الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، ناقد ثقافي سوداني يرتقي جالسا في ذروة الفكر المفضي إلى ثورة الإبداع .
صاحب مشروع فكري حداثي ، يتأبى على التسليم الخانع ، والاتباع القانع والتقليد العاجز .
تنظر متأملا في مشروعه الأكاديمي الدارس للثقافة السودانية ، أو ، في منجزه الكتابي الإبداعي المسرحي ودراساته النقدية ، تجد أنه يزرع روح التمرد والمغامرة والتطلع إلى المستقبل ، ضد إجماع الإذعان لسرب الصفوة في السودان .
يرى أن الإنتاج الذهني ، ليس دوائر مغلقة بقدرما هي إجابات مفتوحة لأسئلة أخرى أيضا ، لذا نجد في إنتاجه محاولات لمحاورة نفسه ، ، بذات القدر الذي يحاور غيره .
ففي كل ما يكتبه عبدالله علي إبراهيم لن تجد إلا الأسئلة المعرفية المفتوحة ، والإجابات التي لا تعرف حدود الإنغلاق .
فالسلطة عنده هي سلطة الوعي ، وأن الثقافي الثوري المبدع يجب أن يكون غير أحادي البعد ، ولا المحدود ، ولا الجامد المتكلس ، فالثورية عنده ، أعمق وأوسع وأشمل من المعنى الإيديولوجي .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
وبتلك المنظورت تفرد الدكتور عبدالله علي إبراهيم برؤية خاصة في المسألة السودانية وأزمات السودان إذ يرى أن ” الصفوة ” هي أصل البلاء والمحن إذ قال ” صفوتنا ضيوف ثقلاء على الواقع ” .. وفي مقالته : ” الصفوة والمكشن بلا بصل ” قال :
( من غضب الله علينا أن الصفوة – وهذا ما يسمي خريجو المدارس والمهنيون أنفسهم – طالقة لسانها في الآخرين ولم تجد بعد من يطلق لسانها فيها بصورة منهجية .
فهي تصف جماعات غمار الناس ، بالأمية ، أو البدائية ، أو المتخلفة ، أو بالمصابة بالذهن الرعوي ، أو ببله الريف أو انها مستعربة أو متأسلمة .
واحتكرت حق تبخيس الآخرين أشياءهم . واحتكرت حتى نقدها لنفسها ، ولكن برفق . فهي فاشلة أو مدمنة الفشل بما يشبه التوبيخ على حالة عارضة تلبستها وستخرج منها متى صح منها العزم ،
وقليلاً ما عثرت على نقد للصفوة تخطى ما تواضعت عليه من الرأفة بنفسها والعشم في صحوتها إلى نقد جذري يطال فشلها بالنظر إلى اقتصادها السياسي :
إلى مناشئها الثقافية والاجتماعية ومنازلها من العملية الإنتاجية ) ..
ويرى الدكتور عبدالله علي إبراهيم أن الصفوة السودانية خالية من ” الحمية ” وذلك أن الغرب قد أفرغها في مدارسها ، وجعل منهم طائفة بلا أدنى شغف بأهلهم وثقافتهم ، أطلقوا ألسنتهم فيهم ” يا بدائي ” يا ” أمي ” يا ” متخلف ”
وقال في استدراكته :
( كنت أستغرب مثلاً لماركسي يقول ، تأسياً بلينين ، إن الأمي خارج السياسة وحزبه في قيادة معظم نقابات العمال واتحادات المزارعين التي قوامها أميون .
أو تسمع من يقول لك ” بالله الحاردلو دا لو قرأ كان بدّع “.
وكأن ما قاله الحاردلو شفاهة ناقص ) ..
وفي تعميق آخر لمعنى الصفوة كتب الدكتور عبدالله علي مقالة أخرى بعنوان ( مفهوم الصفوة : إننا نتعثر حين نرى ) قائلا :
( فأعيد النظر في صلاح مفهوم الصفوة لتشخيصها . وهو المفهوم الذي نقلناه إلى خطابنا السياسي عن الفكر الغربي ، ولم نستأنسه بتحر يدني به زمامه لنا لمعرفة أوثق بهذه الحلقة الأثيمة .
ومن الجهة الثانية سأرد ، على بينة مَخْضي لمفهوم الصفوة ، هذه الحلقة إلى ” الثورة المضادة ” الغائبة في تحليلنا السياسي .
