شبكة اخبار العراق:
2025-04-17@17:05:16 GMT

العراق الحائر بين السقيفة والغدير

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

العراق الحائر بين السقيفة والغدير

آخر تحديث: 21 ماي 2024 - 10:02 صبقلم:فاروق يوسف يتداول العراقيون نكاتا غالبا ما تكون خشنة. ليست الرقة من طبعهم كما يُشاع عنهم. لا أحد يدري مَن هو المسؤول عن ذلك الخطأ. ربما لأن العراقي يظهر قدرا من الرقة حين يكون غريبا. وهو ما ليس من طبعه دائما. والعراقيون يصفون حياتهم بأنها “سينما” لما تتضمنه من تناقضات.

ذلك ما استفاد منه الأميركان حين احتلوا العراق. لقد استنهضوا كل العناصر التاريخية التي في إمكانها أن تحول حياة العراقيين إلى “سينما”. وكم كان بعض المثقفين التابعين للمحتل ظريفا بالطريقة العراقية حين أعان سلطة الاحتلال على الانفتاح على ثقافة فلكلورية، كان العراقيون قد غادروها منذ أن استقرت أحوال الدولة المدنية في بلادهم. ما فعله مثقفو الاحتلال أنهم مرروا الكثير من مفردات التخلف بحجج ذرائعية، كان من أهمها استحضار الهوية العراقية والتخلص من الهوية العربية ولم تكن تلك الهوية إلا مزيجا من الأعراف العشائرية والمرويات الطائفية التي ليس لها سند في التاريخ. ليس العراقيون هم الشعب الوحيد الذي يميل إلى الخرافة. غير أنهم ألغوا صلتهم بالعصر حين وضعوا خرافاتهم في مكان لا يُمس وأضفوا عليها هالات القداسة. مضت عشرون سنة تقريبا على الاحتلال الأميركي الذي قضى على الدولة العراقية التي أقيمت في عشرينات القرن العشرين. عبر تلك السنوات المريرة لم يتمكن العراقيون من أن يبنوا دولتهم الجديدة. كانوا ينتظرون من سلطة الاحتلال أن تبني لهم تلك الدولة. وتلك عادتهم. بريطانيا بنت دولتهم الأولى. غير أن الولايات المتحدة لم تتعهد ببناء دولة على أنقاض الدولة التي هدمتها. كان مشروعها يقوم على تدمير دولة اسمها العراق. لم تكن محاولات مثقفي الاحتلال إلا جزءا من ذلك المشروع. كشفت الأحزاب الحاكمة في العراق عن واحد من أهم مظاهر إفلاسها السياسي حين وزعت فئات الدولة المغدورة بين العشائر والطوائف بما يخدم الهدف الذي عملت على ترسيخه وهو تغييب العقل. وبدلا من أن تنفق الدولة العراقية الناشئة الأموال على التعليم، صارت تنفق أضعاف ما يحتاجه التعليم من أموال على التجهيل، فصار العراقيون يقضون أكثر من نصف سنتهم وهم يؤدون طقوسا ينتمي الجزء الأكبر منها إلى المرويات الطائفية التي لا تمت إلى الدين بصلة. وإذا ما كانت ذاكرة العراقيين قد اكتظت بمآسي الحرب الأهلية التي وقعت بين عامي 2006 و2008 فإن الأحزاب الطائفية عملت على تجذير أسباب الفتنة من أجل تطبيع الطائفية اجتماعيا لا حبا في المذهب الغالب، بل لضمان الاستمرار للنظام الطائفي الذي فرضه الأميركان خيارا وحيدا.ولأن أسباب الفتنة الطائفية تعود إلى ما قبل ألف وأربعمئة سنة فقد كان استحضارها يتم بطريقة تدعو إلى الضحك كما جرى في المحاكمات التي شهدتها النجف للخليفة الأموي يزيد بن معاوية وكبار ضباطه بسبب تورطهم في مقتل الإمام الحسين بن علي في واقعة الطف المشهورة التي حدثت في كربلاء عام 680. كانت تلك المحاكمات المضحكة مسرحيات رثة، ليس الغرض منها البحث عن الحقيقة وقد صارت ملك التاريخ، بل كان الهدف منها الارتفاع بمنسوب الكراهية تحت شعار “أتباع الحسين وأتباع يزيد”. ذلك شعار مضلل رفعه الفاسدون من أجل أن يمرروا عمليات فسادهم في ظل فوضى “مَن قتل مَن؟”. لن يتمكن العراق من الخروج من المغطس الطائفي إلا بإرادة وطنية عمل الأميركان على طمسها. لذلك فإن التجاذبات الطائفية ستكون بمثابة درس مفتوح على الكثير من المفاجآت المضحكة التي تنطوي على قدر لا يستهان به من الحزن لما يتعرض له العقل البشري من اعتداءات فظة. وما تفتقت عنه عبقرية مقتدى الصدر في الدعوة إلى اعتبار “يوم الغدير” عطلة رسمية لا يخرج عن ذلك الإطار. إضافة يوم عطلة إلى العطلات التي يتمتع بها العراقيون لا يضر في شيء لولا أن ذلك اليوم يزيد من منسوب الفتنة الطائفية.سيضحك مَن لا يزال يملك عقلا. فسواء كان الأمام علي أول الخلفاء الراشدين أو غيرهم فإن المسألة باتت في ذمة التاريخ. غير أن النظام الطائفي يحتاج إلى رافعة تاريخية تعلي من شأنه. لذلك طالب آخرون أن يكون يوم السقيفة عطلة رسمية أيضا. حوار بائس، هو ما لا يستحقه العراق. جدل مهين للعقل العراقي الذي جرى سحقه.الطائفيون يتسابقون على الضحالة والرثاثة فيما يكتفي الشعب العراقي بدور المتفرج الذي لا حول له ولا قوة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

جوابي إلى “وزير محترم” حول التغيير القادم في العراق !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا :اعرف ان عنوان المقال يستفز كثير من العراقيين لأنه ( كلمة محترم )وعندما تُطلق على مسؤول عراقي تُثير علامات الاستفهام من وجهة نظر أغلبية العراقيين. لان النسبة المطلقة من العراقيين يعتقدون انه لا يوجد في الطبقة السياسية العراقية مسؤولا (محترما ،وشريفا، ووطنيا ،ونزيها” بل جميعهم لصوص وحرامبة وفاسدين وعملاء لدول ضد مصلحة العراق. وهذا كله بسبب انتشار الفساد ،وكثرة الفاسدين والمفسدين، وتعميم ثقافة اللاشرف واللامبادىء وانعدام الوطنية داخل الطبقة السياسية المتصاهرة مع مساحات من الطبقة الدينية . ولكني أنصح الجميع ان ( التعميم ثقافة غير محمودة) فلا تتعودوا على الجزم والتعميم فإطلاق التهم على الجميع او اطلاق اللاأحترام على الجميع غير لائقة . لأن هكذا رأي يأخذ صاحبه ليكون ظالما . فنصيحة للجميع ( لا تنسوا ان هناك دوماً اقلية خيّرة ووطنية ونزيهة وشريفة ) ولكن الأضواء لم تُسلط عليها من شدة الفساد والانحراف والعمالة والتجارة بالدين والتجارة بالشعارات . ويجب عدم نسيانها عند اي تقييم !
ثانيا :
*أ:-وان هذا الوزير الذي عنيته بمقالتي هو من تلك الاقلية الخيرة والمحترمة داخل العملية السياسية الموبوءة بالفساد والانحراف . ولو لم يكن محترم ومتزن لما سألني بهدوء واحترام ودون شتائم وتهديد مثلما يفعل معظم الذين في السلطة (الذين لم يأخذوا العبرة من البعثيين في آخر ايامهم) فلا زالوا مستمرين في طغيانهم وتجاوزاتهم !
*ب:- فسالني الرجل ” الوزير” ماهي معالم ( التغيير السياسي القادم في العراق وما يحمله من معنى واهداف ) وأخلاقيا ومهنيا لابد من الاجابة عن اسئلته ( علما ان تلك الاقلية القليلة من المحترمين والوطنيين يجب ان يكون لهم نصيب مابعد التغيير، وانا مع هذا التوجه !) لانهم لم يسرقوا ،ولم ينتهكوا حقوق الناس واعراض الناس، ولم يمارسوا سلطاتهم لتأسيس منظومة ظلم واستحواذ على اصول الدولة …الخ .
ثالثا:
*أ:-فنعم … أنا على المستوى الشخصي لستُ منتميا لفصيل معارض. ولم أنتمي لهؤلاء الذين يحتلون الفضائيات ليل نهار وهم يتحدثون عن التغيير. لا بل ان معظمهم يبشرون بأنفسهم على انهم هم قادة التغيير وانهم قادمون للحكم وسوف يسلخون ويذبحون . فهؤلاء ليس لدي اي علاقة بهم ولا يعنوا لي شيئا . أنا منتمي للعراق اولا واخيراً ومن هذا المنطلق اكتب واتحرك واتكلم واضغط ومعي بهذا الاتجاه فريق واسع من الذين شعارهم العراق اولا واخيراً ولله الحمد حققنا انجازات مهمة جدا وبدون ضجة وشعارات وفضائيات . وبالتالي فأن المعلومات التي لدينا ان هؤلاء الذين يتقافزون في الفضائيات مبشرين بالتغيير وانهم قادة التغيير ( ماهم إلا كاذبين وراقصين على الحبال) .
*ب:-لأن مشروع التغيير مختلف تماما عن كلام وتنظيرات هؤلاء الحالمين ” قرقوزات” الفضائيات. فمشروع التغيير له رجاله الصلبين ومن مختلف الاختصاصات ،وله تحضيراته التي مر ٨٠٪؜ منها ، وان ساعة الصفر الخاصة بالتغيير باتت تقترب كثيرا . وبالتالي لا أدعي أنا من قادة مشروع التغيير .ولا ادعي أنا جزء من مشروع التغيير القادم . ولكني لدي معلومات عن التغيير فهذا نعم . واجزم ان التغيير اقترب جدا فهذا نعم ايضا .وادعم التغيير فهذا نعم والسبب لأن مصير بلدي العراق ومستقبل اجيال بلدي أصبحا على مفترق طرق خطير جدا. ولابد من التغيير للحفاظ على ماتبقى من العراق وانتشال العراقيين ومستقبلهم!
