صحيفة البلاد:
2025-03-18@15:22:52 GMT

مواجهة الظلام

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

مواجهة الظلام

يعدّ غياب الضوء المرئي ظلامًا ،وليس بمقدور البشر تمييز الألوان بشكل واضح في حال ازدياد الضوء ووصوله إلى أعلى مستوياته كما هو الحال في انخفاضه إلى أدنى مستوياته ووصوله إلى العُتمة، و التي لايمكن تحديد درجة أي لون في المحيط الخارجي مع القدرة على لمس المادة .

و لكن ماذا لو أنً هذه الألوان تساوت في الحيط الداخلي للشخص؟ محيطه الخاص به بينه و بين ذاته و أصبح في سطوح دائم أو في ظلام دامس؟

في الحقيقة أن كل فرد منا لديه بوصلة خاصة بها و ميزان للتوازن الذاتي ،فحينما يعتقد الفرد اعتقادات يتحيز بها لذاته ،فإنه يصبح أقرب للغرور و الأنانية و على النقيض حينما يظل محبطًا لفترة طويلة، فإنه يصبح أقرب لظلام المشكلات النفسية.

وقد يتهرّب الأفراد من مواجهة الظلام الذي يسكن داخل عقولهم و تفكيرهم ، بمحاربة الآخرين و بالتقليل من شأنهم وتسفيه أحلامهم و تكسير مجدافيهم بسبب عدم قدرتهم على معالجة المشكلات الخاصة بهم ، ومن خلال عدم قدرتهم ،فإنهم يحققون انتصاراً وهميًا لذواتهم حينما يحطمون الآخرين، و بلا أدنى شك فإن انتصارهم ماهو إلا هزيمة مؤجلة تنتظرهم في طريقهم.

كما ان التركيز على الآخرين، لن يمنحهم سوى سدوداً كبيرة بينهم و بين عملية تفكيرهم الصحي ، سدودًا تهدمهم و لا تبني أي علاقة صحية مع ذواتهم و مع الآخرين كما أنهم يتمادون بإظهار الإزدراء على الآخرين و التعامل بعنف معهم ،لأنهم في ظنهم أنهم سيصبحون الأفضل بهذه الطريقة، والتي لا تجني لهم سوى انعدام الثقة بالنفس، والضرر الجسيم لذواتهم.

إن مواجهة بقع الظلام للفرد تتم وفق تقنيات عديدة و هذه التقنيات تعتمد على الممارسة المستمرة وأهمها مواجهة التحدّيات الذاتيه و معرفة مناطق الضعف و تنميتها و تطويرها من خلال البحث و التعلم و تطبيق العلم، كما أن إداراك عدم وجود أفراد مثاليين بشكل كامل ، بل إن الجميع يبحثون لمرحلة الوصول إلى المثالية و ليس هناك أجمل من فرد تجاوز عقباته ذاته و برز وسطع في مجتمعه.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع

أصدرت مجلة "القافلة" عددها الجديد (709) لشهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2025، الذي ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على مستقبل الإنترنت، واحتفى بفصل الربيع برمزيته الجمالية والتجديدية، كما تضمَّن مقالات أدبية وفنية وعلمية تسلط الضوء على التطورات الراهنة ومساحات ثقافية متنوعة.

تناولت افتتاحية العدد دور التقنية الرقمية في مشهد الإعلام، انطلاقاً من المنتدى السعودي للإعلام الذي عُقد في الرياض في فبراير (شباط) الماضي، حيث انصب قسط وافر من التركيز فيه على تأثير التقنية على مستقبل "الإعلام في عالم يتشكَّل".


مخاوف التزييف العميق

في قضية العدد، تناول عدد من المختصين "مستقبل الإنترنت والقرية العالمية في ظل التزييف العميق"، لتسليط الضوء على القدرة المذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع صوت وفيديو وصور مزيفة تحاكي الواقع بدقة مذهلة، مما يفتح آفاقاً إعلامية جديدة ويثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات في العصر الرقمي.
وتطرّق النقاش أيضاً إلى سبل مواجهة سوء استغلال مثل هذه التقنيات، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور وتطوير تقنيات ذكية مضادة تكشف المحتوى المزيَّف.


