لا تزال الجبهات في المنطقة مشتعلة بالرغم من الحدث الكبير الذي أزاح الأضواء باتجاه طهران إثر وفاة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الإيراني والفريق المرافق له بعد حادثة تحطّم المروحية، لكنّ الجبهات العسكرية المفتوحة باتت هي التي تقرّر المسار السياسي في المرحلة المقبلة. 

 وبعد فشل المفاوضات الاخيرة في القاهرة وعدم توصّل كلّ من "حماس" والمقاومة الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة أخرى الى أي تسوية، يبدو أن المسار الديبلوماسي ومسار المفاوضات للوصول الى وقف إطلاق النار لم يعُد هو الأولوية، بل بات العمل العسكري والميداني هو الذي يقرّر بشكل نهائي مستقبل المنطقة ومستقبل الدول المشاركة في الحرب.



 وبحسب مصادر مطّلعة فإنّ رفع المقاومة الفلسطينية مستوى عملياتها وتكثيفها، وكذلك قيام "حزب الله" بتصعيد المستوى النوعي للعمليات واستخدامه طائرات مسيّرة ومسلّحة، أصبح قادراً على فرض معادلات جديدة في المنطقة في ظلّ شبه العجز الاسرائيلي عن تحقيق اهدافه الاستراتيجية في قطاع غزّة وفقدانه المناورة في جنوب لبنان.

وانطلاقاً من هُنا، يبدو أن المعنيين قد حسموا فكرة أن تشهد المرحلة المُقبلة أي مبادرات جدية تؤدّي الى وقف إطلاق النار، وإن كان الحراك الغربي-العربي لم يتوقّف لعدم ترك الساحة للجنون العسكري، لكن يبدو أن جميع الأطراف تترك أيضاً مسافة للعمل العسكري في إطار عملية "عضّ الاصابع" الحاصلة.

وعليه فإنّ من يصرخ أوّلاً سيكون الطرف المتنازل خلال المفاوضات وإن كانت معادلة "الرابح والخاسر بالمطلق" باتت أمراً مستحيلاً في المعركة الحالية، لكن نتائج الميدان أدّت مؤخرا الى فرض توازنات لا يمكن تجاوزها، وبالتالي فإن الجميع سينال نسباً معينة من الربح والخسارة بعد انتهاء المعركة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!

يبدو أن التفاصيل المرتبطة بالمسار السياسي الذي ستتّخذه الحياة السياسية في لبنان غير واضحة. فرغم الاندفاعة الأميركية على الساحة اللبنانية وتقدّم خصوم "حزب الله" على حساب حضوره، لا شيء يحسم بعد طبيعة المشهد السياسي في الفترة المقبلة. فهل سيخيّم الاستقرار على الداخل اللبناني أم سيكون الاشتباك سيد المرحلة؟!

 بحسب مصادر سياسية متابعة فإنّ المشهد اللبناني محكومٌ بالتطوّرات المرتبطة بعدّة عوامل. احدى هذه العوامل هي كيفية ترميم "حزب الله" لقدراته وتعايشه مع المرحلة المقبلة التي تشهد خروقات اسرائيلية من جهة وهجوماً سياسياً مُمنهجاً عليه من جهة أخرى.

 بلا شكّ،  فإنّ كل التطورات الحاصلة في المنطقة تلعب دوراً كبيراً أيضاً في فرض المشهد السياسي اللبناني، حيث إن التحولات التي طرأت مؤخراً على الساحة السورية لجهة تقدّم العدوّ الاسرائيلي في الجنوب السوري، تطرح علامات استفهام حول موقف النظام السوري الجديد من ذلك، وما إذا كان سيفتح أبواب التفاوض مع قوى سياسية ومع دول مختلفة من أجل وضع حدّ للتوسّع الاسرائيلي. 

من المؤكّد أن كل الساحات المتوتّرة في المنطقة لم تُحسم بعد، ومن ضمنها الساحة اللبنانية، لذلك فإنّ كل الكلام عن انتهاء الحرب لا يبدو دقيقاً وإن كانت بالمفهوم العسكري قد وضعت أوزارها، إلا أنه عملياً ليس واضحاً بعد كيفية تعاطي الدول الاقليمية الكبرى مثل إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية مع السلوك الاميركي المُستغرب في المنطقة والعالم ككُل. 

أمام كل هذه التعقيدات يصبح الملفّ اللبناني تفصيلاً تسعى فيه القوى السياسية الى تمرير الوقت، لأنّ ذلك من شأنه أن يساهم في توضيح الصورة عموماً ويساعد الأطراف المعنية على اتخاذ الخيارات والخطوات اللازمة في الداخل اللبناني. 
ومن هُنا فإنّ الكباش السياسي في لبنان قد يتغلّب على الاستقرار ويواصل تصاعده حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة.. وحماس تلقي باللوم على إسرائيل في تعثر المفاوضات
  • تزايد آمال تمديد الهدنة.. القاهرة تستضيف جولة جديدة من مفاوضات غزة
  • المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!
  • حماس: لا انتقال للمرحلة الثانية من المفاوضات حاليا
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن اتفاق غزة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • نتنياهو يوعز لفريق المفاوضات التوجه إلى القاهرة
  • أمريكا تدفع السعودية للتصعيد العسكري في اليمن.. هذا ما قامت به اليوم
  • نتنياهو يقرر إرسال وفد تفاوضي اليوم إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات
  • إحذروا.. طريقة جديدة للسرقة في لبنان