أبحاث: بكتيريا الأمعاء تؤثر على سلوكنا الاجتماعي وإدراكنا للعدالة
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تلعب الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وهي نظام بيئي متنوع من البكتيريا والفيروسات والفطريات داخل الجهاز الهضمي، دورا حاسما في صحتنا، حيث تؤثر على أكثر من مجرد عملية الهضم.
وكشفت الأبحاث الحديثة عن التأثير الكبير للميكروبيوم لدينا على الوظائف المعرفية، والعواطف، والشعور بالعدالة، وحتى سلوكياتنا الاجتماعية.
ووفقا لدراسات أجريت على الحيوانات، وجد باحثون أن الفئران التي تربى في ظروف معقمة، خالية من الحياة الميكروبية، تظهر صعوبات في التفاعلات الاجتماعية. وتشير هذه النتيجة إلى وجود صلة عميقة وأساسية بين ميكروبات الأمعاء والسلوك الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن تطبيق هذه النتائج المستندة إلى الحيوانات على صحة الإنسان أمر معقد. وما يزال الباحثون يستكشفون المسارات العصبية والمناعية والهرمونية المحددة التي تمكن ميكروبات الأمعاء من التواصل مع الدماغ.
وعلى الرغم من ملاحظة وجود علاقة بين تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء والعدالة، إلا أن الآليات الدقيقة ما تزال غير واضحة، ما يترك العلماء لمواصلة كشف هذه العلاقة المعقدة.
فهم العلاقة بين الأمعاء والدماغ
وتلقي هيلك بلاسمان من جامعة السوربون وإنسياد، التي تقود فريق البحث في معهد باريس للدماغ، الضوء على المسارات المحتملة لهذا التفاعل.
وتشير بلاسمان إلى أن "النظام البيئي المعوي يتواصل مع الجهاز العصبي المركزي عبر مسارات مختلفة، بما في ذلك العصب المبهم".
وقد يتضمن هذا الاتصال أيضا إشارات كيميائية حيوية تحفز إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة الدماغ.
إقرأ المزيدالعدالة واتخاذ القرار من القناة الهضمية
لاستكشاف ما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء البشرية تؤثر بشكل مباشر على عملية صنع القرار، لجأت بلاسمان وفريقها إلى "لعبة الإنذار النهائي"، وهو اختبار سلوكي يقيس الاستجابات للعدالة.
وفي هذه اللعبة، يقوم أحد اللاعبين بتقسيم مبلغ من المال بينه وبين لاعب آخر، والذي يمكنه رفض العرض إذا شعر بأنه غير عادل، ما يترك كلا اللاعبين بلا شيء.
ويختبر هذا السيناريو "العقاب الإيثاري"، حيث يؤدي رفض العرض غير العادل إلى دعم المساواة على حساب المكاسب الشخصية.
وشملت الدراسة 101 مشاركا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين على مدى سبعة أسابيع. تلقت إحدى المجموعتين مكملات غذائية تحتوي على البروبيوتيك والبريبايوتكس، بينما تلقت المجموعة الأخرى علاجا وهميا. ولعبت كلا المجموعتين "لعبة الإنذار النهائي" في بداية ونهاية فترة الدراسة.
وفي ختام الدراسة، رفضت المجموعة الحاصلة على المكملات بشكل ملحوظ المزيد من العروض غير المتكافئة، ما يدل على حساسية معززة للعدالة، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، التي لم تظهر أي تغيير في السلوك.
وأظهر المشاركون الذين كان لديهم في البداية خلل في التوازن البكتيري التغيرات الأكثر وضوحا في الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء وحساسية أعلى للعدالة بعد المكملات.
ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء المشاركين أظهروا أيضا انخفاضا في مستويات التيروزين، وهو مقدمة للدوبامين، ما يشير إلى وجود آلية بيولوجية محتملة.
وتقول بلاسمان: "توضح هذه النتائج الجديدة المسارات البيولوجية التي يجب أن ننظر إليها".
نشرت الدراسة الكاملة في مجلة PNAS Nexus.
المصدر: earth.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة تجارب دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
احذروا عند تحضيرها.. طرق لعمل القهوة تؤثر على القلب
ناقوس خطر لعشاق القهوة دقته دراسة جديدة خلصت إلى أنه يمكن لطريقة تحضير القهوة أن تؤثر بشكل كبير على مستويات مركبات الديتربين الطبيعية التي ترفع الكوليسترول، أي يمكن أن يكون لها تأثير على صحة القلب، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nutrition, Metabolism & Cardiovascular Diseases.