فلما قَصَر المفهوم فهمنا لفشل الفترة الانتقالية على تنازع الصفوة أوحى كأنه كان بالوسع ألا تتنازع لولا سوء خلقها .
وخلافاً لذلك سأوطن الصفوة ذاتها في خضم صراع اجتماعي واسع هية طرف فيه وفي حرب بين أطرافها كذلك .
باتت هذه الحلقة الجهنمية مثل دورات الطبيعة في حياتنا السياسية ” أو في اعتقادنا عنها من فرط تكرارها فينا ” تكرر الحيض عند النساء في قول منصور خالد .
وهي ليست كذلك بالطبع . ولم نجعلها كذلك إلا لأننا لم نحسن تشخيص هذا التعاقب ناظرين إلى صراع قوى مجتمعنا حول مصالحها .
وحال دوننا ومثل هذا التشخيص أنه لم ينشأ بيننا علم للسياسة مستقل عن الناشطية السياسة يكفل لنا الترقي من الإثارة إلى الفكر .
فظل الانقلاب فينا ، نظرياً ، من جرائر صفوة أنانية فاشلة تستدرج العسكريين لارتكابه .
وتقع مثل هذه نظرية في باب الأخلاق بجعلها الانقلاب حطة نفس .
ولا تقع في باب السياسة التي يتدافع الناس فيها حول مصالح استراتيجية بتكتيكات مختلفة سلمية وعنيفة ) ..
تأسيسا على ذلك يمكن القول أن الدكتور عبدالله علي إبراهيم في مذهبه هذا ، هو أقرب إلى التيار الذي يرى أن الأيديولوجيا في فضاءاتنا الثقافية العربية قد أنتجت مثقفين سيكولوجيين ، لهم في كل وجه عين واحدة ، وليس أكثر .
والعين الواحدة لا تدرك إلا لونا واحدا ، ولا تعترف إلا بحقيقة واحدة موحدة ..
فالإيديولوجيا مسكونة بالنوايا وبالأهواء ، هي وجهة نظر لا تعرف ولا تعترف بأنها مجرد وجهة نظر ، قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، وقد تكون مجرد هلوسات ذهنية ولا شيء أكثر – كما قال الدكتور عبدالكريم برشيد – هذه الإيديولوجيا بتمركزها على الذات ، قد أضرت كثيرا بثقافتنا .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من جهة
إقرأ أيضاً:
المهمش الدكتور وليد مادبو والبقية
القضاء على دول 56 والتهميش هما الكرتان الرابحان كما يظن اسوأ انواع الضباع البشرية متمثلة في الجنجويد . من الصعب جدا اذا لم يكن من المستحيل ان نجد كائنات يمكن ان تمارس ما مورس ، يمارس وسيمارس ضد مدنيين ابرياء في السودان . والآن قد استقوى الجنجويد بالكثير من الاحزاب التجمعات والافراد، الذين كنا سنقف معهم في نفس الخندق لاقتلاع الكيزان ولكن لن نبدل الكيزان بمن استعان بهم الكيزان الذين بالرغم من الانحطاط الموثق، قاموا بتكليف الجنجويد من بالفظاعات والسقوط.
وبما أن الاغلبية المسيطرة على هذا الجحيم هم من الرزيقات فقد كنت اظن ان متعلمي عقلاء الرزيقات سيتدخلون ، او على اضعف الايمان تقديم النصح بدلا عن التهليل للمجرمين . سيكون من الصعب جدا لاهل السودان ان يتعايشوا مع الرزيقات والمسيرية في المستقبل .
في كل المؤتمرات التجمعات للمعارضة السودانية كنت احاول أن الفت نظر الجميع الى انه من الخطأ أن نطالب بفصل الدين عن الدولة . يمكن أن نطالب بفصل الدين عن الحكومات التي تستغل وتسيئ الى الحكم والدين. هنالك فرق كبير بين الدولة والحكومة . الدولة هى امتداد لتاريخ قد يعود كما في السودان ل12 الف عام كما اثبت العلم في السودان . لقد اثبت أن الحضارة السودانية قد سبقت الحضارة المصرية بخمسة الف سنة . الدولة لم تتكون في 1956 . الحكومة تكونت في1956 . لا يمكن وليس من المفروض او الممكن فصل الدين عن الدولة . الدولة ليست نظام حكم لأن الحكومة قد تكون فاشية نازية اشتراكية رأسمالية اقطاعية ملكية جمهورية الاخ او كارثية مثل الكيزان فوضوية مثل الجنجويد .
