هل ستتغير سياسة إيران الخارجية بعد مقتل رئيسي وعبد اللهيان؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
أدى مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم المروحية التي كانت تقله، إلى مرحلة من عدم الاستقرار في الجمهورية الإسلامية، لكن لا يتوقع أن يزعزع سياستها الخارجية أو دورها في المنطقة.
وكان رئيسي يعتبر أحد المرشحين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، وبالتالي فإن مقتله سيطرح تحديا كبيرا لسلطات البلاد.
لكن على المستوى الدولي، يراهن المحللون على نوع من الاستمرارية وخصوصا أن الاستراتيجية الإيرانية يحددها آية الله خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي.
وقال علي فايز المتخصص في الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية: "قد يظهر خليفة محافظ ومخلص للنظام تماما كرئيسي".
وكتب على منصة "إكس": "بالنسبة للسياسة الخارجية فإن المرشد الأعلى والحرس الثوري سيحتفظان بالكلمة الفصل في القرارات الاستراتيجية"، متوقعا "الاستمرارية أكثر من التغيير (...) في فترة من عدم اليقين والرهانات الكبيرة أمام الولايات المتحدة وفي المنطقة".
"الوضع الراهن على حاله"
وأضاف أنه مع رئيسي "كان اتخاذ القرارات سلسا جدا لأنه كان خاضعا تماما للمرشد الأعلى"، وأوضح "السؤال بالنسبة للمحافظين الإيرانيين هو إيجاد شخص ينتخب (...) ولا يسبب لهم الكثير من المشاكل".
ويأتي مقتل رئيسي في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين طهران و"إسرائيل"، على خلفية الحرب في غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وزادت حدة التوتر في 13 نيسان/ أبريل عندما نفذت إيران هجوما غير مسبوق ضد "إسرائيل" بإطلاقها 350 مسيرة وصاروخا، وذلك ردا على قصف قنصليتها في دمشق.
وتدعم طهران أيضا جماعات مسلحة منضوية في "محور المقاومة" ضد "إسرائيل" منها حزب الله اللبناني، وحركة حماس في غزة، والحوثيون في اليمن.
وتوقع جيسون برودسكي الخبير في معهد الشرق الأوسط أن يبقى "الوضع الراهن على حاله" حول هذه النقطة.
وصرح لـ"بي بي سي" أن "الحرس الثوري يخضع للمرشد الأعلى ويقوم باتصالاته مع حزب الله والحوثيين وحماس والميليشيات الأخرى في المنطقة. وسيظل أسلوب العمل والاستراتيجية الكبرى للجمهورية الإسلامية على حالها".
وبالنسبة للملف النووي، تنفي إيران أنها تسعى لحيازة السلاح النووي، لكنها أعلنت عدم امتثالها للالتزامات التي تعهدت بها في إطار الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي ينظم أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
ولم تعد هذه الاتفاقية قائمة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي منها بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
"الأولوية للنووي"
تم، الاثنين، تعيين كبير مفاوضي الملف النووي علي باقري وزيرا للخارجية الإيرانية بالوكالة بعد مقتل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أيضا في حادث تحطم المروحية.
وكتب حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف "أن الخارجية الإيرانية لديها مسؤول جديد والأولوية نفسها: المفاوضات حول البرنامج النووي".
وأضاف جيسون برودسكي: "لن يتغير البرنامج النووي الإيراني وكذلك عملية صنع القرار المحيطة به لأن الملف النووي في النهاية بيد المرشد الأعلى والمجلس الأعلى للأمن القومي".
والتغييرات إذا حدثت، ستكون على المدى الطويل.
وسيتجلى ذلك في الصراع على السلطة بين الحرس الثوري والملالي وفي رد فعل الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشارع بأعداد كبيرة عام 2022 ويتضررون من العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وفي التأثيرات الخارجية والأحداث الإقليمية التي سترغم طهران على التكيف.
وذكر حسني عبيدي أن "رئيسي كان المرشد العتيد وكان يحظى بدعم جميع مكونات النظام". وأضاف: "لا يعاد خلط الأوراق في إيران بمقتل الرئيس الإيراني، بل ما هو على المحك هو البحث عن المرشد الأعلى المقبل".
ورأى فريد وحيد أن "إيران لن تغير سياساتها الخارجية بشكل جذري تجاه إسرائيل أو الولايات المتحدة أو برنامجها النووي إلا من خلال تغيير النظام".
وأضاف: "قد تترتب عن مقتل رئيسي بعض الفروق والاختلافات، لكن في ظل هذا النظام وطالما كان المرشد الأعلى على قيد الحياة والحرس الثوري حاضرا لا يمكن توقع أي تطور كبير".
