عبد اللهيان كان آتياً إلى لبنان.. وسقوط مروحية إيران يهزّ الخُماسية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
كتب وليد شقير في" نداء الوطن": يترقب بعض أوساط اللجنة الخماسية مدى انعكاس حادث مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على جهود اللجنة لاستعجال انتخاب رئيس للجمهورية.
تتساءل مصادر متصلة باللجنة عما إذا كان الحدث سيؤثر في المهل الزمنية التي كانت اللجنة تأمل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلالها، وبالتالي هل يؤخرها أم أنّ ما حصل يعجّل بإنجاز الاستحقاق؟
تشير المصادر إلى أنّ الوزير عبد اللهيان كان سيزور بيروت الخميس المقبل.
تلفت المصادر نفسها إلى أنه كلما سعت اللجنة الخماسية إلى تنشيط جهودها يحصل حدث يؤخّر تحركها. فحين عاودت نشاطها مع شهر رمضان كانت تراهن على نجاح مفاوضات الهدنة في غزة خلاله، لعل التهدئة هناك تسهل جهود إنهاء الفراغ الرئاسي، لكنها فشلت. وبعد الأعياد حين تحركت اللجنة مجدداً حصلت المواجهة بالصواريخ والمسيّرات بين إيران وإسرائيل، ما أخّر معاودتها اتصالاتها.
ترى المصادر أنّ الحدث بالأمس ستكون له حسابات في قراءة ما بعده. صحيح أنّ الرئيس الإيراني كان من الصقور في النظام، لكنه حقّق تقارباً مع السعودية وشارك في القمة العربية الإسلامية التي وافق على بيانها بالدعوة الى حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وقيل إنه كان مرشحاً لخلافة المرشد... والآن يفترض انتظار مهلة الخمسين يوماً (لانتخاب الرئيس الإيراني الجديد) والتي يمكن أن تكون حبلى بالمفاجآت.
المهلة الزمنية التي أشار إليها بيان اللجنة الخماسية الأسبوع الماضي بضرورة انتخاب رئيس قبل نهاية الشهر الجاري، وصفتها المصادر المتصلة باللجنة بأنها «مهلة حث»، أصرّ عليها بعض أعضاء اللجنة. فهي لا تستطيع إلزام الفرقاء.
من العناصر الأساسية التي توليها المصادر المتصلة بـ «الخماسية»، إصرارها على الإشارة إلى دور كتلة «الاعتدال الوطني» النيابية في المخرج لانتخاب رئيس الجمهورية، بهدف كسر حال التشنج بين الفرقاء الرئيسيين عبر قوى وسطية. وهذا المخرج يعطي الأمر طابعاً لبنانياً بدلاً من أن تقوم جهة خارجية برعاية التشاور. والهدف أن تتولى الدعوة إلى جلسة تشاور بين الفرقاء من دون رئاسة، فتجرى لقاءات ثنائية أو ثلاثية بين الكتل النيابية داخل غرف المجلس تنتهي بإطلاع رئيس البرلمان نبيه بري على نتائجها، وعلى الآلية التي تكون الكتل اتفقت عليها، فيبادر للدعوة إلى جلسة مفتوحة يحاول النواب خلالها انتخاب رئيس في 4 دورات اقتراع، فإذا لم ينجحوا في ذلك يؤجل الانتخاب 48 ساعة لإعادة الكرة إلى أن يتم انتخاب الرئيس. توخّت «الخماسية» هذا المخرج نظراً إلى رفض معظم المعارضة أن يتولى بري الدعوة إلى الحوار أو مشاورات برئاسته تستمر 7 أيام بالحد الأقصى يدعو بعدها الى جلسات الانتخاب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب رئیس
إقرأ أيضاً:
عون يرسم حدود العلاقة مع إيران
كتب معروف الداعوق في" اللواء": لم يكن اللقاء الاول بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، منذ انتخاب الاول لرئاسة الجمهورية، كما كان يطمح الزائر الايراني، ألذي يزور لبنان على رأس وفد كبير، للمشاركة في مناسبة تشييع الامينين العامين لحزب الله حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بالرغم من محاولته اضفاء هالة وحضانة ايرانية متجددة، لذراع ايران ومصدر نفوذها في لبنان والمنطقة.
أُبلِغ قاليباف مباشرة،على لسان رئيس الجمهورية مواقف واضحة و معبرة في ان واحد ، بأن لبنان تعب من حروب الاخرين على ارضه، ودفع اثمانا باهظة في دعم القضية الفلسطينية، وهو ملتزم بقرارات قمة الرياض الداعية لحل القضية الفلسطينية على اساس اقامة الدولتين، ويؤيد عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، وفي الوقت نفسه حريص اقامة افضل العلاقات مع ايران على اساس الاحترام المتبادل.
بالطبع، لم يهضم قاليباف مواقف عون، وان تظاهر بابتسامة مصطنعة كعادته لاخفاء مشاعر الرفض لمثل هذه المواقف، التي تصيب التدخل الايراني في الشؤون الداخلية اللبنانية بالصميم، وتبعث برسالة صارمة للنظام الايراني، مفادها ان مرحلة جديدة بدأت في لبنان، بعد انتخاب عون للرئاسة الاولى، بعيدا عن الهيمنة الايرانية المعتادة ، بواسطة حزب الله على الاستحقاقات الدستورية، كما كان يحصل في العقود الماضية،وان المواقف التي ابلغها للزائر الايراني، تعكس سياسة العهد الجديد، وتوجهات معظم اللبنانيين.
ليست المرة الاولى، التي يسمع فيها قاليباف مواقف رسمية عالية المستوى ، ترفض التدخل الايراني في شؤون لبنان واوضاعه الداخلية ، وخلال زيارته السابقة إلى لبنان، ابان حرب المشاغلة اوالمساندة التي اشعلها حزب الله ضد إسرائيل، وخلال تعرض لبنان لابشع عدوان إسرائيلي، سمع قاليباف كلاما رسميا صارما من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يومئذ، طالباً منه عدم التدخل في شؤون لبنان، ولكنه بمواقف أطلقها بالامس من طهران عن دور حزب الله، ونصائحه للبنانيين، يبدو انه لايرتدع، ولايعترف بالمتغيرات الداخلية والاقليمية وانحسار الدور الايراني بالمنطقة.