المحاضر الطيب ميرغني شكاك مدرس التاريخ كتب كتابا عن الاحياء في امدرمان ، ارسله لى قبل طباعته . رددت عليه بأنه قد اخطأ لانه اورد فقط اسماء الوزير فلان اللواء علان الدكتور المليونير التاجر الكبير البروفسير الخ . قلت له امدرمان بلدة بنتها النساء , لانها كانت معسكرا كبيرا للجيوش التي تذهب للحرب والغزووقد لا يعود الأبن او الزوج ، ويدير النساء كل شئ . بعد فقدان 25 الفا في معركة كرري تكفل النساء بالعمل الشاق وكفالة العجزة والايتام . امدرمان هى العرامة العتالة الطيانة النجارين الحدادين الكناسين المراكبية الحواتة الرعاوية التشاشة الدلاليات ستات الانجيرة الدايات المشاطات ستات الطواقي بياعات التبش الفول العنكوليب الخ . الدولة هى الشعب . هل تريدون التخلص من الشعب ؟؟ هل تريدون التخلص من دين الشعوب بالقوة ؟؟ في ايام الشيوعية منعوا حتى الزواج في الكنائس لقد حاولت الشيوعية قتل الاديان الا انه بعد انهيار الحكومات الشيوعية عاد الدين اكثر قوة وصلابة . اليوم يعذب المسلمين الايقور في الصين كما عذبوا البوذيين . الا ان الاديان لا تحارب بالقتل الحرق والتعذيب في التبت مما جعل الدلايلاما يهرب من بلده .
الدولة هى كل شئ انها الجبال الوديان البحار الانهر الغابات التجارة الزراعة التعدين الصيد المواصلات التعليم الفنون الغناء الموسيقى المسرح دور العبادة الضرائب او الرسوم العوائد بيوت المال الشيوخ العمد الامراء الحكام التراث القوانين الغير مكتوبة العادات العرف الخ . الحكومات هى مهما كبرت وكبر جيشها بوليسها ليست الا قطرة في بحر الشعب الذي هو الدولة . الحكومة قد تكون حكومة احتلال، استعمار او استعباد كما تحاول مصر والامارات أن تمارسه على السودان اليوم، ومؤتمر نايروبي سيساعد في الاستعباد . الاعداء هم الكيزان والجنجويد....نقطة سطر جديد . الجنجويد لا امانة لهم لانهم لم يعيشوا في مجتمعات يحكمها القانون والحضارة الديمقراطية وحكم القانون . المثل السوداني يقول.... العود ما ببقا ماشة والعرب ما ببقا باشا . المقصود بالعربي هو البدوي الذي لا يعرف المدنية ظروقها طريقة العيش فيها والتعامل مع العالم الخارجي . كيف سيحكم امثال عبد الرحيم دقلو بلدا مترامي الاطراف متعدد الثقافات واللغات.
لماذا لا يقتنع الجميع بأن حميدتي خارج الخدمة ؟؟؟؟؟ وترديد اسمه هو فقط لمواصلة النهب والقتل السودان لا يوجد عرب الا في العقول الخربة ..... سودانية وبس والباقي طظ ..... يوجد بشر مغيبون تعرضوا لعملية غسيل مخ طويلة الامد، وهنا سبب المصائب .
يتكلمون عن التهميش وانفراد اهل الوسط بكل الخيرات . من اول مبادرات الانقاذ انهم صرحوا وهم سكارى بخمر السلطة انهم ،،يتشرفون ،، بانهم ليسوا من العاصمة ، وانهم من المهمشين والمساكين .
كعادة اغنياء الحرب والمصائب لم يلتفتوا الى اهلهم ولم يهتموا برفاهيتهم ولم يعودوا الى قراهم وبواديهم . شيدوا اجمل المنازل ركبوا افخم السيارات تزوجوا اكثر من زوجة .وصار اهل الخرطوم هم المهمشين .اليكم الدليل.
