تبقى تهيئة الظروف السياسية أمام ترجمة ما تضمنته خريطة الطريق التي رسمها سفراء «الخماسية» لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، عالقة على الجهود التي يتولاها السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في تنقلّه ما بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والقيادات في المعارضة، في محاولة للتوصل إلى صيغة مركّبة لا تشكل تحدياً لأحد، يراد منها التوفيق بين التشاور والحوار لإخراج آلية الانتخاب من التباين، تمهيداً لإعادة فتح أبواب البرلمان على نحو يؤدي إلى انتخاب الرئيس، بخلاف الجلسات النيابية السابقة التي اصطدمت بحائط مسدود، وكانت وراء التمديد للشغور الرئاسي الذي مضى عليه أكثر من سنة و7 أشهر.


وفي هذا السياق كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط":يقول سفير في «الخماسية»، فضّل عدم ذكر اسمه، إنه وزملاءه في اللجنة ليسوا بحاجة لتبرئة ذمّتهم أمام المجتمع الدولي والرأي العام اللبناني بإصدار البيان في ختام اجتماعهم بدعوة من السفيرة جونسون، التي غادرت إلى واشنطن لحضور المؤتمر السنوي لسفراء الولايات المتحدة في الخارج، ويؤكد أن البيان جاء معطوفاً على ما لديهم من معطيات بأن البلد لم يعد يحتمل استمرار تعطيل انتخاب الرئيس، بوصفه ممراً إلزامياً لإعادة تكوين السلطة، تحسُّباً لمواجهة التحديات التي تنتظره، وأبرزها عدم وجود ضمانات بجنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب في جنوب لبنان.
وينقل عدد من النواب والوزراء عنه دعوته لهم إلى عدم إسقاط توسعة الحرب من حساباتهم، رغم الضغوط الدولية التي تمارسها الولايات المتحدة وفرنسا على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. ويقول هذا السفير المشار إليه سابقاً، إن مسؤولين في البلدين نصحوا القيادات اللبنانية بضرورة تدبير أمورهم قبل حلول الصيف، وهو الموعد الذي حدده وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ويلفت السفير نفسه إلى أن هناك ضرورة لإعادة تكوين السلطة بانتخاب الرئيس، وتشكيل حكومة فاعلة؛ لأن القيام بهذه الخطوة يرفع من منسوب الضغط والتدخل الدوليين لدى إسرائيل للجم تدحرجها نحو توسعة الحرب، إفساحاً في المجال أمام لبنان ليعيد ترتيب أوضاعه بما يسمح له بالدخول في مفاوضات برعاية دولية لتطبيق القرار 1701.
ويحذّر السفير نفسه من إهدار الوقت، ومن استخفاف المَعْنِيِّين بانتخاب الرئيس بالنصائح التي أُسديت لهم من قِبَل أكثر من جهة دولية وإقليمية، بوجوب وقف تعطيلهم انتخاب الرئيس. ويؤكد أن تحذير «الخماسية» من لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب لا ينطلق من فراغ، وإنما من معطيات كانت نقطة تقاطع بين الموفدين الغربيين الذين يتهافتون لزيارتها بغية إثناء نتنياهو وفريق حربه عن توسعة الحرب.
ويعترف السفير نفسه بأن «الخماسية» أرادت من إصدار بيانها توجيه إنذار للكتل النيابية على طريقتها، لعلها تبادر للانخراط في إعادة خلط الأوراق لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم الذي يحاصره، وإن كان ينأى بنفسه عن البوح برد فعل الدول الأعضاء في «الخماسية»، في حال عدم التفات المعنيين إليه بجدية، أو لم يتعاملوا معه على أنه ينطوي على ما يشكله الوضع من خطورة على البلد تستدعي تضافر الجهود لإنقاذه اليوم قبل الغد، خصوصاً أن الجنوب يدخل حالياً في حرب حقيقية لن يوقفها التقيُّد بقواعد الاشتباك التي أصبحت من الماضي.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس توسعة الحرب

إقرأ أيضاً:

انتخاب الرئيس السويسري السابق أمينا عاما لـ"مجلس أوروبا"

انتُخب الرئيس السويسري السابق آلان بيرسيه (52 عامًا)، اليوم الأربعاء، أمينًا عامًا لمجلس أوروبا لولاية مدّتها خمس سنوات، بحسب ما أعلنت الهيئة البرلمانية لهذه المؤسّسة المكلّفة مراقبة حقوق الإنسان في القارة العجوز.

