفاظ على سيادة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية.

وعالمياً: نقلت صحيفة “سودان تربيون” الالكترونية يوم (الأربعاء) تحذير الأمم المتحدة من أن الحكومة الموازية لقوات الدعم السريع تهدد بتفتيت السودان ، وأبانت الصحيفة أن الأمم المتحدة أعربت عن قلقها العميق بشأن التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع السودانية تخطط لإعلان حكومة موازية، محذرة من أن مثل هذه الخطوة من شأنها تصعيد الصراع وتفتيت البلاد. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين في إفادة صحفية إن الأمم المتحدة اطلعت على “تقارير موسعة إلى حد ما حول الإعلان المتوقع من قبل قوات الدعم السريع وغيرها لإنشاء حكومة موازية أو هيئة حاكمة موازية”. وقال دوجاريك “نحن قلقون للغاية بشأن أي تصعيد إضافي للصراع السوداني وأي خطوات مثل هذه من شأنها أن تزيد من تفتيت البلاد وتخاطر بجعل هذه الأزمة أسوأ”. وأضاف “بالنسبة لنا، فإن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يظل عنصرًا أساسيًا لحل مستدام للصراع والاستقرار الطويل الأجل للبلاد وفي المنطقة الأوسع.

المحقق – عثمان صديق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزب الأمة القومي: الحزب ليس جزءاً من الميثاق السياسي الموقع بـ «نيروبي»
  • «الأمة القومي»: الحزب ليس جزءاً من الميثاق السياسي الموقع بـ «نيروبي»
  • اجتماع نيروبي: لن يعود السودان كما كان
  • مسؤولون: إعلان عام 2025 "عام المجتمع" يعزز التلاحم المجتمعي
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • مسؤولون: إعلان عام 2025 عام المجتمع يعزز التلاحم المجتمعي
  • تنديد وشجب داخلي في كينيا لشروع نيروبي في احتضان مؤتمر تأسيس حكومة سودانية موازية
  • تقسيم السودان وصفة عالمية في طور التحضير
  • تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”
  • تحليل البيان الصادر عن الخارجية الكينية بشأن إعلان حكومة متمردة من نيروبي