الدكتور الوليد أدم موسى مادبو سكنت عائلته في الخرطوم ،،اتنين،، بعد عودة والده من امريكا، ثم انتقلوا الى منزلهم الذي كان تحت التشييد في الرياض ليسكنوا في منزل جد مميز بسبب التصميم الرائع من الوالد المهندس واجتهاد والدته سكينة احمد مكي عبدو ابنة محافظ الخرطوم في الديكور واشتهر المنزل بمركب تمت صناعه وضع كديكور جميل ميز المنزل . كان يقال ان المهندس آدم مادبو قد شارك في تشييد فندق الهيلتون!! في هذا الرقي الأمن والحضارة ترعرع وليد الذي يتكلم عن التهميش !!
عندما تكلم الابله عبد الرحيم دقلو وسأل السؤال السخيف .... الخرطوم دي حقت ابو منو؟؟ ويقصد أن العاصمة بلا سيد وهى هاملة يحق له ولوحوشه من داخل الحدود وخارج الحدود باستباحتها ، وهذا ما حدث يحدت وسيحدث اذا لم نعد لعقولنا .
اول من كان يمكن ان يرد على عبد الرحيم هو الدكتور الوليد مادبو فالخرطوم قد خرجت عن بكرة ابيها لتوراي الثرى جثمان جده المحافظ المحبوب والذي مع آخرين قد صنعوا الخرطوم التى قال عنها الشيخ زايد عندما اتى ووظف 7 من السودانيين لرئاسة البلديات . ابغى ابو ظبي متل الخرطوم .!!
الوليد قد ترعرع وسط اعلام السودان وفي افخر حي في السودان . هذا الحي ضم العقول الاذرع التي طورت السودان . كان فيه بروفسيرات جامعة الخرطوم من سودانيين واجانب كبار رجال الاعمال والتجار الاطباء المهندسين امثال السياسي والرجل العظيم ابراهيم احمد والد المناضلة سعاد ابراهيم احمد . آل ابو سمرة وزوجاتهم الاوربيات آل ابارو مدير الشرطة ، ابراهيم مالك رجل الأعمال آل كشة آل المفتي كمال زكي اخصائي العظام . آل النفيدي آل كدودة منهم البروفسر الفيلسوف فاروق كدودة عز الدين السيد رئيس عدة برلمانات و ورجل التأمينات رئيس الوزراء والشخصية العالمية محمد احمد المحجوب في منزله كان استقبال الوفود العربية في مؤتمر الخرطوم واللائات الثلاثة . واليوم في تلك البيوت لا يسكن القطط كما تنبأ حميدتي ولكن اسوأ من مشى على وجه الارض . يسكنها أحط البشر اشر من كذب اسوا من خلق واكثر لؤما وعبط .
البارحة سمعت خبر وفاة السيدة بدور احمد مكي عبدو خالة الدكتور وليد آدم موسى مادبو لها الرحمة . المؤلم انها مثل الجميع بسبب الجنجويد قد ماتت مطرودة من عزها ملكها واهلها بعيد في القاهرة . قبلها بايام اتاني خبر وفاة السيدة فاطمة البلة حمزة في القاهرة . اسرة ميرغني حمزة واخيه البلة من الاسر التي قدمت للسودان كثيرا . المهندس ووزير الري هو المفاوض للمصريين في مناقشات اتفاقية مياه النيل . كان يريد ثلث المياة الكهرباء وان تدفع مصر فاتورة الترحيل . تعرض لمحاولة قتل وجرج بالرصاص في تمثيلية اطلاق النار على ناصر في الاسكندرية . القصد كان قتل ميرغني حمزة والقضاء على زملاء وحلفاء ناصر القدامي من الاخوان المسلمين والانفراد بالحكم .
صلاح احمد مكي عبدو زاملني في الدراسة كان مثل بقية اسرته امثال فؤاد مامون حسن حسين كمال الرحمة للميتين والاحياء وهو على قدر كبير من الادب واللطف وهؤلاء من ترعرع بينهم وليد وهم اصهار صلاح عيسى والفريق المميز بشير محمد سعيد حمد الذي اشترك في حرب 1956 مع الجيش المصري سلاح المدرعات . صار قائدا للمدرعات بعد مايو . اصر ناصر على سيطرة أحد اولاد عبد الحليم محمد او احمد وهم ابناء عبد الحليم جنايني الفريق حيدر رئيس الجيش المصري , وهو مع المخابرات المصرية ادخلوهم الكلية الحربية المصرية ارسلتهم المخابرات المصرية مع مجموعة من الظباط المصريين من اصل سوداني للالتحاق بالجيش . على راسهم احمد محمد الحسن الذي حكم بالاعدام على بابكر النور عبد الخالق محجوب والجميع بعد أن رفض بابكر عبد المجيد والمقبول اعدامهما.