عبد اللهيان والقضية الفلسطينية
مدير "مجموعة ريماركس" لتحليل العنف السياسي، الكاتب والمحلّل مراد بطل شيشاني، يرى أنّ غياب عبد اللهيان، سيترك أثراً "دون أدنى شكّ" في السياسة الخارجية الإيرانية.
ويشير شيشاني إلى أنّ الدور الذي قام به وزير الخارجية الراحل، "كان مرتبطاً دوماً بدعم الجانب الفلسطيني في وجه إسرائيل والولايات المتحدة"، بحسب موقع "بي بي سي".
ويتابع شيشاني قائلاً إنّ دور عبد اللهيان الأبرز كان في "طرح التصورات الإيرانية في مواجهة التصورات الأمريكية في المحافل الدولية".
وبحكم أن إيران ليست منخرطة في ملف المفاوضات المباشرة، بحسب شيشاني، "سيكون تأثير الحرس الثوري أكبر من وزارة الخارجية في هذه المرحلة، لكنّ لا بد أن يترك غياب عبد اللهيان أثراً، إذ كان الدور الذي يقوم به مكملاً للسياسة الإيرانية في هذا الملف بشكل عام".
لكن الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية الدكتور حكم أمهز يرى أنّ ملفّ الحرب في غزة لن يتأثر برحيل عبد اللهيان، لأنه "بالدرجة الأولى ملف أمني عسكري قبل أن يكون شأناً سياسياً دبلوماسياً".
ويوضح أمهز، بحسب "بي بي سي"، أنّ هذا قرار لدى "المؤسسات العميقة في الجمهورية الإسلامية مثل الأمن القومي والحرس الجمهوري، وبالتالي الدور السياسي يأتي بعد الدور العسكري والأمني".
ويؤكد أن عبد اللهيان لعب في الفترة الأخيرة "دوراً كبيراً جداً" في موضوع حرب غزة.
ولفت إلى أنّ عبد اللهيان أشار مؤخراً إلى تبادل رسائل مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الأوضاع في المنطقة، من دون ذكر تفاصيل.
ويقول أمهز إن الإيرانيين عادة "ينقلون مطالب حلفائهم دون التفاوض عنهم". وإنّ هذا ما يشير إلى أنّ غياب عبد اللهيان لن يكون له تأثير كبير في هذا الجانب، رغم أن الأخير ترك "بصمات مهمة" في المشهد الدبلوماسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني رئيسي عبد اللهيان السياسة الخارجية إيران سياسة خارجية عبد اللهيان رئيسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المرشد الأعلى عبد اللهیان فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
إلى حكّام العراق: مهما فعلتم فالتغيير قادم اليكم .. لأن جميع هذه الأنظمة ستتغير !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- قلناها مراراً وتكراراً هناك مخاض عالمي لولادة العالم الجديد وسوف يشمل منطقتنا لا بل بدأ بمنطقتنا .ومثلما ولد عالم جديد بعد الحرب العالمية الاولى، وبعد الحرب العالمية الثانية . وجميعنا نتذكر كيف ولدت من رحم الحرب العالمية معاهدة ” سايكس بيكو ” في الشرق الأوسط عام ١٩١٦. والتي بموجبها تقسمت المنطقة إلى دول وأقاليم اي “تقسمت التركة العثمانية” .وجاءت بعد ذلك الحكومات والشعوب لتُقدّس ما أفرزته معاهدة سايكس بيكو .وهي التسمية المنسوبة إلى راعيا هذه المعاهدة التي ولدت من مفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي “فرانسوا جورج – بيكو” والبريطاني السير “مارك سايكس” وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي سازونوف شاهداً .. وان التاريخ يُعيد نفسه الآن ولا يمكن ايقافه او تغيير مساره .وعلى الجميع الاذعان له . وللاسف كل هذا ولم يكترث له القادة والساسة في العراق. ولم يستعدوا له اطلاقاً مثلما استعدت له الدول والحكومات في المنطقة ( لا والغريب انهم يستنكرون ان هناك ولادة عالم جديد وسوف يشمل العراق ) والسبب كونهم خارج التغطية والمنطق، والسبب الآخر ففاقد الشيء لا يعطيه !
