"لا تصالح".. قصيدة المقاومة التي تركها أمل دنقل
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق في الذكرى الـ 41 لرحيله عن عالمنا، ووسط الظروف القاتمة التي يمر بها الأشقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعيد "البوابة نيوز" نشر قصيدة “لا تُصالح”، وهي واحدة من أشهر قصائد الشاعر الراحل أمل دنقل، وأكثرها خلودًا في عالمي الشعر والمقاومة:
لا تصالحْ
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما فجأةً بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما.. وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن يا أمير الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
لا تصالح..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها وهي ضاحكةٌ
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها ذات يوم أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته وهو مستسلمٌ
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلًا من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
فوق الجباهِ الذليلة!
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلًا
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي كفقاعة وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا بهجةُ الأهل صوتُ الحصان التعرفُ بالضيف همهمةُ القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
في شرف القلب
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
لا تصالحْ
لا تصالحْ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية المحتلة لا ت صالح أمل دنقل الشعر المقاومة لا تصالح
إقرأ أيضاً:
عن تعديل دور المقاومة... هذا ما قاله إميل لحود
توجّه الرئيس السابق العماد اميل لحود "بالتعزية الى قيادة الجيش باستشهاد ثلاثة من أفراده، من بينهم ملازم أول في مطلع حياته العسكريّة، على أرض الجنوب الذي يشهد يوميّاً اغتيالات وقصفٍ وخروقات مستمرّة لاتفاق وقف إطلاق النار".
وقال لحود، في بيانٍ: "في قراءةٍ هادئة للأشهر الأربعة من هذا الاتفاق أنّ هذه الجبهة بقيت هادئة منذ العام ٢٠٠٦ نتيجة قوّة الردع التي فرضتها المقاومة، أمّا ما يجعل العدو يتمادى اليوم في اعتداءاته، بتأييدٍ من بعض مؤيّديه في الداخل اللبناني، فهو ما يعتبرونه فرصةً للقضاء على ما تبقّى من قوّة المقاومة وسلاحها والعودة في الزمن الى مرحلة تشبه العام ١٩٨٢ حين أعطى الرئيس الأميركي رونالد ريغان كلمته للدولة اللبنانيّة بأنّ إسرائيل لن تدخل الى لبنان، فاستفقنا على اجتياحٍ إسرائيلي بلغ بيروت".
وأضاف : "إذا طبّق الإسرائيلي قرار وقف إطلاق النار وانسحب من الأراضي التي احتلّها، وتسلّح الجيش بما يكفي كي يتمكّن من حماية الأراضي اللبنانيّة برّاً وجوّاً، فحينها يمكن النقاش بتعديل دور المقاومة، ولكن قبل الوصول الى هذا الواقع فإنّ أيّ نقاش يعني تسليم رقابنا لعدوّ اعتاد الغدر".
وختم: "سنبقى على موقفنا في دعم من يدافع عن أرضه وعرضه، وسنبقى مع الحقّ، من دون مواربة". مواضيع ذات صلة هل يوافق الحوثي على تسليم سلاح المقاومة؟ إليكم ما قاله Lebanon 24 هل يوافق الحوثي على تسليم سلاح المقاومة؟ إليكم ما قاله 23/04/2025 10:40:38 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما قاله لبنان لأميركا عن التفاوض مع إسرائيل Lebanon 24 هذا ما قاله لبنان لأميركا عن التفاوض مع إسرائيل 23/04/2025 10:40:38 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 عن غارة يحمر.. هذا ما قاله الجيش الإسرائيلي Lebanon 24 عن غارة يحمر.. هذا ما قاله الجيش الإسرائيلي 23/04/2025 10:40:38 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف مسبح الرئيس إميل لحود الأولمبي.. التحقيقات إلى الواجهة مجددًا Lebanon 24 ملف مسبح الرئيس إميل لحود الأولمبي.. التحقيقات إلى الواجهة مجددًا 23/04/2025 10:40:38 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً Lebanon 24 استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً 03:30 | 2025-04-23 23/04/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر 03:24 | 2025-04-23 23/04/2025 03:24:25 Lebanon 24 Lebanon 24 ما جديد "اللوائح المقفلة" للانتخابات؟ Lebanon 24 ما جديد "اللوائح المقفلة" للانتخابات؟ 03:15 | 2025-04-23 23/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الانتخابات البلدية على "أجندة" الجلسة التشريعية.. ماذا في الكواليس؟! Lebanon 24 الانتخابات البلدية على "أجندة" الجلسة التشريعية.. ماذا في الكواليس؟! 03:00 | 2025-04-23 23/04/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 انفراجة على خط العلاقات اللبنانية – الاماراتية.. خطوات ايجابية قريباً Lebanon 24 انفراجة على خط العلاقات اللبنانية – الاماراتية.. خطوات ايجابية قريباً 02:45 | 2025-04-23 23/04/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إعتراف مُثير للجدل.. إليكم ما كشفه ممثل عالميّ بشأن علاقته بزوجته المحامية اللبنانيّة Lebanon 24 إعتراف مُثير للجدل.. إليكم ما كشفه ممثل عالميّ بشأن علاقته بزوجته المحامية اللبنانيّة 05:42 | 2025-04-22 22/04/2025 05:42:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو إبن سلاف فواخرجي حديث مواقع التواصل... إليكم ما فعله Lebanon 24 بالفيديو إبن سلاف فواخرجي حديث مواقع التواصل... إليكم ما فعله 08:55 | 2025-04-22 22/04/2025 08:55:22 Lebanon 24 Lebanon 24 "يا ريتني ما تعرفت عليها".. ممثل سوريّ كان بعلاقة حبّ مع إمرأة لديها نفوذ في الدولة: هذا ما فعلته بي Lebanon 24 "يا ريتني ما تعرفت عليها".. ممثل سوريّ كان بعلاقة حبّ مع إمرأة لديها نفوذ في الدولة: هذا ما فعلته بي 07:10 | 2025-04-22 22/04/2025 07:10:59 Lebanon 24 Lebanon 24 عانقته... جيسي عبدو احتفلت بعيد ميلاد زوجها المنتج: "يا عمري انت" (صورة) Lebanon 24 عانقته... جيسي عبدو احتفلت بعيد ميلاد زوجها المنتج: "يا عمري انت" (صورة) 08:10 | 2025-04-22 22/04/2025 08:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المرض نفسه يجمع كريم فهمي وياسمين عبد العزيز.. اليكم التفاصيل Lebanon 24 المرض نفسه يجمع كريم فهمي وياسمين عبد العزيز.. اليكم التفاصيل 12:23 | 2025-04-22 22/04/2025 12:23:47 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 03:30 | 2025-04-23 استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً 03:24 | 2025-04-23 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر 03:15 | 2025-04-23 ما جديد "اللوائح المقفلة" للانتخابات؟ 03:00 | 2025-04-23 الانتخابات البلدية على "أجندة" الجلسة التشريعية.. ماذا في الكواليس؟! 02:45 | 2025-04-23 انفراجة على خط العلاقات اللبنانية – الاماراتية.. خطوات ايجابية قريباً 02:34 | 2025-04-23 وديع الخازن في ذكرى الإبادة الأرمنية: نحيّي أرواح الشهداء فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 10:40:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24