شبكة اخبار العراق:
2024-11-02@21:41:30 GMT

العراق الحائر بين السقيفة والغدير

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

العراق الحائر بين السقيفة والغدير

آخر تحديث: 21 ماي 2024 - 10:02 صبقلم:فاروق يوسف يتداول العراقيون نكاتا غالبا ما تكون خشنة. ليست الرقة من طبعهم كما يُشاع عنهم. لا أحد يدري مَن هو المسؤول عن ذلك الخطأ. ربما لأن العراقي يظهر قدرا من الرقة حين يكون غريبا. وهو ما ليس من طبعه دائما. والعراقيون يصفون حياتهم بأنها “سينما” لما تتضمنه من تناقضات.

ذلك ما استفاد منه الأميركان حين احتلوا العراق. لقد استنهضوا كل العناصر التاريخية التي في إمكانها أن تحول حياة العراقيين إلى “سينما”. وكم كان بعض المثقفين التابعين للمحتل ظريفا بالطريقة العراقية حين أعان سلطة الاحتلال على الانفتاح على ثقافة فلكلورية، كان العراقيون قد غادروها منذ أن استقرت أحوال الدولة المدنية في بلادهم. ما فعله مثقفو الاحتلال أنهم مرروا الكثير من مفردات التخلف بحجج ذرائعية، كان من أهمها استحضار الهوية العراقية والتخلص من الهوية العربية ولم تكن تلك الهوية إلا مزيجا من الأعراف العشائرية والمرويات الطائفية التي ليس لها سند في التاريخ. ليس العراقيون هم الشعب الوحيد الذي يميل إلى الخرافة. غير أنهم ألغوا صلتهم بالعصر حين وضعوا خرافاتهم في مكان لا يُمس وأضفوا عليها هالات القداسة. مضت عشرون سنة تقريبا على الاحتلال الأميركي الذي قضى على الدولة العراقية التي أقيمت في عشرينات القرن العشرين. عبر تلك السنوات المريرة لم يتمكن العراقيون من أن يبنوا دولتهم الجديدة. كانوا ينتظرون من سلطة الاحتلال أن تبني لهم تلك الدولة. وتلك عادتهم. بريطانيا بنت دولتهم الأولى. غير أن الولايات المتحدة لم تتعهد ببناء دولة على أنقاض الدولة التي هدمتها. كان مشروعها يقوم على تدمير دولة اسمها العراق. لم تكن محاولات مثقفي الاحتلال إلا جزءا من ذلك المشروع. كشفت الأحزاب الحاكمة في العراق عن واحد من أهم مظاهر إفلاسها السياسي حين وزعت فئات الدولة المغدورة بين العشائر والطوائف بما يخدم الهدف الذي عملت على ترسيخه وهو تغييب العقل. وبدلا من أن تنفق الدولة العراقية الناشئة الأموال على التعليم، صارت تنفق أضعاف ما يحتاجه التعليم من أموال على التجهيل، فصار العراقيون يقضون أكثر من نصف سنتهم وهم يؤدون طقوسا ينتمي الجزء الأكبر منها إلى المرويات الطائفية التي لا تمت إلى الدين بصلة. وإذا ما كانت ذاكرة العراقيين قد اكتظت بمآسي الحرب الأهلية التي وقعت بين عامي 2006 و2008 فإن الأحزاب الطائفية عملت على تجذير أسباب الفتنة من أجل تطبيع الطائفية اجتماعيا لا حبا في المذهب الغالب، بل لضمان الاستمرار للنظام الطائفي الذي فرضه الأميركان خيارا وحيدا.ولأن أسباب الفتنة الطائفية تعود إلى ما قبل ألف وأربعمئة سنة فقد كان استحضارها يتم بطريقة تدعو إلى الضحك كما جرى في المحاكمات التي شهدتها النجف للخليفة الأموي يزيد بن معاوية وكبار ضباطه بسبب تورطهم في مقتل الإمام الحسين بن علي في واقعة الطف المشهورة التي حدثت في كربلاء عام 680. كانت تلك المحاكمات المضحكة مسرحيات رثة، ليس الغرض منها البحث عن الحقيقة وقد صارت ملك التاريخ، بل كان الهدف منها الارتفاع بمنسوب الكراهية تحت شعار “أتباع الحسين وأتباع يزيد”. ذلك شعار مضلل رفعه الفاسدون من أجل أن يمرروا عمليات فسادهم في ظل فوضى “مَن قتل مَن؟”. لن يتمكن العراق من الخروج من المغطس الطائفي إلا بإرادة وطنية عمل الأميركان على طمسها. لذلك فإن التجاذبات الطائفية ستكون بمثابة درس مفتوح على الكثير من المفاجآت المضحكة التي تنطوي على قدر لا يستهان به من الحزن لما يتعرض له العقل البشري من اعتداءات فظة. وما تفتقت عنه عبقرية مقتدى الصدر في الدعوة إلى اعتبار “يوم الغدير” عطلة رسمية لا يخرج عن ذلك الإطار. إضافة يوم عطلة إلى العطلات التي يتمتع بها العراقيون لا يضر في شيء لولا أن ذلك اليوم يزيد من منسوب الفتنة الطائفية.سيضحك مَن لا يزال يملك عقلا. فسواء كان الأمام علي أول الخلفاء الراشدين أو غيرهم فإن المسألة باتت في ذمة التاريخ. غير أن النظام الطائفي يحتاج إلى رافعة تاريخية تعلي من شأنه. لذلك طالب آخرون أن يكون يوم السقيفة عطلة رسمية أيضا. حوار بائس، هو ما لا يستحقه العراق. جدل مهين للعقل العراقي الذي جرى سحقه.الطائفيون يتسابقون على الضحالة والرثاثة فيما يكتفي الشعب العراقي بدور المتفرج الذي لا حول له ولا قوة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