تمرد جنود المدرعات على وجود قائد لايتكلم باللهجة السودانية ولا يعرف اخلاق السودانيين . قالوا بالواضح المدرعات قلب الجيش عاوزين قائد سوداني وكمان مشلخ . لهذا اجبر نميري لتعيين الفريق بشير محمد على حمد . وصارت المدرعات في زمنه قوية جدا . الفريق بشير كان رئيس الاركان القائد العام وزيرا للدفاع . لان نميري كان يخاف من الرجال الاقوياء ، فينما الفريق في طريقة من مسقط رأسه في القطينة سمع في الراديو انه قد احيل الى المعاش !!! ولا يزال هنالك من يطبل لنميري . طلب الفريق من السائق انزال العلم من السيارة حسب قانون الجيش . واعتبر نفسه مواطنا صالحا فقط . عمل في السعودية وترك سمعة طيبة كالسودانيين قديما على رأسهم البطل صديق الزيبق .... ارضا طرف ...... فقد امر الجنود السودانيين بوضع الظروع المليئة بالمال ارضا وتركها قبل ركوب الطائرة لأنهم ليسو ا بمرتزقة . واليوم السودان هو جمهورية المرتزقة .
خال دكتور وليد قد تزوج ابنه الفريق بشير محمد على حمد. كان فرحا مهيبا اكرم السعوديون الفريق بأن ارسلوا طائرة تحمل العشاء للضيوف . كل هذا العز القوة الامن والنظام قد قضى عليه الجنجويد الذين لم يفتح الله على دكتور وليد بكلمة نقد واحدة لجرائمهم هل العصبية القبلية تسيطر على دكتور وليد ؟؟ اذا كان وليد يفتخر ويشيد باهله الرزيقات فله اهل في الخرطوم التي طواها الرزيقات في دقائق وشردوا اهله واهل الجميع .
دكتور وليد كالكثير من السودانيين يريدون أن يصلوا الى السلطة بكل الطرق . قالوا للمحامي احمد سليمان لماذل تتحسر على السلطة بعد أن كنت وزيرا بعد اكتوبر؟؟ انت رجل ناجح محبوب ولك الكثير من الاصدقاء ؟؟ قال .... انتو ما بس ما ضقتوا السلطة . السلطة دي احلى من العرس .
لم تتوقف تلفونات وليد لدرجة انه طلب مني ان انزل طريقة للتواصل لعدم نجاعة الواتساب في الاماكن التي يتواجد فيها . وليد كان يريد أن يتسقط الاخبار لانه كما احسست يتوقع تنصيبه رئيسا للوزراء .
الحقيقة انني قد اعجبت بامكانيات ولا ازال اثمن ملكاته ومقدراته . انتهى الامر بأن وعدني مع اعظم من كتب الرواية السودانية عبد العزيز بركة ساكن بزيارتي. فرحت بالمناسبة وهيأت نفسي اولادي وبناتي وافراد الجالية السودانية . لانني احسست ان وليد كما نقول في العباسية سنة ناعمة فقد استطعت ان اصل مع اتفاق مع فندق قود مورنينق لسعر مناسب لسكن الدكتور وليد وكنت ساستضيف في شقتي البسيطة عبد العزيز. وفي هذه الشقة تمت استضافة اثنين من اعظم السودانيين الاصيلين الشاعر ازهري الذي قال عنه اخي محجوب شريق طيب الله ثراه ..... احسن شاعر في السودان ، والعالم فتحي الضو . لم يحضر الضيفان الكريمان . لم يكلفا انفسهما بالاتصال او الاعتذار حتى . الغريبة أن ابو النسب عبد العزيز بركة ساكن قد اخلف وعده ثلاثة مرات ولامثاله يجد الانسان كل الاعذار . هذا بالرغم من انه قد تلقى دعوة مني عند اقترانه بابنة ابن عمتي الدكتور سهل خالد موسى ، وقد افرحني هذا كثيرا وملأني فخرا . دعوتهم لقضاء ،،اسبوع عسل ،، في ضيافتي !!! لم اسمع منهم بعدها .
