استعراض واقع وطموحات القانون الدولي الإنساني
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
مسقط- العُمانية
نظمت اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني أمس بالنادي الدبلوماسي ندوة حول "القانون الدولي الإنساني: واقع وطموحات" بالتعاون مع بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسقط، وتستمر يومين.
وأشار سعادة السّفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية ورئيس اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني في كلمته إلى أنّ الندوة تأتي من بين سلسلة من الحلقات لتعزيز نشر الوعي حول القانون الدولي الإنساني ومعرفة أحكامه.
وأوضح سعادتُه أنّ مجمل القانون الدولي الإنساني لا يخرج عن نطاق وصايا رسولنا الكريم والشريعة الإسلامية، وبالعكس فإن وجود القانون الدولي الإنساني ضروري والتقيد به في هذا الزمن الذي تطورت فيه أساليب الحرب والقتال. وأكّد سعادتُه أنّ اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني تستنكر بشدّة الانتهاكات المتكرّرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتتعارض بشكل صارخ مع مبادئ القانون الدولي الإنسان مشيرًا إلى أنّ غزة شهدت عدّة مرات هجمات عسكرية مدمّرة من الجيش الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات بل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وتدمير المنازل والبنية الأساسية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات. وذكر سعادته أنّ المدنيين الفلسطينيين يتعرضون في غزّة لحصار مفروض من قوات الاحتلال الإسرائيلية ويصعب عليهم الحصول على الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، مما ينتهك حقوق الإنسان الأساسية ويزيد من معاناتهم بشكل لا يمكن تحمله.
وأكّد سعادته أنّ هذه الانتهاكات تُعدُّ انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب ومبادئ القانون الدولي الإنساني، الذي يلتزم به جميع الأطراف في النزاعات المسلحة مشيرًا إلى أنّ اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني لا تزال تحثُّ المجتمع الدولي على التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وضمان تحقيق العدالة لضحاياها، وضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني دون تمييز أو استثناء.
وأكّد سعادة السفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية ورئيس اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني على أنّ سلطنة عُمان ممثلة باللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني تواصل نشر الوعي حول القانون الدولي الإنساني بين الجهات المعنية لتطبيق القانون من خلال مواءمته مع التشريعات الوطنية وحماية الأعيان التراثية.
من جانبه، ثمّن عبدالله محمد سعيد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسقط دور سلطنة عُمان في إطار دعواتها المتكررة لجميع الأطراف بضرورة احترام أحكام القانون الدولي الإنساني في النزاع الدائر في غزّة وجهودها في إيصال المساعدات للمتضررين ودعم المنظمات العاملة في الميدان ومن بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأكّد أنّ الندوة تأتي لمناقشة أفضل السبل لتوفير أقصى حماية لضحايا النزاعات المسلحة وممتلكاتهم وليس أفضل من ذلك إلا الامتثال للقانون الدولي الإنساني وتنفيذه بصورة فاعلة.
وتتناول الندوة عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني وأهم تحدياته، ومعرفة مبادئ استخدام القوة وتصنيف النزاعات المسلحة، وآليات تنفيذ القانون الدولي الإنساني بما في ذلك القضاء الدولي وتشهد مشاركة من الجهات والمؤسسات الحكومية المعنية بالقانون الدولي الإنساني.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: القانون الدولی الإنسانی النزاعات المسلحة
إقرأ أيضاً:
ريهام العادلي تكتب: يوم المرأة العالمي.. تاريخ وطموحات
يعتبر يوم 8 مارس مناسبة عالمية للاحتفال بعيد المرأة، وهو يوم مخصص لتكريم إنجازات المرأة في مختلف المجالات، ولتسليط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجهها في سبيل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
يحتفل العالم بهذا اليوم من أجل الاعتراف بدور المرأة في بناء المجتمعات وتنميتها، ولتأكيد أهمية استمرار الجهود في تمكين المرأة ومنحها كامل حقوقها.
يرجع أصل الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى أوائل القرن العشرين، عندما بدأت الحركات النسوية بالمطالبة بالمساواة في الحقوق، خصوصًا في مجالات العمل والتعليم والسياسة.
في عام 1908، خرجت آلاف النساء في نيويورك في مسيرة تطالب بتحسين ظروف العمل وتقليل ساعات العمل ومنحهن حق التصويت.
وبعد ذلك، في عام 1910، اقترحت الناشطة الألمانية كلارا زيتكن تخصيص يوم عالمي للمرأة خلال مؤتمر دولي للنساء في كوبنهاجن، بهدف تعزيز الوعي بقضايا المرأة عالميًا.
في عام 1917، أصبح يوم 8 مارس مرتبطًا بحركة النساء في روسيا اللواتي طالبن بحقوقهن، ما ساهم في جعل هذا التاريخ رمزًا لنضال المرأة.
وفي عام 1977، اعترفت الأمم المتحدة رسميًا بيوم 8 مارس كعيد عالمي للمرأة، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية للاحتفال والتفكير في إنجازات المرأة وتحدياتها.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي لا يقتصر على كونه مجرد مناسبة رمزية، بل هو فرصة لتقييم مدى التقدم الذي أحرزته المرأة في مختلف المجالات، وتحديد القضايا التي لا تزال بحاجة إلى تحسين.