مركبات الديتربين الطبيعية
وتُعتبر القهوة عمومًا ذات فوائد صحية إيجابية بفضل مركباتها النشطة بيولوجيًا. ولكن بحثت دراسة جديدة، أجرتها جامعة أوبسالا في السويد، في كيفية تأثير طريقة تحضير القهوة على مستويات مركبات الديتربين الطبيعية التي ترفع مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، المعروف أيضًا باسم LDL أو الكوليسترول “الضار”، مما يمكن أن يؤثر بدوره على صحة القلب والأوعية الدموية.
قال ديفيد إيغمان، الباحث في وحدة التغذية السريرية والتمثيل الغذائي بالجامعة والباحث الرئيسي في الدراسة: “تم دراسة أربع عشرة آلة قهوة، ولوحظ أن مستويات مركبات الديتربين أعلى بكثير في قهوة هذه الآلات مقارنة بآلات صنع القهوة التقليدية التي تعمل بالتنقيط”.
القهوة التركي
كما أظهرت أبحاث سابقة أن القهوة المغلية – القهوة التركية، على سبيل المثال – تحتوي على مستويات عالية من أسوأ هذه الديتربينات، وهما الكافستول والكاهويول، والتي عُرفت خصائصها في رفع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة منذ التسعينيات. وكان من المعروف أن ورق الترشيح يزيل هذه الديتربينات المزعجة من القهوة المغلية.
تقديرات مزعجة
في عام 2020، وجدت دراسة نرويجية استمرت 20 عامًا أن تناول القهوة غير المفلترة يرتبط بارتفاع خطر الوفاة لأسباب القلب والأوعية الدموية، مقارنة بتناول القهوة المفلترة. أدى ذلك إلى تطبيق توصيات التغذية الاسكندنافية في عام 2023، والتي توصي بالقهوة المفلترة كخيار أكثر أمانًا.
التحضير الآلي مقابل التنقيط
في الدراسة الجديدة، سعى الباحثون إلى تحديد تركيزات الديتربينات في عينات من القهوة المُحضّرة آليًا من الأماكن العامة السويدية. كما تم تحضير أنواع إضافية شائعة من القهوة المُحضّرة منزليًا للمقارنة، مثل القهوة المُحضّرة بالتنقيط والقهوة الفرنسية/الكافيتير والقهوة المغلية. تم ترشيح القهوة المغلية نفسها من خلال جورب من طبقتين من البوليستر والأكريليك، والذي يُنصح به على ما يبدو كبديل لفلتر القهوة الورقي.
وجُمعت أربع عينات من الإسبريسو من ثلاث كافيتريات وآلة قهوة واحدة في مكان عمل مختبر. ثم تم قياس مستويات الكافستول والكاهويول.
القهوة المفلترة بالورق
احتوت القهوة من آلات التخمير على تركيزات ديتيربين أعلى من القهوة المفلترة بالورق، ولكنها أقل من القهوة المغلية. بلغ متوسط الكافستول في قهوة آلة التخمير 175.7 ملغم/لتر ومتوسط الكافستول 141.8 ملغم/لتر. بالنسبة للآلات ذات النموذج السائل، كانت هناك عينة شاذة واحدة بتركيزات عالية بشكل غير عادي من الكافستول والكاهويول (344.2 ملغم/لتر و288.2 ملغم/لتر، على التوالي). عند حذف هذه القيمة الشاذة، كان المتوسط 5.9 ملغم/لتر من الكافيستول و4.8 ملغم/لتر من الكاهويل، على قدم المساواة مع المتغيرات المفلترة بالورق.
القهوة المغلية
أدى ترشيح القهوة المغلية بتركيز كافستول قدره 939.2 ملغم/لتر من خلال جورب إلى خفض الكافستول بشكل كبير إلى 28.0 ملغم/لتر. احتوت متغيرات القهوة الأخرى على تركيزات متوسطة من الكافستول – بين 68.7 ملغم/لتر و91.2 ملغم/لتر – باستثناء عينات الإسبريسو، التي احتوت على مستويات كافستول تصل إلى 2446.7 ملغم/لتر.
استنتاج مهم
قال إيغمان: “من هذا، يمكن استنتاج أن عملية الترشيح ضرورية لوجود هذه المواد التي ترفع الكوليسترول في القهوة”، مشيرًا إلى أنه “من الواضح أن غالبية آلات القهوة لا تتمكن من ترشيحها، مستشهدًا باكتشاف اختلافات كبيرة في التركيزات بمرور الوقت”.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب