دراسة لجامعة تل أبيب: المناعة القومية لدى الإسرائيليين في تراجع واضح
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
#سواليف
كشفت دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن #المناعة_القومية الإسرائيلية، بعد سبعة شهور من #الحرب على #غزة، في حالة #تراجع واضح.
وحسب الدراسة، فإن المناعة القومية تعني قدرة المنظومات المختلفة في الدولة على مواجهة كوارث بنجاح، مواصلة نهج الحياة، وأداء الوظائف بشكل رتيب خلال الحدث، النهوض من #الكارثة بسرعة، والنمو من جديد بعد ذلك.
وطبقاً للدراسة، لم يستيقظ الإسرائيليون من الصدمة الجماعية في السابع من أكتوبر، والتي زعزعت مناعة الإسرائيليين، وأضيفت لها حالة المراوحة في المكان داخل القطاع، مصير المخطوفين ونضال ذويهم، التحدي الناجم عن النازحين الإسرائيليين في الشمال والجنوب، والقتال غير المنتهي مع “حزب الله”، والجبهة المباشرة مقابل إيران، والأداء المنقوص للحكومة، وتشظيها، والخطاب العام المسمّم.. كل ذلك يتحدى المناعة.
مقالات ذات صلةوتستند الدراسة الهامة هذه لـ 15 استطلاعَ رأي للإسرائيليين أنجزها “المعهد” منذ بدء الحرب على غزة، وتمت جدولة النتائج بناءً على معدّلها العام. ومن أبرزها: يواصل 90% من الإسرائيليين إيلاء الثقة بالجيش الذي يعتبرونه “قدس الأقداس” والحارس الحامي لهم، ولذا يتعاملون معه معاملة وجدانية. في المقابل تهبط ثقة الإسرائيليين بقدرة هذا الجيش على تحقيق أهداف الحرب من 92% في بدايتها إلى 64% اليوم، بل إن 10% فقط منهم يعتقدون أنه قادر على تحقيق أهداف الحرب بكاملها.
وحسب الدراسة، تراجعت ثقة الإسرائيليين بالشرطة من 68% في مطلع الحرب إلى 47%، ويفسر القيّمون على الدراسة هذه الفجوة بالإشارة للعب رجال شرطة دوراً “بطولياً” في التصدي لقوات “حماس”، خلال اجتياحها القواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، يوم غاب الجيش عنها في اليوم الأول، أما اليوم، وبعد شهور، فقد تدنّت الثقة بها، خاصة في ظل المظاهرات والسجالات الداخلية.
أما ثقة الإسرائيليين بحكومتهم الحالية فكانت، وما تزال، متدنية جداً: 20-28% فقط يثقون بها، وهذا برأي الباحثين العامل الأهم في تدني المناعة القومية لدى الإسرائيليين، بالنظر لإخفاقاتها في السابع من أكتوبر وبعده، وفشلها في إدارة الشؤون المدنية الداخلية أيضاً. وتكشف الدراسة عن تراجع دعم الإسرائيليين لأهداف الحرب خاصة تدمير “حماس” من 84% في مطلع الحرب إلى 67%.
وتشير سلسلة استطلاعات “المعهد” إلى أن هناك توجهات مقلقة: في الخلفية استمرار الحرب في عدة جبهات، أزمة المخطوفين حلّها يبدو بعيداً، والانقسام الداخلي يتعمّق.. ومناعة المجتمع الإسرائيلي تسجّل تراجعاً واضحاً.
شعار شعبوي فارغ
كذلك، وفي ذات الاتجاه، يفيد استطلاع إسرائيلي جديد أن ثلثي الإسرائيليين اليوم يشعرون بالتكدّر والكآبة، ولا يثقون بالقدرة المزعومة على الظفر بـ “النصر المطلق”، بعكس ما عكسه استطلاع سابق، في كانون ثاني/يناير الماضي، وهذا يتكاتب مع رؤية وتحذيرات عددٍ متزايد من المراقبين الإسرائيليين ممن يرون أن هذا مجرد شعار شعبوي فارغ.
ويدلّل استطلاعٌ أجراه معهد “مدغام”، وتنشره صحيفة “فايننشال تايمز” و”معاريف” اليوم، على تصدع ثقة 62% من الإسرائيليين بقدرة الجيش على تحقيق الأهداف العسكرية للحرب: إسقاط “حماس”، واستعادة كل الجنود والمدنيين المخطوفين منذ السابع من أكتوبر، مقابل 27% منهم ما زالوا يثقون بذلك ويعتبرون “النصر المطلق” هدفاً واقعياً.