اما المهمش وليد فينطبق عليه والكثيرين في سودان اليوم ..... صلى وصام لامر كان يقصده .....فلما انقضى الامر لا صلى ولا صام .
او قول ابو العتاهية
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطر
مسكين السودان
قديما كنا نحضر في العيد من العباسية تاما فلاتة سروجية عتالة فنقر عماياالخ . واهل هذه الاحياء بالرغم من فقرهم لم يسلموا من نهب الجنجويد احتلال دورهم وتغولهم على البشربحقد دفين وروح سوداوية . بالنسبة لنا نمرة اتنين كان مجرة مختلفة . ابن خالي احمد اسماعيل ابتروالذي سكن مع اسرته في الخرطوم اتنين كان يأتي باصدقاءه من نمرة اتنين للعباسية لقضاء بعض الايام معنا في العباسية ، وهم في حالة دهشة واستمتاع . ما كان يدهشهم هى الحيشان المفتوحة على مصراعيها ،الجيران الذين يدخلون بحرية التكافل الاندماج الحب والاخاء . كلنا عبسنجية ،لا تميزك الا نفسك . لا يهم من هو ابوك ثروتكم تعليمكم مناصبكم . انتم في شوارع العباسية سواسية .ما يميزك طرحك تناغمك مع رزم المجتمع وتقبلك للجميع .
في الخرطوم اتنين كنا نستمتع بمشاهدة المتاجر المقاهي الحدائق السيارات الفاخرة الملابس المختلفة الجنسيات المتعددة وكل الوان الطيف في الخرطوم اتنين. كل شئ كان جميلا الناس تعيش في تآلف حب احترام ومعقولية وامن .
عندما اسمع بمن تعامل مع الجنجويد او وضع يده في يدهم اصاب بالغثيان . حتى اذا نسينا الملايين الذي احال الجنجويد حياتهم الى جحيم وهاجروا الى مصر التي تحكمها حكومة الشر التي لا ترحم حتى الشعب المصري ، كيف نستطيع أن ننسى التطهير العرقي الذي فاق جرائم النازية وتعرض له اهلنا المساليت حارسي بوابة الغرب ؟؟
اغلب السودانيين كان لهم احترام تقدير وفخر بآل مادبو . البطل مادبو اعدمه حمدان ابو عنجة وارسل رأسه الى الخليفة بسب حقد قديم وهذا ما يمارسه من وصلوا الى السلطة في غفلة من الزمن مادبو كان بطلا للجميع . لأنه كان يضحك امام جلاديه .
العم ابراهيم موسى مادبو كان عضوا في الحزب الاشتراكي الذي كان يدعو للجمهورية الاشتراكية التي تؤمن بتداول السلطة والوصول الى السلطة فقط عن طريق صناديق الاقتراع . طالبوا بنظام فدرالي ووضع خاص للجنوب متمثلا في برلمان في اعالي النيل برلمان في بحر الغزال برلمان في جوبا . وبرلمان عام في الخرطوم . كما طالبوا بوضع خاص لجبال النوبة جنوب دارفور وجنوب النيل الازرق لانه لم يجمعهم الكثير ببقية السودان وهنالك اختلاف اللغة الدين والعادات . العم ابراهيم موسى مادبو هو الرجل الذي قال بنظرة ثاقبة لصديقه المسؤول البريطاني بيليفورالذي اخبره بان الانجليز سيغادرون السودان وان السودانيين سيحكمون انفسهم . احس العم ابراهيم موسى مادبو ان ما يحدث اليوم سيحدث وقال ..... طيب ما ركبتونا لوري لا نور لا فرامل لا بوري ...... تحققت نبوئته والنتيجة واضحة اليوم . والدليل هو..... اسوا الخلق الكيزان اتو بمن هم اكثر انحطاطا لؤما قسوة وبعدا عن الدين الانسانية انهم.... الجنجويد . الانضمام الى أحد الشرين هو ان تختار بين ابليس او الشيطان .
