وكأن القطاع الصحي تنقصه فضيحة جديدة لتدق في أساسه المتصدّع مسماراً جديداً. ففي لبنان، لا يمرّ يوم إلا ويتمّ فيه الكشف عن فضيحة غذائية معينة، أو ضبط منتجات غير مطابقة للمواصفات. ولكن أن يصل الأمر إلى حليب الأطفال، الشريحة الأكثر ضعفاً، فهذا أمر منافٍ تماماً للإنسانية. ولكن أسوأ ما في الأمر هو عدم اتضاح الصورة بشكل كامل أمام المراجع المعنية بغية اتخاذ القرارات اللازمة.


انطلق الملف مع الكشف عن نتائج دراسة علمية أجراها مركز البحوث العلمية على بدائل حليب مستوردة للأطفال ومنتجات غذائية أخرى، أفادت بأنها تحتوي على الكثير من الدهون المشبّعة والتي تحتوي على زيوت مهدرجة بنسبٍ عالية، فضلاً عن سكر مضاف بنسبة فاقت الـ 5% في حليب الأطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات. كما أن المعلومات المذكورة على العلب المخالفة للمواصفات تختلف عن المكوّنات الحقيقية.
ولأن هذا الموضوع شكّل حالة من الصدمة والخوف الشديدين في صفوف الأهالي والكادر الطبي على حدّ سواء، كان لا بدّ من قرع جرس الإنذار على المستوى الرسمي من خلال جلسة عقدتها "لجنة المرأة والطفل"النيابية برئاسة النائبة عناية عز الدين، التي شددت على أهمية معرفة سبب هذا الخلل وعلى أي مستوى حصل، لافتة إلى وجوب التكافل والتضامن بين الوزارات المعنية.
أما على الجانب العملي، فسيبدأ مراقبو "وزارة الاقتصاد والتجارة"سحب عينات من أغذية الأطفال في السوق اللبناني لفحصها والتأكّد من جودتها وسلامتها.
بدوره أعرب نقيب الصيادلة جو سلوم، عن قلقه من عدم حصول النقابة بعد على المعلومات الوافية من وزارة الصحة التي شكلت لجنة تحقيق بشأن هذا الملف الذي أرعب شريحة كبرى من اللبنانيين.
وفي حديث لـ"لبنان 24"، أكد سلوم أنه على الرغم من أنه تمّ فحص عينات في المختبر، إلا أنه لا يمكن حتى الساعة الطلب من الصيدليات سحب أنواع الحليب غير المطابقة للمواصفات عن الرفوف، موضحاً ألا أسماء بحوزته يمكن كشفها حتى يتوخى المواطنون الحذر.
وفي هذا الإطار، جدد سلوم دعوته ليتم اتباع خطة طوارئ للتحقيق في هذه القضية وغيرها، مشدداً على أن الأدوية شهدت ولا تزال، تراجعا كبيرا في مستواها.
كما طالب سلوم بتفعيل الوكالة الوطنية للدواء، التي يشمل عملها التسعير ومراقبة جودة الدواء قبل توزيعه، لافتاً إلى أنه تم إنشاء هذه الوكالة قبل سنتين ونصف السنة، إلا أنها حتى اليوم ليست فعالة بسبب عدم إقرار المراسيم التطبيقية الخاصة بها بسبب المصالح الخاصة.
وأوضح سلوم أن مسؤولية ما حصل تقع على المورّدين واللجنة المسؤولة عن مراقبة المنتجات، إلا أن الأخيرة ليست مستقلة عن كل الأطراف على غرار الـFDA.
وقال: "لا أستطيع التحديد للزبائن أي أنواع عليهم أن يتناولوها"، محذراً من آثار جانبية خطرة على صحة الأطفال قد تظهر عليهم لاحقاً وليس بالضرورة في الوقت الراهن.
وفي محاولة من "لبنان 24" لاستطلاع آراء عدد من أطباء الأطفال عن هذه القضية وتأثيرها على صحة الأطفال، لم يلقً جواباً مباشراً بسبب تفضيلهم عدم الغوص في هذا الشأن قبل توضيح الملف كاملاً والحصول على الوقائع العلمية كافة بهدف تقديم المعلومات الصحيحة خوفاً من التضليل.
وفي هذا الإطار، تخوّف مصدر طبيّ عبر "لبنان 24" من اتباع سياسة التكتم والتعتيم في ملف التلاعب بحليب الأطفال على غرار حوادث مماثلة سابقة أثبتت عن انحدار كبير على صعيد جودة الدواء في لبنان.
بما أن الأمر وصل إلى صحة الأطفال وأمنهم الغذائي، لا عجب إذاً باستمرار مسلسل الفضائح الصحية، في بلد لم يعد من رادع فيه أمام مرتكبي شتى أنواع الجرائم. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حلیب الأطفال لبنان 24

إقرأ أيضاً:

تأجيل جديد يطال محاكمة دومو الرئيس الأسبق لجهة مراكش

زنقة 20 ا محمد المفرك

أرجأت غرفة الجنايات الإبتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بمراكش محاكمة عبد العالي دومو الرئيس الأسبق لجهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا جهة مراكش آسفي حاليا إلى جلسة 21 فبراير المقبل لإنجاز الخبرة.

وتأتي متابعة دومو على ضوء “خروقات” رصدها تقرير المجلس الجهوي للحسابات خلال فترة رئاسة المتهم لمجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز مابين 2003و2009، والتي كانت محل شكاية وجهت سنة 2016 إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف.

واتهمت الشكاية دومو بتبديد أموال عمومية خلال رئاسته لمجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا، من خلال تأدية مصاريف إيواء شخصيات وعائلات في فنادق فخمة، دون أن تربطها أية علاقة بالجهة، أو تقديم أية خدمة.

كما عمد، بحسب الشكاية إلى أداء مصاريف إيواء أشخاص بفنادق مصنفة من مالية الجهة، وفي فترات مختلفة بمناسبة العطل السنوية، دون أن يكون لهؤلاء الأشخاص أية علاقة بالجهة، أو يقدموا أية خدمة كيفما كان نوعها للجهة، وتؤدى مصاريف إيوائهم من المال العام، بينها مصاريف إيواء واستقبال في غرفتين مزدوجتين بفندق بأكادير بين 2غشت 2007 إلى 17 غشت 2007، بموجب طلب الحجز رقم 777 بتاريخ 16 يوليوز 2007.

مقالات مشابهة

  • حمود زار مركز سلوم الطبي: نؤكد الوقوف إلى جانب موظفي الدولة
  • دراسة: حليب الجمال أفضل من الأبقار لخصائصه المضادة للبكتيريا والحساسية
  • ما هو وضع تعليم السوريين في لبنان؟
  • لبنان يفتخر... عصمت غانم رئيساً للجمعية الفرنسية لجراحة عظام الأطفال
  • إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. "لم يستطيعوا مواجهة المقاتلين فدمروا ملاهي الأطفال"
  • تأجيل جديد يطال محاكمة دومو الرئيس الأسبق لجهة مراكش
  • اعتداء يطال عون سلطة في اقليم بالحوز والدرك يحقق
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول كوب لبن حليب على الريق ؟
  • لبنان..عون: مكافحة الفساد واستقلال القضاء مهمة أساسية في عهدي
  • قصف تركي يطال قرية رزيكي شمال دهوك