#بيادر_حوران..
#عيسى_الشبول
حزيران هو شهر الخير، فيه يتم الحصاد وفيه يتم جمع المحاصيل وفيه يتم البيع والشراء وفيه تتحرّك عجلة الإقتصاد وسداد الديون،،
في أيام حزيران تنشط الهمم ويتنادى الناس الى حقول القمح والشعير لجمع ما زرعوه وبما بارك الله لهم فيه. سهول حوران هي موقع الحدث وهي البوصلة التي يتوجّه اليها الجميع، فحوران وعلى مرّْ السنين هي رمز للعمل والتعاون والإنجاز والبركة، يتنادى الكبار والصغار لحصد المحاصيل يدوّيّاً وبواسطة المنجل، وتجميع القش بأكوام صغيرة، والمشهد هو حقول طويلة عريضة ليس لها حد مزروعة بالمحاصيل وقد لوّحتها شمس حزيران، ويخترق سكون المشهد أصوات التراكتورات وغناء الحصادين،،
مقالات ذات صلة التحديث… والإجازة دون راتب..! 2024/05/19
يبدأ العمل منذ بزوغ الفجر، أنا شخصيّاً لي تجربة في الحصيدة، ورغم قسوة العمل الا أنَّ لها متعة خفية لا يدركها الا من خاض تلك التجربة، تجربتي كانت لمرّة أو مرّتين، وبشكل عام كنا نستنشق هواء الصباح العليل ونعيش أجواء العمل وفواطير الحصيدة واللمة ونسمع هيجنة الحصادين، وهذا ما كان يخفف من التعب ويُمنّي النفس بالراحة والهدوء،،
يوم الحصاد ليس طويلا فبمجرّد أنْ تتمدّدْ الشمس وتبسط نفوذها وحرارتها على الحقول يكون الحصادين قد أنهوا عملهم وقفلوا راجعين الى منازلهم،،
وما هي الا أيام حتى يبدأ موعد (الرجاد) وهو تعبئة أكوام القش بعربات التركتورات وتجميعها على بيادر القرية الوادعة، كانت الشجرة صغيرة وأعداد السكان محدودة، كان سنتر البلد عند الجامع الوحيد في تلك الفترة، ويمتد شرقاً الى بير الطُرفة عند دار ابو طويق، وتمتد الحارات الى الشرق والغرب والشمال والجنوب على مسافات ليست بالطويلة وفي كل حارة كانت مناطق فارغة من الدور ومن الحواكير، هذه الأماكن هي البيادر التي يجمع فيها الناس محاصيلهم، تبدأ عملية الدراس بواسطة الواح من الخشب يجرّها خيول فوق القش مما يعمل على تكسير هذا القش وفصل الحبوب عنه، المنظر رائع وأولاد الحارة متجمعين للعب، وكان أقصى أمانينا أن نركب على لوح الدراس ونلف لفتين، أجزم أن متعتنا بتلك الركبة أكثر من ركبة الرينج روفر هذه الأيام..
يومين ثلاثة ويبدأ تجميع المحصول على البيادر،كنا نرى أكواماً من القمح بلونه الذهبي، كنت أسمعهم أثناء التجميع لا ينفكوا عن الدعاء بالبركة، وكان الله يستجيب، كيف لا!! وأول ما يبدأوا به بعد التجميع (تبريك الأولاد المتجمعين، كانوا يضعون لكل ولد عرامين قمح في طرف قميصه، وكنّا نذهب لتبديلهم بحلو مخشرم او راحة او جعجبان)كنا نتذوّق الحلوى التي نأخذها بمتعة عارمة ونحس بالحب تجاه الحجي صاحب القمح.. كنا نعيش هذه الأجواء وهذا الحب كل سنة،،،ف حزيران يجمعنا….
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
قافلة إرشادية بقرية العجوزين في كفر الشيخ لتوعية المزارعين بطرق اختيار أصناف القمح
أطلقت كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ، اليوم الخميس، قافلة إرشادية إلى قرية العجوزين بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تحت عنوان «تحديد الاحتياجات السمادية والتقاوي والأصناف المناسبة للمحاصيل الشتوية - تربية الإنتاج الحيواني والداجني»، في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».
الحديث عن كيفية التعرف على العمليات الزراعيةوخلال القافلة الإرشادية جرى الحديث عن كيفية التعرف على العمليات الزراعية، ومواعيد الزراعة، واختيار الأصناف، وتحديد كمية التقاوي لمحصول القمح، وتم التعرف على أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه المزارعين وكيفية التغلب عليها، كما تم التحدث عن الأهمية الاقتصادية لإنتاج الدواجن في سد الفجوة من البروتين الحيواني، وإنتاج اللحم، وإقامة المشروعات الصغيرة، وكيفية عمل دراسة الجدوى، وإدارة مشروعات الدواجن.
واستمع المحاضرون إلى تساؤلات المزارعين بقرية العجوزين، وأهم الشكاوى التي تواجههم، وكيفية التغلب على تلك المعوقات، بغرض زيادة الإنتاجية.
تفعيل الدور المجتمعي لكلية الزراعةومن جانبه، أكد يحيى زكريا عيد، عميد كلية الزراعة، أنّ القافلة تأتي في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، وهذه القوافل الإرشادية يتم تنظيمها بكافة مراكز ومدن وقرى محافظة كفر الشيخ، وذلك في إطار دور قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية الزراعة، وتفعيلًا للدور المجتمعي للكلية وتفاعلها مع المجتمع المدني، ودورها في تنمية القطاع الزراعي.