عندما تم الاعتداء على الدكتور وليد آدم مادبو بواسطة بشرى الصادق مدرب الجنجويد وربيب الكيزان تألمت كثيرا وتملكني الغضب . تألمت اكثر عندما علمت أن اسرة الصادق قد احتفلت بالمناسبة . كتبت عن تلك الجريمة وادنتها بقوة ليس هنالك من هو فوق القانون . لا اظن انني شاهدت او قرأت احتجاجا وادانة لذلك الجرم . دهشت اكثر أن قبيلة الرزيقات التي صارت تتقاخر باعمال ابناءها الجنجويد في قتل نهب اغتصاب خطف الفتيات وفتح سوق للنخاسة ويقول احد كبارهام انهم في دقائق سيطوون الخرطوم موطن الدكتور وليد آدم موسى مادبو ومرتع طفولته ، لم تتحرك دفاعا عن ابن احد زعماءهم عندما اعتدى عليه آل المهدي!!
قتل آلاف الدينكا نقوك وتم حرقهم خطف ابناءهم وتم بيعهم واستعباد نساءهم في الضعين لم يحرك دكتور الوليد واهله ساكنا . اليوم عندما تتدفق مئات الشاحنات الضخمة محملة بكل شئ من المسروقات التي تعب نساء ورجال شرفاء من المواطنين السودانيين، بعرق جبينهم وشقاء غربتهم . لا يجد اهل وليد غرابة في الامر .
اكثر البيوت التي تعرضت للنهب المبرمج كانت بيوت جيران وليد مادبو في نمرة اتنين الرياض والعمارات . هل وليد واهله من مارس اسوأ الأعمال يفتقدون ألشرف الامانة والانسانية ؟؟ الم يكن هنالك رجال مثل البطل مادبو الذي هزم سلاطين باشا في معركة ام وريقات والرجل العاقل السياسي المحنك ابراهيم موسى مادبو .
الدفاع الذي بدأته عن ابن آل مادبو ج بواسطة بشرى الصادق جعله يبحث عن رقمي وقام مشكورا بالتواصل معى. الحقيقة هى انه ليس لي اتصال بمن يعتبرون انفسهم من النخبة او المجتمع المخملي ومن يفتخرون بانهم اولاد العوائل والقبائل الخ . لهذا كان اتصالنا متعثرا في البداية خاصة عندما كان يتصل بي عن طريق السكرتيرة . اعتبرتها انا العبسنجي نوع من حنكشة اولاد نمرة اتنين والرياض الخ . بعد عدة محاولات وتدخل السكرتيرة وصلني كتابه نفحات الدرت الذي اسكرني . وجدت نوعا من الادب واسلون وطعم راقي ومتفرد . كتبت واشدت بالكتاب وكاتبه كما كتبت واشدت بالكثير من الكتب وقدمت لكتاب العم بدوي مصطفى وزير المعارف في حكومة الازهري الثانية ومؤسس الجامعة الاسلامية . العم مصطفى بدون هو نائب ابراهيم المفتي لاول تنظيم للاخوان المسلمين وسكرتير التنظيم كان الاستاذ والرجل الشجاع على طالب الله . وقتها لم يكن الاخوان المسلمين ــ بالرغم من متاهتهم، من اللصوص المنحطين الخونة بائعي الوطن القتلة وسارقي قوت الشعب .
يا وليد انت من المؤكد تعرف تغني وتحفظ الاغنية الوطنية للشاعر العظيم ابن الموردة محمود ابوبكر الذي تعود اصوله الى شرق السودان . والده كان مامورا ومنزلهم في الموردة كان من اجمل البيوت . هل همشوا لانهم من اهل الشرق ؟؟ تلك القصيدة تخاطب صديق الشاعر الحميم والذي كان يريد ان ينصح محمود ابو بكر بعدم الالتحاق بالجيش ومواصلة الدراسة مثل صديقه المعروف ،،بكنار ،، الدكتور عقيل احمد عقيل من اسرة مادبو .والدته كلتوم صالح جبريل وهى شقيقه الاداري السياسي الفيلسوف الشاعر توفيق صالح جبريل، وانتفلت الى الضعين من القلعة منزل والدها والذي حمل الحي اسم المنزل ،، القلعة،، . والدها كان من اكبر التجار . سكنوا في امدرمان في احد افخر المنازل في السودان . تم بناء المنزل الذي شابه القصر بالطوب الخاص الذي اتى من سنار بالمراتكب وله بوابة رائعة قام بصنعها اكبر نجاري ابواب السنط في امدرمان وهو السني .