هذا الإذلال الذي طال عمنا (المسن) في شرق النيل

هذا الإذلال الذي طال عمنا (المسن) في شرق النيل سنظل ننتظر رد الاعتبار له علي طريقة ( الراحل ) الفاتح جبرا وكل يوم يمر من غير أن ينال المجرم ( شارون ) جزاءه لن نسكت وسنذكر أنفسنا بأنه قد مضي كم يوم والمجرم مطلق السراح !!..

هل هذا معقول ، هل نحن في يقظة ام منام بل هل نحن اموات ام احياء وهذه الحرب منذ أن انطلقت من عقالها الشيطاني ظلت تكاد لا تهدأ مثل طائر الشفق الاحمر والشيء المحير أن أي طرف فيها يدعي الغلبة ويدعي التدين والتمسك باهداب الفضيلة والغريبة أن الطرفين المتحاربين أحدهما كان الراعي الرسمي للطرف الآخر وقد أحسن رعايته ووفر له كل أسباب الراحة وجعله يتقلب في نعيم الدنيا موفرا له اجنادا مجندة وشركات وتجارة وصناعة وبنوك ومصارف وصرافات واذونات بالاستيراد بما في ذلك استيراد السلاح من روسيا والصين ومن الجن الاحمر وجلب المرتزقة من دول الساحل والصحراء الذين هبطوا علي بلادنا الحبيبة وعلي مقرن النيلين وارض الجزيرة وسهول كردفان ودارفور كالجراد ولم يتركوا صفقة شجرة إلا والتهموها بنهم الطواحين داخل كروشهم التي تهضم ( الزلط ) والصخر والحديد الفولاذ !!..
وتتدفق علي الطرفين العدة والعتاد من الشرق والغرب وتتعثر الإغاثة وتزداد معاناة المواطنين التي قل أن يوجد لها مثيلا في عالم اليوم وقد وصلت اطوارا تحولت فيها أرضنا الطيبة الي غابة تمرح وتسرح فيها الذئاب الجائعة والافاعي والتماسيح !!..
نعود لما قلناه وسنظل نكرره أن الشعب حان ميعاد أن يستيقظ وكفاه هذا النوم الثقيل ولاعذر لأي فرد بعد اليوم أن يترك مصير بلده يتحكم فيه شخصان أو حفنة اشخاص بعدد أصابع كفة اليد ... كلنا شعارنا في هذه اللحظة المفصلية وقد بدأت الدولة تنزلق من بين فروج أصابعنا أن نهتف مليء حناجرنا : لا للحرب ... لا لاذلال كبارنا وانتهاك حرماتنا ... كفي هذا القتل والسحل والاستهتار والعبث والجنون ... كفي التعويل علي الخارج وعلي الكبار والأصدقاء والجيران ... كلهم ليس لهم الينا إلا طبطبة هوائية مثل مطبات الفضاء لاتزيد طائراتنا إلا مزيدا من الجهجهة والخسران والضياع وربما يهتف العالم من وراء الأفق : ( يالهم من مغفلين يشعلون النيران في أنفسهم وممتلكاتهم وفي كل شيء ... ماذا نصنع لهم وقد استمراوا اللعبة وكل طرف من المتحاربين يحشد فديوهات ومحللين واستراتيجيين ورأينا قناة الجزيرة مباشر الرصينة المهنية المتخصصة