محللون وعسكريون إسرائيليون كثر يعتقدون أن جيشهم، نتيجة عوامل متراكمة، غير جاهز لتحقيق نصر حاسم، خاصة داخل مناطق مأهولة بالسكانوتأتي هذه النتائج الآن، وقد دخلت الحرب المتوحشة على غزة شهرها الثامن، عكس نتائج استطلاع تم في الشهر الأول من العام الحالي، وفيه عبّر ثلثا الإسرائيليين عن ثقتهم بإمكانية إحراز “النصر المطلق” بصفته هدفاً واقعياً، بينما شكّك به ثلثهم فقط، وقتذاك.
ويعكس الاستطلاع الحالي واقعاً مختلفاً في إسرائيل، في ظل أجواء مغايرة تماماً، حيث يضطر الجيش الإسرائيلي، مرة تلو المرة، لدخول مناطق داخل قطاع غزة كان قد خرج منها بعد “تطهيرها”، وذلك عقب نجاح “حماس” بترميم وإعادة بناء صفوفها فيها.
يظهر الاستطلاع التحوّل الجوهري في المزاج العام السائد لدى الإسرائيليين اليوم، ففي مطلع العام الجاري، كان القتال داخل القطاع ما زال مكثّفاً، وفي كل يوم عَرَضَ الجيش مكاسبه للوهلة الأولى، والتي شكّلت إشارات للإسرائيليين بأن نهاية الحرب وشيكة، خلف عتبة الباب.
رؤية المحللين العسكريين والجنرالات
وتتكاتب هذه المشاعر والمعتقدات لدى الإسرائيليين، اليوم، مع تحذيرات محللين عسكريين وسياسيين وجنرالات، تتزايد أعدادهم، يحذّرون من أن “النصر المطلق” شعارٌ شعبوي فارغ، وغير واقعي، بعضهم أكّد ذلك، منذ الأيام الأولى من الحرب على غزة، أمثال المعلق السياسي ناحوم بارنياع، والمعلق العسكري عاموس هارئيل، والجنرال في الاحتياط المعروف بـ “نبي الغضب” في إسرائيل يتسحاق بريك، والجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، وغيرهم.
وأسّس هؤلاء رؤيتهم على فهم واقعي للواقع، وعلى معرفة مسبقة بحسابات ورغبات نتنياهو بعد السابع من أكتوبر، وعلى معرفة الحقيقة بأن للقوة حدوداً، وأن الجيش الإسرائيلي، نتيجة عوامل متراكمة، غير جاهز لتحقيق “نصر حاسم”، خاصة داخل مناطق مأهولة بالسكان، وهذا ما كانت الولايات المتحدة قد حذّرت منه، داعيةً للتعلّم من دروسها في العراق وأفغانستان.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرب غزة تراجع الكارثة ثقة الإسرائيليين أهداف الحرب لدى الإسرائیلیین ثقة الإسرائیلیین السابع من أکتوبر النصر المطلق على تحقیق
إقرأ أيضاً:
دراسة لـ«تريندز» سياسات ترامب الجمركية تنعكس على الاستقرار التجاري العالمي
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت دراسة اقتصادية حديثة أصدرها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية، التي دخلت حيّز التنفيذ في 2 أبريل الجاري، قد تؤدي إلى تصاعد الحمائية التجارية، وزيادة التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، وتنعكس على الاستقرار التجاري والاستثماري العالمي.
وأشارت الدراسة إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه بالفعل تحديات ضخمة، مثل أزمة الديون السيادية العالمية، والضغوط التضخمية المستمرة، والاضطرابات في سلاسل التوريد الدولية، مبينة أن التعريفات الجمركية الجديدة، التي فرضتها إدارة ترامب على الصين والاتحاد الأوروبي ودول عديدة أخرى، قد تؤدي إلى اضطرابات إضافية في التجارة العالمية، مع احتمال حدوث ردود فعل انتقامية من الدول المتضررة.
وذكرت الدراسة أن الأسواق المالية العالمية استجابت لهذه القرارات بتراجعات حادة، حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بنسبة 4%، وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، في حين شهدت أسعار الذهب والين الياباني ارتفاعاً بسبب تزايد القلق بين المستثمرين.
وأكدت الدراسة أن سياسات ترامب تهدف إلى تقليص العجز التجاري الأميركي، وتحفيز الصناعة المحلية، لكنها قد تؤثر سلباً على الشركات الأميركية والمستهلكين، من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد والمنتجات، كما حذرت من تأثير هذه السياسات في العلاقات التجارية، وإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي في السنوات المقبلة.
وفي ظل التباين في ردود الفعل الدولية، خلصت الدراسة إلى أن المرحلة المقبلة، قد تشهد تصعيداً في الحرب التجارية العالمية، لكن تظل هناك فرصة للجوء إلى مفاوضات تجارية جديدة، أو حتى فرض تعريفات إضافية من الطرفين، مما يضع الاقتصاد العالمي أمام مفترق طرق.