انخفاض الحرارة والعظمى بدبي 42 .. تفاصيل طقس الإمارات اليوم الأربعاء فاشل .. كوريا الشمالية تطلق صاروخًا باليستيًا باتجاه البحر الشرقي

وكتبت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا على حسابها في منصّة "إكس" للتواصل الاجتماعي "تهانينا لآلان بيرسيه، الذي انُتخب للتوّ أمينًا عامًا لمجلس أوروبا لولاية مدّتها خمس سنوات!".

وفاز الرئيس السويسري السابق بهذا المنصب في الجولة الثانية من التصويت، وسيتولّى بيرسيه مهامه في 18 سبتمبر خلفًا للكرواتية ماريا بيتشيفونيتش بوريتش.
ونافس بيرسيه على هذا المنصب كلًا من البلجيكي ديدييه ريندرز، مفوّض العدل الأوروبي المنتهية ولايته، ووزير الثقافة الإستوني السابق إندريك سار.
تأسّس مجلس أوروبا في 1949 في ستراسبورج، وهو يضمّ 46 دولة منذ خرجت منه روسيا في 2022 بعد غزوها أوكرانيا، وهو هيئة لا تتبع للاتحاد الأوروبي وتضمّ 46 دولة عضوًا.
وبيرسيه الذي ينتمي للحزب الاشتراكي تولّى طوال 12 عامًا حقيبة الشؤون الداخلية في الحكومة الفدرالية السويسرية.

وبتولّيه هذه الحقيبة الوزارية التي تشمل القضايا الصحية، كان عليه إدارة أخطر أزمة في حياته المهنية، ألا وهي أزمة جائحة كوفيد-19، وفي ذروة تلك الأزمة تمّ تهديده بالقتل ووُضع تحت حماية الشرطة، وهو أمر نادر للغاية في سويسرا.

وكان بيرسيه أحد أكثر السياسيين شعبية في سويسرا عندما فاجأ الجميع بإعلانه استقالته من الحكومة الفدرالية في نهاية 2023، وتولّى بيرسيه الرئاسة الدورية للاتّحاد السويسري مرتين: الأولى في 2018 والثانية في 2023.
ورئيس الاتحاد السويسري هو منصب شرفي في الأساس يشغله لمدة عام واحد وزير فدرالي مع احتفاظه بحقيبته الوزارية.
وبيرسيه متزوج وأب لثلاثة أبناء ووُلد في 9 أبريل 1972 في فريبورج (وسط غرب سويسرا) ودرس العلوم السياسية ونال إجازة فيها عام 1996 قبل أن يحصل على دكتوراه في العلوم الاقتصادية من نوشاتيل في 2005.

مقالات مشابهة

  • الرئيس علي ناصر محمد يلتقي السفير الروسي
  • توقعات بتحريك اجتماعات اللجنة الخماسية.. والجامعة العربية جددت مساعيها
  • شغور مقعد الرئيس في لبنان يقلق البابا فرنسيس
  • مصلحة الجميع هل تلجم نيّات توسعة الحرب في لبنان؟
  • انتخاب الرئيس السويسري السابق أمينا عاما لـ"مجلس أوروبا"
  • السفير الفلسطيني ضيف إيمان أبوطالب على الحياة الجمعة المقبل
  • أحمد الحريري بحث وسفير قطر في جهود اللجنة الخماسية
  • الكهرباء الإسرائيلية تناقش إقالة الرئيس التنفيذي بعد كشفه عدم جاهزية الشبكة للحرب
  • هذا ما أعده حزب الله للحرب المقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي
  • تقرير يكشف.. العد العكسي للحرب ضد لبنان بدأ