رابعا:- واستطيع ان اقولها علنا ً ان التغيير القادم ليس #بعثياً على الاطلاق وليس فيه وجوه بعثية . وليس هناك اي مشاركة للأيدولوجيات الدينية والحزبية الإسلامية لان زمن الإسلام السياسي “السني والشيعي” قد انتهى في المنطقة وسينتهي في العراق بعد التغيير. وكذلك ستنتهي هيمنة المرجعيات الدينية على المجتمع والدولة تماما وسيبقى الخير منها للعمل الثقافي والإرشادي .
نقطة نظام طويلة !
سجلوها عندكم ….
١-فأنا اول من يحمل السلاح ضد التغيير إذا كانت غايته اعادة البعثيين وحزب البعث للسلطة ( اي العودة للمربع الاول).فتلك العملية السياسية العرجاء والمريضة والتي نريد تصحيحها بالتغيير جاءت بالتضحيات الجسيمة والدماء الغزيرة. ولكن وللاسف سطوا عليها العملاء والغرباء والقراصنة والفاشلين فشوهوا معالمها وجعلوها كريهة ومريضة وخطيرة على الدولة والمجتمع !
٢-وسوف نناضل ونناضل من اجل الدولة المدنية التي توفر العدالة الاجتماعية. والأصرار على ديموقراطية الصندوق وتنافس الكفاءات والخبرات مع تثبيت السيرة والسلوك لكل متصدي للعمل السياسي لكي لا يعود الفاشلين والشاذين والعملاء من جديد !
٣- وسنصر ونؤكد على حظر (الطائفية،والمحاصصة، والشذوذ، والتبعية ، والتمويل الخارجي)ومنع تدخل رجال الدين في ادارة الدولة وقرارتها !
٤- والأصرار على (عراق واحد ) غير تابع للخارج. ويكون دولة محورية مهمة فيه حصانة للأقليات كافة “فالكل متساوي في المواطنة والحقوق والواجبات ” !
٥-والإصرار على ثقافة السلام الداخلي والخارجي وعدم التدخل في شؤون الدول وعدم السماح بالتدخل في الشأن الداخلي . ومحاربة التطرف والإرهاب بجميع أنواعه .والعمل على التحالف مع المجتمع الدولي لأنه لم ينصفنا شقيق ولا جار ولا صديق. فالكل تآمر على العراق ،وله دور في تقهقر وسرقة العراق. لذا تحالف العراق المستقبلي مع المجتمع الدولي لا رجعه فيه والعراق كبير و ذو تاريخ اصيل وحضارة عظيمة ويليق به ان يكون صديقا للكبار !
سمير عبيد
١٥ نيسان ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • الصحة النيابية:تعديل لقانون مكافحة المخدرات لحظر المواد التي تدخل في صناعة المخدرات
  • العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
  • كيف نفهم ماكرون الحائر؟
  • “الإخوان المسلمين” في الأردن تنفي علاقتها بالخلية التي اتهمت بالتآمر على البلاد
  • جوابي إلى “وزير محترم” حول التغيير القادم في العراق !
  • إخوان الأردن: مصلحة المملكة فوق كل اعتبار ولا علاقة لنا بالخلية التي اعتقلتها المخابرات
  • بنسبة 25%.. بدء صرف معاشات تكافل وكرامة بالزيادة التي أقرتها الدولة
  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • أحمد موسي: كلمة أبو العينين بمجلس النواب اليوم كشفت التحديات التي تواجه الدولة
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن