بعد ضرب الأرض.. بقعة شمسية "متوحشة" تستهدف الكوكب الأحمر
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
شهدت الأرض في 14 مايو أقوى عاصفة مغناطيسية تتعرض لها منذ أكثر من 20 عاما، والتي نتجت عن بقعة شمسية "متوحشة" تسمى AR3664.
ويقدر حجم البقعة الشمسية AR3664 بنحو 15 مرة أكبر من الأرض، وقد استدارت أخيرا بعيدا عن مجال رؤيتنا، وسيتم الآن توجيه انفجارات البلازما الشمسية والمجال المغناطيسي، المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية، نحو كوكب آخر في النظام الشمسي، وهو المريخ.
Massive sunspot that brought widespread auroras to Earth now targets Mars https://t.co/jm3t1mV6pJ
— The Mars Society (@TheMarsSociety) May 18, 2024وقال الدكتور إد ثيمان، عالم الفيزياء الشمسية في جامعة كولورادو في مختبر بولدر لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP)، لموقع Space.com في رسالة بالبريد الإلكتروني:"بالنظر إلى قياسات التوهج القادم من المريخ باستخدام جهاز مراقبة الأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUVM) الموجود على متن المركبة مافن (MAVEN)، فإن هذا هو أكبر توهج رأيناه منذ وصول مافن إلى المريخ في عام 2014".
إقرأ المزيدوتابع: "لم ننظر إلى قياسات الغلاف الجوي لمركبة مافن بعد، ولكن بناء على الأحداث السابقة، نتوقع أن يسخن التوهج بسرعة ويؤين الغلاف الجوي العلوي للمريخ، ما قد يتسبب في مضاعفة درجة حرارة الغلاف الجوي العلوي لبضع ساعات وتوسيع نصف الكوكب المضاء بنور الشمس بأكمله بمقدار عشرات الكيلومترات".
في الواقع، تمتلك المركبة الفضائية برسفيرنس التابعة لناسا والمتمركزة على المريخ بموقع مثالي لمراقبة البقع الشمسية AR3663 وAR3664 مباشرة.
ومثل الأرض، سيتأثر المريخ بشكل مباشر بالانبعاث الكتلي الإكليلي (CME) الذي سيتفاعل مع الغلاف الجوي للمريخ ويولد عاصفة شمسية.
وقد يؤدي ذلك إلى ظهور شفق مرئي، ما يوفر عرضا مذهلا يمكن لبرسفيرنس التقاطه.
وأشار الدكتور ثيمان إلى أن "الانبعاث الكتلي الإكليلي الذي أطلقه التوهج يتجه نحو المريخ وقد يتسبب في شفق عالمي النطاق وينشط طبقة الأيونوسفير العليا والغلاف المغناطيسي".
وعلى عكس الأرض، لا يمتلك المريخ مجالا مغناطيسيا لحمايته من الجسيمات المشحونة للغاية، ما يجعل مثل هذه الأحداث ذات أهمية خاصة.
ويعد وجود "مافن" على المريخ أمرا بالغ الأهمية لرصد ودراسة هذه التغيرات الجوية أثناء التوهجات الشمسية.
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الارض الشمس الطاقة الشمسية الفضاء المريخ النظام الشمسي كواكب مركبات فضائية ناسا NASA الغلاف الجوی
إقرأ أيضاً:
حقائق صادمة عن مصير مستوطني المريخ
تسعى شركات الفضاء العالمية بخطى حثيثة نحو تحقيق حلم إنشاء أول مستعمرة بشرية على المريخ لكن وراء هذه الخطط الطموحة، تكمن معركة وجودية شرسة ضد بيئة فضائية قاسية لا ترحم.
ولا تتلخص عقبات رحلة الفضاء الطويلة هذه في التحديات الهندسية، بل إنها تنطوي على مواجهة مباشرة بين الجسم البشري والبيئة الأكثر قسوة في الكون.
فبينما تتركز الأضواء على صواريخ القوة الدافعة الفائقة وتكنولوجيا الهبوط المتطورة، يبرز سؤال مصيري: هل أجسادنا البيولوجية القادمة من الأرض مهيأة لمواجهة قسوة الفضاء السحيق؟.
وهنا يكشف علماء وأطباء من ناسا عن الآثار المدمرة للسفر الفضائي طويل الأمد على جسم الإنسان، وما الذي يمكن فعله للبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف القاسية:
تأثير انعدام الجاذبية على العظام والعضلات
عندما يعيش الإنسان في بيئة منعدمة الجاذبية، تبدأ عظامه تفقد كثافتها بنسبة 1% شهريا، وهي نسبة تفوق بكثير ما يحدث لكبار السن على الأرض. كما تضعف العضلات وتضمر، خاصة في منطقة الساقين والظهر، لأنها لم تعد تتحمل وزن الجسم. وحتى العمود الفقري يتمدد قليلا، ما يسبب آلاما مزمنة وزيادة طفيفة في الطول.
تغيرات سوائل الجسم والدورة الدموية
في الفضاء، تنتقل سوائل الجسم من الجزء السفلي إلى الأعلى، ما يؤدي إلى انتفاخ الوجه وضمور الساقين. وهذا التغير يزيد الضغط على العينين والدماغ، ما قد يسبب مشاكل دائمة في البصر.
كما أن القلب، بسبب قلة الجهد المطلوب منه، يبدأ في الانكماش والتقلص.
تأثير الإشعاع الكوني على الخلايا
خارج الغلاف المغناطيسي للأرض، يتعرض رواد الفضاء لنسبة عالية من الإشعاع الكوني الذي يمكن أن يتلف الحمض النووي للخلايا. وهذا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، كما يؤثر على كفاءة الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض.
التحديات النفسية للعزلة الطويلة
لا تقتصر التحديات على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الجانب النفسي. فالعيش لشهور في مساحة ضيقة، بعيدا عن الأرض، مع تأخر في الاتصال قد يصل إلى 40 دقيقة لكل رسالة، يضع ضغوطا نفسية هائلة. وهذا يتطلب تدريبا خاصا وخططا للدعم النفسي لمساعدة الرواد على التكيف.
الحلول المطروحة للتغلب على هذه التحديات
لمواجهة هذه التحديات الجسيمة، يخضع رواد الفضاء لبرامج تدريبية مكثفة، حيث يخصصون ساعتين يوميا لتمارين قاسية تهدف إلى محاكاة تأثير الجاذبية الأرضية. لكن التمرين وحده لا يكفي، لذا يعكف العلماء على تطوير حلول متعددة تشمل أنظمة غذائية متخصصة، وعقاقير للحفاظ على كثافة العظام، وتصاميم مبتكرة لمركبات فضائية تدعم الجاذبية الاصطناعية.
كما تبذل جهود بحثية حثيثة لتطوير دروع متطورة قادرة على حماية رواد الفضاء من خطر الإشعاع الكوني.