الوالد توفي صالح جبريل كان توأم روح والدي ابراهيم بدري وقد خصاة بعدة قصائد ورثاه بعد موته . قديما كانت الصداقة قد تعني اكثر من اكثر من علاقة الدم . نظرتنا للدكتور عقيل احمد عقيل كانت مليئة بالفخر والحب لاننا كنا نعتبره من اقرباءنا لانه ابن شقيقة الوالد توفيق . توفيق ولد في جزيرة مقاصربلد الدناقلة في ديسمبر 1897 وفي نفس الوقت ولد ابراهيم بدري في ود نوباوي . آل صالح جبريل من الكنوز ويشاركون الدناقلة في اللغة التي تختلف عن المحسية ولغة السكوت . لعدة مرات في تاريخ ولادة الوالد توفيق صالح جبريل كتبت مذكرا به وما قدمه من شعر ادب وبهجة .كتبت عدة مقالات عن ساكن الدهليز وصاحب باب السنط زرعنا الحديقة امام منزله ووضعنا عليها يافطة واسميناها حديقة العشاق كما ورد في ديوان توفيق افق وشفق . كان سودانا رائعا يفتخر الانسان بالانتنماء اليه ...... اين نحن اليوم من هذا .
يتكلمون عن القضاء على دولة 56 وكأنها رجس من عمل الشيطان . هل الذين يختطفون الرجال وحتى الاطفال ويقومون بتعذيبهم ومطالبة اهلهم ببيع كل ما يملكون لاطلاق سراحهم ، من سيبنون دولة السلام والرفاهية ؟؟ الجنجويد نبت شيطاني لا يمتون للبشر باى صله .
عندما عين احمد عقيل ياورانا للحاكم العالي في القصر الجمهوري ، لم يقف في طريقه انه ليس من الدناقلة الجعليين والشايقية الذين يتوعدهم الجنجويد ويريدون استئصالهم !!! وقتها كانت الفرص متساوية، ليست مكتملة الكمال طبعا، الا انها تتسم بالمعقولية . فاللوائح والقانون كانت سارية المفعول وتشمل الجميع . التداخل التقبل التصاهرالجوار الحب التلاحم كانت من سمات ذلك الزمان ، بالرغم بعض المتعصبين والاقصائيين .
اسرة محافظ الخرطوم احمد مكي عبدو كانت من اروع الاسر السودانية . اتصفوا بالادب الجم المعقولية التعليم العالي العشائرية والطيبة . ولهذا خرجت الخرطوم وشاركهم الكثيرون من بحري امدرمان وخارج العاصمة لوداع المحافظ الانسان . اين نحن من الوالي الكوز من الهامش والذي اعتقل ريس البنطون وابنه لانهم سمحوا للآخرين بدخول البنطون مع سيادة والي الغفلة الذي اتى من المهمشين . قالوا الما شفتو في بيت ابوك بيخلعك !!
الاربعة الذين ابتعثوا الى فرنسا للحصول على الدكتوراة كانوا عقيل احمد عقيل محي الدين صابر بشير البكري واحمد السيد حمد . هؤلاء الرجال كانوا على قدر عالي من التمكن من اللغة الفرنسية الانجليزية الامانة والصدق . بعد أن تخرج الطبيب عبد الرحمن ساتي في الستينات من براغ سكن ع قريبه احمد السيد حمد . في أحد الايام ومنزل السيد حمد ملئ بالضيوف كعادة كل السودانيين ، ووقتها احمد السيد حمد كان وزيرا لوزارة التجارة طلب جنيها من الدكتور عبد الرحمن ساتي الذي كان يعمل كهاوسمان .وراتبه 50 جنيها فقط .
كنا نفخر بعقيل احمد عقيل كعميد المحامين مؤسس وزارة الخارجية فهو اول وكيل لها .
الحقيقة هى انه بسبب الظروف المناخية وطبوغلافية الارض افتقر اهل الشرق و الرباطاب المناصير والكثير من اهل الشمالية . لهذا كان اهل الشمالية اول من هاجر داخل السودان وخارج السودان . الظروف في دارفور احسن كثيرا من شمال السودان ، الا ان المتعلمين والحكام من دارفور لم يساعدوا اهلهم كثيرا ، الدليل امامنا اليوم . حميتي وزبانيته لم تأت بهم الانقاذ لتلقيح النخيل او حفر الآبار . مهمتهم كانت القتل الحرق التهجير الاغتصاب الخ .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com