الخليج الجديد:
2025-01-18@23:56:48 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة التفاؤل الأميركي الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

الدولار يقلص خسائره بعد تراجع بسبب بيانات التضخم الأميركي

قلص الدولار الأميركي خسائره خلال التعاملات ، لكنه لم يستطع محوها بالكامل بعد هدوء تداعيات البيانات الأميركية التي كشفت عن تضخم أساسي أقل من المتوقع في ديسمبر، وهو ما رفع احتمال خفض أسعار الفائدة في الاحتياطي الفدرالي مرتين هذا العام.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يعبر عن تحركات العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1%، إلى 109.07. وبلغ المؤشر أعلى مستوى خلال 26 شهراً يوم الاثنين عند مستوى 110.17، بحسب وكالة رويترز.

يأتي ذلك بعد أن كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي عن ارتفاع أسعار المستهلكين 2.9% خلال شهر ديسمبر على أساسي سنوي وهو ما جاء متوافقاً مع التوقعات. بينما جاء التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الأغذية والطاقة، أقل من التوقعات ومن مستواه خلال الشهر السابق.

وانخفض الدولار بعد القراءة الضعيفة للتضخم الأساسي، إلى جانب بيانات مؤشر أسعار المنتجين الصادرة يوم الثلاثاء وجاءت أيضاً أقل من التوقعات.

وقال كبير المحللين بشركة FX Street الأميركية، جوزيف تريفيساني: "كانت قراءة التضخم المنخفضة علامة للمتعاملين على تقليل بعض المراكز الشرائية للدولار".

ويتوقع تريفيساني أن يبقى الاحتياطي الفدرالي حذراً في استئناف خفض أسعار الفائدة إلى أن يتيقن تماماً من أن التضخم ينخفض.

وحول أداء الدولار مقابل العملة اليابانية، انخفض يوم أمس الأربعاء بنحو 0.93% إلى 156.49 ين.

وجاء ارتفاع الين بعد تعليقات لمحافظ بنك اليابان، كازو أويدا، قال خلالها إن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة، ويعدل مستوى الدعم النقدي إذا واصل الاقتصاد والأسعار التحسن.

وصعد الجنيه الإسترليني خلال آخر معاملات 0.1% إلى 1.2229 دولار، بينما تراجع اليورو 0.15% إلى 1.0299 دولار.

مقالات مشابهة

  • والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس تبحث عنه في دمشق
  • تفاؤل الشركات الصغيرة بأميركا.. هل يعكس تفاؤل بعودة ترامب؟
  • صانعة بابجي تنضم للحظر الأميركي
  • خبير سياسي: الدولة العميقة في أمريكا تمول الجرائم الإسرائيلية
  • أعضاء في “الشيوخ الأميركي” يقدمون مشروعاً لتصنيف “الحوثيين”  
  • مصدر: نتنياهو يتحدث عن ضمانات بدعم أمريكا لعودة إسرائيل للحرب في هذه الحالة
  • الشرع: إسرائيل تقدمت في المنطقة العازلة بذريعة وجود مليشيات إيرانية وهذا العذر لم يعد قائما
  • الدولار يقلص خسائره بعد تراجع بسبب بيانات التضخم الأميركي
  • حقيقة رؤية أجسام طائرة مجهولة في السماء.. هل هي مجرد أوهام؟
  • الرئيس الأميركي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة