لجريدة عمان:
2025-04-18@03:17:45 GMT

لا تحيي كل نفس !؟

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

نتسم في عُمان بالسماحة حاضرًا وتاريخًا، فقد تشربنا توجيه المأثور الإسلامي: «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». وهذه السماحة تعززت وقويت لدينا بفضل القيادة السياسية الحكيمة التي عدت التطرف نباتات سامة لا تقبلها التربة العُمانية الطيبة، فعملت وتعمل جاهدة عبر القوانين والخطب والمراسيم السلطانية على نبذ التطرف والتشدد، وتأصيل خط السماحة، وأضحت السماحة سمةً عُمانيةً مميزةً.

أصبحت سلطنة عمان بلدًا يرتاح فيه الغريب، ولا يشعر بأي غربة أو نبذ أو ترفع أو تكبر عن التعامل معه، ونستشعر مدى حبه لمفردة «صديق» التي يستخدمها الشباب العُماني معه مهما كانت مهنته ضعيفة، ونرى امتنانه لهذه المفردة التي تشعره بمدى السماحة والقبول والانفتاح والأريحية.

لو نظرنا إلى أصل المجتمعات الإنسانية لوجدنا أن وجدان وفطرة الإنسان بشكل عام تميل إلى السماحة والانفتاح، وأتت القيم الدينية لتعزز هذه السماحة الفطرية، وترسخها في النفوس على مدى تاريخ الأديان الإلهية.

ومع قيام المنظمات الدولية أصبح الأمر توجهًا إنسانيًا عامًا يتناسب مع فطرة ووجدان البشر في كل مكان.

لكن عندما نرى ونشاهد قومية ينادي كبار علمائها بأن «لا تُحيي كل نفس»، ويُشدد أن الأمر مستمد من التوراة، فندرك أنه تحريف بشري نال هذا الكتاب المقدس، فهو الرب الإله تعالى اسمه نفسه الذي أنزل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، ولا يمكن أن تتعارض تعاليمه في الكتب المقدسة التي أنزلها، فبعضها يكمل بعضها الآخر ويتماهى معه.إن «لا تُحيي كل نفس» حسب خاماتهم لا تقتصر على إبادة شباب ورجال غزة وفلسطين فقط، وإنما الأطفال والنساء والحوامل والأجنة وكبار السن والعجزة كما نشهد يوميًا في غزة.

بل وكل نفس إنسانية على الكرة الأرضية، هي فقط مسألة وقت ودور، لتدور الكأس على العالم العربي القريب منه، ثم على كل نفس بشرية، فلا يبقى على الأرض إلا رواد وأصحاب هذا الفكر الصهيوني الأعوج.

فهل ضاقت الكرة الأرضية عن استيعاب البشر وإطعامهم حتى يسارع هذا الفكر المنحرف إلى إنهاء وإلغاء الآخر الذي لا يشبهه، فكر منحرف كبر وتعشش على مر التاريخ في صدور قوم اتبعوا الضلال وشياطينه، فما أخطره من فكر على الإنسانية! وما أخطره من علو لهذا الفكر المنحرف إذا استقوى وسيطر وساد !

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کل نفس

إقرأ أيضاً:

ترامب: الكرة في ملعب الصين في ما يتعلق بالتعرفات الجمركية

ترامب: الكرة في ملعب الصين في ما يتعلق بالتعرفات الجمركية

مقالات مشابهة

  • طقوس يومية مميزة في أسبوع الآلام.. الكنيسة القبطية تحيي أقدس أسبوع بخطوات روحية دقيقة
  • رئيس شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية يتابع الاستعدادات لموسم الحج 2025
  • نيويورك تايمز: أمريكا تستورد من الصين العناصر الأرضية النادرة
  • شهيدان في جنين والضفة تحيي يوم الأسير الفلسطيني
  • انطلاق منتدى الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية 2025 بالمنطقة الشرقية
  • نجوى كرم تحيي حفلًا غنائيًا بمدينة الأحلام في قبرص
  • 17 مايو.. نجوى كرم تحيي حفلا غنائيا في قبرص
  • ترامب: الكرة في ملعب الصين في ما يتعلق بالتعرفات الجمركية
  • سفارة فنزويلا بالقاهرة تحيي الذكرى الـ23 لعودة تشافيز إلى الحكم
  • بمشاعل مضيئة.. قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى سبعة قرون