ثانيا :-
فمن المعروف تاريخيا ان لكل حقبة تاريخيّة هناك حرب عالمية هدفها تغيير المشهد الجيوسياسي العالمي وولادة عناوين جديدة تخفي العناوين القديمة وتكون هي الابرز. وبموجبها تولد المحاور والتحالفات الخاصة بالعالم الجديد. ومن هذا المنطلق تبلور المحور الصيني الروسي ، والشرق الأوسط الجديد ، والمحور الاميركي الغربي .. الخ. فهرولت الأنظمة والدول لتنتمي لهذه المحاور من اجل النجاة من القادم . إلا العراق فقادته مدمنين على العشق الإيراني وهم يشاهدون بأعينهم كيف تُقصقَص أطراف الأخطبوط الإيراني في المنطقة . وان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دشنته إسرائيل بدعم أميركي وبريطاني وغربي من غزة ثم لبنان ثم سوريا والآن وصل لليمن وسوف يليه العراق كمرحلة اولى يصب في تفصيلات منطقتنا والتي تحتم ( غياب أنظمة ، وغياب قادة ، وتغيير جغرافيات ، وولادة تسميات جديدة … ويقابله صعود قادة جُدد، وحكومات وانظمة جديدة )
ثالثا :-ولهذا أصبحت وستصبح لدينا أنظمة جديدة وقادة جُدد في منطقة الشرق الأوسط وكما يلي :
١-في فلسطين ” انتهت غزة أي انتهت قيادة حركة حماس وهنا خسرت إيران هذا المحور .وربما سوف تنتهي القيادة في الضفة الغربية ايضا وان رحيل محمود عباس مسالة وقت ” وان هناك مشروع جاهز وهو التهجير نحو مصر والأردن وبلدان عربية اخرى !
٢-في لبنان انتهى حزب الله ولن يعود مثلما كان وهنا خسرت إيران هذا المحور .واصبح لبنان مع المحور الاميركي وبأنتظار قيادة لبنانية جديدة هذه الايام ” رئيس وحكومة جديدة ” وترتيبات جديدة !
٣- في سوريا انتهى نظام بشار الأسد وخسرت ايران هذا المحور . وولدت في سوريا قيادة جديدة ونظام جديد متهادن مع مشروع الشرق الأوسط الجديد .
٤- في اليمن هناك مشروع أصبح جاهزاً ليستلم (اللواء أحمد علي عبد الله صالح/نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ) زمام الأمور في اليمن. وحينها سيكون الرئيس اليمني الجديد ونظام جديد في اليمن قريبا . وان موضوع خنق ( الحوثيين ) على طريقة خنق حزب الله اللبناني بدأت وسوف تستمر حتى الشروع بمشروع عودة اليمن إلى نظام سياسي جديد بقيادة اللواء احمد علي .
٥- في ليبيا هناك ترتيبات ليتحرك الجنرال ” حفتر” لتوحيد ليبيا بعد طرد التنظيمات الإسلامية المتطرفة في المناطق الليبية .وكذلك انهاء حكم الاخوان المسلمين في طرابلس والتي تدعمهم فيها تركيا (( وهناك مفاوضات دولية جارية مع نجل القذافي السيد سيف الإسلام القذافي ليكون هو على راس النظام الليبي الجديد الذي سيوحد ليبيا ))
٦- في مصر الوضع بدأ بالارتباك .فهناك ضغوط اسرائيلية على مصر ليقبل بتهجير سكان غزة إلى سيناء. وهناك تركيا ودولة قطر المتربصتان لدعم عودة الاخوان المسلمين ليأخذوا الحكم في مصر !
٧-التنطيمات المتطرفة والجهادية في ليبيا سوف تنتقل من ليبيا نحو دول شمال افريقيا لتعمل من هناك . لأن هناك مخطط لتغيير ( النظام السياسي في الجزائر ) ..بحيث استشعر النظام الموريتاني الخطر فسارع لفتح نافذة تفاوض مع اسرائيل ليعطي ظهره إلى الجزائر وينظم إلى جبهة المغرب المُطبّع مع إسرائيل. ولنجاح الخطوة الموريتانية قام الرئيس الموريتاني بتغييرات كبيرة جدا في القيادات السياسية والعسكرية والامنية والدبلوماسية لتسهل لديه مهمة التطبيع !ً
ثالثا :-
وبالتالي فالتغيير حتمي وقادم في العراق . وان جميع الحيل والمراوغات والتوسلات التي يقوم بها الساسة والماسكين في السلطة بدعم من رجال الدين وايران ودول اخرى لن ولن تفيدهم بشيء ” لأن المشروع قد أصبح َ جاهزاً وفقط ينتظر الضوء الأخضر وساعة الصفر للتغيير ” وبطريقة لن تخطر على بال الممسكين بالسلطة في بغداد .وبالمناسبة حتى لو تم حل الحشد وحل الفصائل المسلحة واغلاق مقراتها ومعسكراتها لن ولن يؤخر مشروع التغيير القادم ( والذي سيكون بقيادة وطنية راكزة وبعيدة عن الطائفية والتبعية )
رابعا:-
وبالمناسبه ان دول الخليج لن تسلم هي الأخرى وسوف يشملها التغيير . وانها في المرحلة الثانية من مشروع التغيير الحتمي وهنا (ستغيب دول وستكبر دول اخرى ) .. وسوف نتحدث عنها لاحقاً!
سمير عبيد
٣٠ ديسمبر٢٠٢٤