كما أنه مناسبة لتعزيز الوعي بضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين، وإبراز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات العظيمة التي حققتها النساء عبر التاريخ، سواء في مجالات العلم، السياسة، الرياضة، الفن، أو حتى في النضال الاجتماعي.
كما يُمثل مناسبة مهمة للحكومات والمؤسسات والمجتمعات لدراسة الطرق التي يمكن من خلالها تحسين أوضاع المرأة ومنحها المزيد من الفرص للنجاح والتقدم.
تختلف طرق الاحتفال بعيد المرأة العالمي من دولة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى، ولكن هناك بعض الأساليب الشائعة التي تتبعها العديد من الدول والمجتمعات للاحتفال بهذه المناسبة منها :
- تُقام العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا المرأة وتعزيز الوعي بأهمية تمكينها في مختلف المجالات.
كما تُعقد مناقشات حول سبل تحقيق المساواة بين الجنسين، والتحديات التي تواجه النساء في أماكن العمل، والحلول الممكنة لها.
- في العديد من المؤسسات والشركات، يتم تكريم النساء اللواتي قدّمن إنجازات كبيرة في مجالاتهن.
يتم منح الجوائز والشهادات التقديرية للنساء الناجحات كوسيلة لتشجيع المزيد من النساء على تحقيق طموحاتهن.
- تُطلق العديد من الحملات الإعلامية والتوعوية التي تهدف إلى إبراز أهمية المرأة في المجتمع، وتُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لنشر قصص نجاح النساء والتحديات التي تغلبن عليها.
- تُقام حملات دعم للنساء في المجتمعات المحرومة، مثل توفير التعليم للفتيات، دعم المشاريع الصغيرة التي تديرها النساء، أو تقديم المساعدة للنساء اللواتي يواجهن ظروفًا صعبة مثل العنف الأسري أو الفقر.
- يتم تنظيم عروض مسرحية، معارض فنية، وأمسيات شعرية تحتفي بإبداع المرأة وإنجازاتها في مجال الفنون والثقافة.
لقد قطعت المرأة شوطًا طويلًا في رحلتها نحو تحقيق المساواة، وحققت إنجازات مذهلة في مختلف المجالات.
فيما يلي بعض المجالات التي برزت فيها المرأة وحققت فيها تقدمًا كبيرًا فأصبح التعليم من أهم العوامل التي ساعدت المرأة على تحقيق ذاتها والمشاركة بفعالية في المجتمع.
شهدت العقود الأخيرة زيادة كبيرة في نسبة الفتيات اللاتي يحصلن على التعليم، وأصبحت المرأة تشغل مناصب أكاديمية بارزة كأستاذات جامعات وباحثات وعالمات في مختلف المجالات العلمية.
اليوم، تعمل النساء في جميع القطاعات تقريبًا، بدءًا من الزراعة والصناعة وصولًا إلى التكنولوجيا والهندسة والطب والإعلام.
لم يعد دور المرأة مقتصرًا على الأعمال المنزلية أو الوظائف التقليدية، بل أصبحت تشغل مناصب قيادية كرئيسات دول، ومديرات شركات، ووزيرات، وسيدات أعمال ناجحات.
أصبح للمرأة تأثير متزايد في المجال السياسي، حيث نجدها اليوم تتولى مناصب حكومية وبرلمانية، وتشارك في صناعة القرار على المستويات المحلية والعالمية.
لقد أثبتت النساء أنهن قادرات على قيادة الدول والمجتمعات بكفاءة ونجاح.
ساهمت المرأة في العديد من الاكتشافات العلمية والاختراعات التي غيرت العالم، فقد حصلت العديد من النساء على جوائز نوبل في مجالات الطب، الكيمياء، والفيزياء، ما يعكس الدور الهام الذي تلعبه المرأة في تقدم العلوم والتكنولوجيا.
شهدت العقود الأخيرة تزايد مشاركة المرأة في الرياضات المختلفة، حيث برزت أسماء نسائية قوية في مجالات مثل التنس، والسباحة، وألعاب القوى.
كما قدمت المرأة إسهامات كبيرة في الفنون، سواء في السينما، الأدب، الموسيقى، أو الفنون التشكيلية.
رغم كل هذه الإنجازات، لا تزال المرأة تواجه العديد من التحديات مثل التمييز في العمل، والفجوة في الأجور بين الجنسين، والعنف الأسري، وعدم تكافؤ الفرص في بعض المجتمعات.
لذا، فإن الاحتفال بيوم المرأة العالمي يجب أن يكون حافزًا لمواصلة النضال من أجل تحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق والفرص.
يوم 8 مارس ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو يوم يعكس أهمية الاعتراف بدور المرأة في المجتمع وضرورة الاستمرار في دعمها وتمكينها.
لقد حققت المرأة تقدمًا هائلًا في جميع المجالات، ولكن لا يزال الطريق طويلًا نحو تحقيق العدالة الكاملة والمساواة.
لذا، يجب أن يكون هذا اليوم مناسبة للعمل على تحسين حياة النساء في جميع أنحاء العالم، وضمان حصولهن على حقوقهن وفرصهن الكاملة للمشاركة في بناء مستقبل أفضل.