تفاصيل حرب حزب الله الأمنيّة.. هذه خفايا التجسس!
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
جهودٌ إستخباراتية يقودها "حزب الله" حالياً لـ"لجم الخروقات" التي طالت قادته وعناصره، فيما الخطة الأساسية التي يسعى إليها في الوقت الراهن هدفها اكتشاف أمرين أساسيين: شبكة المُخبرين الموجودين ضمن صفوفه، والوسيلة التي تُستخدم لإبلاغ الإسرائيليين بالهدف الذي يتم السعي لاستهدافه.
آخر المعلومات تقولُ إنّ "حزب الله" لم يوقف تحقيقاته الداخلية لكشف كل الخيوط التي أدّت إلى تسريب معطيات لإسرائيليين عن تحركات بعض القادة والعناصر، وتقول المصادر إنّ الرقابة التي يخوضها جهاز أمن الحزب باتت أكثر كثافة، كما أنها تتكيّف مع ظروفٍ مختلفة أساسها وضع حدّ للثغرات التي تكشفها التحقيقات.
تلفتُ المصادر المطلعة على أجواء الحزب إلى إنَّ السعي الأساس وراء كل ذلك، هو "التكيّف" مع "الهجمة الإستخباراتية الإسرائيلية"، مشيرة إلى أنّ الحزب أدخل أدوات وتقنيات إستخباراتية جديدة إلى منظومته الأمنية لتقليل نسبة الخروقات، مع اعتماد خُطط جديدة تساهمُ في "تعمية" الإسرائيليين عن أداء مهماتهم التجسسية.
أحدُ الخبراء في مجال تكنولوجيا الإتصالات يقولُ لـ"لبنان24" إنَّ الحزب سعى منذ بداية المعركة في جنوب لبنان إلى إستهداف أجهزة التجسس والإستخبارات على طول المواقع الإسرائيلية المحاذية للحدود، والهدف من ذلك لا يكمنُ فقط في تسديد رسالة عسكرية فحسب، بل أيضاً بالإشارة إلى أن "العين الإسرائيلية" التي ترصدُ تحركات المقاتلين في الميدان وتحديداً عند الخط الأمامي، ستُصاب بالشلل "الجزئي"، وهو ما حصل مع "المنطاد التجسسي الإسرائيلي" الذي أسقطهُ "حزب الله" قبل أيام.
بالنسبة للمصادر، صحيحٌ أن الحزب تمكّن من تنفيذ الخطوة المُشار إليها، لكن إسرائيل تستخدم وسائل أخرى لجمع المعلومات، وهنا الثغرة الأساس، وتُضيف: "منذ 8 أشهر، قصف الحزب مختلف أبراج المُراقبة، ودمر مختلف الأجهزة التي تؤدي دوراً لمسح منطقة الجنوب استخباراتياً.. ولكن، هل توقفت عمليات الإغتيال؟ هل توقف رصدُ العناصر الميدانية؟ ما يظهر هو أنّ إسرائيل واصلت استخدام وسائل أخرى أكثر سرية، وهي تتصلُ بخروقات تقنية من جهة، وبخروقات بشرية من جهة أخرى".
توضح المصادر أن "الطرف التقني والبشري عاملٌ مساعد جداً لتأدية مهمة استخباراتية بمعزلٍ عن تدمير أجهزة الرصد"، موضحة أنّ "لإسرائيل عملاء متحركين وأجهزة متنقلة يمكن أن تخرق قواعد الحزب، فلماذا هناك حاجة لأجهزة رصد ثابتة وتكلفتها تصل إلى ملايين الدولارات؟".
بحسب المصادر، فإن "التناطح الإستخباراتي" بين الحزب والإسرائيليين يتصلُ بـ"تقنيات وموارد" يتم السعي لكشف فاعليتها. على صعيد تل أبيب، فإن عمليات الإغتيال التي تنفذها ضد لبنان واستمراريتها، تؤكد أن هناك بنك أهداف يتم تحديثه باستمرار، كما أن استخدام الطائرات المُسيرة لضرب السيارات الخاصة بقادة الحزب، يُثبت أن هناك من يراقب، يتابع ميدانياً، ويعطي الإشارة للإسرائيليين لإستهداف الشخص المنوي تصفيته.. ولكن، ماذا عن "حزب الله"؟ وما هي الخروقات التي استطاع تأديتها إستخباراتياً؟
المصادر تقول إن لدى الحزب "هيكلا إستخباراتيا" وظيفته الرصد والإستطلاع واستقاء المعلومات من الداخل الإسرائيلي عبر وسائل تقنية عديدة وتحديداً بواسطة الطائرات المُسيرة والتي لا تستطيع الرادارات الإسرائيلية اكتشافها.
وتكشف المصادر أن هناك إمكانية لأن يكون الحزب قد استخدم طائرات التجسس التي تنقل إشارات حيّة إلى غرفة تحكم محددة في الجنوب لبث لقطاتٍ يُراقب الحزب من خلالها تحركات إسرائيلية محددة في نقاطٍ مُختلفة.
وإذا تمّ النظر قليلاً بمضامين عمليات الحزب، فإن ما يتضحُ هو أن هناك عمليات "عشوائية" تطالُ مواقع إسرائيلية، والمقصد هنا هو أنّ القصف الذي يطال تلك المراكز يصيب أي هدف فيها من دون التركيز على شيء ما. لكنه في المقابل، هناك عمليات تكون دقيقة جداً، ولهذا السبب يرجع الأمر هناك إلى وجود معلومات إستخباراتية دقيقة عن تحركات هنا أو عن حركة روتينية هناك، وبالتالي يحصل الحزب على تلك المعطيات للتخطيط والتنفيذ باستخدام أدواته.
هل من جواسيس لـ"حزب الله" داخل إسرائيل؟
لا تستبعدُ المصادر حصول عمليات "تجنيد" يقوم بها "حزب الله" داخل الجيش الإسرائيلي، وهو الأمرُ الذي تم الحديث عنه سابقاً وخلال سنوات طويلة، ولكن من دون وجود أي أدلة مُثبتة بشأنه.
ولكن، ما الذي يمنع هذا الأمر؟ تُجيب المصادر هنا قائلة إن أيّ حرب استخباراتية تحتاجُ إلى عمليات تجنيد، واعتماد الحزب على جمع معلوماته لا يمكن أن يحصل من دون وجود عناصر فاعلة ميدانياً في الداخل الإسرائيليّ.
تقول المصادر إنه مثلما لـ"حركة حماس" جواسيس في الداخل الإسرائيلي، هناك أيضاً جواسيس لـ"حزب الله"، في حين أنّ الاعتماد على المعلومات المُستقاة من هؤلاء تخضع للتحليل الضمني، حتى أن التواصل مع المخبرين داخل إسرائيل، لا يكون إلا عبر عناصر عادية وغير قيادية وطبعاً عبر أسماء وهمية في بعض الأحيان.
في خلاصة القول، يمكن تثبيت أن الحرب الأمنية بين إسرائيل و "حزب الله" باتت تأخذُ مجدها بشكلٍ كبير من خلال التقنيات والوسائل، في حين أن تلك المعركة تحتاجُ إلى أموالٍ طائلة أيضاً.. فهل سيتمكن الحزب من وقف الخروقات وتحديداً بعد انتهاء الحرب؟ وهل ستكون هناك ورشة داخلية حقيقية بعد كل ما حصل؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله أن هناک
إقرأ أيضاً:
من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
يُوصف محمد حيدر بأنه "العقل الأمني" لحزب الله، ومن قادة الصف الأول، بينما وصفته إسرائيل بأنه "الرجل الذي أدار الحرب في الأسابيع الأخيرة".
وُلد في بلدة قبريخا عام 1959، ودرس في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، كما تخصص في التخطيط الإستراتيجي. بدأ حياته المهنية في شركة طيران الشرق الأوسط، قبل أن ينتقل إلى العمل الحزبي، ثم السياسي، وصولًا إلى المسؤوليات العسكرية، ليصبح أحد أعلى القيادات الأمنية في حزب الله.
تولى محمد حيدر العديد من المناصب في الحزب، منها: نائب رئيس المجلس التنفيذي، وعضو مجلس التخطيط العام، ومسؤول عن العمل الإجرائي التنفيذي في الوحدات المركزية للحزب.
شغل منصب نائب عن محافظة بعلبك عام 1992، ثم نائبًا عن دائرة مرجعيون - حاصبيا بين عامي 2005 و2009.
ازداد نفوذه داخل الحزب بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008، وتوسّع دوره أكثر بعد اغتيال مصطفى بدر الدين عام 2016. يُعتبر حيدر أحد القادة الثلاثة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، إلى جانب طلال حمية وخضر يوسف نادر.
بحسب موقع إنتيلي تايمز، كان حيدر مسؤولًا عن تطوير مشاريع عسكرية سرية يديرها حزب الله باستخدام الوحدة 8000 في "فيلق القدس"، من خلال نقل وسائل قتالية ومستشارين من سوريا.
في فجر السبت، 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في منطقة البسطة وسط بيروت، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 60 آخرين، حسب آخر إحصاء منشور. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المستهدف كان محمد حيدر، مسؤول العمليات في حزب الله. إلا أنها عادت وأعلنت لاحقًا فشل العملية.
هذه ليست المحاولة الإسرائيلية الوحيدة لاغتياله؛ ففي عام 2019، استهدفت طائرتان مسيرتان الضاحية الجنوبية في محاولة سابقة فاشلة لاغتياله.
خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، قُتل العديد من قادة حزب الله، أبرزهم الأمين العام السابق حسن نصرالله، والقائد العسكري الأول في جنوب لبنان فؤاد شكر، والرجل الثاني بعد شكر، إبراهيم عقيل، ورئيس وحدة الأمن الوقائي نبيل قاووق، بالإضافة إلى قادة من فرقة الرضوان وآخرين.