العالمية تعرض علينا يوميا وعلي مدار ساعة كاملة نماذج من البشر في شكل فريقين متشاكسين كل واحد منها يحتفظ لنفسه بالحكمة والموضوعية والصدقية ويرمي الآخر بكل ماهو قبيح وسافل واجرامي والمذيع المسكين يتوسطهما وقد انتقلت منهما إليه عدوي البلادة والضحالة والاسفاف والافلاس والتاتاة والفافاة وقد أعادوا الينا العهد الذهبي لعالم زمانه واخطر خبراء العصر الحجري المحجاج كثير اللجاج والمقاطعة مع الكلمات المتقاطعة اسطورة الاساطير المستر ( هبنقة ) الشهير.
كفي ياجزيرة مباشر ومع احترامنا لكم أن هذه الساعة لو قلبتوها اعلانات لدرت عليكم خيرا كثيرا ومالا وفيرا يمكن أن تنفقوه في وجه الخير ... أو لو سمحتم تستضيفوا لنا علي الاقل شخص يمكن أن يرتب جملة مفيدة وبلادنا والحمد لله مليانة بالفصحاء والشعراء والمفكرين والمثقفين والأدباء والتشكيليين ... مالقيتو إلا ناس قريعتي راحت !!.. حتي لو هاجر جميع أهل العلم والخبرة والمعرفة اكيد حتلجوا واحد من اهلنا الهمباتة دفعة الطيب ودضخوية شوفوه بتكلم كيف شعرا ونثرا وغزل عفيف يذوب الصخر وفروسية ومعرفة بفنون القتال وكأنه خريج كلية سانت هيريست :
أوقفوا الحرب ياجنرالات ويالوردات القتل والدمار من أجل المال وعلي الشعب الوقوف ساعة زمان من الصمت نبكي فيها علي موتانا ونتوجع علي وطننا الذي اضعناه بأيدينا وماذا جنينا غير الذلة وقلة القيمة ومافي طرف كسبان لكن الشعب خسران ( خسران مبين ) !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

 

ghamedalneil@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • لماذا يُعتقل العراقيون في السعودية؟ وما إجراءات الحكومة لفكهم؟
  • لماذا يُعتقل العراقيون في السعودية؟ وما هي إجراءات الحكومة لفكهم؟
  • لماذا يُعتقل العراقيون في السعودية؟ وما هي إجراءات الحكومة لفكهم؟ - عاجل
  • العراق وتركيا يبحثان آخر التطورات التي تشهدها المنطقة
  • استراتيجيات ممنهجة لتهجير السكان.. أبعاد تمرير القانون الصهيوني الذي يحظر عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • قضية عراقية خطيرة .. ضحيتها المرأة العراقية !
  • بصلية ‏صاروخية نوعية.‏ .. ما الذي استهدفه حزب الله؟
  • بصلية ‏صاروخية نوعية.‏.. ما الذي استهدفه حزب الله؟
  • الرملي: البعثة الأممية من ضمن المآسي التي مرت بها الدولة الليبية منذ انهيار نظام القذافي
  • هذا الإذلال الذي طال عمنا (المسن) في شرق النيل