حداد رسمي وتنكيس أعلام في دمشق حزناً على رئيسي ... وتوزيع حلوى في إدلب
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
دمشق - بينما نكّست السلطات السورية الأعلام على المباني الرسمية، وأعلنت الحداد لثلاثة أيام حزناً على مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، وزّع سكان في شمال غرب سوريا الحلوى، باعتبار بلاده من أبرز داعمي دمشق منذ اندلاع النزاع.
منذ لحظة الإعلان عن فقدان الاتصال بمروحية رئيسي حتى تأكيد مقتله صباح الإثنين، تسمّر السوريون أمام هواتفهم الخلوية أو شاشات التلفزة، بينهم نزار جمول (29 عاماً) الذي يقول لوكالة فرانس برس "أول شيء فعلته هذا الصباح كان متابعة الأخبار إلى أن أعلنوا بشكل رسمي وفاته".
ويضيف بينما يجلس مع رفاقه في مقهى وسط دمشق "كان الخبر صادماً ومفاجئاً".
على مقرّ السفارة الإيرانية في منطقة المزة، والتي طال قصف منسوب لإسرائيل مبنى قنصليتها في نيسان/أبريل، جرى تنكيس العلم الإيراني. وتحت صورة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أميركية في بغداد عام 2020، معلّقة على مدخل السفارة، تم رفع راية سوداء.
ويقول عاصي شلهوب (40 عاماً) من داخل منزله المجاور للسفارة "أترقب الفترة المقبلة، لأن ما يجري في إيران سينعكس بكل تأكيد على سوريا بسبب التحالف القديم والوثيق بين البلدين".
ويضيف الرجل الذي يعمل كمطور برمجي "طهران داعم أساسي لنا، وأي ضرر يصيبها، سنتأثر به".
ومنذ اندلاع النزاع الذي يعصف بسوريا منذ عام 2011، شكّلت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، وقدمت له دعماً عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً. وساهم تدخلها في الميدان الى جانب حلفاء آخرين أبرزهم روسيا في ترجيح الكفة لصالح قواته على جبهات عدة.
لا تخفي ربّة المنزل هزار مظهر (49 عاماً) قلقها من أن "نتأثر من النواحي الاقتصادية والمعيشية، لأننا نعتمد على إيران في تزويدنا بالمحروقات مثلاً، وهي تمدّنا وتساعدنا بأمور خدمية".
وتضيف "أتمنى ألا يؤثر الحادث على لقمة عيشنا لأنها أولوية لنا".
ونعى الرئيس بشار الأسد رئيسي والمسؤولين الإيرانيين الذين قضوا معه جراء تحطّم مروحية أقلتهم في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد. وقال "لقد عملنا مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الإستراتيجية التي تربط سوريا وإيران مزدهرة على الدوام"، مستذكراً زيارته دمشق في أيار/مايو 2023.
وأعلنت دمشق لاحقاً الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام على المقرات الرسمية.
مشهد مغاير
في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في إدلب ومحيطها، بدا المشهد مغايراً. وسارع بضعة سكان في بلدة الدانا الى توزيع الحلوى، بعيد تأكيد مقتل رئيسي، بينهم ماهر بولاد (40 عاماً) النازح من مدينة حلب (شمال).
ويقول بولاد لفرانس برس إن مقتل رئيسي "شكّل فرحة لجميع أهالي إدلب والمهجرين فيها لأن الإيرانيين كانوا شريكاً في سفك الدم السوري وفي قتل الأطفال وتهديم المنازل وتهجير العائلات".
وتؤوي مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة في إدلب ومحيطها أربعة ملايين نسمة نصفهم تقريباً نازحون، فروا تباعاً على وقع المعارك بين الفصائل المعارضة والقوات الحكومية، التي ساندتها إيران ومجموعات موالية لها.
وإثر اندلاع النزاع، أرسلت طهران مستشارين عسكريين الى سوريا، ودفعت بمجموعات موالية لها على رأسها حزب الله اللبناني، لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة.
على طاولة وسط سوق في الدانا، وضعت عليها صواني الحلوى، علقت ورقة كتب عليها "بمناسبة هلاك رئيس إيران وحاشيته نوزع الحلوى".
ويدعو خالد حسين الشيخ (62 عاماً) القاطن في مخيم للنازحين سكان المنطقة الى توزيع الحلوى.
ويقول "فرحتنا اليوم لا تقدر".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
ما الذي تحاول سوريا فعله؟
عندما وصل خبر فرض سوريا ضريبة تتراوح بين 300% و500% على المنتجات التركية، اعتقدت في البداية أنه سوء فهم. لكن تبيّن أن الأمر ليس كذلك، ولم يكن مزحة. لأسباب غير معروفة، قررت سوريا فرض هذه الضريبة على المنتجات التركية، وهو قرار أثار حيرة الجميع، وأدى تقريباً إلى توقف الحركة التجارية بين البلدين.
كان الاعتقاد السائد أن العلاقات بين تركيا وسوريا ستتحسن بعد رحيل نظام الأسد، وأن التجارة المتبادلة ستشهد ازدهاراً. ولكن، تفاجأ الجميع بهذا القرار الصادر عن الإدارة السورية الجديدة، والذي أثار علامات استفهام كثيرة. ورغم أنني لا أفضّل التطرق إلى الجانب السياسي، إلا أن هذا القرار يمكن تفسيره برسائل مختلفة.
من جهة أخرى، سارعت وزارتا التجارة والخارجية التركيتان إلى التواصل مع الجانب السوري، لكن الضرر كان قد وقع، حيث بدأت طوابير الشاحنات تتكدس عند الحدود.
حجم التجارة بين تركيا وسوريا
بلغت صادرات تركيا إلى سوريا سنوياً حوالي ملياري دولار، وكانت تركيا أكبر شريك تجاري لسوريا من حيث الاستيراد. وكان الهدف رفع هذا الرقم مع بدء إعادة إعمار سوريا.
قبل يوم واحد فقط، أعلن رئيس مجلس الأعمال التركي-السوري، إبراهيم فؤاد أوزجوريكجي، أن الجهود جارية لزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار على المدى القصير والمتوسط. ولكن يبدو أن القرار السوري الأخير يظهر اختلافاً في الرؤى أو حتى عدم وجود رغبة متبادلة في التعاون.
انعكاسات القرار على سوريا
إذا استمرت سوريا باتباع هذه السياسة تجاه الدول الأخرى، بهدف زيادة إيرادات الخزينة، فلا بد أن تعي التأثيرات السلبية التي ستترتب على ذلك. هذه السياسة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم بشكل مخيف، وستكون عائقاً كبيراً أمام جذب الاستثمارات التي تحتاجها البلاد بشدة لإعادة الإعمار.
اقرأ أيضاتطورات جديدة.. مؤسس Getir وأبوظبي في مواجهة قانونية
الأحد 19 يناير 2025وفي هذا السياق، صرّح رئيس اتحاد مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها في جنوب شرق الأناضول، جلال قادأوغلو، بأن ممثلي القطاع على تواصل مستمر مع الجهات المعنية. وأكد أنهم يعملون بجد لحل هذه الأزمة التي تؤثر على جميع القطاعات. وأضاف أن القرار سيؤدي إلى مواجهة المواطنين السوريين لموجة تضخم خانقة، وانخفاض قدرتهم الشرائية إلى الصفر.
أجندة تركيا للتصدير لعام 2025