"هوبال".. والعربية وأقنعة الهوية

في باب "أدب وفنون"، كتب وائل فاروق عن التفاعل بين اللغة العربية و"الآخر" وأثر ذلك في تطويرها، بدءاً من إسهامات العلماء ذوي الأصول غير العربية في تأسيس علوم  اللغة، ومروراً بتأثير حركة الترجمة والاستشراق، وانتهاء بدور المراكز الثقافية خارج العالم العربي في إرفاد لغةٍ يصفها بأنها "نهر بين ضفّتين.. شرقية وغربية".
من جانبه سلَّط شعيب الحليفي الضوء على بُعد لغوي آخر يرتبط بالروح الممزَّقة التي يتّسم بها الأدب العربي المكتوب بلغة أجنبية، حيث يطفو هذا النقاش المستمر مجدَّداً على السطح عقب إعلان فوز الكاتب الجزائري الأصل، كمال داود، بجائزة "الجونكور".

واستعاد شوقي بزيع ملامح صورة من الذاكرة للشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة، "شاعر العصف الذهني واللغة المتوترة". أما طامي السميري، فاستكشف صور الجار في الرواية العربية، مشيرًا إلى التحولات الاجتماعية التي أثرت على مفهوم الجيرة عبر الزمن.
وفي سينما سعودية، نطالع قراءة نقدية عن فيلم "هوبال" كتبها د. فهد الهندال، بينما يسلِّط زكي الصدير الضوء في فرشاة وإزميل على الأسلوب الفني للنحّات العماني أحمد الشبيبي، الذي يتميَّز بتجريد الخط العربي وتحويله إلى أعمال بصرية معاصرة.


هل تُنقذنا الحيوانات من الوحدة؟

في باب علوم وتكنولوجيا، يكتب د. عبدالرحمن الشقير عن "تاريخ التعدين في عالية نجد"، باحثًا موضوع استخراج المعادن في المنطقة وأهميته الاقتصادية. أما نضال قسوم، فيتناول "الظواهر والأجسام الغريبة" وما يُثار حولها من جدل، حيث يرصد ويقيِّم بعدسة العلم الاعتقادات المتزايدة حول الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر غير المألوفة، التي يربطها البعض بوجود كائنات فضائية.
ويناقش رمان صليبا تأثير الحيوانات الأليفة في تحسين الصحة النفسية، خاصةً في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة. كما تشرع فاطمة البغدادي في رحلة البحث عن جمال الذات، التي أبرزت مفهوم "صورة الجسم" لدى البشر، منذ أن بدأت تتشكَّل مع اختراع المرايا ووصولًا إلى تأثرها اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي.


من كوريا إلى العالم.. ومن العالم إلى تايلاند

في باب آفاق، يؤكد عصام زكريا أن المشاهدة المنفردة ليست كالمشاهدة في حشد،  فدور الجمهور لا يقتصر على التأثير في تلقي العمل الفني فحسب، بل يؤثر في الفنان نفسه.
ويتناوب علي المجنوني وعبود عطية على الإدلاء برأيهما حول دور المكتبة المنزلية في العصر الجديد. كما تبحث الكاتبة لي يي جي (لمياء) كيف أصبحت الثقافة الكورية قوة ناعمة تمتد عبر الموسيقى والدراما واللغة، لتؤثر في المجتمعات حول العالم. أما في زاوية عين وعدسة، فتأخذنا كلمة ياسر سبعاوي وعدسة عبدالله البطّاح في جولة مصورة إلى تايلاند، حيث الطبيعة الخلّابة وعناق الحداثة والتقاليد.
وفي ملف العدد، تكتب مهى قمر الدين عن رمزية فصل الربيع، وحضوره في المخيلة الإنسانية. كما ترصده في بُعده البيئي، وتتبع ما له من آثار عميقة في النفس وأصداء ما لبثت تتردَّد في مختلف الثقافات.


مقالات مشابهة

  • حكومة كردستان الجديدة.. صفقات عائلية وصراعات حزبية تضعها على طريق الفشل
  • حكومة كردستان الجديدة.. صفقات عائلية وصراعات حزبية تضعها على طريق الفشل - عاجل
  • بطل في الثالثة من عمره.. طفل أمريكي ينقذ جدته رغم إصابتها
  • بارزاني وطالباني يؤكدان أهمية تشكيل الحكومة الجديدة بأقرب وقت
  • تقنية مبتكرة للاستماع إلى أصوات الفيروسات الدقيقة
  • مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
  • طارق الشناوي: أشغال شقة جدا تفوق بفارق شاسع عن أقرب منافسيه في الكوميديا.. خاص
  • مساعد الرئيس الروسي: نستعد لقمة بوتين وترامب وسيتم تنظيمها في أقرب وقت
  • العلماء يتمكنون من تحويل الضوء إلى مادة فائقة الصلابة
  • انهيار شبكة الكهرباء الوطنية في كوبا.. 10 ملايين نسمة غارقون في الظلام